الفرق بين اسطَعوا واستطـاعوا؟
11-06-2012, 11:41 AM
السلام عليكم...
" فما اسطَعُوا أن يظْهَرُوه وما إستَطَاعُوا له نَقْبَا (97)" { الكهف}
يصف الله سبحانه وتعالى في هذه الآية حالة ياجوج وماجوج بعد أن جعل ذو القرنين بينهم وبين القوم ردما ، فيقول أنهم لم يتمكنوا من أن يظهروا هذا الردم أي يعلوا ظهره أو فوقه، ولم يتمكنوا كذلك من أن ينقبوه أي يخرقوه لينفذوا منه،لكنه إستخدم سبحانه لفظتين مختلفتين للتعبير عن هذا التمكُّن أو بالأحرى إستحالة التمكُّن وهي: " اسطَعُوا" و" استَطاعوا" فما الفرق بين اللفظين وما أثره على المعنى؟
لاحظ أخي ،كيف أن هاتين اللفظتين قد وردتا بشكل ملفت للإنتباه قبل الآية 97 في نفس السورة وبالضبط في الآيات التي تتحدث عن قصة نبي الله موسى مع الخضر عليهما السلام عندما أجاب الرجل الصالح طلب موسى بأن يسمح له بمرافقته ليتعلم منه مما علمه الله فقال:" إنّك لن تستطيع معي صبرا (67)" ثم وافق على طلبه بشرط أن لا يسأله عن شيئ حتى يخبره عنه، لكن نبي الله سأله بعدها مرة ومرّتان وثلاث فكانت تلك نهاية الإتفاق بين موسى والخضر،فقرّر أن يفارقه بعد أن يخبره بتأويل ما كان يسأل عنه على الرغم من أنه أشار عليه بأن لا يسأل عن شيئ فقال له:" سأنبّئك بتأويل ما لم تستطِع عليه صبرا (78)" ، ثم قال له مرة أخرى بعدما فرغ من تأويله :" ذلك تأويل ما لم تسطِع عليه صبرا (82)"، ومن هذا يمكن أن نستنتج الفرق بين " إستطاعوا" و " اسطعوا" بالنظر إلى معطيين من معطيات ما سبق من الآيات وهي:
1- قال الخضر لموسى " إنك لن تستطيع معي صبرا" قبل أن يرافقه، وقال له " هذا تاويل ما لم تستطع عليه صبرا" بعد أن رافقه، والفرق هنا واضح بين الحكم على الإستطاعة من عدمها قبل أداء العمل وبين الحكم عليها بعد الأداء والمحاولة،وهو فرق من وجهين، فرق من حيث زمن الفعل ( نقول لن تستطيع إذا كان الفعل الغير متمكّن منه مما يكون في المستقبل، ولم تستطع إذا كان الفعل مما كان في الماضي) وفرق في نفس الوقت من حيث حدوث الفعل ( فالفعل الذي يكون في المستقبل هو فعل لم يُفعل ، والفعل الذي يكون في الماضي فعلٌ قد فُعل أو محاولة قد نُفّذت).
2-ذُكرت لفظة تستطع وتسطِع في سبيل الحديث عن نفس الموقف، أي موقف ما بعد مرافقة سيدنا موسى لسيدنا الخضر عليهما السلام وعدم تمكنه من الصبر على ما بدر منه، وهذا قد يعني أنها تؤدي نفس المعنى، وقد يكون حذف التاء من " تستطع" لتصبح " تسطع" علّته التفريق بين لفظتين بمعنيين مختلفين في آية ياجوج وماجوج ، حيث تعني ما اسطعوا أنهم حاولوا القيام بالفعل لكنهم لم يتمكنوا من أداءه،بينما ما استطاعوا تعني أنهم لم يحاولوا ولم يقوموا بالفعل، ليكون المعنى الذي تفيده هذه الآية الكريمة هو أن ياجوج وماجوج حاولوا بداية أن يظهروا الردم لكنهم لم يتمكنوا من إجتيازه وإعتلاءه،ثم لم يتمكنوا من خرقه أو نقبه من دون أن يحاولوا فعل ذلك والله تعالى أعلم.
