ما رايك؟
25-04-2013, 05:05 PM
العلم دون تواضع جهل
و الجمال دون عفة فسوق
و الغنى دون كرم استكبار و استعلاء.
أيها الأخوة الكرام، أخرج الأمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((العزة إزاره، والكبرياء رداءه، فمن ينازعني عذبته))
[مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما]
وفي رواية أخرى وردت عند أبي داود قال الله عز وجل:
((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحد منهما قذفته في النار))
وفي رواية ابن ماجه:
((من نازعني واحد منهما ألقيته في جهنم))
يبدو أيها الأخوة أن الكبرياء تتناقض مع العبودية، فمن تكبر واستعلى فقد ألغى عبوديته لله عز وجل:
((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري فمن نازعني منهما شيئاً أذقته عذابي ولا أبالي " أو " ألقيته في النار " أو " ألقيته في جهنم))
كنت أضرب مثلاً: أنه يمكن أن يأتيك ضيوف وليس عندك شيء إلا كوب لبن واحد، يمكن أن تمدده بخمسة أضعافه ماء، ويكون شراباً مستساغاً طيباً رائعاً، أما إن أضفت إلى اللبن قطرة من النفط، قطرة واحدة ينتهي، قطرة أفسدته وخمسة أضعاف حجمه ماء طيبته، فالعبد عبد والرب رب، فشأن الله أنه إله، له الكبرياء في السموات والأرض، هو العزيز الجبار المتكبر، متكبر أي كبير بالحق، بينما العبد مفتقر، فكلما بالغت بالافتقار إلى الله أعزك الله، ونصرك الله، ورفعك الله، وأعلا شأنك، وحفظك، وأيدك، ونصرك، ووفقك، وكلما قلت: أنا، أوضح مثل أيها الأخوة أن النبي صلى الله عليه وسلم وسيد الخلق وحبيب الحق، وأن أصحابه قمم البشر في بدر:
﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾
[ سورة آل عمران: 123 ]
بمعنى مفتقرون إلى الله، في حنين:
﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾
[ سورة التوبة: 25]
نخبة البشر مع سيد البشر، حينما اعتدوا بعددهم، واعتدوا بقوتهم، خذلهم الله عز وجل، ماذا نستنبط؟ أنه في اليوم الواحد قد تمر عليك ظروف عدة، حينما تقول: أنا بما تعني، أنا بقوتي، أنا بعلمي، أنا بمالي، أنا بنسبي، أنا بعلاقتي بفلان، أنا بأبي، حينما تقول: أنا بشهادتي، أنا باختصاصي، أنا بأسرتي، حينما تقول: أنا يتخلى الله عنك، وحين تقول: الله يتولاك، أنت بين التولي والتخلي، يتخلى عنك إذا قلت: أنا، ويتولاك إذا قلت: الله.
المؤمن يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم يتوكل على الله وكأنها ليست بشيء :
أيها الأخوة، أنت حينما تأخذ بالأسباب هناك مزلق خطير، لابد من أن تأخذ بالأسباب، وإلا أنت عاص لله، ولكن حينما تأخذ بالأسباب هناك مزلق أن تعتمد عليها وتنسى الله عز وجل.
﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾
[سورة العلق: 6-7 ]
حينما تأخذ بالأسباب هناك منزلق خطير أن تعتمد عليها، وأن تركن إليها، وأن تعتد بها، عندئذ يتخلى الله عنك، وإن لم تأخذ بها فقد عصيته، إذاً ما الحل؟ الحل أن تأخذ بها وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.
أنت في طريق عن يمينه واد سحيق، وعن شماله واد سحيق، إن أخذت بالأسباب واعتمدت عليها وقعت في وادي الشرك، وتخلى الله عنك، - أيها الأخوة هذا درس بليغ.- وإن لم تأخذ بها فقد عصيت وتخلى الله عنك، ماذا ينبغي أن أفعل؟ ينبغي أن تأخذ بها وكأنها كل شيء، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.
حينما تعتد بعلمك، أو بخبرتك، أو بتفردك باختصاص معين، وتنسى أن الله وهبك هذا العلم، وأن الله وفقك لهذا الاختصاص، حينما تعتد باختصاصك يتخلى الله عنك، وحينما تفتقر إلى الله وفي كل حركاتك وسكناتك تقول: "اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي والتجأت إلى حولك وقوتك يا ذا القوة المتين"، عندئذ توفق.
أنا ونحن ولي وعندي كلمات مهلكات :
الآن: حينما تعتد بنفسك، تقول: أنا- وأنا، ولي، وعندي، ونحن أربع كلمات مهلكات- قال إبليس:
﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾
[سورة ص:76 ]
فأهلكه الله، قالت بلقيس:
﴿ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾
[سورة النمل:33 ]
قال قومها، فأهلكهم الله عز وجل، وقال فرعون:
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ﴾
[سورة الزخرف:51 ]
وقال قارون:
﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾
[سورة القصص:78 ]
فأنا ونحن ولي وعندي كلمات مهلكات.
