اذا رأيت القاريء يلوذ بالسلطان فهو لص
16-01-2008, 02:24 PM
النصيحة واجبة للجميع وخاصة ولاة الامر فهم احق الناس بالنصيحة نظرا للمسؤلية الملقاة علي عواتقهم وكان السلف الصالح ينكر علي السلاطين ويردون عليهم وايضا هناك من كان ينصح سرا وبالتالي اتهام كل من دخل علي السلطان بانه لص لا تصح فكما ثبت انه كان من الاعلام الكبار من ينكر الدخول علي السلاطين فهناك من الاعلام من كان يدخل عليهم ويعضهم ويذكرهم و لكن القضية في من اتخذ السلاطين مطية لتحقيق مأربه ويدا يبطش بها وسيفا ينتقم به من مخالفيه كما يفعل اغلب فقهاء هذا الزمن وخاصة الجامية منهم فهؤلاء لا هم لهم الا التقرب ولو علي حساب دينهم فهم يكتبون التقارير الامنية و يتجسسون علي اخوانهم وكم من شاب له عشرات السنين وهو مسجون بسبب وشاية من جامي وكم من شاب قتل في زنا زين الظلمة تحت التعذيب والسبب وشاية جاىمي يتقرب الي الله بالجوسسة والقتل ولا يدري انه مشارك في دم القتيل المسلم
هؤلاء الفقهاء هم اللصوص وهم هم الذين تبرأ منهم رسول الله اذ يقول (( سيكون عليكم امراء ...فمن صدقهم بكذبهم واعانهم علي ظلمهم فلست منه وليس مني )) ولا ادري هل القوم يبصرون ظلم الامراء وفسقهم وبيعهم للخمور واباحتهم للربا وتعاونهم مع الكفرة علي المسلمين و تشجيعهم للعري والتبرج ام لا يبصرون ومن بعد هذا تراهم يتباكون امام ابواب القصر ولا ادري الا توجد طاعة لله الا في التقرب من الحكام
اليس فك العاني من عمل الخير .....اليس الدعوة لله في ادغال افريقيا من الجهاد....اليس الامر بالمعرو من ابواب الايمان ....قلت هؤلاء الفقهاء لا خير فيهم فقد باعوا دينهم بدنياهم وركنوا للسلا طين فحق لنا ان نتهمهم وهذه بعض اقوال السلف
ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/262 عن هشام بن عباد قال سمعت جعفر بن محمد يقول : الفقهاء أمناء الرسل ، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم .

وذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة 4/140 عن الفضيل بن عياض قال : سئل ابن المبارك من الناس ؟ قال : العلماء ، قال فمن الملوك ؟ قال : الزهاد . قال فمن السفلة ؟ قال : الذي يأكل بدينه .


وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 12/65) عن الإمام سحنون قال : آكل بالمسكنة ولا آكل بالعلم ، محب الدنيا أعمى لم ينوره العلم ، ما أقبح بالعالم أن يأتي الأمراء ، والله ما دخلت على السلطان إلا وإذا خرجت حاسبت نفسي .


وذكر الذهبي في السيرة ( 13 / 586 ) عن العنبري قال سمعت البوشنجي قال سمعت أبا صالح الفراء ، سمعت أن أسباط يقول : قال لي سفيان : إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان ، فاعلم أنه لص وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراء وإياك أن تخدع ويقال لك ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم ، فإن هذه خدعة إبليس اتخذها الفراء سلما ، وذكر الإمام ابن كثير في البداية والنهاية 9/279 .


تأنيب وهب بن منبه لعطاء : (( ويحك يا عطاء ألم أخبرك أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وأبناء الدنيا ، وأبواب الأمراء ؟ ويحك يا عطاء أتأتي من يغلق عنك بابه ، ويظهر لك فقره ، ويواري عنك غناه ، وتترك باب من بقول : (( ادعوني أستجب بكم )) ( ويحك يا عطاء إن كان يغنيك ما يكفيك ، فأوهى ما في الدنيا يكفيك ، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يكفيك ، ويحك إنما بطنك بحر من البحور ، وواد من الأودية ، لا يملؤه شيء إلا التراب ) .


وقال له : (( كان العلماء قبلكم قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم ، فكانوا لا يلتفتون إلى أهل الدنيا ، ولا إلى ما في أيديهم ، فكان أهل الدنيا يبذلون إليهم دنياهم رغبة في علمهم ، فأصبح أهل العلم فينا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في الدنيا ، فأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوه من سوء موضعه عندهم ، فإياك يا عطاء وأبواب السلطان ، فإن عند أبوابهم فتنا كمبارك الإبل ، لا تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك مثله )) .

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ربي لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا."