تسجيل الدخول

قرأت مؤخّرا مقالا عن علاقة الغرب بالحركات الإسلاميّة، و التّطور التاريخي لهذه العلاقة بدءا بالوفاق الاستراتيجي أيام الحرب في أفغانستان ضد الدب الروسي و انتهاء بالعداء المتصاعد، نتيجة للسياسات الأمريكيّة المتغطرسة و كره الشعوب العربية و الإسلاميّة لها، و خصوصا بعد 11/9
و مما لفت نظري في هذا المقال هو أنه نقل عن كاتب صحفي أمريكي قوله أن دعاة السعودية الوهابيين و الإرهاب اختلفوا في الوسائل و اتّفقوا في الغاية
و من وجهة نظري فإن الكثير من المتطرّقين لموضوع الإرهاب يعالجونه من زاوية واحدة، غافلين عن حقيقة مهمة هي أن الإرهاب له طرق عديدة لصناعته، ليس التطرف الديني أوّله و لن يكون القمع الدولي آخره
حتما السنوات القادمة ستفصح لنا عن أنواع جديدة من الإرهاب، و أنا سأستبق الأحداث و أقول أن الإرهاب القادم سيكون إرهاب الشركات المتعددة الجنسيات، فهذا الغول الذي لا يشبع ما زال يزحف ببطء ملتهما كل ما يمرّ في طريقه، و مع امتلاكه للقوّة و رأسالمال ستكون الدول عاجزة أمامه، بل سستمكن هذه الشركات من فرض إملاءاتها كما تشاء، متدخّلة في السياسات الداخلية لجميع الدول و خصوصا الضعيفة منها
أما إرهاب الحركات الإسلاميّة المتطرّفة فسيتحوّل إلى صراع من أجل البقاء، فكل حركة تسعى لنيل المزيد من المكاسب و مراكز السلطة على حساب الحركات الأخرى و لو كان ذلك مقابل التخلي عن بعض المبادئ ، أو عن طريق التحالف مع عدو خارجي
كما أن العالم سيشهد الكثير من قمع الحريات الدينية و انتهاكات حقوق الإنسان، و الفترة القادمة حاسمة خصوصا مع ترقّب العالم لملف النووي الإيراني الذي في حال امتلاك هذه الأخيرة للسلاح النووي فإن المعادلة ستنقلب رأسا على عقب، و ساعتها سنشهد المزيد من الشغب و الأعمال الإرهابية و القمعية في الوطن العربي بداية بالعراق و مرورا باليمن و قد يصل مداها إلى دول الخليج ، كما أن مصر و الجزائر ليستا بمنئ من شهود المزيد من الأعمال الإرهابية، خصوصا في ظل الغليان الإجتماعي التي تشهده هذه البلدان ، حتى تونس المعروفة بالاستقرار و هدوء الشعب بدأنا نرى فيها موجة من أعمال العنف
و الله يصلح أحوالنا

نعم ان الازمات الاقتصادية هي التي ستعصف بالعالم في الاعوام القادمة خاصه العالم الثالث وتدخله في مشاكل وازمات قد تتحول الى ارهاب اكثر سوءا من الارهاب الذي نعرفه نتيجة لسوء الاحوال المعيشية للشعوب واانتشار الفقر والظلم والفساد . هناك بلدان كثيرة تعيش على مقولة القطرة التي ستفيض الكأس وستاتي هذه القطرة كما حدث مع تونس .

يا سيد غريبا تفائلوا خيرا تجدوه المطلع على الأزمة في تونس سيشهد على ان ظروفهم تختلف عن ظروفنا كلية فسبب هذه الاحتجاجات ليس الخبز فقط كما يتراى من بعيد ولكن هناك امور اكبر من الحبز وهذا ليس موضوعنا فقط اريد ان الفت الانتباه ان السلبية في المداخلات لا تنفع وبدوي ان اقرا افكار ولا احباطات واستسلام وانتظار العاصفة
ساعود للموضوع الأصلي مع تحياتي

الأخ منير طرح موضوعا في غاية الأهمية وارجو فقط ان لا نمر عليه مرور الكرام ونبقى نلهث وراء مواضيع الاثارة التي فيها اكالة التهم بدون وجه وتعليق كل الفشل على مشجب الحكومة وننسى دورنا كمواطنين يمتلكون قدرا من الثقافة وقدرا من العلم يجب توظيفه لصالح البلد ومن اجل أن يكون المواطن على بينة من الكثير من الأمور التي تحدث حولنا
ومن بينها وكما سماها أخونا منير الارهاب القادم وهي الشركات المتعددة الجنسيات والتي تلتهم في طريقها الأخضر واليابس وهي وجه من أوجه العولمة والتي تعني اسقاط الحدود في كل شيء فلا حدود امام الرأسمال ولا حدود امام الثقافات ولا حدود امام الاعلام وهنا يكمن الخطر اذا لم نكن محصنيين عقائديا ودينيا وايمانيا وماليا واقتصاديا ووعيا كاملا متكاملا لكل أوجه هذا الخطر فهو لن ياتينا بوجهه القبيح بل العكس فهو سيرينا وجهه الحسن الذي نظن معه ان الجنة قادمة مع هؤلاء بمعنى ان الشركات المتعددة الجنسيات تدس السم في العسل
أتمنى أن أقرأ أفكارا أخرى علي أستفيد ويستفيد آخرون
تحياتي لصاحب الموضوع الأخ منير