و الجمال دون عفة فسوق
و الغنى دون كرم استكبار و استعلاء.
أيها الأخوة الكرام، أخرج الأمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((العزة إزاره، والكبرياء رداءه، فمن ينازعني عذبته))
[مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما]
وفي رواية أخرى وردت عند أبي داود قال الله عز وجل:
((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحد منهما قذفته في النار))
وفي رواية ابن ماجه:
((من نازعني واحد منهما ألقيته في جهنم))
يبدو أيها الأخوة أن الكبرياء تتناقض مع العبودية، فمن تكبر واستعلى فقد ألغى عبوديته لله عز وجل:
((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري فمن نازعني منهما شيئاً أذقته عذابي ولا أبالي " أو " ألقيته في النار " أو " ألقيته في جهنم))
كنت أضرب مثلاً: أنه يمكن أن يأتيك ضيوف وليس عندك شيء إلا كوب لبن واحد، يمكن أن تمدده بخمسة أضعافه ماء، ويكون شراباً مستساغاً طيباً رائعاً، أما إن أضفت إلى اللبن قطرة من النفط، قطرة واحدة ينتهي، قطرة أفسدته وخمسة أضعاف حجمه ماء طيبته، فالعبد عبد والرب رب، فشأن الله أنه إله، له الكبرياء في السموات والأرض، هو العزيز الجبار المتكبر، متكبر أي كبير بالحق، بينما العبد مفتقر، فكلما بالغت بالافتقار إلى الله أعزك الله، ونصرك الله، ورفعك الله، وأعلا شأنك، وحفظك، وأيدك، ونصرك، ووفقك، وكلما قلت: أنا، أوضح مثل أيها الأخوة أن النبي صلى الله عليه وسلم وسيد الخلق وحبيب الحق، وأن أصحابه قمم البشر في بدر:
﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾
[ سورة آل عمران: 123 ]
بمعنى مفتقرون إلى الله، في حنين:
﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾
[ سورة التوبة: 25]
نخبة البشر مع سيد البشر، حينما اعتدوا بعددهم، واعتدوا بقوتهم، خذلهم الله عز وجل، ماذا نستنبط؟ أنه في اليوم الواحد قد تمر عليك ظروف عدة، حينما تقول: أنا بما تعني، أنا بقوتي، أنا بعلمي، أنا بمالي، أنا بنسبي، أنا بعلاقتي بفلان، أنا بأبي، حينما تقول: أنا بشهادتي، أنا باختصاصي، أنا بأسرتي، حينما تقول: أنا يتخلى الله عنك، وحين تقول: الله يتولاك، أنت بين التولي والتخلي، يتخلى عنك إذا قلت: أنا، ويتولاك إذا قلت: الله.
المؤمن يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم يتوكل على الله وكأنها ليست بشيء :
أيها الأخوة، أنت حينما تأخذ بالأسباب هناك مزلق خطير، لابد من أن تأخذ بالأسباب، وإلا أنت عاص لله، ولكن حينما تأخذ بالأسباب هناك مزلق أن تعتمد عليها وتنسى الله عز وجل.
﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾
[سورة العلق: 6-7 ]
حينما تأخذ بالأسباب هناك منزلق خطير أن تعتمد عليها، وأن تركن إليها، وأن تعتد بها، عندئذ يتخلى الله عنك، وإن لم تأخذ بها فقد عصيته، إذاً ما الحل؟ الحل أن تأخذ بها وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.
أنت في طريق عن يمينه واد سحيق، وعن شماله واد سحيق، إن أخذت بالأسباب واعتمدت عليها وقعت في وادي الشرك، وتخلى الله عنك، - أيها الأخوة هذا درس بليغ.- وإن لم تأخذ بها فقد عصيت وتخلى الله عنك، ماذا ينبغي أن أفعل؟ ينبغي أن تأخذ بها وكأنها كل شيء، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.
حينما تعتد بعلمك، أو بخبرتك، أو بتفردك باختصاص معين، وتنسى أن الله وهبك هذا العلم، وأن الله وفقك لهذا الاختصاص، حينما تعتد باختصاصك يتخلى الله عنك، وحينما تفتقر إلى الله وفي كل حركاتك وسكناتك تقول: "اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي والتجأت إلى حولك وقوتك يا ذا القوة المتين"، عندئذ توفق.
أنا ونحن ولي وعندي كلمات مهلكات :
الآن: حينما تعتد بنفسك، تقول: أنا- وأنا، ولي، وعندي، ونحن أربع كلمات مهلكات- قال إبليس:
﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾
[سورة ص:76 ]
فأهلكه الله، قالت بلقيس:
﴿ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾
[سورة النمل:33 ]
قال قومها، فأهلكهم الله عز وجل، وقال فرعون:
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ﴾
[سورة الزخرف:51 ]
وقال قارون:
﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾
[سورة القصص:78 ]
فأنا ونحن ولي وعندي كلمات مهلكات.