" فما اسطَعُوا أن يظْهَرُوه وما إستَطَاعُوا له نَقْبَا (97)" { الكهف}
يصف الله سبحانه وتعالى في هذه الآية حالة ياجوج وماجوج بعد أن جعل ذو القرنين بينهم وبين القوم ردما ، فيقول أنهم لم يتمكنوا من أن يظهروا هذا الردم أي يعلوا ظهره أو فوقه، ولم يتمكنوا كذلك من أن ينقبوه أي يخرقوه لينفذوا منه،لكنه إستخدم سبحانه لفظتين مختلفتين للتعبير عن هذا التمكُّن أو بالأحرى إستحالة التمكُّن وهي: " اسطَعُوا" و" استَطاعوا" فما الفرق بين اللفظين وما أثره على المعنى؟
لاحظ أخي ،كيف أن هاتين اللفظتين قد وردتا بشكل ملفت للإنتباه قبل الآية 97 في نفس السورة وبالضبط في الآيات التي تتحدث عن قصة نبي الله موسى مع الخضر عليهما السلام عندما أجاب الرجل الصالح طلب موسى بأن يسمح له بمرافقته ليتعلم منه مما علمه الله فقال:" إنّك لن تستطيع معي صبرا (67)" ثم وافق على طلبه بشرط أن لا يسأله عن شيئ حتى يخبره عنه، لكن نبي الله سأله بعدها مرة ومرّتان وثلاث فكانت تلك نهاية الإتفاق بين موسى والخضر،فقرّر أن يفارقه بعد أن يخبره بتأويل ما كان يسأل عنه على الرغم من أنه أشار عليه بأن لا يسأل عن شيئ فقال له:" سأنبّئك بتأويل ما لم تستطِع عليه صبرا (78)" ، ثم قال له مرة أخرى بعدما فرغ من تأويله :" ذلك تأويل ما لم تسطِع عليه صبرا (82)"، ومن هذا يمكن أن نستنتج الفرق بين " إستطاعوا" و " اسطعوا" بالنظر إلى معطيين من معطيات ما سبق من الآيات وهي:
1- قال الخضر لموسى " إنك لن تستطيع معي صبرا" قبل أن يرافقه، وقال له " هذا تاويل ما لم تستطع عليه صبرا" بعد أن رافقه، والفرق هنا واضح بين الحكم على الإستطاعة من عدمها قبل أداء العمل وبين الحكم عليها بعد الأداء والمحاولة،وهو فرق من وجهين، فرق من حيث زمن الفعل ( نقول لن تستطيع إذا كان الفعل الغير متمكّن منه مما يكون في المستقبل، ولم تستطع إذا كان الفعل مما كان في الماضي) وفرق في نفس الوقت من حيث حدوث الفعل ( فالفعل الذي يكون في المستقبل هو فعل لم يُفعل ، والفعل الذي يكون في الماضي فعلٌ قد فُعل أو محاولة قد نُفّذت).
2-ذُكرت لفظة تستطع وتسطِع في سبيل الحديث عن نفس الموقف، أي موقف ما بعد مرافقة سيدنا موسى لسيدنا الخضر عليهما السلام وعدم تمكنه من الصبر على ما بدر منه، وهذا قد يعني أنها تؤدي نفس المعنى، وقد يكون حذف التاء من " تستطع" لتصبح " تسطع" علّته التفريق بين لفظتين بمعنيين مختلفين في آية ياجوج وماجوج ، حيث تعني ما اسطعوا أنهم حاولوا القيام بالفعل لكنهم لم يتمكنوا من أداءه،بينما ما استطاعوا تعني أنهم لم يحاولوا ولم يقوموا بالفعل، ليكون المعنى الذي تفيده هذه الآية الكريمة هو أن ياجوج وماجوج حاولوا بداية أن يظهروا الردم لكنهم لم يتمكنوا من إجتيازه وإعتلاءه،ثم لم يتمكنوا من خرقه أو نقبه من دون أن يحاولوا فعل ذلك والله تعالى أعلم.








.gif)

