أسباب نجاح التونسيين وفشلنا
20-01-2011, 10:49 AM
قرأت الكثير من المقالات و المواضيع التي تزامنت مع الأحداث الأخيرة في المغرب العربي و ما تلاها من تصعيدات خطيرة وصلت إلى حد إزهاق الأرواح
فعدد الضحايا في تونس أعلن أنه بلغ ستين حالة وفاة، و لكن التقارير الدقيقة تشير إلى أن العدد يفوق ذلك، و أنه ربّما يتجاوز المائة
كما أنه في كل من الجزائر و موريتانيا و مصر شهدت حالات عديدة من محاولات الانتحار بالحرق احتجاجا على تردّي الأوضاع
لكن المفارقة التي لا بد أن نتساءل عنها الآن هي : ما سرّ نجاح البوعزيزي - رحمه الله - و فشل الشاب التبسي أو غيره الذين فعلوا نفس ما فعله البوعزيزي إلا أن النتيجة لم تكن واحدة ؟!
الذي يظهر لي من خلال محاولة الاستقراء للوضع هو التالي :
1- الثقافة المختلفة لكل من الشعب الجزائري و التونسي في تعاملهم مع الحياة و الموت ، فالشعب التونسي شعب طموح يسعى لبناء الحياة، و إقامة صرح العيش الهنيء ، و لم يلجأ أبدا طوال مساره التاريخي لاستعمال العنف و القتل للتعبير عن مشاغله و اهتماماته
لقد عرف الشعب التونسي بإقدام الشاب البوعزيزي على فعلته، أن الوضع وصل إلى طريق مسدود، فكانت وفاته هي النقطة التي أفاضت الكأس و أشعرت التونسيين بأنه لا أمل لهم إلا بالتغيير الجذري
أما نحن الجزائريين فنظرتنا للموت و الحياة نظرة أخرى مختلفة ، فنحن لا نعمّر دنيانا إلا على الخراب ! نعم هذه حقيقة مؤلمة و لكنها دامغة، فمنذ الاستقلال و نيل مصيرنا بأيدينا بدأنا بداية خاطئة ، حينها غرس القادة في نفوسنا بذرة مريرة هي بذرة العنف و اللجوء إلى القوّة
و أثمرت هذه البذرة حربا أهلية أخرى راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء
و خسرنا ليس فقط النفوس و لكن خسرنا أيضا معنى الحياة، خسرنا كيفية بناء دولتنا و إعمارها ، و الغنيمة الوحيدة التي جنيناها هي غنيمة الموت، حيث صارت ثقافة الموت هي الأصل عندنا ، و لهذا لا أحد يبالي بالمئات من الشباب الذين يرمون أنفسهم في قوارب الموت يوميا، و لا أحد يبالي بالشاب الذي يحرق نفسه بالبنزين
_________________________________
هناك أسباب سأتكلم عنها في التعليق القادم بعد أن أقرأ تعليقاتكم
فعدد الضحايا في تونس أعلن أنه بلغ ستين حالة وفاة، و لكن التقارير الدقيقة تشير إلى أن العدد يفوق ذلك، و أنه ربّما يتجاوز المائة
كما أنه في كل من الجزائر و موريتانيا و مصر شهدت حالات عديدة من محاولات الانتحار بالحرق احتجاجا على تردّي الأوضاع
لكن المفارقة التي لا بد أن نتساءل عنها الآن هي : ما سرّ نجاح البوعزيزي - رحمه الله - و فشل الشاب التبسي أو غيره الذين فعلوا نفس ما فعله البوعزيزي إلا أن النتيجة لم تكن واحدة ؟!
الذي يظهر لي من خلال محاولة الاستقراء للوضع هو التالي :
1- الثقافة المختلفة لكل من الشعب الجزائري و التونسي في تعاملهم مع الحياة و الموت ، فالشعب التونسي شعب طموح يسعى لبناء الحياة، و إقامة صرح العيش الهنيء ، و لم يلجأ أبدا طوال مساره التاريخي لاستعمال العنف و القتل للتعبير عن مشاغله و اهتماماته
لقد عرف الشعب التونسي بإقدام الشاب البوعزيزي على فعلته، أن الوضع وصل إلى طريق مسدود، فكانت وفاته هي النقطة التي أفاضت الكأس و أشعرت التونسيين بأنه لا أمل لهم إلا بالتغيير الجذري
أما نحن الجزائريين فنظرتنا للموت و الحياة نظرة أخرى مختلفة ، فنحن لا نعمّر دنيانا إلا على الخراب ! نعم هذه حقيقة مؤلمة و لكنها دامغة، فمنذ الاستقلال و نيل مصيرنا بأيدينا بدأنا بداية خاطئة ، حينها غرس القادة في نفوسنا بذرة مريرة هي بذرة العنف و اللجوء إلى القوّة
و أثمرت هذه البذرة حربا أهلية أخرى راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء
و خسرنا ليس فقط النفوس و لكن خسرنا أيضا معنى الحياة، خسرنا كيفية بناء دولتنا و إعمارها ، و الغنيمة الوحيدة التي جنيناها هي غنيمة الموت، حيث صارت ثقافة الموت هي الأصل عندنا ، و لهذا لا أحد يبالي بالمئات من الشباب الذين يرمون أنفسهم في قوارب الموت يوميا، و لا أحد يبالي بالشاب الذي يحرق نفسه بالبنزين
_________________________________
هناك أسباب سأتكلم عنها في التعليق القادم بعد أن أقرأ تعليقاتكم
من مواضيعي
0 فيديو رائع لـــ الطفل الذى يحفظ جميع عواصم العالم وعند سؤاله على عاصمة اسرائيل ي
0 أحمد بن بيتور: هزيمة الجزائر أمام المغرب رياضيا برهان مؤلم على فشل كلي للدولة
0 الجزائر تشرع في بناء 13 سجناً لوضع حد لمشكلة الاكتظاظ
0 الصحفي البلجيكي ميشيل كولون يتحدث عن ليبيا ( فيديو )
0 لوحة تاريخية تصف هجوم قوات المارينزعلى درنة ( بليبيا ) سنة 1805
0 ربيع دمشق ( قصيدة )
0 أحمد بن بيتور: هزيمة الجزائر أمام المغرب رياضيا برهان مؤلم على فشل كلي للدولة
0 الجزائر تشرع في بناء 13 سجناً لوضع حد لمشكلة الاكتظاظ
0 الصحفي البلجيكي ميشيل كولون يتحدث عن ليبيا ( فيديو )
0 لوحة تاريخية تصف هجوم قوات المارينزعلى درنة ( بليبيا ) سنة 1805
0 ربيع دمشق ( قصيدة )














