أقوال الأئمة في اتِّباع السنة وترك أقوالهم المخالفة لها
17-04-2008, 02:35 PM
[ size=5] أقوال الأئمة في اتِّباع السنة وترك أقوالهم المخالفة لها


ومن المفيد أن نسوق هنا ما وقفنا عليه منها أو بعضها لعل فيها عظة وذكرى لمن يقلدهم - بل يقلد من دونهم بدرجات تقليدا أعمى - ويتمسك بمذاهبهم وأقوالهم كما لو كانت نزلت من السماء والله عز وجل يقول :{اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون}[ الأعراف :ا لآية3 ]


أولاً - أبو حنيفة رحمه الله
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله – هو أول الأئمة الأربعة - وقد رو ى عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة له :

1- ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . رواه ( ابن عابدين في " الحاشية " 1/63 )

2- ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه ) . رواه ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6/293 ) وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي ) . زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا ) . وفي أخرى : ( ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف – من أكابر تلاميذه ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد ) .

3 ( إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم , فاتركوا قولي ). رواه ( الفلاَّني في الإيقاظ ص 50 )


ثانياً – الامام مالك بن أنس رحمه الله :

وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال :
1 - ( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب, فانظروا في رأيي, فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه, وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) رواه ( ابن عبد البر في الجامع 2/32 ).

2- ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك, إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) . رواه ( ابن عبد البر في الجامع 2/91 )

3 - قال ابن وهب : سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء ؟ فقال : ليس ذلك على الناس . قال : فتركته حتى خف الناس, فقلت له : عندنا في ذلك سنة فقال : وما هي ؟ قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال :( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه) . فقال : إن هذا الحديث حسن, وما سمعت به قط إلا الساعة. ثم سمعته بعد ذلك يُسأل فيأمر بتخليل الأصابع . ( مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32 )


ثالثاً – الامام الشافعي رحمه الله :وأما الإمام الشافعي رحمه الله


, فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها :

1- ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزُُب عنه, فمهما قلت من قول, أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت, فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي ) . من كتاب( تاريخ دمشق لابن عساكر 15/1 /3 )

2- ( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, لم يحل له أن يدعها لقول أحد ) . ( الفلاني ص 68 )

3- ( إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ودعوا ما قلت ) . ( وفي رواية ( فاتبعوها, ولا تلتفتوا إلى قول أحد ) . ( النووي في المجموع 1/63 )

4- ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( النووي 1/63 )

5- قال للامام أحمد ( أنتم أعلم بالحديث والرجال مني, فإذا كان الحديث الصحيح, فأعلموني به أي شيء يكون : كوفيا أو بصريا أو شاميا, حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا ) . ( الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8/1 )

6- ( كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل
بخلاف ما قلت, فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي ) . ( أبو نعيم في الحلية 9/107 )

7 - ( إذا رأيتموني أقول قولا,وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه, فاعلموا أن عقلي قد ذهب ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15/10/1 )

8 - ( كل ما قلت ,فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح, فحديث النبي أولى, فلا تقلدوني ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15/9/2 )

9 ( كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي, وإن لم تسمعوه مني ) . ( ابن أبي حاتم 93 - 94 )


رابعاً - أحمد بن حنبل رحمه الله :

وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى ( كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي ) ولذلك قال :

1- ( لا تقلدني ,ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري, وخذ من حيث أخذوا ) . ( ابن القيم في إعلام الموقعين 2/302 ) وفي رواية : ( لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء, ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به, ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير ) . وقال مرة : ( الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابهو ثم هو من بعد التابعين مخير ) . ( أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277 )

2 - ( رأي الأوزاعي, ورأي مالك, ورأي أبي حنيفة كله رأي, وهو عندي سواء, وإنما الحجة في الآثار ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2/149 )

3- ( من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ) . ( ابن الجوزي في المناقب ( ص 182 )

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:

(فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفه أن يبينه للأمة, وينصح لهم, ويأمرهم باتباع أمره, وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة, فإن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأى أي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ ,ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم على كل مخالف سنة صحيحة ,وربما أغلظوا في الرد, لا بغضا له ,بل هو محبوب عندهم معظم في نفوسهم , لكن رسول الله أحب إليهم, وأمره فوق أمر كل مخلوق , فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره,فأمر الرسول أولى أن يقدم ويتبع, ولا يمنع من ذلك تعظيم من خالف أمره وإن كان مغفورا له ,بل ذلك المخالف المغفور له لا يكره أن يخالف أمره إذا ظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بخلافه)نقله في التعليق على (إيقاظ الهمم) (ص 93)


عن ابن عباس قال : " ويل للاتباع من عثرات العالم . قيل : كيف ذلك ؟ قال : يقول العالم شيئا برأيه ثم يجد من هو أعلم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منه فيترك قوله ذلك ثم تمضي الأتباع " ( الحديث حجة بنفسه ـ الألباني )[/size]


منقول من
المرسال
[/font]
التعديل الأخير تم بواسطة فارس العاصمي ; 17-04-2008 الساعة 02:38 PM