تسجيل الدخول

كتب الشيخ الجليل المبدع الدكتور علي الحمادي (منهجية التعامل مع الشبهات) في ثلاثة اجزاء ووضع فيها خمس وستون قاعدة للتعامل مع الشبهات.خاصة وان البعض للاسف الشديد يقع بصرعة ضحية لبعض الشبهات.فتجد البعض وكانه فاز بصيد ثمين فيكتب عن اخطاء الشيخ حسن البنا رحمه الله .واخطاءه في الحقيقة لاتظهر في بحر حسناته لان القاعدة الفقهية تقول (إذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث ).
حاولت جاهدا تلخيص هذه القواعد حتي يستفيد منها الجميع .فإن وفقنا فمن الله وحده وإن كانت الاخري فمن نفسي والشيطان .ونسأل الله التوفيق في كل الاحوال.
1.القاعدة الاولي :ابتعد عن مواطن الشبهات.الأولي لك اخي المسلم أن لاتهتم بالمسائل المختلف فيها إلا بقدر حاجتك الفعلية إليها(فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) و(دع مايريبك إلي مالايريبك) والتورع السلف عن الشهات وابتعادهم عن الصغائر أمر معلوم .فهذا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يطفيء الشمع ولا يستفيد منه لاغراضه الشخصية .وهذه امرأة تسال عن مهنتها وانها تستفيد من ضوء الجيش في غزلها وهذا أوبكر الصديق يدخل أصعه في فمه ويتقيا مااكله اتقاء للشبهات والامثلة كثيرة.
ليس من الدين الولع بالمسائل المختلف فيها والبحث لها عن ادلة لها .لان الامر مختلف فيها وسيبقي هكذا غلي يوم القيامة.
2.القاعدة الثانية:سنة ماضية وشنشنة قديمة
لايخدعنك اخي المسلم بريق الألفاظ ولا ارتفاع الصراخ .فالخلاف في المسائل الفقيه والعقدية امر قديم وسنة متوارثة.فقهه السلف الصالح فاستقام ودهم ودينهم رغم اختلافهم في كثير من المسائل.ليست الاختلافات الفقهية بامر جديد .بل اتضح مع الزمن ان لكل فقيه منهج استدلاله فصرنا نسمع أصول فقه الغمام مالك واصول فقه الشافعي وهلم جرا. والعاقل يعي هذا الامر جيدا ويتعامل معه بكل هدوء .خذ مثلا كتاب (بداية المجتهد ) لابن رشد رحمه الله وتامل فيه جيدا لتعلم لماذا اختلف الفقهاء .والذي لايعي هذا نذكره بقول المتني رحمه الله :
ذوالعقل يشقي في النعيم بعقله واخو الجهالة في الشقاوة ينعم
لايسلم الشرف الرفيع من الاذي حتي يراق علي جوانبه الدم
3.القاعدة الثالثة:(ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم)
ليكن في علم الجميع أن اعداء الله من اليهود والنصاري لهم يد في هذا الامر .يحركون ادواتهم من مستشرقين وعلمانيين وخرافيين وأدعياء السلفية ليقوم بمثل هذا التشويش الذي لايخدم دين الله في أي شيء.
ولا زالت المعاهد والمراكز الاتشراقية والمخابراتية تعقد الندوات وتحلل الاوضاع وتضع العراقل وتسعي هنا وهناك حتي لايخرج هذا القمقم المارد (هكذا زعموا زورا وبهتنانا)فالذي يسعي للتقليل من الخلاف ومعالجته ويتنازل مرات ومرات حتي يرضي اعداء الله فهو واهم بدليل كتاب الله .
ومع البقية مع الساعات القادمة حول الله .

٫القاعدة الرابعة :



وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم

من الناس من يعرف أن الحق معك ومع ذالك لا يوافقك عليه لان حظوظ النفس وأسباب لا نعلمها لان عالم النفس عالم عجيب

وتأمل قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه كما في سورة الأنبياء (ثم رجعوا إلى انفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رؤوسهم )

وتأمل حال معارضي يوسف عليه السلام (ثم بدا لهم من بعد ما راو الآيات ليسجننه حتى حين)

وقصة موسى عليه السلام مع فرعون وجماعته

فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين

وقول أبي جهل لما قال : غننا نعلم ان محمد على حق ولا يقول إلا صدقا ثم ذكر المنافسة بين بني عبد المطلب وغيرهم وانهم كانوا كفرسي رهان فقالوا منا نبي

فمن أين نأتي لهم بالنبي

فمن كان على يقين مما يراه ثم يرى خصومه لا يبالون بما يقول بل ويعترضون عليه بشدة فقد تكون من هذا الباب

نجانا الله من التعصب

05٫القاعدة الخامسة

المطلب الصعب

الدعاة بشر والبشر حتما معرضون للخطأ ومن بقى يترصد أخطاءهم حتما سيجد الكثير ومن بقى يتعب نفسه في الرد على كل مقولة تقال وكل ملاحظة تنشر فإنه سيقضي حياته ويضيع وقته في التفاهات فلا ينبغي الالتفات لكل مسألة

قالوا قديما

لو أن احدنا يمر على راعي معه كلب ويبقى هذا الكلب يطارد المار وكلما رماه بحجر تبعه فمن الأولى له أن يستعين برب الكلب على الكلب

وهكذا هو الحال مع بعض الخصوم ذوي النوايا السيئة صيادي هفوات الدعاة والعلماء فالأولى ان لا تضيع الجهود في الرد على كل حماقاتهم بل نستعين بالله جل جلاله في رد كيدهم ومكرهم

06٫

القاعدة السادسة

لا تكن مثل الإسفنجة

ينصح شيخ الإسلام ابن تيمية تلميذه النجيب فيقول له

لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه. ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليه صار مقراً للشبهات .

وفي حديث حذيفة بن اليمان

تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين : على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف مَعروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه .

وفي الآية

ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة

لا يكن أحدنا معرضا لكل الشبهات يتقبل كل شيء ويعجب بكل شيء

وقد وقع كثير من الناس في هذا الفخ فلم يعرف الحق من الباطل فاختلطت عليه الأمور ثم ربما زهد في الجميع او خرج ضد الجميع

ومن لم يكن على دراية كافية وعلم حصين فلا ينبغي له الدخول في عالم الشبهات

ومن هنا نصح العلماء بعدم الإستماع للمبتدعة كالشيعة وغيرهم ( مع العلم ان مفهوم البدعة الآن لم يعد دقيقا فقد صارت الخلافات الفقهية عند البعض من البدع المنكرة)

إياس بن معاوية وتحريم الخمر

كان إياس بن معاوية مضرب المثل في الذكاء وقوة الحجة وحضور البديهة ، وذات يوم جاء رجل إلى إياس بن معاوية ، فجرى بينهما هذا النقاش

الرجل : هل ترى عليّ من بأس إن أكلت تمراً؟
فقال إياس بن معاوية : لا بأس إن أكلت منه ما طاب لك
الرجل : هل ترى عليّ من بأس إن أكلت معه بعض العشب وما تخرج الأرض من نبات؟
إياس بن معاوية : لا يمنع من ذلك مانع
الرجل : فإن شربت عليهما ماء؟

إياس بن معاوية : جائز
الرجل : مادام هذا كله جائز ومباح ، فلماذا تحرمون علينا أن نسكر ، وإنما الخمر هي عبارة عن خليط مما قلته لك : تمر وعشب وماء ، فليس في تحليلها إلا هذه الأشياء‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟
ولم يلبث إياس أن قال للرجل : لو صببت عليك ماء ، هل كان يضرك؟
الرجل : لا يضرني منه شيء
إياس : لو نثرت عليك تراباً ، هل كان يشج رأسك أو يصيب منك مقتلا؟
الرجل : لا يقتل التراب أحداً
إياس : فإن أخذت الماء والتراب فخلطتها وعجنتها وجعلت من ذلك لبنة عظيمة فقذفتك بها ، هل كان يضرك؟
الرجل : كنت تقتلني
إياس : هكذا شأن الخمر .. ولهذا كان حرام

07٫

القاعدة السابعة

ماكان لله دام واتصل

ذكروا أن أحدهم اخبر الإمام مالك رضي الله عنه ان أحدهم عمل موطأ أضخم من موطأ الإمام مالك

فقال له الإمام مالك

ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل

على المسلم في المسائل الخلافية والشبهات ان يقصد وجه الله تبارك وتعالى فلا ينفع غير الإخلاص

وكم من شخص فضحه عدم إخلاصة وآخرون زلت بهم الطريق وحفظهم إخلاصهم فالإخلاص سر ودواء وأساس

فعلينا ان نقصد وجه الله فلا حب شهرة ولا سماع مدح ولا تعصب لشيخ او مدرسة او عنوان معين

08٫

القاعدة الثامنة

ما أنا براض عن نفسي

قاعدة ذهبية ينبغي الوقوف عندها دائما

لست راض عن نفسي حتى أبحث عن عيوب الآخرين

وهكذا كان دأب الصالحين

المؤمن منشغل بنفسه وليس يتصيد عيوب غيره

ترى بعضهم وقد تاب بالأمس وله سوابق في الماضي وقد فتح الكتب والأشرطة وصار يترصد عيوب غيره ليجعل منهم جسورا لامتلاك شهرة مزورة

ومن تأمل حال علمائنا وأوليائنا وجدها قاعدة مشهورة

لا يتلذذ بعيوب الآخرين إلا غافل ساه لاه يلعب به الشيطان

وهاهي تراجم العلماء في سير أعلام النبلاء والبداية والنهاية وطبقات الأولياء فهل تجد فيهم من كان يقضي وقته يتصيد عيوب غيره

اللهم اشغلنا يعيوبنا عن عيوب غيرنا

إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطقن منك اللسان بسوأةٍ فكلك سوؤات وللناس السن
وعيناك إن أبدت إليك معايباً فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى ودافع ولكن بالتي هي أحسن

09

القاعدة التاسعة

لا تحسبوه شرا لكم

ما من حادث إلا وله وجهان وقراءتان

والمؤمن معياره ماله علاقة بالله تبارك وتعالى

قصة حادثة الإفك مؤلمة وخطيرة جدا وقد ظن رأس المنافقين أنه أصاب النبي في مقتل فكانت الحادثة فيها من العبر والدروس والفوائد ما الله به عليم

ظهر فضل الطاهرة المطهرة السيدة عائشة

وكانت درسا لكل مؤمن قد يحدث له ما حدث لرسول الله عليه الصلاة والسلام

وتمحيصا للمؤمنين

وغيرها

وكم من الفتن والمحن نتألم لها ولا ندري كم فيها من الخير

وقد طال الهجوم والتجريح علماء ودعاة كبار

فهل انتقص من قدرهم

كلا والله

بل ظهر فضلهم وكثر محبوهم وانتشرت دعوتهم وزادهم الله شهرة وغيرها من الفضائل

فلا نتألم لأي هجوم فقد يكون فيه خير وقد يكون تكفيرا لسيئات وقد وقد٫

10

القاعدة العاشرة

لا تضع الدعوة في قفص الإتهام

البعض بتصرفاته غير المحسوبة قد يعطي صورة مشوهة عن الدين

وقد يهاجم الغير من غير ضرورة فيفتح الأبواب على نفسه

وقد يشتهر عند الناس بأنه متخصص في التجريح والتجريح فقط

فيضع الدعوة في قفص الإتهام

حدث يوما أن مدمن خمر نصحه البعض بالصلاة فأتى المسجد فوجد خصومة بين الإمام وجماعة من المسجد فخرج ولم يصل وقال كلمة مشهورة

كنت أظن فقط نحن الخمارون نتخاصم في الحانة

حتى انتم تتخاصمون في المسجد

وكم من ضعاف الإيمان يتحجج بعدم الصلاة فيقول لك

إذا أبدأ الصلاة وأبقى مثل فلان يسرق فلا داعي ولا حاجة

فالبعض منا بتصرفاته المتناقضة قد يجعل الدعوة في قفص الإتهام

وكم من مراجعات بين الدعاة الواجب فيها كما قال الشيخ الذهبي رحمه الله

كلام الأقران يطوى ولا يروى

سبحان الله
تقريبا أربع سنوات
كنت أظن نفسي قد انتهيت من الموضوع فلما تذكرته وجدت نفسي قد تركته في البداية
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه