" الديمقراطية " الأمريكية و ضيوف بركرستيس .
04-02-2008, 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
أيها الأحبّة ، قد تكون كتابتي هذه المرة ضعيفة ، غير مفهومة وفيها شيء من ابتذال الأدباء – ولستُ منهم في قليلٍ أو كثيرٍ - لأني أكتب وأنا غاضب مما حصل ، و يحصل ... فأرجو المعذرة .
فأقول :
تعالت أصواتٌ متغنيّةً بالبحثِ عن نظامٍ تسوده العدالة و الحرية ، و تُحتَرمُ فيه القيّمُ الإنسانيةُ..لتنعمَ المعمورة بسلامٍ و أمان ٍ..
حيثُ لا ظلمَ و لا جورَ ولا عدوانَ.. و قد وجد البعض ضالتهم في هذا..فأقترح بعض المنظّرين لابد من إرساء الديمقراطية في أي مجتمعٍ ، و في أي بلدٍ ... و راح كل واحدٍ ليتغنى بليلاه ... حتى أن ّ دوّلاً و قوىً ذهبت لحد استعمال السلاح ضد شعوبٍ أخرى تحت غطاءِ دمقرطتها . و " تحريرها"..
و لكن ، لو تمعّن الفردُ في الأمر مليّا ً لــَـوجد أنّ الديمقراطيةَ المتعارف عليها، هي : بناءٌ ذهنيٌّ و ثقافــيٌّ يُكرس مع الوقت أسلوب التحضر، الذي يلزم ذاتيًا المتشبع به على احترام الآخر، مهما بلغت حدةُ الخلافات و اتسع عمقها ، و تباينت الآراء بينه و بين هذا الآخر.. و هذا من منطلق : أن كل ما هو مرتبط بالمجتمع و بالسلوكات و الأنماط والأنظمة الإجتماعية و السياسية نسبيٌّ ، بمعنى عدم وجود طرف يملك وحده الحقيقة المطلقة فيفرضها على الآخرين ، لأنهم ، و ببساطة ، يملكون مثل ما يملك جزءًا آخر من الحقيقة التي امتلك هو جزءها الذي لم يمتلكوه..
و من هذه الخلفية يصل المرأ إلى أنّ الإدارة الأمريكية لا تريد إرساء الديمقراطية في الوطن العربي ... و إلاّ بماذا يُفسَّر عدم قبول الإدارة الأمريكية وصول حركة " حماس " الى الحكم ديمقراطيا ، و النظر بعين الريبة إلى الانتخاباتِ الرئاسية ِ في "موريتانيا" ، بينما تتغاضى الطرف عن خلود جل الحكام العرب في الحكم .. مع العلم أنّ وصول هؤلاء الحكام إلى سدة الحكم كان بانتخابات مزوّرة ، أو " بيعات " أحسن ما يقال عنها أنها تهريجية ..
و مما لا يفهم من هذا السلوك الصادر عن إدارة دولةٍ تمتلك من إمكانيات القوة المادية ما يفوقُ حدود التصور..
فهل هو حقيقة أن مستوى رؤية صنّاع القرار في الإدارة الأمريكية ضحل إلى هذا المستوى الذي يجعلهم يحاربون الفكرَ و الإنتماءَ حتى و إن وصل أصحابه إلى سدة بطريقة ديمقراطية ؟.. أو بمعنى آخر ،فأين تصريحات أصحاب البيت الأبيض عن بناء الديمقراطية ، التي أعلنوا مرارًا و تكرارًا أنها مشروعهم لتغيير أنظمة الحكم القائمة في المنطقة و " دمقرطتها " ؟..
فإذا بهم لا يقبلون بما تختاره الشعوب العربية لتمثيلها ...فإذا كان هذا هو اعتقادهم ، بات من الأجدر تنبيههم: بأن الديمقراطيةَ لم و لن تكون يومًا هدمـــًا ، أو إلغاءًا للآخر... و أن بناء الديمقراطية في الوطن العربي. إنما هو ترك الشعوب العربية من القيام بإرساء نمط الحكم حسب تراثها الفكري و الديني ... لأنهم أكثر شعوب الأرض نضجًا و تحضرًا و رفعة ثقافية ، و تركهم يبنون نموذجهم السياسي و نمط مجتمعهم وفق رؤيتهم الخاصة و انطلاقًا من خلفيتهم التراثية.
و قد رأينا أن الإدارة الأمريكية ـ كمثال لديمقراطيتها في المنطقة ـ تريد أنظمةً عربيةً خانعةً و خادمةً لها و حاميةً لمصالحها ، و لا مانع لديها أن تكون تلك الأنظمة فاشية و ليس ديكتاتورية فقط ..
أما ما يجب أن تعرفه الإدارة الأمريكية و العرب حكامًا و محكومين ، فإن الديمقراطية في الوطن العربي هي نقيض المصالح الأمريكية ، و بالتالي فإن أمريكا هي العدوّ الأول للديمقراطية ، مثلما هي الديمقراطية عدوّة لأمريكا ، و ذلك لأن الديمقراطية الحقة تعني حكم العرب لأنفسهم ، و إذا ما حكموا أنفسهم فلن يتنازلوا عن مصالحهم التي تتناقض مع الاحتلال و الهيمنة التي هي عقيدة أمريكا الأبدية .
أ مِن المعقول أن الإدارة الأمريكية تغض الطرف على أناسٍ و حركاتٍ ، حتى في داخل أمريكا، تعمل على هدم أنبل ما منحه الخالق للإنسان ، و هي القيّم الإنسانية و المثل العليا ، مثل : (( زواج مماثلي الجنس ، والدعارة ، و عبدة الشيطان ، و اللواط و السحاق.... و هلم جرّا )) بحجة الديمقراطية ،و حرية التعبير و المعتقد ، و الحرية الفردية... و تشدّ الخناق على كل ما هو إسلامي على أنه "ارهاب" ، و تجعل كل من يدافع عن ارضه على انه" إرهابي" و صاحب عنفٍ يجب محاربته...
إذًا مَــثلها و حقائق الديمقراطية في ذلك مثل ( بركرستيس)" Procrustes " و ضيوفه .
فيما يحكيه قدماء اليونان في أسطورة ( ثسيوس)" Theseus " ...
أنه كان عند( بركرستيس) فراش واحد محدود الطول ،وكان يطبق طوله تمام التطبيق على كل ضيفٍ يأتيه . و كانت طريقته على ذلك بسيطة . كان إذا وجد الضيف قصيرًا شده حتى يصير طوله كطول الفراش ، و إن مـزّق الشدّ أوصاله ، و إذا وجد الضيف طويلاً بتر منه ما يزيد عن طول الفراش . فكان الضيوف الذين يوقعهم نحس طالعهم بين يديه . يأتيهم الموت بين الشدّ و البتر .
و لم ينجو منه إلاّ واحدٌ صادف أن كان طوله كطول السرير فلم يحتج ( بركرستيس ) الى شده و لا إلى بتره فاستبقاه خادمًا ...
كذلك أصحاب القرار في البيت الأبيض ، عندهم فرض واحد لابد من المطابقة بينه و حقائق الديمقراطية ، فعرضها عليهم يشدون منها القصير و يبترون منها الطويل ليجعلوها كلها منطبقة تمامًا على فرضهم ، فكان نصيب " الديمقراطية " من المسخ على أيديهم ما كان نصيب ضيوف(بركرستيس ) ، و لم ينج منها إلاّ ما وافق فرض هؤلاء كما لم ينج من أولئك إلاّ ما طابق سرير ذاك .
و لكن ما مات منها لم يمت و لن يموت إلاّ في ذهن و فكر من أخذ بمبدأ أصحاب البيت الأبيض...
فإذا ماتركتُ المجاز و اتخدتُ الواقع ، كانت خطة أصحاب الادارة الأمريكية إزاء فرضهم وحقائق الديمقراطية عكس خطة السياسيين إزاء فروضهم و الديمقراطية . فالسياسيون يقيسون فروضهم على الديمقراطية ، و أصحاب البيت الأبيض يقيسون الديمقراطية على فرضهم . يقرؤون الديمقراطية في غسق فرضهم بدلاً من أن يقرأوا فرضهم في " نورِ" الديمقراطيةِ.
