في تمنّع الارتقاء
30-09-2012, 05:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
استدعت قراءة مقال في حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على الأمّة، بعض الذي أرى عرضه
استحسنتُ السؤال: « وبقي دورنا نحن في تحقيق ذلك التوقير والتعزيز – فماذا نحن
فاعلون ؟ ».
أرى والله أعلم أنّ التوقير والتعزيز الذي حق للرسول صلى الله عليه وسلم علينا إنما
نصدق فيه حالما كان منّا في الحياة اليومية بكل تشعباتها، وأنه ليكون كذلك وجب أن يكون حاضراً في تعاملنا مع الحياة بكل جزئياتها وهذا يقتضي عقيدة قوية تتغذى من العلوم ومن التذكير اللذين ينشرهما بيننا علماؤنا باستمرار.
والأمر هكذا، إذا صحّ، فإنّ من علماءنا ذوي التبجيل، وذوي "الأتباع"، وذوي السلطة المعنوية، وذوي الفصاحة الظاهرة في الصدح باتّباع الكتاب والسنّة في كل إطلالة من إطلالاتهم الدائمة على الفضائيات، إنّ من هؤلاء مَن نحترمه ونتبني رأيه إلى أن يريد لنا الله تبارك وتعالى أن نقرأ ما يصدر لهم من كتب فنكتشف أنهم يتصرفون في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم !
يجد هؤلاء من العلماء الأجلاء مَن يزكّي كتاباتهم وقد عشتُ حالات نبّهتني إلى مثل
هذا الأمر، وهذه إحداها.
كان رابع الركّاب يحاور سائق سيارة الأجرة الذي تحول فجأة إلى التحامل على قومٍ لا يرجعون في ما لا يعلمون من الدّين إلى العلماء، ودلّ في الأمر على مثال الشيخ فلان.
أمّا اسم الشيخ فقد كان لي بعض العلم به وأمّا ما لم يكن لي أن أعلم به حينذاك فهو أنّ يوماً آتٍ أكون فيه بمفردي في بيتي بين كتبي وأقف على اسم الشيخ، وأنّي يومذاك أرجو ألم ألقه حيث لقيته وقد وقّع تزكية لكتاب في الإيمان بالقضاء والقدَر.
كان للأيام أنّ تكشف لي أنّ الضرر من ذلك الكتاب أكبر بكثير جداًّ مما قد يكون فيه من نفع.
رأيت أن أسأل دار النشر عن الوثوق من رسالة التزكية قبل أن أتدارك: فالسؤال إثارة للريب في ما تنشر الدار فيسقط مؤشر المبيعات إلى غير هذا من ردود ومن آثار ومما يثيره الشيطان مما هو له.
أرجع اليوم في هذا الكتاب إلى صورة رسالة الشيخ التي تخبر أنّ رقم تسجيلها (بالإدارة) هو: 1239/2 وأنّ تاريخها هو: 9/6/1415.
نص الرسالة:
« الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فقد اطلعت على ما كتبه الأخ في الله فضيلة الشيخ / محمد بن ابراهيم الحمد تحت عنوان « الإيمان بالقضاء والقدر » فألفيته كتاباً قيماً كثير الفائدة واضح العبارة في موضوع جدير بالعناية. وقد وفق المؤلف فيما كتبه عن ذلك. وقد علقت عليه حواشي قليلة لتمام الفائدة. وأسأل الله أن ينفع به المسلمين وأن يضاعف الأجر للمؤلف وأن يزيدنا وإياه من العلم والهدى إنه جواد كريم وصلي الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه ».
كتب الشيخ هذه التزكية بموجب صفتين أتبع بهما إسمه، هما أنه « مفتي عام المملكة » و « رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء ».
أمّا الشيخ فهو: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
إنّ الشيخ رحمه الله وإن لم يقل إنه قرأ الكتاب، إذ قال أنه اطلع عليه، فقد أصدر تزكية للكتاب بما حمل؛ وإنه وإن لم يقرأ الكتاب واكتفى بما قال إنه اطّلاعٌ عليه، فقد قال إنه ألفاه "كتاباً قيّماً" و "كثير الفائدة".
