[مقــال]اللباب في بيان أن المظاهرات والاعتصامات فساد وارهاب
05-09-2011, 11:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أمر بالصلاح وأثنى على المصلحين وأشهد أن لا اله إلا هو نهى عن الفساد في الأرض وذم المفسدين وأشهد أن محمدا رسول الله إمام المصلحين المتقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذا مقال في بيان أضرار ومفاسد المظاهرات والاعتصامات والجواب عن شبه أصحابها لعل الله أن ينفع به من شاء من خلقه .
فالأولى من مفاسد وأضرار المظاهرات والاعتصامات : إن المتظاهرين والمعتصمين لجأوا إلى غير الله تعالى من الأمم الكافرة ومنظماتهم وجمعياتهم ألا إنسانية والشعوب الهمجية في كشف ما حل بهم ونسوا الله ((فأنساهم أنفسهم)) فكانت تلك الأمم والمنظمات وبالا عليهم كما هو الحاصل في العراق وليبيا وأفغانستان وغيرها من البلدان.
قال تعالى : (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)).
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل)) رواه الترمذي وغيره بسند صحيح.
وقال التابعي الجليل الفقيه - من أفقه الناس بالواقع بعصره - الحسن البصري : ( لو أن الناس إذا ابتلوا من سلطانهم بشيء صبروا ودعوا الله لم يلبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ولكنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه والله ما جاءوا بيوم خير قط ثم تلا هذه الآية (( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)) رواه ابن سعد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وغيرهم.
وحال هؤلاء المتظاهرين والمعتصمين في الفزع إلى غير الله كـ :
المستجير بعمرو عند كربته ***كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وقول الشاعر:
أثر البهتان فيه*** وانطلى الزور عليه .
ملأ الجو صراخا *** بحيــاة قاتـليـــه .
يا له من ببغاء *** عقله في أذنيه.
الثانية : المظاهرات والاعتصامات إرهاب وأذية للحكام والحكومات والشعوب .
قال تعالى : (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)).
وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا يحل لمسلم أن يروع مسلما)) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح.
فالمتظاهرون والمعتصمون آذوا وروعوا وأرهبوا الحكام والحكومات ورجال الأمن والتجار والأطفال والمارين في الطرقات والمجاورين لهم في البيوت أشد من إرهاب القاعدة .
الثالثة : المتظاهرون والمعتصمون أهانوا حكامهم وولاة أمورهم.
عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أهان السلطان أهانه الله)) رواه الترمذي بسند حسن .
الرابعة : المظاهرات والاعتصامات خروج على الحكام أو وسيلة للخروج والثورات الهمجية التي تهلك الحرث والنسل .
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من كره من أميره شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية)) متفق عليه.
والأدلة في تحريم الخروج على ولاة الأمر كثيرة جدا ذكرتها في رسالتي (تحذير المغرور من الخروج على ولاة الأمور) والسلف كانوا يقولون : حاكم ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم .
الخامسة : المظاهرات من أسباب القتل والقتال وسفك الدماء كما في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها وما يترتب على ذلك من ترميل النساء وتيتيم الأولاد وتحزين الوالدين والأقربين وغيرها من الأضرار التي بينتها في رسالتي: ((الرادعة في التحذير من القتل ودوافعه)) ذكرت فيها أكثر من مائة دليل في تحريم القتل ووسائله وأضراره وعواقبه من الكتاب والسنة وأقوال السلف.
السادسة : المظاهرات والاعتصامات وسيلة لإختلاط الرجال بالنساء وهتك الأعراض.
السابعة : المظاهرات من أسباب السرقة والنهب والسلب والاعتداء على أموال الدولة والشعب.
الثامنة : المظاهرات والاعتصامات بدعة في تغيير المنكر - الذي وقع المتظاهرون في أعظم منه - لم تكن على عهد رسول الله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان (( وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)) فمثل المتظاهرين كمثل الذي أراد أن يزيل الخمر بالبول.
عن المعلى بن زياد قال : قيل للحسن : يا أباسعيد خرج خارجي بالخريبة فقال : (المسكين رأى منكرا فأنكره فوقع فيما هو أنكر منه) رواه الآجري في الشريعة.
التاسعة : المظاهرات والاعتصامات تشبه بأعداء الإسلام من اليهود والنصارى والبعثيين والاشتراكيين والرافضة.
قال تعالى : (( ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ومن تشبه بقوم فهو منهم)) رواه أحمد بسند جيد.
العاشرة : المتظاهرون والمعتصمون ضيقوا الطرق على المسلمين وآذوا المسلمين في طرقهم وأفسدوها وخربوها .
عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((من آذى المسلمين في طرقهم فقد وجبت عليه لعنتهم)) رواه الطبراني في الكبير .
والأدلة كثيرة في الترغيب في إزالة الأذى من الطريق والترهيب من أذية المسلمين في طرقهم وبيان أن هذا الفعل كبيرة من كبائر الذنوب .
الحادية عشر: المظاهرات والاعتصامات خروج عن أمر الله ورسوله وإتباع للهوى والشيطان وجنوده ومن يفعل ذلك يشقى وتعب في الدنيا والآخرة قال تعالى : (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة طنكا)).
الثانية عشر : المظاهرات والاعتصامات دعوة إلى التفرق والاختلاف وما فيهما من جلب المفاسد ودفع ورفع المصالح.
قال تعالى : (( ولاتكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )).
وقال تعالى : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات أولئك لهم عذاب عظيم)) .
وقال تعالى : (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)).
الثالثة عشر : المتظاهرون والمعتصمون أثاروا الشحناء والبغضاء والكراهية والحقد بين الحاكم والمحكوم والشعب الواحد والقبيلة الواحدة والبيت الواحد وبين الأخ وأخيه والإسلام نهى عن ذلك كله.
الرابعة عشر : المتظاهرون والمعتصمون فتحوا الباب لأهل الفساد والطمع والمتربصين بالمسلمين وبلدانهم وأموالهم وأعراضهم من الكفار والمنافقين .
الخامسة عشر: المتظاهرون والمعتصمون فيهم من يحمل شعارات الكفر والإلحاد والفسوق والفجور وينادي بها ويطالب.
السادسة عشر : المظاهرات والاعتصامات فيها السب والشتم والقذف.
قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذئ)) رواه الترمذي وغيره.
السابعة عشر : المظاهرات والاعتصامات تكبد الحكومات خسائر كبيرة جدا تسبب في ضعف أمن واقتصاد البلاد وغلاء الأسعار.
الثامنة عشر : المتظاهرون والمعتصمون يعملون لصالح أعداء الدين والوطن الذي يزعم المتظاهرون أنهم يتضررون بأفعالهم الجنونية .
التاسعة عشر : المتظاهرون والمعتصمون عطلوا التاجر عن تجارته والموظف عن وظيفته والمزارع عن مزرعته والقريب عن زيارة قريبه وقيدوا حريتهم بالظلم والعدوان وأعظم من ذلك أنهم شغلوا المسلمين عن عباداتهم وطاعة ربهم .
العشرون : المظاهرات والاعتصامات وسيلة من وسائل الضغط عند الكفار وأذنابهم من الأحزاب والمنظمات والجمعيات الإجرامية على الحكام لتحقيق بعض ما يريدونه منهم.
الحادية والعشرون : المظاهرات والاعتصامات تدل على حب أصحابها لأنفسهم وأحزابهم وتقديمها على حب الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين وشعوبهم وأوطانهم فهم من أبعد الناس عن الوطنية التي يتشدقون بها فالوطني لا يخرب بلاده ولا يسعى في ذلك ويصبر على الظلم فيها أو يهاجر منها ويبذل نفسه وماله في صلاحها وأمنها لا من لم يحصل وظيفة ورئاسة ومالا أقامها ثورة .
الثانية والعشرون : كل ما يحصل بسبب المظاهرات من سفك للدماء وانتهاك الأعراض والسرقة وضياع المال العام والخاص وجميع أنواع الفساد فالمتظاهرون والمعتصمون عليهم وزر تلك الأعمال لا ينقص من أوزارهم شيئا قال صلى الله عليه وسلم : (( ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)) رواه مسلم.
الثالثة والعشرون : المظاهرات والاعتصامات ضياع للأموال والأوقات وقد نهى الله ورسوله عن ذلك . وقال ابن القيم : ضياع الوقت أشد من الموت.
الرابعة والعشرون : المظاهرات والاعتصامات تدل على سخافة عقول أصحابها وعدم تقديرهم للمصالح والمفاسد أو خبثها وأنهم لايريدون الصلاح وإنما يريدون الفساد .
الخامسة والعشرون : المتظاهرون والمعتصمون يلقون بأنفسهم إلى التهلكة والله تعالى يقول : (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)).
السادسة والعشرون : المظاهرات والإعتصامات تدل على حب أصحابها للمال والرئاسة والوصول إليهما وأنهم طلاب رئاسة ومال ودنيا لا طلاب صلاح وإصلاح .
السابعة والعشرون : المظاهرات والاعتصامات تخل بالأمن الذي هو من أعظم النعم وتنشر الفوضى التي هي من أعظم أسباب الشر.
هذه هي أكثر ومفاسد وأضرار المظاهرات والإعتصامات وهي منكر من أعظم المنكرات وإرهاب من أعظم الإرهاب بل أعظم وأخبث من الإرهاب التي تدعي دول أمريكا ودول الغرب وأحزابها القذرة في الدول الإسلامية أنها تحاربه.
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر.
ولأصحاب المظاهرات والاعتصامات بعض الشبه :
منها : إن الحاكم رخص فيها .
والجواب : لا خلاف بين المسلمين أنه لا طاعة لمخلوق في معصية كما أمر الله ورسوله بذلك والمظاهرات والاعتصامات من أعظم الذنوب والمعاصي .
ثم إن الحكام لا يرضون بذلك ولكنهم مغلوب على أمرهم وقد يكون بعض الحكام يريد أن يستدرج بعض الناس لضربهم والقضاء عليهم .
ومنها : قولهم : نريد مظاهرات سلمية .
الجواب : المظاهرات والاعتصامات لا تجوز سواء كانت سلمية أو غيرها ، ثم إن المظاهرات السلمية عاقبتها ثورة وحرب دموية ودمار وفساد ويندس فيها أهل الشر والفساد وكما قيل : فإن الحرب أولها كلام .
والإسلام نهى عن كل قول وفعل يؤديان إلى مفسدة أعظم ولو كان في الأصل مباحا فكيف والمظاهرات حرام.
ومنها : قولهم : إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الذي آذاه جاره أن يخرج متاعه إلى الطريق وهذا دليل على المظاهرات.
والجواب عن ذلك : الرسول صلى الله عليه وسلم أمر رجلا واحدا فقط ولوقت قصير ولم يأمر بمظاهرة العشرات والمئات ، ثم هذه المسألة تتعلق بمعاملة الجار وأما الحاكم فقد شدد الرسول في معاملته وجعل له معاملة خاصة كالنصيحة سرا والصبر على ظلمه وأذاه وتحريم منازعته ولو كان المنازع من أتقى الناس والأحاديث في ذلك أكثر وأصح من ذلك الحديث الواحد لما في الإخلال بذلك من الفساد الخاص والعام .
ومنها : قولهم : حصل بالمظاهرات والاعتصامات بعض الخير.
والجواب : ما حصل من النفع من المظاهرات شيء قليل مغمور بجانب ما حصل بسببها من الضرر الكبير للعام والخاص والقاعدة تقول : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
ومنها : قولهم : إن بعض الصحابة تظاهروا .
الجواب : لا يعرف ذلك عنهم بإسناد صحيح ولا حسن وإنما هي من فعل أهل الجهل والشغب.
ومنها : قولهم : الحكام كفروا فجاز الخروج عليهم .
فالجواب : العلماء المنصفون لا يوافقونكم في تكفيرهم كلهم ومن كفره العلماء منهم لا يجيزون الخروج عليه إلا بشروط :
الأول : الاستطاعة والقوة عند الخارجين اللتان يتم بهما تنحيته من غير ضرر عظيم يحل بالمسلمين .
الثاني : تحقق المصلحة بالخروج علية .
الثالث : وجود البديل الصالح القوي الأمين .
الرابع: أن لا تعود الدائرة على المسلمين .
وكل هذه الشروط غير متوفرة عند المتظاهرين والخارجين .
وقبل هذا لا بد من توعية الشعوب التوعية الشرعية السلفية.
ومنها : إن السكوت عن منكر الحكام ضعف وجبن والمظاهرات والاعتصامات نوع من أنواع التغيير .
والجواب: أهل السنة مجمعون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشروطه الشرعية كالعلم بالمنكر والمعروف وأن تكون كلمة الله هي العليا لا كلمة الحزب والطائفة وفلان وفلان وأن لا يؤدي المنكر إلى ما هو أنكر منه، وإنكار ظلم الحكام يكون بالمناصحة وإنكاره بالخطابة والكتابة دون ذكر فلان وفلان لأن بذلك يحصل المقصود وكذلك عدم قبول المنكر والعمل به من غير فتنة وثورة.
والصبر على ظلم الحكام من غير رضا به ولا ثورة ولاخروج من أعظم الطاعات والتغيير كما مر ويدل على الشجاعة وضبط النفس قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)) متفق عليه.
وأنواع التغيير كثيرة منها : التمسك بالحق والدعوة إليه بعلم وتفهيم الناس أمر دينهم والدعاء وإصلاح النفس، والصبر ، والنصيحة ، وعدم قبول المنكر والتوبة والاستغفار.
ثم إن المظاهرات والاعتصامات وسيلة للتغيير لكنها من وضع سيئ إلى ما هو أسوء منه والمظاهرات لا تدل على شجاعة ولكنها تدل على الحماقة والطيش والسفه والشجاعة إذا لم تكن برأي وتدبير فهي حماقة فشجاعة الرأي وصوابه مقدمة على شجاعة البدن قال المتنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان هي أول وهي المحل الثاني
والشجاع من يقف عن حدود الله ولا يتجاوزها ويدور مع سنة رسول الله .
قال ابن الوردي :
ليس من يقطع طرقا بطلا إنما من يتق الله البطل
ولما انسحب خالد بن الوليد في غزوة مؤتة حفاظا على من بقي من المسلمين أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وسمى ذلك فتحا.
قال ابن القيم في الفروسية : ( ولما كانت الشجاعة خلقا كريما من أخلاق النفس ترتب عليها أربعة أمور وهي مظهرها وثمرتها : الإقدام في موضع الإقدام والإحجام في موضع الإحجام والثبات في موضع الثبات والزوال في موضع الزوال
وضد ذلك مخل بالشجاعة وهو إما جبن وإما تهور وإما خفة وطيش
وإذا اجتمع في الرجل الرأي والشجاعة فهو الذي يصلح لتدبير الجيوش وسياسة أمر الحرب .
والناس ثلاثة رجل ونصف رجل ولا شيء
فالرجل من اجتمع له اصالة الرأي والشجاعة فهذا الرجل الكامل كما قال أحمد بن الحسين المتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس مرة ... بلغت من العلياء كل مكان
ونصف الرجل وهو من انفرد بأحد الوصفين دون الآخر
والذي هو لا شيء من عري من الوصفين جميعا ) اهـ .
هذا ما تيسر لي ذكره من أضرار ومفاسد المظاهرات والاعتصامات نسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين حكاما ومحكومين لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله والرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح حتى يرفع الله عنهم الذل والهوان وما حل بهم من مصائب وأحزان.
كتبه : صالح بن عبد الله البكري .
لتحميل الملف على الورد
اللباب في بيان أن المظاهرات فساد وإرهاب.doc (61كيلو)
عدد مرات التحميل : 158
الحمد لله رب العالمين أمر بالصلاح وأثنى على المصلحين وأشهد أن لا اله إلا هو نهى عن الفساد في الأرض وذم المفسدين وأشهد أن محمدا رسول الله إمام المصلحين المتقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذا مقال في بيان أضرار ومفاسد المظاهرات والاعتصامات والجواب عن شبه أصحابها لعل الله أن ينفع به من شاء من خلقه .