أيها الأحبّة ، قد تكون كتابتي هذه المرة ضعيفة ، غير مفهومة وفيها شيء من ابتذال الأدباء – ولستُ منهم في قليلٍ أو كثيرٍ - لأني أكتب وأنا غاضب مما حصل ، و يحصل ... فأرجو المعذرة .
فأقول :
تعالت أصواتٌ متغنيّةً بالبحثِ عن نظامٍ تسوده العدالة و الحرية ، و تُحتَرمُ فيه القيّمُ الإنسانيةُ..لتنعمَ المعمورة بسلامٍ و أمان ٍ..
حيثُ لا ظلمَ و لا جورَ ولا عدوانَ.. و قد وجد البعض ضالتهم في هذا..فأقترح بعض المنظّرين لابد من إرساء الديمقراطية في أي مجتمعٍ ، و في أي بلدٍ ... و راح كل واحدٍ ليتغنى بليلاه ... حتى أن ّ دوّلاً و قوىً ذهبت لحد استعمال السلاح ضد شعوبٍ أخرى تحت غطاءِ دمقرطتها . و " تحريرها"..
و لكن ، لو تمعّن الفردُ في الأمر مليّا ً لــَـوجد أنّ الديمقراطيةَ المتعارف عليها، هي : بناءٌ ذهنيٌّ و ثقافــيٌّ يُكرس مع الوقت أسلوب التحضر، الذي يلزم ذاتيًا المتشبع به على احترام الآخر، مهما بلغت حدةُ الخلافات و اتسع عمقها ، و تباينت الآراء بينه و بين هذا الآخر.. و هذا من منطلق : أن كل ما هو مرتبط بالمجتمع و بالسلوكات و الأنماط والأنظمة الإجتماعية و السياسية نسبيٌّ ، بمعنى عدم وجود طرف يملك وحده الحقيقة المطلقة فيفرضها على الآخرين ، لأنهم ، و ببساطة ، يملكون مثل ما يملك جزءًا آخر من الحقيقة التي امتلك هو جزءها الذي لم يمتلكوه..
و من هذه الخلفية يصل المرأ إلى أنّ الإدارة الأمريكية لا تريد إرساء الديمقراطية في الوطن العربي ... و إلاّ بماذا يُفسَّر عدم قبول الإدارة الأمريكية وصول حركة " حماس " الى الحكم ديمقراطيا ، و النظر بعين الريبة إلى الانتخاباتِ الرئاسية ِ في "موريتانيا" ، بينما تتغاضى الطرف عن خلود جل الحكام العرب في الحكم .. مع العلم أنّ وصول هؤلاء الحكام إلى سدة الحكم كان بانتخابات مزوّرة ، أو " بيعات " أحسن ما يقال عنها أنها تهريجية ..
و مما لا يفهم من هذا السلوك الصادر عن إدارة دولةٍ تمتلك من إمكانيات القوة المادية ما يفوقُ حدود التصور..
فهل هو حقيقة أن مستوى رؤية صنّاع القرار في الإدارة الأمريكية ضحل إلى هذا المستوى الذي يجعلهم يحاربون الفكرَ و الإنتماءَ حتى و إن وصل أصحابه إلى سدة بطريقة ديمقراطية ؟.. أو بمعنى آخر ،فأين تصريحات أصحاب البيت الأبيض عن بناء الديمقراطية ، التي أعلنوا مرارًا و تكرارًا أنها مشروعهم لتغيير أنظمة الحكم القائمة في المنطقة و " دمقرطتها " ؟..
فإذا بهم لا يقبلون بما تختاره الشعوب العربية لتمثيلها ...فإذا كان هذا هو اعتقادهم ، بات من الأجدر تنبيههم: بأن الديمقراطيةَ لم و لن تكون يومًا هدمـــًا ، أو إلغاءًا للآخر... و أن بناء الديمقراطية في الوطن العربي. إنما هو ترك الشعوب العربية من القيام بإرساء نمط الحكم حسب تراثها الفكري و الديني ... لأنهم أكثر شعوب الأرض نضجًا و تحضرًا و رفعة ثقافية ، و تركهم يبنون نموذجهم السياسي و نمط مجتمعهم وفق رؤيتهم الخاصة و انطلاقًا من خلفيتهم التراثية.
و قد رأينا أن الإدارة الأمريكية ـ كمثال لديمقراطيتها في المنطقة ـ تريد أنظمةً عربيةً خانعةً و خادمةً لها و حاميةً لمصالحها ، و لا مانع لديها أن تكون تلك الأنظمة فاشية و ليس ديكتاتورية فقط ..
أما ما يجب أن تعرفه الإدارة الأمريكية و العرب حكامًا و محكومين ، فإن الديمقراطية في الوطن العربي هي نقيض المصالح الأمريكية ، و بالتالي فإن أمريكا هي العدوّ الأول للديمقراطية ، مثلما هي الديمقراطية عدوّة لأمريكا ، و ذلك لأن الديمقراطية الحقة تعني حكم العرب لأنفسهم ، و إذا ما حكموا أنفسهم فلن يتنازلوا عن مصالحهم التي تتناقض مع الاحتلال و الهيمنة التي هي عقيدة أمريكا الأبدية .
أ مِن المعقول أن الإدارة الأمريكية تغض الطرف على أناسٍ و حركاتٍ ، حتى في داخل أمريكا، تعمل على هدم أنبل ما منحه الخالق للإنسان ، و هي القيّم الإنسانية و المثل العليا ، مثل : (( زواج مماثلي الجنس ، والدعارة ، و عبدة الشيطان ، و اللواط و السحاق.... و هلم جرّا )) بحجة الديمقراطية ،و حرية التعبير و المعتقد ، و الحرية الفردية... و تشدّ الخناق على كل ما هو إسلامي على أنه "ارهاب" ، و تجعل كل من يدافع عن ارضه على انه" إرهابي" و صاحب عنفٍ يجب محاربته...
إذًا مَــثلها و حقائق الديمقراطية في ذلك مثل ( بركرستيس)" Procrustes " و ضيوفه .
فيما يحكيه قدماء اليونان في أسطورة ( ثسيوس)" Theseus " ...
أنه كان عند( بركرستيس) فراش واحد محدود الطول ،وكان يطبق طوله تمام التطبيق على كل ضيفٍ يأتيه . و كانت طريقته على ذلك بسيطة . كان إذا وجد الضيف قصيرًا شده حتى يصير طوله كطول الفراش ، و إن مـزّق الشدّ أوصاله ، و إذا وجد الضيف طويلاً بتر منه ما يزيد عن طول الفراش . فكان الضيوف الذين يوقعهم نحس طالعهم بين يديه . يأتيهم الموت بين الشدّ و البتر .
و لم ينجو منه إلاّ واحدٌ صادف أن كان طوله كطول السرير فلم يحتج ( بركرستيس ) الى شده و لا إلى بتره فاستبقاه خادمًا ...
كذلك أصحاب القرار في البيت الأبيض ، عندهم فرض واحد لابد من المطابقة بينه و حقائق الديمقراطية ، فعرضها عليهم يشدون منها القصير و يبترون منها الطويل ليجعلوها كلها منطبقة تمامًا على فرضهم ، فكان نصيب " الديمقراطية " من المسخ على أيديهم ما كان نصيب ضيوف(بركرستيس ) ، و لم ينج منها إلاّ ما وافق فرض هؤلاء كما لم ينج من أولئك إلاّ ما طابق سرير ذاك .
و لكن ما مات منها لم يمت و لن يموت إلاّ في ذهن و فكر من أخذ بمبدأ أصحاب البيت الأبيض...
فإذا ماتركتُ المجاز و اتخدتُ الواقع ، كانت خطة أصحاب الادارة الأمريكية إزاء فرضهم وحقائق الديمقراطية عكس خطة السياسيين إزاء فروضهم و الديمقراطية . فالسياسيون يقيسون فروضهم على الديمقراطية ، و أصحاب البيت الأبيض يقيسون الديمقراطية على فرضهم . يقرؤون الديمقراطية في غسق فرضهم بدلاً من أن يقرأوا فرضهم في " نورِ" الديمقراطيةِ.
من مواضيعي
0 من ثقب الروح كانت أمنية
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 04-02-2008 الساعة 11:14 PM







