أبناؤنا 'و"الاساءة اللفضية"
18-10-2011, 09:59 PM
أبناؤنا
العنف اللفظي " الإساءة اللفظية " تجاه الأطفال من قبل الوالد
وعلاقته ببعض المتغيرات المتعلقة بالأسرة
نظراً لاتساع جوانب العنف وأسبابه وأبعاده أخذ علماء الاجتماع في تقسيم الموضوع وتصنيفه بأساليب متعددة فقد صنف على أساس : العنف المدرسي والعنف العائلي والعنف الإعلامي والعنف الحكومي... الخ.
و تم تصنيفه على أساس آخر إلى ثلاثة أنواع هي : العنف النفسي والعنف اللفظي و العنف الجسمي .
سنتناول فيموضوعنا هذا العنف اللفظي أو " الإساءة اللفظية " . إن الإساءة اللفظية التي تتضمن الازدراء والسخرية والاستهزاء و السباب من قبل الوالدين للأطفال والشباب المراهقين كفيلة بأن تحدد ملامح أساسية في شخصياتهم و تؤثر لدى الكثير منهم في رفع الروح العدوانية ، فالتنشئة الاجتماعية المنزلية المبنية على الذم والسباب.. الخ ، تحفز ظهور الروح العدوانية المكبوتة لدى الطفل لتثير فيه العنف والحقد والكراهية واستخدام القوة للرد من أجل رفع القهر الناتج عن هذا الاستهزاء ، إذ تشير العديد من التقارير المدرسية بأن أكثر المشاكل العنيفة بين الطلاب كانت بسبب السخرية والاستهزاء وتسلط الكبار على الصغارمن العمر ، كما تشير الدراسات التربوية المدرسية إلى أن نسبة 85% من الصراعات الطلابية العدوانية ترجع إلى كل من الاستفزاز والسخرية والتربية أو التنشئة المنزلية غير السوية .
إن الإساءة اللفظية لا تتوقف عند السخرية والاستهزاء بل تتعدى ذلك لتأخذ أشكالاً أخرى متعددة من عدم المساواة الشخصية والنبذ الاجتماعي واغتصاب الحقوق وعدم العدالة في بعض المواقف .
خلفية تاريخية عن الإساءة للأطفال :
تعتبر ظاهرة الإساءة للأطفال من أخطر الظواهر التي تقف في وجه تقدم المجتمع و تهدد تماسكه من كونها تنشئة اجتماعية غير صحية و خاطئة لذلك توجهت الأنظار من أجل العمل على إيجاد نظام لحماية الأطفال خاصة و أن تاريخ الطفولة يعتبر مظلماً منذ قرون ، حيث سادت أشكال القتل و التعذيب تلك العصور .
من تلك الأشكال أن حدد في القرن السابع عشر قانون فرنسي يسمح للأب بقتل أولاده مما يدل على أن الطفل لم يكن موضوعاً ذا أهمية خاصة ، و إن إباحة القتل كانت تتعلق بالأطفال الشاذين أو المعاقين أو كثيري الصراخ ، كما كانت ظاهرة بيع الأطفال للأغنياء مقابل الحصول على ثمنهم منتشرة ، كذلك ظاهرة استغلال الأطفال في العمل.
بدأت محاولة التغيير في وضع الأطفال في نهاية القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر و يظهر أوضح إنجاز عام 1899 عندما استطاع الاتحاد النسوي لسيدات ولاية الينوي الأمريكية الحصول على موافقة الحكومة المحلية في إنشاء محكمة خاصة بالأحداث .
و رغم قدر الإساءة التي تعرض لها الأطفال عبر التاريخ ، إلا أن الاهتمام بهم وجد حديثاً حيث بدأ طبيب أخصائي أمريكي أخصائي أشعة يدعى كافيه عام 1964 بالتحدث عن الإساءة الجسدية للأطفال من خلال وصف حالات نزيف دماغي و كسور عظام كان يقوم بتصويرها أثناء عمله .
أما الدراسات التي تتحدث عن آثار الإساءة اللفظية على نفسية الطفل فهي قليلة بشكل عام و من أوائل هذه الدراسات دراسة عام ( 1988 ) .
مشكلة:
أثبتت الدراسات أن أشكال الإساءة للطفل لا تحدث مستقلة عن بعضها البعض إلا بنسب قليلة من الحالات ، و الأغلب أنها تحدث بالتسلسل , فقد وجد أن الإساءة اللفظية يتبعها عادة إهمال عاطفي ، كما أن الإساءة اللفظية مرتبطة بشكل عالٍ بالإساءة البدنية .
و تتحدث الدراسات و المراجع أن الإساءة اللفظية للطفل تزداد أو تنقص باختلاف متغيرات معينة تتعلق بالأسرة و البيئة الاجتماعية و الاقتصادية و أمور أخرى . من هنا انطلقت الباحثة في تحديد المشكلة التي تتجلى في التعرف على عدد من المتغيرات التي يعتقد أنها ترتبط بما يلاقيه الطفل من إساءة لفظية .
أهمية :
تنبع أهمية الموضوع من أهمية دور الطفل المستقبلي في المجتمع و أهمية تمتعه بالصحة النفسية حتى يستطيع ممارسة دوره بشكل فعال و مفيد للمجتمع .
هدف الموضوع :
يهدف هذا الموضوع إلى التعرف إلى بعض المتغيرات التي يعتقد أنها ترتبط بالإساءة اللفظية للطفل ، و بالتالي محاولة السيطرة عليها و الحد من أثرها حتى ينشأ الأطفال في بيئة أقرب ما يمكن إلى السواء و بالتالي حتى يتمتعوا بأكبر قدر من الصحة النفسية .
العنف ضد الطفل : " أي فعل ، أو الامتناع عن فعل ، يعرض حياة الطفل وأمنه وسلامته وصحته الجسدية والجنسية والعقلية والنفسية للخطر – كالقتل ، والشروع في القتل ، والإيذاء ، والإهمال وكافة الاعتداءات الجنسية "
الاعتداء العاطفي : بوصفه النمط السلوكي الذي يهاجم النمو العاطفي للطفل وصحته النفسية وإحساسه بقيمته الذاتية. وهو يشمل الشتم والتحبيط والترهيب والعزل والإذلال والرفض والتدليل المفرط والسخرية والنقد اللاذع والتجاهل.
الإساءة اللفظية من قبل الوالدين : هي تلك الألفاظ أو الكلمات التي يستخدمها الوالدان ضد أطفالهم و التي تسبب آلام و فيها قسوة نفسية للطفل .
1. الإساءة البدنية : " تأخذ الأساة البدنية أشكالاً معروفة و غير معروفة من الممارسات العنيفة مثل الضرب على مناطق حساسة من جسم الطفل ، كما تشمل إعطاء الطفل كميات كبيرة من الأدوية أو المهدئات حتى يبقى نائماً ، و حبس الطفل فترات طويلة و استخدامه للسرقة " (الشقيرات ، المصري ، ص 9 ) ، و تشير الإساءة الجسدية عامةً إلى الأذى الجسدي الذي يلحق بالطفل على يد أحد والديه أو ذويه. وهو لا ينجم بالضرورة عن رغبة متعمدة في إلحاق الأذى بالطفل ، بل إنه في معظم الحالات ناتج عن أساليب تربوية قاسية أو عقوبة بدنية صارمة أدّت إلى إلحاق ضرر مادي بالطفل أو كادت. وكثيراً ما يرافق الاعتداء الجسدي على الطفل أشكال أخرى من سوء المعاملة. ومن الأمثلة المؤسفة والشائعة على ذلك ضرب أحد الوالدين لطفله بقبضة اليد أو بأداة ما في الوقت الذي ينهال عليه بسيل من الإهانات والشتائم. وفي هذه الحالة، يعتبر الطفل ضحية اعتداء جسدي وعاطفي في آن واحد.
ويشمل الاعتداء البدني على الطفل الرضوض والكسور والجروح والخدوش والقطع والعض وأية إصابة بدنية أخرى. ويعتبر اعتداءً كذلك كل عنف يمارسه أحد والدي الطفل أو ذويه إذا تسبب في أذى جسدي للطفل. ويشمل ذلك ضربه بأداة أو بقبضة اليد واللطم والحرق والسفع والتسميم والخنق والإغراق والرفس والخض. فكل هذه الممارسات وإن لم تسفر عن جروح أو كسور بدنية ظاهرة ولكنها تعتبر اعتداء بحد ذاتها.
2. الإساءة العاطفية : يمكن تعريف الإساءة العاطفية بوصفها النمط السلوكي الذي يهاجم النمو العاطفي للطفل وصحته النفسية وإحساسه بقيمته الذاتية. وهو يشمل الشتم والتحبيط والترهيب والعزل والإذلال والرفض والتدليل المفرط والسخرية والنقد اللاذع والتجاهل. والإساءة العاطفية تتجاوز مجرد التطاول اللفظي وتعتبر هجوماً كاسحاً على النمو العاطفي والاجتماعي للطفل وهو تهديد خطر للصحة النفسية للشخص. إذن الإساءة اللفظية تندرج تحت الإساءة العاطفية للطفل و الإساءة اللفظية سلوك يؤدي إلى رؤية الطفل لنفسه في الصورة المنحطّة التي ترسمها ألفاظ ذويه مما يحد من طاقة الطفل ويعطّل إحساسه الذاتي بإمكاناته وطاقاته. إطلاق أسماء على الطفل مثل "غبي"، "أنت غلطة"، "أنت عالة" أو أي اسم آخر يؤثر في إحساسه بقيمته وثقته بنفسه خاصة وإذا كانت تلك الأسماء تطلق على الطفل بصورة مكررة.
3. الإساءة الجنسية للطفل : "هي استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق. وهو تشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي ويتضمن غالباً التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المتحرش جنسياً. ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخلاعية والمواقع الإباحية. وللاعتداء الجنسي آثار عاطفية مدمّرة بحد ذاته، ناهيك عما يصحبها غالباً من أشكال سوء المعاملة. وهي تنطوي أيضاً على خذلان البالغ للطفل وخيانة ثقته واستغلاله لسلطته عليه."
أسباب العنف :
1.العوامل الديموغرافية
اجتماعية : التمييز ، الخلافات ، عدد أفراد الأسرة
اقتصادية : الفقر ، البطالة
قانونية : القوانين التمييزية ، القصور القانوني ، الأمية القانونية
سياسية : انخفاض المشاركة ، ضعف التنظيمات
نفسية : الإحباط ، الضغط النفسي ، العدوانية ، اضطراب الشخصية
وسائل الأعلام - سلاح ذو حدين :
•العنف في التلفزيون ، الكومبيوتر الألعاب الإلكترونية
2 . عوامل كامنة تزيد من احتمالية العنف :
المرتبطة بالمسيء : الصفات الشخصية (مُساء إليه سابقاً)
المرتبطة بالمُساء إليه
المرتبطة بالعائلة : النزاعات – الضغوطات
المرتبطة بالمحيط : مفهوم العقاب – القيم
و لكن أياً ما يكون السبب في هذا ، فالعنف مرفوض حضارياً وأخلاقيا وسلوكياً واجتماعياً
آثار الإساءة اللفظية ومؤشراتها :
تشير الإساءة اللفظية إلى النمط اللفظي الذي يؤذي الطفل و يعيق نموه العاطفي و يفقده إحساسه بأهميته واعتداده بنفسه.. ومن أشكالها المدمّرة والشائعة الانتقاد اللاذع المتكرر والتحقير والشتم والإهانة والرفض والاستخفاف بالطفل أو السخرية منه
المؤشرات السلوكية لدى الطفل:
هذه بعض السلوكيات التي قد تنم عن تعرض الطفل الإساءة العاطفية:
· السلوكيات الطفولية كالهز والمص والعض
· العدوانية المفرطة
· السلوك المخرب والهجومي مع الآخرين
· مشاكل النوم والكلام
· عدم الاندماج في نشاطات اللعب وصعوبة التفاعل مع الأطفال الآخرين
· الانحرافات النفسية كالانفعالات والوساوس والمخاوف والهستيريا
· وصف الطفل ذاته بعبارات سلبية
· الخجل والسلبية والخنوع
· سلوكيات التدمير الذاتي
التطلب الشديد
· تعطيل طاقات الإبداع و الابتكار لدى الطفل .
· عدم القدرة على تحمل المسؤولية و الشعور بالضعف
إن التفريق بين الذكر و الأنثى في الإساءة سواء اللفظية أو الجسدية له انعكاسات سيئة على نفسية الطفل الناشئ خصوصاً إذا كانت لديه أخوات إناث فهو لا يعي تماماً ما سبب هذا التفريق في المعاملة و بالتالي يتولد لديه مزيج من مشاعر الغضب و الكره و الانتقام من أخواته اللاتي لا ذنب لهن في هذا التفريق ، و أحياناً يسعى لتقليد تصرفاتهن حتى تتم معاملته كما يعاملن و بالتالي يضطرب لديه فهمه لهويته الجنسية .
مقترحات مقدمة للناشئ :
حاول أن تعرف ما هو سبب هذه الإساءة الموجهة إليك .
إذا كنت أنت المخطئ حاول تلافي بعض الأخطاء التي يمكن أن تقوم بها ، أو بعض الأعمال التي تشك أنها ستغضب الآخرين . و إذا أخطأت اعتذر عن الخطأ الذي بدر منك .
إذا أساء والدك إليك دون أن تقترف ذنباً حاول أن تشرح رأيك بوضوح حول عدم رضاك و سعادتك عن الأمر ، استخدم في ذلك لهجة مؤدبة .
إذا كانت توجه إليك ألفاظ تحمل صفات تعتقد أنها سيئة عنك ( سمين ، غبي ... ) عزز ثقتك بنفسك عن طريق إثبات قدرتك على التفوق في أمور مختلفة و لا تعر اهتماماً لما يقولون .
أحياناً لا تكون هذه الإساءة من الوالد أو الوالدة متعمدة فهما قد يكونان واقعين تحت ضغوط معينة في العمل أو ضغوط مادية مما يجعلهما عصبيين و غاضبين ، لذا تذكر أن والديك يحبانك و يهتمان لأمرك و أن هذه الضغوط هي التي تجعلهما يقسوان عليك دون قصد أحياناً .
أطلب المساعدة من المرشد المدرسي عندما يتعذر عليك حل المشكلة بنفسك
العنف اللفظي " الإساءة اللفظية " تجاه الأطفال من قبل الوالد
وعلاقته ببعض المتغيرات المتعلقة بالأسرة
نظراً لاتساع جوانب العنف وأسبابه وأبعاده أخذ علماء الاجتماع في تقسيم الموضوع وتصنيفه بأساليب متعددة فقد صنف على أساس : العنف المدرسي والعنف العائلي والعنف الإعلامي والعنف الحكومي... الخ.
و تم تصنيفه على أساس آخر إلى ثلاثة أنواع هي : العنف النفسي والعنف اللفظي و العنف الجسمي .
سنتناول فيموضوعنا هذا العنف اللفظي أو " الإساءة اللفظية " . إن الإساءة اللفظية التي تتضمن الازدراء والسخرية والاستهزاء و السباب من قبل الوالدين للأطفال والشباب المراهقين كفيلة بأن تحدد ملامح أساسية في شخصياتهم و تؤثر لدى الكثير منهم في رفع الروح العدوانية ، فالتنشئة الاجتماعية المنزلية المبنية على الذم والسباب.. الخ ، تحفز ظهور الروح العدوانية المكبوتة لدى الطفل لتثير فيه العنف والحقد والكراهية واستخدام القوة للرد من أجل رفع القهر الناتج عن هذا الاستهزاء ، إذ تشير العديد من التقارير المدرسية بأن أكثر المشاكل العنيفة بين الطلاب كانت بسبب السخرية والاستهزاء وتسلط الكبار على الصغارمن العمر ، كما تشير الدراسات التربوية المدرسية إلى أن نسبة 85% من الصراعات الطلابية العدوانية ترجع إلى كل من الاستفزاز والسخرية والتربية أو التنشئة المنزلية غير السوية .
إن الإساءة اللفظية لا تتوقف عند السخرية والاستهزاء بل تتعدى ذلك لتأخذ أشكالاً أخرى متعددة من عدم المساواة الشخصية والنبذ الاجتماعي واغتصاب الحقوق وعدم العدالة في بعض المواقف .
خلفية تاريخية عن الإساءة للأطفال :
تعتبر ظاهرة الإساءة للأطفال من أخطر الظواهر التي تقف في وجه تقدم المجتمع و تهدد تماسكه من كونها تنشئة اجتماعية غير صحية و خاطئة لذلك توجهت الأنظار من أجل العمل على إيجاد نظام لحماية الأطفال خاصة و أن تاريخ الطفولة يعتبر مظلماً منذ قرون ، حيث سادت أشكال القتل و التعذيب تلك العصور .
من تلك الأشكال أن حدد في القرن السابع عشر قانون فرنسي يسمح للأب بقتل أولاده مما يدل على أن الطفل لم يكن موضوعاً ذا أهمية خاصة ، و إن إباحة القتل كانت تتعلق بالأطفال الشاذين أو المعاقين أو كثيري الصراخ ، كما كانت ظاهرة بيع الأطفال للأغنياء مقابل الحصول على ثمنهم منتشرة ، كذلك ظاهرة استغلال الأطفال في العمل.
بدأت محاولة التغيير في وضع الأطفال في نهاية القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر و يظهر أوضح إنجاز عام 1899 عندما استطاع الاتحاد النسوي لسيدات ولاية الينوي الأمريكية الحصول على موافقة الحكومة المحلية في إنشاء محكمة خاصة بالأحداث .
و رغم قدر الإساءة التي تعرض لها الأطفال عبر التاريخ ، إلا أن الاهتمام بهم وجد حديثاً حيث بدأ طبيب أخصائي أمريكي أخصائي أشعة يدعى كافيه عام 1964 بالتحدث عن الإساءة الجسدية للأطفال من خلال وصف حالات نزيف دماغي و كسور عظام كان يقوم بتصويرها أثناء عمله .
أما الدراسات التي تتحدث عن آثار الإساءة اللفظية على نفسية الطفل فهي قليلة بشكل عام و من أوائل هذه الدراسات دراسة عام ( 1988 ) .
مشكلة:
أثبتت الدراسات أن أشكال الإساءة للطفل لا تحدث مستقلة عن بعضها البعض إلا بنسب قليلة من الحالات ، و الأغلب أنها تحدث بالتسلسل , فقد وجد أن الإساءة اللفظية يتبعها عادة إهمال عاطفي ، كما أن الإساءة اللفظية مرتبطة بشكل عالٍ بالإساءة البدنية .
و تتحدث الدراسات و المراجع أن الإساءة اللفظية للطفل تزداد أو تنقص باختلاف متغيرات معينة تتعلق بالأسرة و البيئة الاجتماعية و الاقتصادية و أمور أخرى . من هنا انطلقت الباحثة في تحديد المشكلة التي تتجلى في التعرف على عدد من المتغيرات التي يعتقد أنها ترتبط بما يلاقيه الطفل من إساءة لفظية .
أهمية :
تنبع أهمية الموضوع من أهمية دور الطفل المستقبلي في المجتمع و أهمية تمتعه بالصحة النفسية حتى يستطيع ممارسة دوره بشكل فعال و مفيد للمجتمع .
هدف الموضوع :
يهدف هذا الموضوع إلى التعرف إلى بعض المتغيرات التي يعتقد أنها ترتبط بالإساءة اللفظية للطفل ، و بالتالي محاولة السيطرة عليها و الحد من أثرها حتى ينشأ الأطفال في بيئة أقرب ما يمكن إلى السواء و بالتالي حتى يتمتعوا بأكبر قدر من الصحة النفسية .
العنف ضد الطفل : " أي فعل ، أو الامتناع عن فعل ، يعرض حياة الطفل وأمنه وسلامته وصحته الجسدية والجنسية والعقلية والنفسية للخطر – كالقتل ، والشروع في القتل ، والإيذاء ، والإهمال وكافة الاعتداءات الجنسية "
الاعتداء العاطفي : بوصفه النمط السلوكي الذي يهاجم النمو العاطفي للطفل وصحته النفسية وإحساسه بقيمته الذاتية. وهو يشمل الشتم والتحبيط والترهيب والعزل والإذلال والرفض والتدليل المفرط والسخرية والنقد اللاذع والتجاهل.
الإساءة اللفظية من قبل الوالدين : هي تلك الألفاظ أو الكلمات التي يستخدمها الوالدان ضد أطفالهم و التي تسبب آلام و فيها قسوة نفسية للطفل .
1. الإساءة البدنية : " تأخذ الأساة البدنية أشكالاً معروفة و غير معروفة من الممارسات العنيفة مثل الضرب على مناطق حساسة من جسم الطفل ، كما تشمل إعطاء الطفل كميات كبيرة من الأدوية أو المهدئات حتى يبقى نائماً ، و حبس الطفل فترات طويلة و استخدامه للسرقة " (الشقيرات ، المصري ، ص 9 ) ، و تشير الإساءة الجسدية عامةً إلى الأذى الجسدي الذي يلحق بالطفل على يد أحد والديه أو ذويه. وهو لا ينجم بالضرورة عن رغبة متعمدة في إلحاق الأذى بالطفل ، بل إنه في معظم الحالات ناتج عن أساليب تربوية قاسية أو عقوبة بدنية صارمة أدّت إلى إلحاق ضرر مادي بالطفل أو كادت. وكثيراً ما يرافق الاعتداء الجسدي على الطفل أشكال أخرى من سوء المعاملة. ومن الأمثلة المؤسفة والشائعة على ذلك ضرب أحد الوالدين لطفله بقبضة اليد أو بأداة ما في الوقت الذي ينهال عليه بسيل من الإهانات والشتائم. وفي هذه الحالة، يعتبر الطفل ضحية اعتداء جسدي وعاطفي في آن واحد.
ويشمل الاعتداء البدني على الطفل الرضوض والكسور والجروح والخدوش والقطع والعض وأية إصابة بدنية أخرى. ويعتبر اعتداءً كذلك كل عنف يمارسه أحد والدي الطفل أو ذويه إذا تسبب في أذى جسدي للطفل. ويشمل ذلك ضربه بأداة أو بقبضة اليد واللطم والحرق والسفع والتسميم والخنق والإغراق والرفس والخض. فكل هذه الممارسات وإن لم تسفر عن جروح أو كسور بدنية ظاهرة ولكنها تعتبر اعتداء بحد ذاتها.
2. الإساءة العاطفية : يمكن تعريف الإساءة العاطفية بوصفها النمط السلوكي الذي يهاجم النمو العاطفي للطفل وصحته النفسية وإحساسه بقيمته الذاتية. وهو يشمل الشتم والتحبيط والترهيب والعزل والإذلال والرفض والتدليل المفرط والسخرية والنقد اللاذع والتجاهل. والإساءة العاطفية تتجاوز مجرد التطاول اللفظي وتعتبر هجوماً كاسحاً على النمو العاطفي والاجتماعي للطفل وهو تهديد خطر للصحة النفسية للشخص. إذن الإساءة اللفظية تندرج تحت الإساءة العاطفية للطفل و الإساءة اللفظية سلوك يؤدي إلى رؤية الطفل لنفسه في الصورة المنحطّة التي ترسمها ألفاظ ذويه مما يحد من طاقة الطفل ويعطّل إحساسه الذاتي بإمكاناته وطاقاته. إطلاق أسماء على الطفل مثل "غبي"، "أنت غلطة"، "أنت عالة" أو أي اسم آخر يؤثر في إحساسه بقيمته وثقته بنفسه خاصة وإذا كانت تلك الأسماء تطلق على الطفل بصورة مكررة.
3. الإساءة الجنسية للطفل : "هي استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق. وهو تشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي ويتضمن غالباً التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المتحرش جنسياً. ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخلاعية والمواقع الإباحية. وللاعتداء الجنسي آثار عاطفية مدمّرة بحد ذاته، ناهيك عما يصحبها غالباً من أشكال سوء المعاملة. وهي تنطوي أيضاً على خذلان البالغ للطفل وخيانة ثقته واستغلاله لسلطته عليه."
أسباب العنف :
1.العوامل الديموغرافية
اجتماعية : التمييز ، الخلافات ، عدد أفراد الأسرة
اقتصادية : الفقر ، البطالة
قانونية : القوانين التمييزية ، القصور القانوني ، الأمية القانونية
سياسية : انخفاض المشاركة ، ضعف التنظيمات
نفسية : الإحباط ، الضغط النفسي ، العدوانية ، اضطراب الشخصية
وسائل الأعلام - سلاح ذو حدين :
•العنف في التلفزيون ، الكومبيوتر الألعاب الإلكترونية
2 . عوامل كامنة تزيد من احتمالية العنف :
المرتبطة بالمسيء : الصفات الشخصية (مُساء إليه سابقاً)
المرتبطة بالمُساء إليه
المرتبطة بالعائلة : النزاعات – الضغوطات
المرتبطة بالمحيط : مفهوم العقاب – القيم
و لكن أياً ما يكون السبب في هذا ، فالعنف مرفوض حضارياً وأخلاقيا وسلوكياً واجتماعياً
آثار الإساءة اللفظية ومؤشراتها :
تشير الإساءة اللفظية إلى النمط اللفظي الذي يؤذي الطفل و يعيق نموه العاطفي و يفقده إحساسه بأهميته واعتداده بنفسه.. ومن أشكالها المدمّرة والشائعة الانتقاد اللاذع المتكرر والتحقير والشتم والإهانة والرفض والاستخفاف بالطفل أو السخرية منه
المؤشرات السلوكية لدى الطفل:
هذه بعض السلوكيات التي قد تنم عن تعرض الطفل الإساءة العاطفية:
· السلوكيات الطفولية كالهز والمص والعض
· العدوانية المفرطة
· السلوك المخرب والهجومي مع الآخرين
· مشاكل النوم والكلام
· عدم الاندماج في نشاطات اللعب وصعوبة التفاعل مع الأطفال الآخرين
· الانحرافات النفسية كالانفعالات والوساوس والمخاوف والهستيريا
· وصف الطفل ذاته بعبارات سلبية
· الخجل والسلبية والخنوع
· سلوكيات التدمير الذاتي
التطلب الشديد
· تعطيل طاقات الإبداع و الابتكار لدى الطفل .
· عدم القدرة على تحمل المسؤولية و الشعور بالضعف
إن التفريق بين الذكر و الأنثى في الإساءة سواء اللفظية أو الجسدية له انعكاسات سيئة على نفسية الطفل الناشئ خصوصاً إذا كانت لديه أخوات إناث فهو لا يعي تماماً ما سبب هذا التفريق في المعاملة و بالتالي يتولد لديه مزيج من مشاعر الغضب و الكره و الانتقام من أخواته اللاتي لا ذنب لهن في هذا التفريق ، و أحياناً يسعى لتقليد تصرفاتهن حتى تتم معاملته كما يعاملن و بالتالي يضطرب لديه فهمه لهويته الجنسية .
مقترحات مقدمة للناشئ :
حاول أن تعرف ما هو سبب هذه الإساءة الموجهة إليك .
إذا كنت أنت المخطئ حاول تلافي بعض الأخطاء التي يمكن أن تقوم بها ، أو بعض الأعمال التي تشك أنها ستغضب الآخرين . و إذا أخطأت اعتذر عن الخطأ الذي بدر منك .
إذا أساء والدك إليك دون أن تقترف ذنباً حاول أن تشرح رأيك بوضوح حول عدم رضاك و سعادتك عن الأمر ، استخدم في ذلك لهجة مؤدبة .
إذا كانت توجه إليك ألفاظ تحمل صفات تعتقد أنها سيئة عنك ( سمين ، غبي ... ) عزز ثقتك بنفسك عن طريق إثبات قدرتك على التفوق في أمور مختلفة و لا تعر اهتماماً لما يقولون .
أحياناً لا تكون هذه الإساءة من الوالد أو الوالدة متعمدة فهما قد يكونان واقعين تحت ضغوط معينة في العمل أو ضغوط مادية مما يجعلهما عصبيين و غاضبين ، لذا تذكر أن والديك يحبانك و يهتمان لأمرك و أن هذه الضغوط هي التي تجعلهما يقسوان عليك دون قصد أحياناً .
أطلب المساعدة من المرشد المدرسي عندما يتعذر عليك حل المشكلة بنفسك







