تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى العلوم والمعارف > منتدى النقاش العلمي والفكري

> التفكير العقلي في الإسلام .. إبراهيم النظام نموذجا

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
التفكير العقلي في الإسلام .. إبراهيم النظام نموذجا
26-01-2013, 06:56 AM
التفكير العقلي في الإسلام .. إبراهيم النظام نموذجا
الجزء الأول :
في نهايات القرن الهجري الأول شهد الفكر الإسلامي بداية ميلاد اتجاه فكري / ديني جديد يقوم على منهج إعمال العقل والتفكير النقدي وهو مذهب المعتزلة باتجاهاته العقلية / الفكرية المختلفة والتي تختلف في الرؤى والأفكار وتتفق في المنهج والأصول .
وبالرغم من أن بعض الباحثين والمفكرين العرب مثل الدكتور محمد عابد الجابري كما في كتابه " تكوين العقل العربي " يرون بأن القول بعقلانية المعتزلة هو ضرب من المبالغة إستنادا إلى إنها تستند على مرجعية نصية وليست على معطيات عقلية وتجريبية بحتة إلا أن التأمل في اصولها الفكرية في الحقول المعرفية المختلفة تبين بما لا يدع مجالا للشك بإنها كانت وفق سياقها الزما/ مكاني والمعرفي ثورة عقلانية ذات طابع نقدي منهجي بكل معنى الكلمة وكانت تطمح إلى تفعيل دور العقل النقدي وإعطاءه إستقلالا أكبر في فهم النصوص الدينية وردها أيضا وخاصة تلك التي تسبح في فضاء اللامعقول والخيال كما في الأحاديث التي تحدثت عن بعض المعجزات التي لم تثبت معقوليتها وفق المنهج النقدي عندهم مثل إنشقاق القمر ورؤية الجن وغيرها حتى أطلق عليهم بعض المفكرين الأوروبيبن بالمفكرين الأحرار في الإسلام وأما المفكر الإيراني البارز عبدالكريم سروش فقد أطلق عليهم لقب رواد العقلانية في تاريخ الإسلام ( أنظر كتاب الفكر الديني وتحديات الحداثة ) وكانت قابلة للتطور لولا إنتكاستها الكبيرة التي ادت إلى هزيمتها بعد الإنقلاب المتوكلي الشهير والتي نستطيع ان نعتبرها إنتكاسة حضارية للفكر الإسلامي بشكل عام وليس الإعتزالي فقط وهي الإنتكاسة التي أدت إلى تقديم صورة واحدة للإسلام أو قراءة رسمية لهذا الدين وفق التصور الخاص لأهل الحديث بأعتبارها القراءة الصحيحة والنقية للإسلام .

أنتجت هذه المدرسة الفكرية بفرعيها الكبيرين البغدادي والبصري رموزا فكرية متعددة أستطاعت أن تقدم قراءات متجددة للدين فقها وأصولا وكلاما وفق الأسس العقلية التي كانت تؤمن بها أبرزهم الاديب والمتكلم الشهير عمرو بن بحر ابي عثمان الجاحظ ( 159 – 255 ) وأبي الهذيل العلاف ( ت 235 ) وأبي الحسين الخياط ( ت 311 ) وأبي القاسم الكعبي ( 273 – 319 ) وواصل بن عطاء ( ت 131 ) والقاضي عبدالجبار الهمداني ( 359 – 415 ) صاحب كتاب " المغني في الإمامة " و " شرح الأصول الخمسة " وغيرها وأبو هاشم الجبائي ( 247 – 321 ) وجار الله الزمخشري ( 467 – 538 ) صاحب التفسير المعروف ب " الكشاف " وابن أبي الحديد المعتزلي ( ت 656 ) صاحب اشهر وأطول شرح لنهج البلاغة وغيرهم الكثيرالذين أضاءوا الفكر الإسلامي بأجتهاداتهم في الحقول المعرفية المختلفة .
من الشخصيات التي برزت بشكل كبير في هذه المدرسة الفكرية أحد أبرز رموز التفكير النقدي في الإسلام وهو إبراهيم بن سيار النظام الذي نتحدث عنه في السطور التالية بأختصار شديد .
يتبع ....
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: التفكير العقلي في الإسلام .. إبراهيم النظام نموذجا
26-01-2013, 07:09 AM
التفكير العقلي في الإسلام .. إبراهيم النظام نموذجا
الجزء الثاني :

اختلفت الآراء في ولادة النظام ووفاته إلا أن الدكتور محمد عبدالهادي أبو ريدة يرجح في كتابه " ابراهيم بن سيار النظام وآراؤه الكلامية الفلسفية " : " أن حياة النظام تقع على وجه تقريبي بين عامي 160 – 231 " وهذا يعني أن الرجل عاش سبعون سنة على خلاف بعض الروايات في كتب أخرى ادعت أن النظام مات شابا وهو في السادسة والثلاثين من عمره وتقول أكثر المصادر التي ترجمت له مثل كتاب " الفرق بين الفرق " للبغدادي و " الملل والنحل " للشهرستاني وغيرها بأن سبب تسميته بالنظام لأنه كان ينظم الخرز في سوق البصرة ولأجل ذلك أطلق عليه هذه الكنية .

يعتبر إبراهيم النظام أحد أبرز متكلمي المعتزلة إن لم يكن أبرزهم على الاطلاق وقد تحدث الدكتور محمد عزيز نظمي سالم عن ثقافة النظام في كتابه " ابراهيم بن سيار النظام والفكر النقدي في الإسلام " ص 16 بقوله : " نال النظام حظا وافرا من العلوم اللغوية والادبية وقد برع في علم الفقه وفي علم الكلام ودرس الديانات السماوية وحفظ القرآن والإنجيل والتوراة وكان على دراية بعلوم الحديث والثابت أنه كان يجيد القراءة والكتابة أيضا ويقال أنه كان على علم باللغة اليونانية لمعرفته بفلسفة اليونان وبمصنفات أرسطو "
هذه الحصيلة المعرفية الواسعة والمتعمقه التي كان يمتلكها إبراهيم النظام ساعدته على مناظرة المذاهب والفرق المناوئة للفكر الإسلامي آنذاك وإقامة الحجة العلمية والفلسفية عليها وخاصة المذاهب الثنوية والمانوية والزنادقة والمزدكية وغيرها كما أشتهر النظام بمناظراته القوية مع مختلف المدارس الفكرية الإسلامية التي كانت تنشط آنذاك في بغداد عاصمة الدولة العباسية مثل المرجئة والمشبهة والشيعة والباطنية وحتى من يخالفونه من المعتزلة ايضا حتى يقال بأن استاذه أبا الهذيل العلاف الذي كان أحد أئمة المعتزلة ومفكريها الكبار بانه كان مع طول باعه في أساليب المناظرة والجدل كان يخشى من مناظرته ويتهرب من ذلك ويتمارض حتى لا يظهر أمامه بمظهر المغلوب .

كان النظام من اوائل من مارس النقد التاريخي بحق الكثير من الشخصيات التاريخية التي عاصرت النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال رؤية نقدية تاريخية بعيدا عن التأثر بهذه الرؤية الأيديولوجية لهذه المدرسة الفكرية أو تلك حيث كانت الرؤيتان السنية والشيعية هي السائدة آنذاك وكان النقد السائد ينطلق من خلال رؤى ايديولوجية بحتة وبحسب موقف كل مدرسة فكرية من الخلافة بعد وفاة النبي محمدصلوات الله عليه ، وقد سبب له هذا النقد المنهجي هجوما عنيفا من جميع الفرق الإسلامية بدون إستثناء فقد اتهمه العلماء الذين ينتسبون إلى المدرسة الإسلامية السنية بالرفض ومعاداة الصحابة حتى وصفه المتكلم الأشعري الشهير عبدالقاهر البغدادي في كتابه المعروف " الفرق بين الفرق " بالضال المضل وانه " دون مذاهب الثنوية وبدع الفلاسفة وشبه الملحدة في دين الإسلام واعجب بقول البراهمة بأبطال النبوات ولم يجسر على إظهار هذا القول خوفا من السيف " حتى قال في ص 147 : " ثم أن النظام – مع ضلالاته التي حكيناها عنه – طعن في أخيار الصحابة والتابعين من أجل فتاويهم بالإجتهاد ... " واما علماء المدارس الإسلامية المنسوبة إلى التشيع فقد طعنوا فيه ايضا لاجل بعض العبارات التي فهموا منها إنها تسىء إلى علي بن ابي طالب, هذا المنهج النقدي التاريخي لدى إبراهيم النظام لو قدر له أن يستمر في المسارات المذهبية المختلفة في الفكر الإسلامي لربما ساعد ذلك على رفع القداسة عن الكثير من الشخصيات التاريخية التي تحولت نتيجة للقراءات الآيديولوجية إلى شخصيات مقدسة لا تخضع للنقد أو التساؤل في إجتهاداتها البشرية في حركة الواقع والحياة المختلفة وتسببت بعض القراءات النقدية سواء التي أنطلقت من رؤى أيديولوجية أو ابستمولوجية عنها في حروب طائفية بشعة أودت بحياة الملايين من البشر وحملات وفتاوى تكفيرية واسعة ولا تزال تزداد إستعارا حتى اليوم وخاصة بعد أن دخل الإعلام الفضائي المرئي في المعركة، ولكن بعد وفاة النظام وأيضا هزيمة الفكر العقلاني الإعتزالي في عهد المتوكل العباسي وتغلب القراءة الحديثية على الفكر الإسلامي لم يعرف المسلمون النقد المنهجي والتفكير العقلي في قراءة التاريخ الإسلامي وفرضت القراءات المذهبية نفسها على الجميع حتى قال الأستاذ عبدالجواد ياسين في كتابه " السلطة في الإسلام " الجزء الاول ص 125 : " لقد كان غياب " الحاسة النقدية " في نظرنا واحدة من الخسارات الكبرى التي خسرها العقل الإسلامي بنفي الفكر الإعتزالي برمته من غير تفرقة من المنهج والموضوع لان حضور " الحاسة النقدية " في الحقيقة يمثل واحدة من اهم نقاط البدء اللازمة لإعادة عرض الإسلام على العالم وهي العملية التي لا بد منها وإلا تعرض الإسلام لخطر الدخول في مرحلة إنقطاع طويل "
يُتبع