فالأولى من مفاسد وأضرار المظاهرات والاعتصامات : إن المتظاهرين والمعتصمين لجأوا إلى غير الله تعالى من الأمم الكافرة ومنظماتهم وجمعياتهم ألا إنسانية والشعوب الهمجية في كشف ما حل بهم ونسوا الله ((فأنساهم أنفسهم)) فكانت تلك الأمم والمنظمات وبالا عليهم كما هو الحاصل في العراق وليبيا وأفغانستان وغيرها من البلدان.
قال تعالى : (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)).
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل)) رواه الترمذي وغيره بسند صحيح.
وقال التابعي الجليل الفقيه - من أفقه الناس بالواقع بعصره - الحسن البصري : ( لو أن الناس إذا ابتلوا من سلطانهم بشيء صبروا ودعوا الله لم يلبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ولكنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه والله ما جاءوا بيوم خير قط ثم تلا هذه الآية (( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)) رواه ابن سعد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وغيرهم.
وحال هؤلاء المتظاهرين والمعتصمين في الفزع إلى غير الله كـ :
المستجير بعمرو عند كربته ***كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وقول الشاعر:
أثر البهتان فيه*** وانطلى الزور عليه .
ملأ الجو صراخا *** بحيــاة قاتـليـــه .
يا له من ببغاء *** عقله في أذنيه.
الثانية : المظاهرات والاعتصامات إرهاب وأذية للحكام والحكومات والشعوب .
قال تعالى : (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)).
وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا يحل لمسلم أن يروع مسلما)) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح.
فالمتظاهرون والمعتصمون آذوا وروعوا وأرهبوا الحكام والحكومات ورجال الأمن والتجار والأطفال والمارين في الطرقات والمجاورين لهم في البيوت أشد من إرهاب القاعدة .
الثالثة : المتظاهرون والمعتصمون أهانوا حكامهم وولاة أمورهم.
عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أهان السلطان أهانه الله)) رواه الترمذي بسند حسن .
الرابعة : المظاهرات والاعتصامات خروج على الحكام أو وسيلة للخروج والثورات الهمجية التي تهلك الحرث والنسل .
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من كره من أميره شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية)) متفق عليه.
والأدلة في تحريم الخروج على ولاة الأمر كثيرة جدا ذكرتها في رسالتي (تحذير المغرور من الخروج على ولاة الأمور) والسلف كانوا يقولون : حاكم ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم .
الخامسة : المظاهرات من أسباب القتل والقتال وسفك الدماء كما في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها وما يترتب على ذلك من ترميل النساء وتيتيم الأولاد وتحزين الوالدين والأقربين وغيرها من الأضرار التي بينتها في رسالتي: ((الرادعة في التحذير من القتل ودوافعه)) ذكرت فيها أكثر من مائة دليل في تحريم القتل ووسائله وأضراره وعواقبه من الكتاب والسنة وأقوال السلف.
السادسة : المظاهرات والاعتصامات وسيلة لإختلاط الرجال بالنساء وهتك الأعراض.
السابعة : المظاهرات من أسباب السرقة والنهب والسلب والاعتداء على أموال الدولة والشعب.
الثامنة : المظاهرات والاعتصامات بدعة في تغيير المنكر - الذي وقع المتظاهرون في أعظم منه - لم تكن على عهد رسول الله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان (( وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)) فمثل المتظاهرين كمثل الذي أراد أن يزيل الخمر بالبول.
عن المعلى بن زياد قال : قيل للحسن : يا أباسعيد خرج خارجي بالخريبة فقال : (المسكين رأى منكرا فأنكره فوقع فيما هو أنكر منه) رواه الآجري في الشريعة.
التاسعة : المظاهرات والاعتصامات تشبه بأعداء الإسلام من اليهود والنصارى والبعثيين والاشتراكيين والرافضة.
قال تعالى : (( ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ومن تشبه بقوم فهو منهم)) رواه أحمد بسند جيد.
العاشرة : المتظاهرون والمعتصمون ضيقوا الطرق على المسلمين وآذوا المسلمين في طرقهم وأفسدوها وخربوها .
عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((من آذى المسلمين في طرقهم فقد وجبت عليه لعنتهم)) رواه الطبراني في الكبير .
والأدلة كثيرة في الترغيب في إزالة الأذى من الطريق والترهيب من أذية المسلمين في طرقهم وبيان أن هذا الفعل كبيرة من كبائر الذنوب .
الحادية عشر: المظاهرات والاعتصامات خروج عن أمر الله ورسوله وإتباع للهوى والشيطان وجنوده ومن يفعل ذلك يشقى وتعب في الدنيا والآخرة قال تعالى : (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة طنكا)).
الثانية عشر : المظاهرات والاعتصامات دعوة إلى التفرق والاختلاف وما فيهما من جلب المفاسد ودفع ورفع المصالح.
قال تعالى : (( ولاتكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )).
وقال تعالى : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات أولئك لهم عذاب عظيم)) .
وقال تعالى : (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)).
الثالثة عشر : المتظاهرون والمعتصمون أثاروا الشحناء والبغضاء والكراهية والحقد بين الحاكم والمحكوم والشعب الواحد والقبيلة الواحدة والبيت الواحد وبين الأخ وأخيه والإسلام نهى عن ذلك كله.
الرابعة عشر : المتظاهرون والمعتصمون فتحوا الباب لأهل الفساد والطمع والمتربصين بالمسلمين وبلدانهم وأموالهم وأعراضهم من الكفار والمنافقين .
الخامسة عشر: المتظاهرون والمعتصمون فيهم من يحمل شعارات الكفر والإلحاد والفسوق والفجور وينادي بها ويطالب.
السادسة عشر : المظاهرات والاعتصامات فيها السب والشتم والقذف.
قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذئ)) رواه الترمذي وغيره.
السابعة عشر : المظاهرات والاعتصامات تكبد الحكومات خسائر كبيرة جدا تسبب في ضعف أمن واقتصاد البلاد وغلاء الأسعار.
الثامنة عشر : المتظاهرون والمعتصمون يعملون لصالح أعداء الدين والوطن الذي يزعم المتظاهرون أنهم يتضررون بأفعالهم الجنونية .
التاسعة عشر : المتظاهرون والمعتصمون عطلوا التاجر عن تجارته والموظف عن وظيفته والمزارع عن مزرعته والقريب عن زيارة قريبه وقيدوا حريتهم بالظلم والعدوان وأعظم من ذلك أنهم شغلوا المسلمين عن عباداتهم وطاعة ربهم .
العشرون : المظاهرات والاعتصامات وسيلة من وسائل الضغط عند الكفار وأذنابهم من الأحزاب والمنظمات والجمعيات الإجرامية على الحكام لتحقيق بعض ما يريدونه منهم.
الحادية والعشرون : المظاهرات والاعتصامات تدل على حب أصحابها لأنفسهم وأحزابهم وتقديمها على حب الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين وشعوبهم وأوطانهم فهم من أبعد الناس عن الوطنية التي يتشدقون بها فالوطني لا يخرب بلاده ولا يسعى في ذلك ويصبر على الظلم فيها أو يهاجر منها ويبذل نفسه وماله في صلاحها وأمنها لا من لم يحصل وظيفة ورئاسة ومالا أقامها ثورة .
الثانية والعشرون : كل ما يحصل بسبب المظاهرات من سفك للدماء وانتهاك الأعراض والسرقة وضياع المال العام والخاص وجميع أنواع الفساد فالمتظاهرون والمعتصمون عليهم وزر تلك الأعمال لا ينقص من أوزارهم شيئا قال صلى الله عليه وسلم : (( ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)) رواه مسلم.
الثالثة والعشرون : المظاهرات والاعتصامات ضياع للأموال والأوقات وقد نهى الله ورسوله عن ذلك . وقال ابن القيم : ضياع الوقت أشد من الموت.
الرابعة والعشرون : المظاهرات والاعتصامات تدل على سخافة عقول أصحابها وعدم تقديرهم للمصالح والمفاسد أو خبثها وأنهم لايريدون الصلاح وإنما يريدون الفساد .
الخامسة والعشرون : المتظاهرون والمعتصمون يلقون بأنفسهم إلى التهلكة والله تعالى يقول : (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)).
السادسة والعشرون : المظاهرات والإعتصامات تدل على حب أصحابها للمال والرئاسة والوصول إليهما وأنهم طلاب رئاسة ومال ودنيا لا طلاب صلاح وإصلاح .
السابعة والعشرون : المظاهرات والاعتصامات تخل بالأمن الذي هو من أعظم النعم وتنشر الفوضى التي هي من أعظم أسباب الشر.
هذه هي أكثر ومفاسد وأضرار المظاهرات والإعتصامات وهي منكر من أعظم المنكرات وإرهاب من أعظم الإرهاب بل أعظم وأخبث من الإرهاب التي تدعي دول أمريكا ودول الغرب وأحزابها القذرة في الدول الإسلامية أنها تحاربه.
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر.
ولأصحاب المظاهرات والاعتصامات بعض الشبه :
منها : إن الحاكم رخص فيها .
والجواب : لا خلاف بين المسلمين أنه لا طاعة لمخلوق في معصية كما أمر الله ورسوله بذلك والمظاهرات والاعتصامات من أعظم الذنوب والمعاصي .
ثم إن الحكام لا يرضون بذلك ولكنهم مغلوب على أمرهم وقد يكون بعض الحكام يريد أن يستدرج بعض الناس لضربهم والقضاء عليهم .
ومنها : قولهم : نريد مظاهرات سلمية .
الجواب : المظاهرات والاعتصامات لا تجوز سواء كانت سلمية أو غيرها ، ثم إن المظاهرات السلمية عاقبتها ثورة وحرب دموية ودمار وفساد ويندس فيها أهل الشر والفساد وكما قيل : فإن الحرب أولها كلام .
والإسلام نهى عن كل قول وفعل يؤديان إلى مفسدة أعظم ولو كان في الأصل مباحا فكيف والمظاهرات حرام.
ومنها : قولهم : إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الذي آذاه جاره أن يخرج متاعه إلى الطريق وهذا دليل على المظاهرات.
والجواب عن ذلك : الرسول صلى الله عليه وسلم أمر رجلا واحدا فقط ولوقت قصير ولم يأمر بمظاهرة العشرات والمئات ، ثم هذه المسألة تتعلق بمعاملة الجار وأما الحاكم فقد شدد الرسول في معاملته وجعل له معاملة خاصة كالنصيحة سرا والصبر على ظلمه وأذاه وتحريم منازعته ولو كان المنازع من أتقى الناس والأحاديث في ذلك أكثر وأصح من ذلك الحديث الواحد لما في الإخلال بذلك من الفساد الخاص والعام .
ومنها : قولهم : حصل بالمظاهرات والاعتصامات بعض الخير.
والجواب : ما حصل من النفع من المظاهرات شيء قليل مغمور بجانب ما حصل بسببها من الضرر الكبير للعام والخاص والقاعدة تقول : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
ومنها : قولهم : إن بعض الصحابة تظاهروا .
الجواب : لا يعرف ذلك عنهم بإسناد صحيح ولا حسن وإنما هي من فعل أهل الجهل والشغب.
ومنها : قولهم : الحكام كفروا فجاز الخروج عليهم .
فالجواب : العلماء المنصفون لا يوافقونكم في تكفيرهم كلهم ومن كفره العلماء منهم لا يجيزون الخروج عليه إلا بشروط :
الأول : الاستطاعة والقوة عند الخارجين اللتان يتم بهما تنحيته من غير ضرر عظيم يحل بالمسلمين .
الثاني : تحقق المصلحة بالخروج علية .
الثالث : وجود البديل الصالح القوي الأمين .
الرابع: أن لا تعود الدائرة على المسلمين .
وكل هذه الشروط غير متوفرة عند المتظاهرين والخارجين .
وقبل هذا لا بد من توعية الشعوب التوعية الشرعية السلفية.
ومنها : إن السكوت عن منكر الحكام ضعف وجبن والمظاهرات والاعتصامات نوع من أنواع التغيير .
والجواب: أهل السنة مجمعون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشروطه الشرعية كالعلم بالمنكر والمعروف وأن تكون كلمة الله هي العليا لا كلمة الحزب والطائفة وفلان وفلان وأن لا يؤدي المنكر إلى ما هو أنكر منه، وإنكار ظلم الحكام يكون بالمناصحة وإنكاره بالخطابة والكتابة دون ذكر فلان وفلان لأن بذلك يحصل المقصود وكذلك عدم قبول المنكر والعمل به من غير فتنة وثورة.
والصبر على ظلم الحكام من غير رضا به ولا ثورة ولاخروج من أعظم الطاعات والتغيير كما مر ويدل على الشجاعة وضبط النفس قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)) متفق عليه.
وأنواع التغيير كثيرة منها : التمسك بالحق والدعوة إليه بعلم وتفهيم الناس أمر دينهم والدعاء وإصلاح النفس، والصبر ، والنصيحة ، وعدم قبول المنكر والتوبة والاستغفار.
ثم إن المظاهرات والاعتصامات وسيلة للتغيير لكنها من وضع سيئ إلى ما هو أسوء منه والمظاهرات لا تدل على شجاعة ولكنها تدل على الحماقة والطيش والسفه والشجاعة إذا لم تكن برأي وتدبير فهي حماقة فشجاعة الرأي وصوابه مقدمة على شجاعة البدن قال المتنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان هي أول وهي المحل الثاني
والشجاع من يقف عن حدود الله ولا يتجاوزها ويدور مع سنة رسول الله .
قال ابن الوردي :
ليس من يقطع طرقا بطلا إنما من يتق الله البطل
ولما انسحب خالد بن الوليد في غزوة مؤتة حفاظا على من بقي من المسلمين أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وسمى ذلك فتحا.
قال ابن القيم في الفروسية : ( ولما كانت الشجاعة خلقا كريما من أخلاق النفس ترتب عليها أربعة أمور وهي مظهرها وثمرتها : الإقدام في موضع الإقدام والإحجام في موضع الإحجام والثبات في موضع الثبات والزوال في موضع الزوال
وضد ذلك مخل بالشجاعة وهو إما جبن وإما تهور وإما خفة وطيش
وإذا اجتمع في الرجل الرأي والشجاعة فهو الذي يصلح لتدبير الجيوش وسياسة أمر الحرب .
والناس ثلاثة رجل ونصف رجل ولا شيء
فالرجل من اجتمع له اصالة الرأي والشجاعة فهذا الرجل الكامل كما قال أحمد بن الحسين المتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس مرة ... بلغت من العلياء كل مكان
ونصف الرجل وهو من انفرد بأحد الوصفين دون الآخر
والذي هو لا شيء من عري من الوصفين جميعا ) اهـ .
هذا ما تيسر لي ذكره من أضرار ومفاسد المظاهرات والاعتصامات نسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين حكاما ومحكومين لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله والرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح حتى يرفع الله عنهم الذل والهوان وما حل بهم من مصائب وأحزان.
كتبه : صالح بن عبد الله البكري .
لتحميل الملف على الورد
اللباب في بيان أن المظاهرات فساد وإرهاب.doc (61كيلو) عدد مرات التحميل : 158
من مواضيعي
0 يغفر ذنبك عند كل وجبة طعام!
0 غير مسجل هذه دعوة مني لك لتأمل هذه الآية: (( فلنحيينه حياة طيبة))
0 [ جديد ] 24 بطاقة دعوية حول فضل وأعمال عشر ذي الحجة
0 توصيات ونصائح للطلاب مع بداية الموسم الدراسي الجديد 2014م/2015م
0 افتراضي تهنئة العيد من بذرة خير إلى كل الأعضاء خاصة بذرة خير
0 نبشر كل مؤمن ومؤمنة في العالم بأن الشيخ أبوبكر الجزائري حفظه الله حي يرزق وهو يتمتع بصحة جيدة
0 غير مسجل هذه دعوة مني لك لتأمل هذه الآية: (( فلنحيينه حياة طيبة))
0 [ جديد ] 24 بطاقة دعوية حول فضل وأعمال عشر ذي الحجة
0 توصيات ونصائح للطلاب مع بداية الموسم الدراسي الجديد 2014م/2015م
0 افتراضي تهنئة العيد من بذرة خير إلى كل الأعضاء خاصة بذرة خير
0 نبشر كل مؤمن ومؤمنة في العالم بأن الشيخ أبوبكر الجزائري حفظه الله حي يرزق وهو يتمتع بصحة جيدة
