تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى الأدب > منتدى القصة القصيرة

> من ينسيني ما اقترفته سنيني الماضية

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
سميرة براهيمي
زائر
  • المشاركات : n/a
سميرة براهيمي
زائر
من ينسيني ما اقترفته سنيني الماضية
24-10-2015, 12:11 PM
أنا مجبرة على الإستلقاء في السرير رغما عني فكل قسم في جسمي منهار، و لا يجد ملاذ إلا في الإرتماء داخل حجرة منعزلة مظلمة بعيدة كل البعد عن أحبة و أقارب كلهم رغبة في لقائي من جديد ، المكابرة استعبدتني بقوة و ضلت تمنعني من الاستجابة لعاطفتي الحبيسة داخل زوبعة البخل و النقيض و قد يكون اندفاع هؤلاء نحو إقصائي من دفاتر حساباتهم العاطفية هو من جعلني أرتمي في حجر السخط و التعسف و أبتعد بمسافات ليست بهينة لأكون جزءا من الجنون اليومي بالنسبة لأكثرهم اعتداء او أهواء كما تقول منظومة الادب المتصنع لكني فعلا أخطأت حين وضعت حدا بيني و بين صمتي و لم أسارع إلى تصليح ما اقترفته من غلطات عكرة و مدمرة للروح لقد جعلت من زوجي أضحوكة العائلة حين شككت بوفائه لي و أقسى ما في الموضوع هي الغيرة التي اوهمتني بأنه يخونني مع أعز صديقاتي، و بدون انتظار استسلمت لأوهامي فترة طويلة من الزمن و أحدثت ضجيجا لا يحتمل في البيت ،تحاملت على زوجي لمجرد أنه قال : مريم جميلة و تستحق التقدير، محظوظ من يرتبط بهاته المرأة المثالية ،أصبحت لا أرى إلا النفاق في وجه زميلاتي و لا أرى فيهن إلا الاحتيال، و الخداع و التّقفع أقفلت على نفسي بمفتاح عزتي و غصت في ظنوني ، تكبدت ألم الوحدة بعدما هجرني زوجي راغبا في الراحة ،و الاستمتاع بعيدا عن ساحتي المتيمة بالصخب و العذاب أظنني أرحته من تعب سين و جيم و أين كنت و بمن التقيت في الطريق ،تاهت بي الدنيا و تذكرت ابنتي التي تخليت عنها في لحظة جنون، و تركتها تواكب الحياة بمفردها في بيت شقيقي،لقد نذرت نفسي للقسوة فما استطعت العودة إلا حين اتصلت مريم لتخبرني بأنها تريد زيارتي في البيت . قبلت لاني كنت في امس الحاجة إلى التعنيف و أردت أن أسكب جل ظلمي على من اعتقدتها منافستي او سارقة حصتي في الحياة و لكي أواسي نفسي راهنت على انكسارها أمامي ،و بوحها بعلاقتها السرية مع زوجي راهنت و تمنيت ان تركع امام قدمي كما ركع جسدي لألمي أياما لا تحصى و لا تعد غير أن المفاجأة كانت أعظم بكثير مما تصوره عقلي الشحيح المتخبط في نبرات الاحباط ، مريم لن تعيش إلا فترة قصيرة من الزمن ،فحياتها محدودة بسبب سرطان أصابها في الامعاء هذا ما أقر به الأطباء الذين قاموا بفحص حالتها باستمرار، يا للوعة الأحقاد النابعة من رماد التهور و نقير التصور سخرت من نفسي عند سماعي الخبر، و كرهت صورتي لحد لا يصدق حيث أخفيت جميع المرايا بإزار منفرد اللون حتى لا أرى وجهي الصاخب على الكون برمته ، و ما ألهب أحشائي و نبذني خارج الرّواح كلمة: الوداع يا صديقتي الوفية الوداع يا أخت لم تلدها أمي ،بكيت بحرقة و حاولت أن أصلح ما كسرت لكن الزمن اختار أن يتوحد مع الألم و يعاتبني بنار الندم السخية النبع، اقترن زوجي بزميلته في العمل و ضللت أكابد رغبة الإنتقام بانتظام مستمر لكني في كل مرة أرفع رأسي و أكفكف دمعي ،و أقول : لا تتذكري الماضي إنسيه تجاهليه لا زالت أمامكي قضية صعبة، و دين لا بد أن توفيه يا امرأة حرصت على استرجاع ابنتي الوحيدة أحلام أشركتها في سري، و قربتها من وجداني حتى أنسيها العتاب ، كرهت سماع ما يلهب كياني و انا في فترة الخلاص و البحث عن متنفس يحييني ،أما العزيزة مريم فعشت لها خادمة ما تبقى من عمرها القصير، فارقت الحياة و أنا غير راضية عن نفسي أما هي فكانت راضية عني لأنها لم تواكب الأمور المريعة و الاتهامات الفظيعة التي أسكنتها كياني و أطلقت لها العنان كي ترعى في ساحة عصمتي ، و على قبر مريم ارتميت أبكي و وراء صورتها كتبت أنعي : يا ليتني مت قبلك يا صديقة العمر، لن أتناغم مع الحياة حتى تختار راحلتي مكانا وديع أصلي فيه صلاة الغفران .
