الجماعات المسلحة تسيطر على الدولة ............
02-04-2013, 10:11 AM
الجماعات المسلحة تسيطر على الدولة الليبية
أكد مصدر في مكتب رئيس الحكومة الليبية أن مجهولين ''خطفوا'' أحد مستشاري رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، في ضواحي طرابلس، ووجدت سيارة محمد علي الشنتال، مستشار ومدير مكتب رئيس الوزراء الليبي، بمنطقة ''التاجوراء'' في مكان تمركز حاجز مزيف أقامته جماعة مسلحة، على حسب شهود عيان بالمنطقة، فيما أشارت السلطات الليبية، أمس، في أول رد فعل
على عملية الاختطاف إلى أن مكان احتجاز المسؤول الليبي مجهول ''ويتم البحث من أجل إطلاق سراحه''.
تأتي هذه الحادثة في الوقت الذي أعلن رئيس الوزراء علي زيدان، أول أمس الأحد، أن حكومته تعمل ''في ظروف شديدة الصعوبة''، مشيرا إلى ''تهديدات بالموت'' تلقاها أعضاء حكومته، بعد عملية اقتحام وزارة العدل الليبية من طرف جماعة مسلحة ''خارجة عن القانون''، أول أمس الأحد، ومحاولة اغتيال الحاكم العسكري لجنوب ليبيا، إلى جانب الاعتداء على قافلة بريطانية كانت متوجهة إلى قطاع غزة، الأمر الذي زاد من حدة التدهور الأمني في العديد من المناطق الليبية، فيما يرى المراقبون أنه رد فعل على قرارات الحكومة التي تعمل على نزع السلاح من الجماعات المسلحة التي لا تخضع للداخلية.
وكانت الحكومة الليبية قد أكدت أنها شرعت في حملة لاستعادة السلاح الخارج عن سيطرة المؤسسات النظامية، في إشارة إلى الجماعات التي ترفض الانصياع للسلطة المركزية، مع العلم أن الداخلية الليبية أشارت إلى وجود أكثر من 500 موقع إداري ومبنى عمومي في طرابلس وحدها، تحت سيطرة هذه الجماعات المسلحة، ومن ضمنها أماكن تُستخدم بصفة سجون يمارس فيها التعذيب دون اللجوء إلى العدالة. بهذا الخصوص أشار وزير العدل الليبي، صلاح المرغني، إلى أن السلطات الليبية لن تسمح بوجود جماعات مسلحة خارج رقابة أجهزة الدولة، مشيرا في حديثه للإعلام الليبي إلى أنه ''لا يمكن أن نسمح بوجود دولة داخل الدولة''.
في الأثناء، حذرت صحيفة ''لوس أنجلس تايمز'' الأمريكية في عددها الصادر، أمس الإثنين، أن جنوب ليبيا بات تحت سيطرة جماعات مسلحة غير خاضعة للسلطة المركزية في طرابلس، في إشارة إلى أن المجال بات مفتوحا أمام الجماعات المسلحة الإسلامية المتطرفة لإقامة قاعدة لهم في الجنوب الليبي، وقد نقلت الصحيفة عن شهود عيان من المنطقة أن الجماعات المسلحة المنضوية تحت لواء وزارة الداخلية لم تتلق أي مساعدات ولا حتى رواتب، الأمر الذي حال دون قيامها بواجب حراسة الحدود الجنوبية، كما أشار تقرير الصحيفة إلى أن المليشيات القبلية تخوض معارك ضد المهربين وتكافح المهاجرين غير الشرعيين المتوجهين إلى أوروبا والمسلحين الإسلاميين الذين يتدفقون عبر منطقة الصحراء من خلال مناطق يسهل اختراقها في جنوب ليبيا، ما دفع التقرير إلى التحذير من أن تتحول المنطقة إلى بؤرة توتر أمني على المدى القريب ومصدر تهديد للأمن في المنطقة.