ماذا يبرر هذه التزكية من "رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء" أو ماذا وراءها أم هل أسأل عمن وراءها ؟ وهي تزكية لكتابٍ يبتر فيه المؤلف أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في القضاء والقدَر بتراً !!
يحق لي أن أسأل - وقد قرأت من الكتاب ما تعلق بهذا الأمر -: هل أنّ هذا البتْر داخلٌ في باب "العناية" في باب الإيمان بالقضاء والقدَر التي يوصي بها الشيخ وله بيننا، هنالك في غربِ مسمّى العالم الإسلامي، مَن يسخط مِن زبائنه ومِمن هم حوله وممن هنّ في بيئته سخطاً مبرّره فيه أنهم لا يرجعون إليه ؟
إنّ إسلاماً يمس الحديث النبوي الصحيح ويمس ما أَمَرَ به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إسلام أقلّ ما يمكن أن يقوله فيه مَن كانت إحاطته بالمسائل الفقهية والشرعية أنه منزوعٌ خيرُ الإسلام منه، وأنّ كبير ضرّه يقتضي مراجعة الموقف منه.
إننا في مثل هذه الحال نبتعد عن توقير الرسول صلى الله عليه وسلم ونبتعد بالقدر عينه عن العمل بسنّته صلى الله عليه وسلم فنبتعد عن ديننا وبذلك نساهم دون إدراك منّا في زيادة المدد لما أسمّيه تمنّع الارتقاء عنّا.
والله ورسوله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شوال 1433 ه - سبتمبر 2012 م.
.جمال الدين فيلالي
في تمنّع الارتقاء عن المسلمين
استدعت قراءة مقال في حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على الأمّة، بعض الذي أرى عرضه
استحسنتُ السؤال: « وبقي دورنا نحن في تحقيق ذلك التوقير والتعزيز – فماذا نحن
فاعلون ؟ ».
أرى والله أعلم أنّ التوقير والتعزيز الذي حق للرسول صلى الله عليه وسلم علينا إنما
نصدق فيه حالما كان منّا في الحياة اليومية بكل تشعباتها، وأنه ليكون كذلك وجب أن يكون حاضراً في تعاملنا مع الحياة بكل جزئياتها وهذا يقتضي عقيدة قوية تتغذى من العلوم ومن التذكير اللذين ينشرهما بيننا علماؤنا باستمرار.
والأمر هكذا، إذا صحّ، فإنّ من علماءنا ذوي التبجيل، وذوي "الأتباع"، وذوي السلطة المعنوية، وذوي الفصاحة الظاهرة في الصدح باتّباع الكتاب والسنّة في كل إطلالة من إطلالاتهم الدائمة على الفضائيات، إنّ من هؤلاء مَن نحترمه ونتبني رأيه إلى أن يريد لنا الله تبارك وتعالى أن نقرأ ما يصدر لهم من كتب فنكتشف أنهم يتصرفون في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم !
يجد هؤلاء من العلماء الأجلاء مَن يزكّي كتاباتهم وقد عشتُ حالات نبّهتني إلى مثل
هذا الأمر، وهذه إحداها.
كان رابع الركّاب يحاور سائق سيارة الأجرة الذي تحول فجأة إلى التحامل على قومٍ لا يرجعون في ما لا يعلمون من الدّين إلى العلماء، ودلّ في الأمر على مثال الشيخ فلان.
أمّا اسم الشيخ فقد كان لي بعض العلم به وأمّا ما لم يكن لي أن أعلم به حينذاك فهو أنّ يوماً آتٍ أكون فيه بمفردي في بيتي بين كتبي وأقف على اسم الشيخ، وأنّي يومذاك أرجو ألم ألقه حيث لقيته وقد وقّع تزكية لكتاب في الإيمان بالقضاء والقدَر.
كان للأيام أنّ تكشف لي أنّ الضرر من ذلك الكتاب أكبر بكثير جداًّ مما قد يكون فيه من نفع.
رأيت أن أسأل دار النشر عن الوثوق من رسالة التزكية قبل أن أتدارك: فالسؤال إثارة للريب في ما تنشر الدار فيسقط مؤشر المبيعات إلى غير هذا من ردود ومن آثار ومما يثيره الشيطان مما هو له.
أرجع اليوم في هذا الكتاب إلى صورة رسالة الشيخ التي تخبر أنّ رقم تسجيلها (بالإدارة) هو: 1239/2 وأنّ تاريخها هو: 9/6/1415.
نص الرسالة:
« الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فقد اطلعت على ما كتبه الأخ في الله فضيلة الشيخ / محمد بن ابراهيم الحمد تحت عنوان « الإيمان بالقضاء والقدر » فألفيته كتاباً قيماً كثير الفائدة واضح العبارة في موضوع جدير بالعناية. وقد وفق المؤلف فيما كتبه عن ذلك. وقد علقت عليه حواشي قليلة لتمام الفائدة. وأسأل الله أن ينفع به المسلمين وأن يضاعف الأجر للمؤلف وأن يزيدنا وإياه من العلم والهدى إنه جواد كريم وصلي الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه ».
كتب الشيخ هذه التزكية بموجب صفتين أتبع بهما إسمه، هما أنه « مفتي عام المملكة » و « رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء ».
أمّا الشيخ فهو: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
إنّ الشيخ رحمه الله وإن لم يقل إنه قرأ الكتاب، إذ قال أنه اطلع عليه، فقد أصدر تزكية للكتاب بما حمل؛ وإنه وإن لم يقرأ الكتاب واكتفى بما قال إنه اطّلاعٌ عليه، فقد قال إنه ألفاه "كتاباً قيّماً" و "كثير الفائدة".
ماذا يبرر هذه التزكية من "رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء" أو ماذا وراءها أم هل أسأل عمن وراءها ؟ وهي تزكية لكتابٍ يبتر فيه المؤلف أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في القضاء والقدَر بتراً !!
يحق لي أن أسأل - وقد قرأت من الكتاب ما تعلق بهذا الأمر -: هل أنّ هذا البتْر داخلٌ في باب "العناية" في باب الإيمان بالقضاء والقدَر التي يوصي بها الشيخ وله بيننا، هنالك في غربِ مسمّى العالم الإسلامي، مَن يسخط مِن زبائنه ومِمن هم حوله وممن هنّ في بيئته سخطاً مبرّره فيه أنهم لا يرجعون إليه ؟
إنّ إسلاماً يمس الحديث النبوي الصحيح ويمس ما أَمَرَ به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إسلام أقلّ ما يمكن أن يقوله فيه مَن كانت إحاطته بالمسائل الفقهية والشرعية أنه منزوعٌ خيرُ الإسلام منه، وأنّ كبير ضرّه يقتضي مراجعة الموقف منه.
إننا في مثل هذه الحال نبتعد عن توقير الرسول صلى الله عليه وسلم ونبتعد بالقدر عينه عن العمل بسنّته صلى الله عليه وسلم فنبتعد عن ديننا وبذلك نساهم دون إدراك منّا في زيادة المدد لما أسمّيه تمنّع الارتقاء عنّا.
والله ورسوله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شوال 1433 ه - سبتمبر 2012 م.
.جمال الدين فيلالي
من مواضيعي
0 كتاب فيه إطلالة على وجهٍ من تمنّع الارتقاء عن المسلمين
0 المسلمون يحجبون الدين عن الليبرالية
0 في تمنّع الارتقاء
0 من روافد تمنّـع الارتقاء عن العرب والمسلمين
0 المسلمون يحجبون الدين عن الليبرالية
0 في تمنّع الارتقاء
0 من روافد تمنّـع الارتقاء عن العرب والمسلمين
التعديل الأخير تم بواسطة جيمدالآف ; 01-10-2012 الساعة 09:58 AM