بقلمي قصة جادت بها مخيلتي
  • ملف العضو
  • معلومات
sabrina88
زائر
  • المشاركات : n/a
sabrina88
زائر
رد: من ينسيني ما اقترفته سنيني الماضية
24-10-2015, 03:52 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرة براهيمي مشاهدة المشاركة
أنا مجبرة على الإستلقاء في السرير رغما عني فكل قسم في جسمي منهار، و لا يجد ملاذ إلا في الإرتماء داخل حجرة منعزلة مظلمة بعيدة كل البعد عن أحبة و أقارب كلهم رغبة في لقائي من جديد ، المكابرة استعبدتني بقوة و ضلت تمنعني من الاستجابة لعاطفتي الحبيسة داخل زوبعة البخل و النقيض و قد يكون اندفاع هؤلاء نحو إقصائي من دفاتر حساباتهم العاطفية هو من جعلني أرتمي في حجر السخط و التعسف و أبتعد بمسافات ليست بهينة لأكون جزءا من الجنون اليومي بالنسبة لأكثرهم اعتداء او أهواء كما تقول منظومة الادب المتصنع لكني فعلا أخطأت حين وضعت حدا بيني و بين صمتي و لم أسارع إلى تصليح ما اقترفته من غلطات عكرة و مدمرة للروح لقد جعلت من زوجي أضحوكة العائلة حين شككت بوفائه لي و أقسى ما في الموضوع هي الغيرة التي اوهمتني بأنه يخونني مع أعز صديقاتي، و بدون انتظار استسلمت لأوهامي فترة طويلة من الزمن و أحدثت ضجيجا لا يحتمل في البيت ،تحاملت على زوجي لمجرد أنه قال : مريم جميلة و تستحق التقدير، محظوظ من يرتبط بهاته المرأة المثالية ،أصبحت لا أرى إلا النفاق في وجه زميلاتي و لا أرى فيهن إلا الاحتيال، و الخداع و التّقفع أقفلت على نفسي بمفتاح عزتي و غصت في ظنوني ، تكبدت ألم الوحدة بعدما هجرني زوجي راغبا في الراحة ،و الاستمتاع بعيدا عن ساحتي المتيمة بالصخب و العذاب أظنني أرحته من تعب سين و جيم و أين كنت و بمن التقيت في الطريق ،تاهت بي الدنيا و تذكرت ابنتي التي تخليت عنها في لحظة جنون، و تركتها تواكب الحياة بمفردها في بيت شقيقي،لقد نذرت نفسي للقسوة فما استطعت العودة إلا حين اتصلت مريم لتخبرني بأنها تريد زيارتي في البيت . قبلت لاني كنت في امس الحاجة إلى التعنيف و أردت أن أسكب جل ظلمي على من اعتقدتها منافستي او سارقة حصتي في الحياة و لكي أواسي نفسي راهنت على انكسارها أمامي ،و بوحها بعلاقتها السرية مع زوجي راهنت و تمنيت ان تركع امام قدمي كما ركع جسدي لألمي أياما لا تحصى و لا تعد غير أن المفاجأة كانت أعظم بكثير مما تصوره عقلي الشحيح المتخبط في نبرات الاحباط ، مريم لن تعيش إلا فترة قصيرة من الزمن ،فحياتها محدودة بسبب سرطان أصابها في الامعاء هذا ما أقر به الأطباء الذين قاموا بفحص حالتها باستمرار، يا للوعة الأحقاد النابعة من رماد التهور و نقير التصور سخرت من نفسي عند سماعي الخبر، و كرهت صورتي لحد لا يصدق حيث أخفيت جميع المرايا بإزار منفرد اللون حتى لا أرى وجهي الصاخب على الكون برمته ، و ما ألهب أحشائي و نبذني خارج الرّواح كلمة: الوداع يا صديقتي الوفية الوداع يا أخت لم تلدها أمي ،بكيت بحرقة و حاولت أن أصلح ما كسرت لكن الزمن اختار أن يتوحد مع الألم و يعاتبني بنار الندم السخية النبع، اقترن زوجي بزميلته في العمل و ضللت أكابد رغبة الإنتقام بانتظام مستمر لكني في كل مرة أرفع رأسي و أكفكف دمعي ،و أقول : لا تتذكري الماضي إنسيه تجاهليه لا زالت أمامكي قضية صعبة، و دين لا بد أن توفيه يا امرأة حرصت على استرجاع ابنتي الوحيدة أحلام أشركتها في سري، و قربتها من وجداني حتى أنسيها العتاب ، كرهت سماع ما يلهب كياني و انا في فترة الخلاص و البحث عن متنفس يحييني ،أما العزيزة مريم فعشت لها خادمة ما تبقى من عمرها القصير، فارقت الحياة و أنا غير راضية عن نفسي أما هي فكانت راضية عني لأنها لم تواكب الأمور المريعة و الاتهامات الفظيعة التي أسكنتها كياني و أطلقت لها العنان كي ترعى في ساحة عصمتي ، و على قبر مريم ارتميت أبكي و وراء صورتها كتبت أنعي : يا ليتني مت قبلك يا صديقة العمر، لن أتناغم مع الحياة حتى تختار راحلتي مكانا وديع أصلي فيه صلاة الغفران .
بقلمي قصة جادت بها مخيلتي

الأخت سميرة :

قرأت قصتك بتمعن و استمتاع كبير...و قد راق لي أسلوبك كثيرا...

كما راقت لي القصة وحبكتها و كذا مغزاها الأخلاقي...

أنت فعلا موهوبة...فياليتك تتابعين السير في درب الأدب و الكتابة القصصية...

أنتظر بشغف ما يجود به قلمك الفذ في مقبلات الأيام...

شكرا لك


  • ملف العضو
  • معلومات
سميرة براهيمي
زائر
  • المشاركات : n/a
سميرة براهيمي
زائر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سيدة الدفتر
سيدة الدفتر
مشرفة ( سابقة )
  • تاريخ التسجيل : 17-06-2012
  • الدولة : جزائري الحبيبة
  • المشاركات : 2,038
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • سيدة الدفتر is on a distinguished road
الصورة الرمزية سيدة الدفتر
سيدة الدفتر
مشرفة ( سابقة )
رد: من ينسيني ما اقترفته سنيني الماضية
26-10-2015, 03:22 PM
رائعة وكفى
مكانها فوق لما اتسمت من جمال و حبكة ومفردة

الكاتب الذى يستطع بسهولة ان يؤثر في مشاعر القارء فقد كسب النجاح
اهنئ نفسي انى قرأت لك

مودتى التى لاتنضب
صفحتي الخاصة أبث فيها حرفي و كلماتي لست بشاعرة إنما يكتبني الحرف ذات لحظة ذات جرح ذات أمنية .شكرا مسبقا فزيارتكم تسرني



https://www.facebook.com/%D8%B3%D9%8...5365742627866/
  • ملف العضو
  • معلومات
سميرة براهيمي
زائر
  • المشاركات : n/a
سميرة براهيمي
زائر
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:37 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى