الـــ iq لإختبار الأمانة !
08-03-2012, 02:38 PM
يُعلِّمنا الأثر العُمري الشهير بأن وسيلة معرفة الرجال ومعادنهم، تكون بإحدى ثلاثةِ طرقٍ هي الجوارُ في السكن أو الشراكة في التعامل بالمال أو المصاحبة في السفر، وهذا كلامُ صحابيٍّ جليل وخليفة رشيد، فلا بدّ من أنّ فيه كلّ الحكمة ولا بدّ من أنّ منه كل النفع، لكن ماذا لو أردنا معرفة الإنسان قبل أن نتورط معه في الجوار وفي التعامل بالمال أو المصاحبة في السفر؟...
هل هناك ما يمكن أن نستدلّ به على معدن الشخص قبل مخالطته و التعامل معه؟.
أفادت نتائج أحد آخر البحوث العلمية في ميدان علم النفس الإجتماعي، بأنّ الرجال الأكثر ذكاءا هم الأكثر وفاءا لزوجاتهم والأقلّ إحتمالا لوقوعهم في خطيئة الخيانة الزوجية،وفي نفس السياق لاحظنا ولا نزال نُلاحظ بأنّ التلميذ الذكيّ والمتفوّق والمجتهد عادة ماتكون أخلاقه جيّدة وطباعه هادئة وحميدة في القسم وخارجه، فالذكاء إذن يمكن أن يكون وسيلة للحُكم على معادن الناس، وطريقة لفحص نواياهم وطبائعهم الخفيّة، وأداة للتنبُّؤ بما يمكن أن يبدر منهم من سلوكات وتصرُّفات، ولا غرابة في هذا طالما كانت تجاربُنا وخبراتنا مع الناس تبيّن لنا بأنّ ذوي الألباب والنفوس المثقفة الواعية من أصحابنا هم أفضل وأحمدُ صُحبةً من غيرهم،
لكن بشرط أن نُحسن تعريف الذكاء، فلا نبني أحكامنا مثلا على مقياس الـiq بكلّ تفاصيله،فليس كلّ من يُجيد إسقاط الأشكال الهندسية على الفراغات أو إيجاد الروابط المنطقية بين الأشياء أو الأعداد ذا نفسٍ خلوقةٍ بالضرورة، وليس كلّ من يسمّى ذكيّا بين قومه لحيلته ومكرته ودهاءه بصاحب السلوك الحسن والسيرة المحمودة، لأن الذكاء الذي يصلح كدليل على حُسن الخُلق وصفاء السريرة،هو ذلك الذي يرتبط بما يسمى عندنا بالــ"حكمة"،فإن عُدنا إلى مثالنا السابق، فسنجدُ أنّ التلميذ النجيب لا يتّصف في حقيقة الأمر بقوّة الذاكرة أو القدرة على التركيز فحسب، بل بخلالٍ وصِفاتٍ عقلية ونفسية أخرى، تجعلُه على ماهو عليه من النجاح والتوفيق،كالإنضباط والإستقامة والجديّة والإنصات إلى الإرشاد والنصيحة ، وهذه كلُّها تندرج تحت مسمّى " الحكمة" ...وكذلك مثال الوفاء أو الخيانة، فالرجل الذكي الذي يُستدلّ بذكاءه على وفاءه لشريكة حياته،هو ذلك الذي يحمل بين جنبيه عقلا نيّرا يسوقه إلى فعل ما هو صواب ويذوده عن كلّ ماهو خطأ، وليس الرجل الماكر الذي يُجيد الكذب وإخفاء الخطيئة مع الإصرار على إرتكابها،لأنّ هذا ليس بذكاء وإنّما هو حماقة في حقيقته...
و في ختام الحديث نقول بأنّ إختبار الذكاء قد يحدّد بالإضافة إلى الإستعدادات العقلية للتعلُّم أو لممارسة نشاط معيّن السماتَ الخُلقية للفرد كالصدق والأمانة أيضا ، ومع ذلك فإنّ مخالطة الناس والإكتواء بأذاهم تبقى من أهمّ وسائل معرفتهم وأنجعها،فنور الصُبح يُعرف بظلام الليل، والخُلق الحميد نعرفه ونشعر بقيمته عندما نجرّب الخُلق السيئ، وهذه هي حياتنا الدنيا.
هل هناك ما يمكن أن نستدلّ به على معدن الشخص قبل مخالطته و التعامل معه؟.
أفادت نتائج أحد آخر البحوث العلمية في ميدان علم النفس الإجتماعي، بأنّ الرجال الأكثر ذكاءا هم الأكثر وفاءا لزوجاتهم والأقلّ إحتمالا لوقوعهم في خطيئة الخيانة الزوجية،وفي نفس السياق لاحظنا ولا نزال نُلاحظ بأنّ التلميذ الذكيّ والمتفوّق والمجتهد عادة ماتكون أخلاقه جيّدة وطباعه هادئة وحميدة في القسم وخارجه، فالذكاء إذن يمكن أن يكون وسيلة للحُكم على معادن الناس، وطريقة لفحص نواياهم وطبائعهم الخفيّة، وأداة للتنبُّؤ بما يمكن أن يبدر منهم من سلوكات وتصرُّفات، ولا غرابة في هذا طالما كانت تجاربُنا وخبراتنا مع الناس تبيّن لنا بأنّ ذوي الألباب والنفوس المثقفة الواعية من أصحابنا هم أفضل وأحمدُ صُحبةً من غيرهم،
لكن بشرط أن نُحسن تعريف الذكاء، فلا نبني أحكامنا مثلا على مقياس الـiq بكلّ تفاصيله،فليس كلّ من يُجيد إسقاط الأشكال الهندسية على الفراغات أو إيجاد الروابط المنطقية بين الأشياء أو الأعداد ذا نفسٍ خلوقةٍ بالضرورة، وليس كلّ من يسمّى ذكيّا بين قومه لحيلته ومكرته ودهاءه بصاحب السلوك الحسن والسيرة المحمودة، لأن الذكاء الذي يصلح كدليل على حُسن الخُلق وصفاء السريرة،هو ذلك الذي يرتبط بما يسمى عندنا بالــ"حكمة"،فإن عُدنا إلى مثالنا السابق، فسنجدُ أنّ التلميذ النجيب لا يتّصف في حقيقة الأمر بقوّة الذاكرة أو القدرة على التركيز فحسب، بل بخلالٍ وصِفاتٍ عقلية ونفسية أخرى، تجعلُه على ماهو عليه من النجاح والتوفيق،كالإنضباط والإستقامة والجديّة والإنصات إلى الإرشاد والنصيحة ، وهذه كلُّها تندرج تحت مسمّى " الحكمة" ...وكذلك مثال الوفاء أو الخيانة، فالرجل الذكي الذي يُستدلّ بذكاءه على وفاءه لشريكة حياته،هو ذلك الذي يحمل بين جنبيه عقلا نيّرا يسوقه إلى فعل ما هو صواب ويذوده عن كلّ ماهو خطأ، وليس الرجل الماكر الذي يُجيد الكذب وإخفاء الخطيئة مع الإصرار على إرتكابها،لأنّ هذا ليس بذكاء وإنّما هو حماقة في حقيقته...
و في ختام الحديث نقول بأنّ إختبار الذكاء قد يحدّد بالإضافة إلى الإستعدادات العقلية للتعلُّم أو لممارسة نشاط معيّن السماتَ الخُلقية للفرد كالصدق والأمانة أيضا ، ومع ذلك فإنّ مخالطة الناس والإكتواء بأذاهم تبقى من أهمّ وسائل معرفتهم وأنجعها،فنور الصُبح يُعرف بظلام الليل، والخُلق الحميد نعرفه ونشعر بقيمته عندما نجرّب الخُلق السيئ، وهذه هي حياتنا الدنيا.
من مواضيعي
0 رحلة عبر الزمن!
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
التعديل الأخير تم بواسطة أختُ عبد الرحمان ; 08-03-2012 الساعة 02:51 PM






.gif)
.gif)
.gif)
.gif)


.gif)
.gif)