  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: التفكير العقلي في الإسلام .. إبراهيم النظام نموذجا
26-01-2013, 07:27 AM
التفكير العقلي في الإسلام .. إبراهيم النظام نموذجا
الجزء الثالث والأخير :

كانت لاجتهادات النظام ردود فعل معاكسة من جميع التيارات الفكرية والفقهية في تلك الفترة ولم يسلم حتى من طعن المعتزلة رغم موافقتهم إياه في الأصول الخمسة التي يعتقد بها جميع المعتزلة إلا انهم عابوا عليه مسائل أنكروها عليه سوف نأتي على بعضها في هذا المقال .

في حقل العلوم التجريبية التي برع فيها المعتزلة في تلك الفترة كان إبراهيم النظام أحد أبرز من آمن ودعا إلى قانون السببية في القوانين الطبيعية وتفسير الحوادث الكونية المختلفة متجاوزا بذلك القراءة اللاهوتية التي كانت سائدة آنذاك – ولا تزال في بعض سياقاتها الإسلامية وتذهب إلى ان الحوادث الطبيعية معللة بذنوب العباد وتصرفاتهم الأخلاقية - ونقل الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " ص 47 عن الكعبي أن النظام قال : إن كل ما جاوز محل القدرة من العقل فهو فعل الله تعالى بإيجاب الخلقة أي أن الله تعالى طبع الحجر طبعا وخلقه خلقة إذا دفعته أندفع وإذا بلغت قوة الدفع مبلغها عاد الحجر إلى مكانه طبعا " بمعنى أن جميع الحوادث الكونية هي من فعل الله ولكن بما طبع عليها من الأشياء ولذلك يقول الدكتور عبدالهادي ابو ريده في كتابه عن النظام ص 166 : " ويتبين من مقارنة راي النظام في العلل برأي غيره من المتكلمين أن النظام هو الوحيد الذي يقول بالعلة الغائية ويزيدها على العلل التي عرفوها والعلة الغائية من ضمن العلل عند أرسطو وإذن فقد كان النظام أقرب المتكلمين إلى مذاهب الفلاسفة "

في ذروة الحراك العقلي في تلك الفترة من تاريخ الفكر الإسلامي بين المدارس الفكرية المختلفة وهي الفترة التي نستطيع تسميتها بالفترة الذهبية في تاريخ الفكر في الإسلام حيث أستطاع الفكر أن يحلق بأجنحته في فضاءات المعرفة المختلفة حتى أن ملحدا معروفا كأبن أبي العوجاء كان يستطيع وبكل سهولة الدخول إلى مسجد الرسول في المدينة المنورة والمناظرة مع فقيه أهل البيت جعفر بن محمد الصادق حول بعض المسائل المتعلقة بشعائر الحج دون خوف من قتل أو إعتقال بتهمة الكفر أو التجديف بالشعائر الإلهية كما يحدث اليوم وللأسف الشديد في كثر من الدول الإسلامية وأستطاع المنتسبون إلى الديانات المانوية والزرادشتية واليهودية وغيرها تأليف الكتب الخاصة بهم والإحتجاج بها على المسلمين بل ومناظرتهم في قصر الخليفة العباسي نفسه إضافة إلى المعارك الفكرية بين المدارس الإسلامية المختلفة وخاصة داخل المدرسة الإعتزالية نفسها في خضم هذا الحراك الفكري الساخن برزت قضية الجوهر الفرد لتفرض نفسها بقوة كأحد ابرز المسائل الخلافية بين إبراهيم النظام وبقية المعتزلة وخاصة أستاذه أبي الهذيل العلاف وقد تطور هذا الخلاف بين الفريقين حتى الف أبي الهذيل كتابا في الرد على النظام ويقال بأنه قال فيه بتكفيره
كان النظام متمسكا برأيه في إنكار الجزأ الذي لا ينجزأ أشد التمسك ويقول : " لا جزء إلا وله جزء ولا بعض إلا وله بعض ولا نصف إلا وله نصف وأن الجزء جائز تجزئته أبدا ولا غاية له من باب التجزؤ " وقد وافق النظام في الإنكار بعض المعتزلة كالجاحظ وأبي الحسين الخياط وأيضا العلامة الأندلسي أبن حزم في كتابه " الفصل في الملل والنحل "

بينما ذهب العلاف ووفقه آخرون من المعتزلة والأشاعرة والماتريدية بأن " العالم مركب من أجزاء لا تتجزأ ( الجوهر الفرد ) ومن أعراض تدخل عليها ثم تتفرق بعد ذلك رؤاهم وتصوراتهم بحسب ملابسات ومقايسات مختلفة " ( كتاب " سفر المنظومات " للباحث العماني عبدالله المعمري ) .

من المسائل التي أنفرد بها إبراهيم النظام عن بقية المتكلمين الإسلاميين سواء من المعتزلة أو غيرهم ما يسمى في مذاهب المتكلمين بالصرفة في مسألة إعجاز القرآن وملخص هذا الرأي كما ينقله الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " ص 48 أن الإعجاز القرآني متحقق من ناحية " من حيث الإخبار عن الأمور الماضية والآتية ومن جهة صرف الدواعي عن المعارضة ومنع العرب عن الإهتمام به جبرا وتعجيزا حتى لو خلاهم لكانوا قادرين على ان يأتوا بسورة من مثله بلاغة وفصاحة ونظما " وقد وافق النظام في هذا المذهب أيضا المتكلم الشيعي الشهير الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي في رسائله التي نشرت في ثلاثة أجزاء .

وأما في الفقه والأصول فقد رفض النظام حجية الإجماع ضمن مصادر التشريع الإسلامي وقال كما نقل عنه الغزالي في كتاب " المستصفى من علم الأصول " أن الإجماع عبارة عن كل قول قامت حجته بينما نسب إليه الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " ص 48 أنه لا يرى الحجة إلا في قول الإمام المعصوم بينما المعروف عن النظام أنه معتزلي العقيدة ومن المستغرب نسبة هذا القول إليه الذي هو رأي المدرسة الإسلامية الشيعية كما نسب إلى النظام أنه ينكر القياس أيضا ولم ينفرد بهذا الرأي إذ هو رأي الزيدية والإمامية أيضا والمسألة يطول شرحها ولا مجال لها هنا .

المسائل التي انفرد بها إبراهيم النظام متعددة وتطرق إليها الكثير من أرباب الفرق والمقالات وخاصة البغدادي في كتابه " الفرق بين الفرق " والأشعري في " مقالات الإسلاميين " إضافة إلى الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " وشرحها يطول وقد كان الدافع لكثير من هذه الإنفرادات المنهج العقلي النقدي بروحه الجدلية العميقة الذي ألتزم به النظام في عملية الإستدلال في المسائل الأصولية والكلامية المختلفة وهذه الحاسة النقدية أكتسبها كما أسلفنا من خلال مطالعاته في الفلسفة اليونانية والفلسفات الشرقية المختلفة وخاصة الهندية والفارسية منها وقد أدى به هذا الإلتزام بهذا المنهج النقدي الصارم إلى الإصطدام مع جميع المدارس الفكرية آنذاك حتى أفتى كثير منهم بتكفيره ومنهم وللأسف الشديد بعض المعتزلة أيضا .
لم تحتفظ لنا المكتبة الإسلامية بأي كتب منسوبة لإبراهيم النظام لأسباب متعددة أهمها إتلاف كتب المعتزلة بواسطة خصومها وخاصة بعد الإنقلاب المتوكلي الشهير مما تسبب ذلك في ضياع ثروة فكرية عظيمة ومئات الكتب في علم الكلام والفلسفة والفقه وغيرها في الحقول المعرفية كانت تساهم إلى حد كبير في معرفة عقائد المعتزلة وآرائها من مصادرها الرئيسية وخاصة وأن أغلب الآراء التي تنقل عن المعتزلة اليوم هي من كتب خصومها وخاصة متكلمي الأشاعرة الكبار مثل البغدادي والأشعري والشهرستاني وغيرهم ولكن المتكلم الشهير علي بن أسماعيل الأشعري نسب للنظام بعض الكتب في كتابه " مقالات الإسلاميين " منها كتاب " الجزء " الذي يذكر فيه آراء المتكلمين في هذه المسألة وكتاب " الرد على الثنوية " وهو رد على فرقة المانوية التي كانت تنشط في تلك الفترة في الدولة العباسية وكانت تؤمن بثنائية النار والنور إضافة إلى " كتاب في التوحيد " يرد فيه على أستاذه أبي الهذيل العلاف في بعض المسائل الخلافية بينهما وأيضا نسب إليه المتكلم المعتزلي أبن أبي الحديد صاحب الشرح الشهير لنهج البلاغة كتابا آخر تحت عنوان " كتاب النكت " قال بأنه أنكر فيه حجية الإجماع ورد فيه أيضا بعض الإجتهادات المنسوبة إلى بعض الصحابة .

وجميع هذه الكتب المنسوبة للنظام لم يصل لنا منها شىء وإنما توجد إشارات وشذرات لها في بعض كتب أبن الخياط وأبن ابي الحديد المعتزلي والبغدادي وغيرهم .

ملاحظة :
هذا المقال لصالح عبدالله البلوشي نشرته( شرفات الثقافي في جريدة عمان )بتاريخ 27 / 9 / 2011
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 26-01-2013 الساعة 07:37 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: التفكير العقلي في الإسلام .. إبراهيم النظام نموذجا
26-01-2013, 12:37 PM
الإنقلاب المتوكلي
انتصار أهل الحديث بعد هزيمة المعتزلة الذي تكرس بالانقلاب المتوكلي[1] ووصل ذروته مع "المنشور القادري" الذي اهدر دم المعتزلة ونكل بهم، شكل بداية مرحلة "ظلامية" في التاريخ الاسلامي امتدت الى قرون، ولا تزال آثارها السلبية ترخي بثقلها على زمننا المعاصر، خصوصا في ميدان انهزامية العقل .
كانت محنة خلق القرآن، كما يرى طرابيشي، حجة مفتعلة مقصودة "لغاية مبطنة تتجاوز ظاهرها اللاهوتي، وكانت خطة تكتيكية في خدمة هدف استراتيجي هو الصراع على قيادة العامة واستتباعها من خلال استتباع قادتها الذين كان جلهم من أصحاب الحديث".
مما يعني ان انقلاب المتوكل "كان انقلابا سياسيا يضع في اعتباره الأول مصلحة "الملك الطبيعي" الذي آل اليه على غير ما توقع". نتج من الانقلاب المتوكلي (إغلاق ملف خلق القرآن) الذي بات يعتبر من القضايا غير المسموح الحديث فيها، وحسم بشكل كاسح "التحول من اسلام القرآن إلى اسلام الحديث، وتأسيس هذاالأخير في ايديولوجيا سائدة على امتداد تلك القرون العشرة الفاصلة بين عصر المتوكل وعصر النهضة، التي كان فيها الدين هو الشكل الوحيد الممكن للايديولوجيا".
تسببت هيمنة أهل الحديث والمنظومة الحديثية في تغييب القرآن ومعه تغييب العقل ومعهما القضاء على التعدديات في الاسلام. هكذا بدا كأنّ "هزيمة العقلانية العربية الاسلامية لا تقف عند حدود العلاقة مع الآخر، بل تمتد الى داخل علاقة الانا مع ذاته: الحديث والفقه عقدا في اسلام القرون الوسطى حلفا غير قابل للانفكاك... ومع طغيان الايديولوجيا الحديثية انعدم الاجتهاد، وحتى القياس".
-------------------------------------------------------------
[1]عاشرُ خلفاء بني العباس سموه ب (ناصر السنة ) ، فهو الذي أهزم ( المعتزلة ) ونكل بهم ، وقرب أهل الحديث وشيخهم الإمام أحمد بم حنبل ، فتبادل الفريقان المواقع في التنكيل .
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:02 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى