تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > المنتدى العام

> جثة فرعون .. وإسلام العالم الفرنسي ( موريس بوكاي )

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو نهى
أبو نهى
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 24-05-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 347
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • أبو نهى is on a distinguished road
الصورة الرمزية أبو نهى
أبو نهى
عضو فعال
جثة فرعون .. وإسلام العالم الفرنسي ( موريس بوكاي )
29-10-2012, 01:45 PM



القصة الواقعية لجثة فرعون .. وإسلام العالم الفرنسي ( موريس بوكاي ) قال الله تعالى : (فالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } [يونس :92]

عندما تسلم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران زمام الحكم في فرنسا عام 1981 طلبت فرنسا من مصر في نهاية الثمانينات استضافة مومياء الفرعون لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية عليه وترميمه ... فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته الأرض ..
وهناك وعند سلم الطائرة : اصطف الرئيس الفرنسي منحنياً هو ووزراؤه وكبار المسؤولين الفرنسيين ليستقبلوا الفرعون .

وعندما انتهت مراسم الإستقبال الملكي لفرعون على أرض فرنسا .. حُملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله .. وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها .. .

وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء هو البروفيسور : (( موريس بوكاي )) كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء .. بينما كان اهتمام موريس هو محاولة أن يكتشف : كيف مات هذا الملك الفرعوني !!!.. فجثة رمسيس الثاني ليست كباقي جثث الفراعين التي تم تحنيطها من قبل .. (( ترون بالأسفل صورة قريبة للفرعون رمسيس الثاني .. وقد تم فيها ضم يديه إلى صدره )) .. فوضعية ( الموت ) عنده غريبة جدا .. وقد فوجيء المكتشفون ( عندما قاموا بفك أربطة التحنيط ) بيده اليسرى تقفز فجأة للأمام !!!!!.. أي أن من قاموا بتحنيطه ( أجبروا ) يديه على الإنضمام لصدره كباقي الفراعين الذين ماتوا من قبل !!!!!...
فما السر يا ترى ؟؟..

وفي ساعة متأخرة من الليل .. ظهرت النتائج النهائية للبروفيسور موريس .. لقد كانت بقايا الملح العالق في جسد الفرعون .. مع صورة عظامه المكسورة بدون تمزق الجلد .. والتي أظهرتها أشعة إكس .. كان ذلك أكبر دلائل على أن الفرعون مات غريقا !!!!.. و أنه قد تكسرت عظامه دون اللحم بسبب قوة انضغاط الماء !!!!!.. وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا .. ثم اسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه !!!!!..

والغريب أنهم استطاعوا أيضا تفسير الوضعية الغريبة ليده اليسرى .. وذلك أنه كان يمسك لجام فرسه أو السيف بيده اليمنى .. ودرعه باليد اليسرى .. وأنه في وقت الغرق .. ونتيجة لشدة المفاجأة وبلوغ حالاته العصبية لذروتها ساعة الموت ودفعه الماء بدرعه .. فقد تشنجت يده اليسرى وتيبست على هذا الوضع !!!.. فاستحالت عودتها بعد ذلك لمكانها مرة أخرى كما هو معروف طبيا .. أي أن ذلك يشابه تماما ما يعرفه الطبيب الشرعي من حالة تيبس يد الضحية وإمساكها بشيء من القاتل .. كملابسه مثلا !!!!!...

لكن أمراً غريباً مازال يحير البروفيسور موريس .. ألا وهو : كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استُخرجت من البحر ؟؟؟!!!..
كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده ( اكتشافاً جديداً ) .. في انتشال جثة فرعون (( من البحر )) .. وكان يحلم بسبق صحفي كبير نتيجة هذا الاكتشاف !!!.. حتى همس أحدهم في أذنه قائلا : لا تتعجل مسيو موريس .. .. فإن المسلمين يعرفون بالفعل (( غرق هذه المومياء )) !!!!!!... فقرآنهم منذ 14 قرنا يخبرهم بذلك !!!.. فتعجب البروفيسور من هذا الكلام .. واستنكر بشدة هذا الخبر واستغربه !!!!...

فمثل هذا الإكتشاف لا يمكن معرفته إلا : بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة .. ثم ( وهو الأهم ) أن المومياء تم اكتشافها أصلا عام 1898 !!!!.. فازداد البروفيسور ذهولا وأخذ يتساءل : كيف يستقيم في العقل هذا الكلام ؟؟؟.. والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة أصلا إلا قبل عقود قليلة فقط من الزمان !!!!...

جلس موريس بوكاي ليلته محدقا بجثمان فرعون .. وهو يسترجع في ذهنه ما قاله له صاحبه من أن قرآن المسلمين : ( يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق ) !!!.. بينما كتابهم المقدس : ( يتحدث فقط عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه ) !!!..
وأخذ يقول في نفسه : هل يُعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون الذي كان يطارد موسى بالفعل ؟؟؟.. وهل يُعقل أن يعرف محمدهم هذه الحقيقة قبل أكثر من ألف عام ؟؟!!!!..

لم يستطع موريس أن ينام ليلتها .. وطلب أن يأتوا له بالتوراة ( العهد القديم ) .. فأخذ يقرأ في التوراة قوله : (فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر .. ولم يبق منهم ولا أحد ..) وبقي موريس بوكاي حائراً .. فحتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة .. لا التوراة ولا الإنجيل ذكر مصير جثة فرعون !!!!..

بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء .. ولكن موريس لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة ..

فحزم أمتعته وقرر السفر لبلاد المسلمين لمقابلة عدد من علماء التشريح المسلمين .. وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكشتفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق !!!!... فقام أحدهم وفتح له المصحف وقرأ له قوله تعالى : (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية .. وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون) سورة يونس - آية 92

كان وقع الآية عليه شديدا .. ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته : لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن ....
ثم رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذى ذهب به !!!.. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة : مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم !!!!... بل واجتهد في البحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن فلم يجد ...... فخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى : ( إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز ( 41 ) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ( 42 )
فكانت ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس : أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية كافة .. ورج علماءها رجا !!!!.. وهو بعنوان : (( القرآن والتوراة والإنجيل والعلم )) ولقد نفدت جميع نسخ الكتاب من أول صدور لها ومن أول طبعة !!!!!... وما زال الطلب عليه كبيرا في أوروبا وأمريكا حتى وقتنا هذا .

(ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) الحديد 16



{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
التعديل الأخير تم بواسطة أبو نهى ; 30-10-2012 الساعة 04:29 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو نهى
أبو نهى
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 24-05-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 347
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • أبو نهى is on a distinguished road
الصورة الرمزية أبو نهى
أبو نهى
عضو فعال
رد: جثة فرعون .. وإسلام العالم الفرنسي ( موريس بوكاي )
29-10-2012, 02:17 PM


معلومات عن كتاب التوراة والإنجيل والقرآن والعلم تأليف موريس بوكاي

يقول موريس بوكاي في مقدمة كتابه بأن الإسلام قد اعتبر دائماً، كما فعل القديس أوغسطين بالنسبة للتوراة، أن هناك اتفاقاً بين معطيات الكتاب المقدس والواقع العلمي. وأن دراسة نص القرآن في العصر الحديث لم تكشف عن الحاجة إلى إعادة النظر في هذا. لأن القرآن يثير وقائع ذات صفة علمية، وهي وقائع كثيرة جداً، خلافاً لقلتها في التوراة، إذ ليس هناك أي وجه للمقارنة بين القليل جداً لما أثارته التوراة من الأمور ذات الصفة العلمية، وبين تعدد وكثرة الموضوعات ذات السمة العلمية في القرآن، وأنه لا يتناقض موضوع ما من مواضيع القرآن العلمية مع وجهة النظر العلمية، وتلك هي النتيجة الأساسية التي تخرج بها الدراسة التي عالج المؤلف خلالها موضوع الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة. وسيرى القارئ كما تبين للمؤلف في نهاية الكتاب كيف أن الأمر يختلف تماماً فيما يتعلق ببعض الأحاديث ظنية الثبوت لا يمكن قبولها علمياً، غير أن هذه قد خضعت لدراسات جادة اتباعاً لمبادئ القرآن الصريحة التي تأمر دائماً بالرجوع إلى العلم والعقل اللذين يسمحان للناقد بنفي صحتها على ضوء حقائق القرآن. والدراسة المعنية في هذا الكتاب تختص بما تنبئ به الكتب المقدسة فيما يتعلق بالظاهرات الطبيعية المتنوعة الكثيرة، والتي تحيطها تلك الكتب بقليل أو بكثير من التعليقات والشروح. ويلاحظ المؤلف بأن الوحي القرآني غني جداً في تعدد هذه المواضع وذلك على خلاف ندرتها في العهدين القديم والجديد. حيث قام أولاً بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث، وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطاع تحقيق قائمة أدرك بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث، وبنفس الموضوعية قام المؤلف بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، أما بالنسبة للعهد القديم فهو يقول أنه لم تكن لديه حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي سفر التكوين، فقد وجد مقولات لم يتمكن من التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخاً في عصرنا هذا، وأما بالنسبة للأناجيل فيقول أنه يكاد يفتح الصفحة الأولى منها حتى يجد نفسه دفعة واحدة في مواجهة مشكلة خطيرة، ويعني بهذا شجيرة أنساب المسيح. وذلك أن نص إنجيل متى يناقض بشكل جلي إنجيل "لوقا، LUC"، وأن هذا الأخير يقدم صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض، هذا ما جاء في قسمي الدراسة الأولين، أما القسم الثالث فسيجد فيه القارئ أمثلة توضيحية لتطبيق العلم على دراسة أحد الكتب المقدسة، وهو تطبيق لم يكن ليتوقعه الإنسان، كما سيجد القارئ في ذلك بياناً لما قد جاء به العلم الحديث الذي هو في متناول كل يد من أجل فهمٍ أكمل لبعض الآيات القرآنية التي ظلت حتى الآن مستغلقة أو غير مفهومة. ويقول الباحث أن لا عجب في هذا إذا عرف أن الإسلام قد اعتبر دائماً أن الدين والعلم توأمان متلازمان. فمنذ البدء كانت العناية بالعلم جزءاً لا يتجزأ من الواجبات التي أمر بها الإسلام. وأن تطبيق هذا الأمر هو الذي أدى إلى ذلك الازدهار العظيم للعلوم في عصر الحضارة الإسلامية، تلك التي اقتات منها الغرب نفسه قبل عصر النهضة في أوروبا. وأن التقدم الذي تمّ اليوم بفضل المعارف العلمية في شرح بعض ما لم يكن مفهوماً، أو في شرح بعض ما قد أسيء تفسيره حتى الآن من آيات القرآن، ليشكل قمة المواجهة بين العلم والكتب المقدسة.

{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو نهى
أبو نهى
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 24-05-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 347
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • أبو نهى is on a distinguished road
الصورة الرمزية أبو نهى
أبو نهى
عضو فعال
رد: جثة فرعون .. وإسلام العالم الفرنسي ( موريس بوكاي )
29-10-2012, 02:24 PM



من هو موريس بوكاي ... ؟

موريس بوكاي طبيب فرنسي نشأ مسيحيا كاثوليكيا، وكان الطبيب الشخصي للملك فيصل آل سعود ومع عمله في المملكة العربية السعودية وبعد دراسة للكتب المقدسة عند اليهود والمسلمين ومقارنة قصة فرعون، أسلم وألف كتاب التوراة والأناجيل والقران الكريم بمقياس العلم الحديث ، الذي ترجم لسبع عشرة لغة تقريبا منها العربية. ولد موريس بوكاي في مدينة بون ليفيك الواقعة في قلب ما يعرف ببلاد الأوج بإقليم نورماندي الأدنى في شمال غرب فرنسا في التاسع عشر من يوليه عام 1920. وتلقى موريس تعليمه حتى المستوى الثانويّ في مدرسة كاثوليكية في مدينته الصغيرة.

في عام 1987 استرجع الدكتور موريس بوكاي في لقاء مع علماء وأطباء أميركيين في شيكاغو حادثة كان لها أبلغ الأثر في حياته فيما بعد: "في عام 1935 كنت في الخامسة عشرة من عمري... وكنت ما أزال طالبا في مدرسة مسيحية. في تلك الفترة أعلن الأب بيرونيه Peyrony، وكان أحد علماء الأحافير الجيولوجية، عن اكتشاف رسوم بشرية في كهف في جنوب أسبانيا أرجع تاريخها إلى 15000 عاما... هذا في الوقت الذي كنا نقرأ فيه في كتاب الدين بالمدرسة أن تاريخ ظهور الإنسان الأول على الأرض يرجع إلى 4000 عام قبل المسيح" أصابتني حيرة فسألت الأب مدرّس الدين: أيّ التاريخان أصدق؟ أجابني قائلا: من فضلك... لا تخلط بين شيئين مختلفين.. هناك العلم في جانب... والدين في جانب آخر... وعندما يقع تعارض بينهما، فأن ما يقوله الدين هو الحقيقة! قلت له: لا يمكن... هذا مستحيل... هذه حقيقة علمية تمت البرهنة عليها... كيف يمكن إرجاع تاريخ ظهور الإنسان على الأرض إلى ما يقوله كتاب الدين؟

قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية توجه موريس بوكاي إلى العاصمة الفرنسية ليلتحق بمدرسة (كلية) الطب بجامعة باريس. وعندما وضعت الحرب أوزارها في عام 1945 كان بوكاي قد أنهى دراسته الأكاديمية ليعمل بعيادة الجامعة جراحا شابا في الأمراض الباطنية مع التخصص في طب الأمعاء. وإلى جانب عمله كان بوكاي يقوم بالتدريس على نحو متقطّع في الكلية. وقد عد هذا التكليف من قبيل التقدير بتفوقه في الدراسة الأكاديمية.

وإذا كان بإمكان بوكاي الاعتزاز بعمق معرفته بالكتب المقدسة اليهودية والمسيحية، فإن ولعه الأصيل بالمصريات يشكّل العامل الثاني في اهتماماته المتنامية منذ سنيّ شبابه الأولى. فالتحق في مطلع الخمسينات بالجمعية الفرنسية للمصريات (التي تأسست في باريس في عام 1923) حيث درس الهيروغليفية – لغة الحضارة المصرية القديمة.

لقد شكّل هذان العاملان القوة الدافعة لبوكاي في سنواته التكوينية الغضة. وسيرى المتابعون لأعماله اللاحقة مدي تأثير هذين العاملين فيما توصّل إليه من نتائج وخلاصات. ثمة عامل ثالث أثبت مدى أهميته في بحوثه وأنشطته خاصة المتعلّق منها ببحث التوافق بين الدين من خلال نصوصه المقدسة وبين العلم الحديث. وبدأ تأثير هذا العامل الثالث لدى بوكاي مبكرا في مطلع الخمسينات حين اطّلع على ترجمة للقرآن الكريم للمستشرق الفرنسيّ غاستون بلاشير (طبعة 1949) ففتح له آفاقا لم تكن في حسبانه آنذاك.

في عقد الستينات صار بوكاي طبيبا باطنيا مشهورا بموهبته ومعرفته الطبية الواسعة. وفي خلال هذا العقد بدأ مرضى مسلمون يزورونه لتلقى العلاج. وفي حواراته مع بعضهم – التي أشار إليها بنفسه فيما بعد على أنها كانت بمثابة "مصادمات حضارية" – أظهر بوكاي مدى تأثّره بما تلقاه في مقاعد الدراسة من معلومات عن ديانة كان يسميها أساتذته "المحمدية" وعن كتاب المسلمين الذي كان يعتقد أنه كتاب وضعيّ بشريّ من تأليف إنسان. وعندما سأله واحد من المرضى عن اللغة التي قرأ بها القرآن رد بوكاي بحسم: " بالفرنسية طبعا!" حينها اقترح عليه المريض المسلم أن يقرأ القرآن بالعربية أولا قبل أن يتبنى أحكاما مبنية على معلومات خاطئة.

في خريف عام 1969 عاد بوكاي إلى مقاعد الدراسة في جامعة السوربون – معهد اللغات الشرقية لكي يدرس اللغة العربية دراسة نظامية. وفي عام 1972 بعد سنوات أربع في المعهد صار بوكاي ضليعا في اللغة العربية.

وقد برهنت دراسة بوكاي للغة العربية على جدواها وفاعليتها عندما قرأ القرآن الكريم بها قبل زيارته لمصر للمرة الأولى في صيف عام 1974 ليقترح مشروعا بحثيا متعلّقا بتحديد مومياء فرعون الخروج الذي طارد النبي موسى وبني إسرائيل ولقي مصيره غرقا في البحر. وكانت معرفته بالسيدة جيهان السادات (إذ عالج بنجاح قريبا لها قبل سنوات في باريس) الباب الذي يسّر إقناع الرئيس السادات بفحص وعلاج مومياواتيّ رمسيس الثاني وابنه ميرنبتاح. وكان السادات هو الذي قدمه ليكون ضمن الفريق المعالج للملك فيصل عاهل السعودية حتى اغتياله في الخامس والعشرين من مارس عام 1975.

لقد أسهمت معرفة بوكاي بالعربية في تميّز محتوى كتابه الأول الظاهرة "التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث" المنشور في عام 1976. وفي مطلع الثمانينات شعر بوكاي بضرورة تخصيص وقته كله للبحث العلميّ والدراسات المقارنة فأغلق عيادته في عام 1982. وفي المحصلة النهائية فقد أثارت آراء وبحوث بوكاي الخاصة بالمصريات والدراسات الدينية المقارنة جدلا شديدا في وطنه وخارجه ولكن القدر الذي أثارته من الاهتمام والتقدير فاق بكثير مقدار الجدل. وبقيت دراساته شاهدة على روح البحث العلميّ النزيه والموضوعيّ في آن واحد.

توفي الدكتور موريس بوكاي في باريس في الثامن عشر من فبراير عام 1998.

{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
التعديل الأخير تم بواسطة أبو نهى ; 29-10-2012 الساعة 02:50 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 11:13 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى