ملف هام جدا/حزب البعث العربي الاشتراكي السوري كتلة حوت: كفر الإسماعيلية الباطنية، والنصرية، والدروز،
19-06-2013, 11:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.
منقول من: http://www.ahlelhadith.net/waha/view...da2e08293#p234
ملف منتقى من مقالات عدة جمعه فضيلة الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري ونسق بين حروفه ليكون أقرب إلى القراء:
(حزب البعث العربي الاشتراكي السوري كتلة حوت: كفر الإسماعيلية الباطنية، والنصرية، والدروز، والنصارى، واليهود، والشيوعية الفاشية).
الجزء الأول:
إنّ الحمدَ لله، نحمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا، ومِن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي لـه.
وأشهـدُ أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبدُه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ] [آل عمران102].
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً] [النساء:1].
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً] [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
لقد تتبعت بإمعان تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي السوري منذ أن أسس، إلا أن صار في قمة هرم الحكم في سوريا والعراق، فوجدته مستلا من أفكار الملاحدة الذين كفروا بكل دين، وتنكروا لجميل القيم التي تواصى بها أصحاب الفطر السليمة، ومن نظر في مؤلفات القوم التي تركوها وراءهم كوثيقة إدانة لهذا الحزب يدرك بوضوح حجم الصراع الذي كان يدور في أروقة الحزب وينتهي إما بسجن المخالف أو إعدامه، أو إجلائه إلى أبعد الأماكن.
ولا بأس بذكر الكتب التي تناولت حزب البعث الاشتراكي السوري بالتعريف، وهي بين كتاب ألفه صاحبه لكشف مخازي الحزب، أو كتاب ألفه مناضل في الحزب يذب فيه عن حزب البعث، أو يصارع مخالفا له انشق عن الحزب وكوّن كتلة للمعارضة.
المراجع التي تكشف أصول حزب البعث العربي الاشتراكي:
=(الحركات القومية في ميزان الإسلام).للأستاذ منير محمد نجيب، وهو كتاب لا بأس به كشف اللثام عن كثر من الحركات العربية الفاشلة.
=(الأستاذ):وهو ترجمة موسعة لميشيل عفلق: لزهير المارديني أحد رؤوس حزب البعث.
=موسوعة السياسة ذات التوجه البعثي.
=الأعمال الكاملة: لمنيف الرزاز. الذي كان أميناً عاماًلحزب البعث العربي الاشتراكي سنة 1965م بدلاً من ميشيل عفلق ثم أصبح أميناً عاماًمساعداً لحزب البعث سنة 1977م، ثم أعدمه حزب البعث في بغداد عام 1984م ويعتبر من كبارالمنظرين والمؤصلين لفكر البعث.
=(البعث): لسامي الجندي التابع للطائفة الإسماعيلية، وأحد رؤوس حزب البعث، تقلد منصب وزير الإعلام بعد انقلاب سنة 1963م.
=(حزب البعث؛ مأساة المولد ومأساة النهاية): لمطاع صفدي.
الحكومات التي تولت قيادة الشام على مدى عقود طويلة:
1 ـ حكومة شكري القوتلي: من 1946م وحتى 29/3/1949م.
2 ـ حكومة حسني الزعيم: استلم السلطة عدة شهور من سنة 1949م.
3 ـ حكومة اللواء سامي الحناوي: بدأ حكمه وانتهى في نفس عام 1949م.
4 ـ حكومة أديب الشيشكلي: استمر حكمه حتى سنة 1954م.
5 ـ حكومة شكري القوتلي: عاد إلى الحكم مرة ثانية واستمر إلى توقيع اتفاقية الوحدة مع مصر سنة 1958م.
6 ـ حكومة الوحدة برئاسة جمال عبد الناصر: 1958ـ 1961م.
7 ـ حكومة الانفصال برئاسة الدكتور ناظم القدسي: وقد دام الانفصال من 28/9/1961م وحتى 8/3/1963م. وقد قاد حركة الانفصال عبد الكريم النحلاوي.
وقوع الشام في قبضة حزب البعث الاشتراكي:
ومنذ 8/3/1963م وإلى اليوم فقد وقعت سوريا تحت حكم حزب البعث الاشتراكي، وقد مرت هذه الفترة بعدة حكومات بعثية هي:
ـ حكومة قيادة الثورة: 1963م وفيها برز صلاح البيطار كرئيس للوزراء.
ـ حكومة أمين الحافظ: من 1963م وحتى 1966م.
ـ حكومة نور الدين الأتاسي: 1966مـ 1970م حيث لعبت القيادة القطرية للحزب دوراً بارزاً في الحكم، وقد برز في هذه الفترة كل من صلاح جديد الذي عمل أميناً عاماً للقيادة القطرية وحافظ الأسد الذي عمل وزيراً للدفاع.
ـ حكومة حافظ الأسد: من سنة 1970م وإلى سنة 2000 ميلادية.
أبرز قادة حزب البعث العربي الاشتراكي:
سامي الجندي: تقلد منصب وزير الإعلامبعد انقلاب 1963م.
- حمود الشوفي: عمل سكرتيرا عاما للقيادة القطرية الأولى إلا أنه انشقوجماعته عن الحزب في آذار سنة 1964م، وهو الآن في العراق.
- منيفالرزار: (أردني سني جاهل) عمل سكرتيرا عاما للقيادة القومية للحزب من نيسان 1965م إلىشباط 1966م.
- مصطفى طلاس: (سني جاهل): ولد سنة 1932م، درس في الكلية العسكرية بحمص،انضم إلى الحزب في سنة 1947م وعمل رئيسا لمحكمة الأمن القومي للمنطقة الوسطى من1963م، ورئيس أركان اللواء المدرع الخامس من 1964م-1966م ورئيس الأركان للقواتالمسلحة من شباط 1968م ونائب وزير الدفاع من 1968-1972م وفي آذار 1973م وصار وزيراللدفاع وما يزال.
- اللواء يوسف شكور: خلف مصطفى طلاس في رئاسة الأركان وهو من منطقة حمص.
- اللواءناجي جميل: من دير الزور ، كان قائدا لسلاح الجو من تشرين الثاني 1970م وحتى آذار 1978م .
- سليم حاطوم : حاول أن يقود انقلابا عام 1966م لكنه فشل في ذلك ، وقد أعدم في عام 1967م .
- زكي الأرسوزي : (من لواء إسكندرون) مؤسس مع ميشيل عفلق ومنافس له .
- شبليالعيسمي: ولد عام 1930م، عمل وزيرا للإصلاح الزراعي ثم وزيرا للمعارف ، ثم وزيراللثقافة والإرشاد القومي 1963م-1964م ونائبا للأمين العام لحزب البعث 1965م .
- عبدالكريم الجندي : من أنصار صلاح جديد ، انتهى منتحرا عام 1969م
- سليمانالعيسى: (من لواء اسكندرون) منظر ومفكر وشاعر .
- أحمد الخطيب : استلم رئاسة الجمهوريةمن تشرين الثاني 1970م واستقال في شباط 1971م وهي الفترة الانتقالية بين حكومة نورالدين الأتاسي وحكومة حافظ الأسد، وقد كان عضو القيادة القطرية الموسعة من 1965مكما استلم رئاسة مجلس الشعب لفترة قصيرة .
- يوسف زعين : مولود في البوكمال 1931مطبيب، عمل وزيرا للإصلاح الزراعي 1963-1964م، وسفيرا في بريطانيا، وفي 1965مانتخب عضوا في القيادة القطرية ، ومن شباط 1966م إلى تشرين الأول 1968م ، كان رئيساللوزراء حتى عام 1970م .
- جلال السيد : عضو مؤسس في حزب البعثوهو من مدينة دير الزور وقد ترك الحزب لكنه بقي نشيطا في السياسة السورية .
- عبدالحليم خدام: ولد 1932م في بانياس، خريج كلية الحقوق بدمشق تنقل في عدة وظائف حيثعمل محافظا لمدينة حماة ومحافظا لمدينة القنيطرة ومحافظا لمدينة دمشق 1964م ووزيراللاقتصاد 1969م ووزيرا للخارجية من 1970م، ثم نائباً للرئيس حافظ الأسد، ثمنائباً للرئيس بشار الأسد، وهو عضو القيادة القطرية، ثم انشق بعد ذلك عن نظامبشار الأسد، وغادر إلى باريس، وتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، وأسس معهمجبهة الخلاص الوطني .
- حافظ الأسد : ولد بالقرداحة من قرى اللاذقية سنة 1930، تخرج في الكليةالعسكرية بحمص 1955م عمل قائدا لقاعدة الضمير الجوية 1963م، وقائدا لسلاحالطيران 1964م انضم إلى المجلس الوطني لقيادة الثورة 1965م، انضم إلى صلاح جديد فيانقلاب 1966م وصار وزيرا للدفاع من 1966م إلى 1970م . ومن تشرين الثاني 1970م صاررئيسا للجمهورية بعد قيادته الحركة التغيرية التي أوصلته إلى السلطة. ولقد تولى حافظ الأسد حكم سوريا لما يقرب من 30 سنة، حكم خلالها سوريا بأسلوب قمعيودموي جمع فيه بين شبه الصوفية والشهوات الماجنة، ومن العجيب أن حافظ الأسد قد أعلن عن سقوط الجولان في يوم 10حزيران 1967م ، وفي نفس اليوم 10 حزيران من عام 2000م أعلن عن وفاة حافظ الأسد .
- زهيرمشارقة من حلب، عين مؤخرا نائب رئيس الجمهورية لشؤون الحزب
- غازيكنعان (1942-2005م) رمز من رموز الأمن السوري، وهو من عائلة نصيرية، عين كرئيسللمخابرات العسكرية السورية في حمص، ثم رئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان مماجعله يعتبر حاكم لبنان الفعلي في الفترة من 1982 حتى ما بعد 2001م، ثم عين مديراللأمن السياسي في سورية عام 2001م ثم وزيرا للداخلية عام 2004م حتى موته الغامضبتاريخ تشرين الأول 2005 ، حيث أعلن النظام السوري أنه انتحر، إلا أن بعض الجهات يعتقدأن النظام السوري قد نحره ليتخلصوا منه .
- بشار الأسد: هو من أبناء الطائفةالنصيرية، ورثِ الحقد والعار والإجرام عن والده الهالك حافظ الأسد، تولى بشارالأسد في 1 يوليو/ تموز 2000 رئاسة الجمهورية السورية، وهو الآن قائم على قمع شعبه مستعينا بالروافض والدروز.
التعريف بحزب البعث:
حزبالبعث حزب قومي علماني يدعو إلى الانقلاب الشامل في المفاهيم والقيم العربية لصهرهاوتحويلها إلى التوجه الاشتراكي، شعاره المعلن (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)، وهي رسالة الحزب التي يتبجح بها على رؤوس الأمة العربية.
أهدافه:
أما أهدافه فتتمثل في: الوحدة، والحرية، والاشتراكية.
كيف تأسس حزب البعث:
في سنة 1932م عاد من باريس قادما إلىدمشق كل من ميشيل عفلق (نصراني ينتمي إلى الكنيسة الشرقية) وصلاح البيطار (سني جاهل)وذلك بعد دراستهم العالية محملين بأفكار قومية وثقافة أجنبية معادية للقيم.
- عمل كلمن عفلق والبيطار في التدريس ومن خلاله أخذا ينشران أفكارهما بين الزملاء والطلابوالشباب.
أصدر التجمع الذي أنشأه عفلق والبيطار مجلة الطليعة مع الماركسيين سنة 1934م وكانوا يطلقون على أنفسهم اسم ( جماعة الإحياء العربي).
في سنة 1947م تم تأسيس الحزب تحت اسم ( حزب البعث العربي ) ، وقد كان من المؤسسين: ميشيلعفلق، صلاح البيطار، جلال السيد، زكي الأرسوزي كما قرروا إصدار مجلة باسم البعث.
- كانلهم بعد ذلك دور فاعل في الحكومات التي طرأت على سوريا بعد الاستقلال سنة 1946م التي مر ذكرها آنفا.
قال الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي: [يبدأ تاريخ هذا الحزب برجل من نصارى سوريا اسمه: ميشيل يوسف عفلق المولود في دمشق سنة 1910م .
تأثر بأدب المهجر وكتاباتإسماعيل مظهر، والشميل، وشمل اطلاعه التراثي على لزوميات أبي العلاء وديوان المتنبي.
وقرأ روايات جورجي زيدان عن التاريخ الإسلامي وكان لذلك كله أثر في صياغةعقله وفكره إضافة إلى نشأته في البيت النصراني والأسرة العريقة في دين النصارىالمنتمية إلى الكنسية الشرقية .
سافر إلى باريس بعد الانتهاء من الدراسةالثانوية وهو في الثامنة عشر من عمره للدراسة في كلية آداب بالسربون، وحصل منها علىالشهادة الجامعية في التاريخ وهناك تشكل الإطار القومي لعفلق وانضم إلى جمعيتينقوميتين هما الجمعية العربية السورية، وجمعية الثقافة العربية .
وفي باريساطلع على أعمال الكتاب والفلاسفة الأوربيين أمثال: لنيتشه، وماركس، ودوستويفكسي، وتولوستوي، وبيرغسون، وأناتول فرانس، وأندريه جيد .
وبدأ يدعو هناك بين الشبابالعرب المشارقة والمغاربة إلى القومية العربية الموحدة، وقد وجدت هذه الدعوةالاستجابة لدى بعض الشباب العرب ومن الخاصة أصدقاءه ومنهم صلاح الدين البيطار الذيكان يدرس الفيزياء آن ذاك فتعاهدا على العمل معاً، وعادا إلى سوريا عام 1933م محملينبالأفكار القومية، والثقافة الأجنبية، متشبعين بالفكر القومي الذي تلقوه في أورباووفدا به على البلاد الإسلامية .
ومن العجيب في هذه الصدد أن عفلق بعد ذلكبسنوات وبالتحديد في عام 1941م حذر من القومية التي تأتي من أوروبا وبين أنها منالأخطار والمفاسد فقال في كتابه [في سبيل البعض] ص 137: [إن هذه القوميةالتي تأتينا من أوروبا مع الكتب والمجلات يهددنا بخطر مزدوج فهي من جهة تنسيناشخصيتنا وتشوهها، ومن جهة أخرى تسلبنا واقعنا الحي وتعطينا بدلاً منه ألفاظاً فارغةورموزاً مجردة].
فما أصدق وصفه هذا على حاله وما أكثر تطابقه مع ما قامبه من عمل .
بعد عودة عفلق والبيطار من باريس عملا في التدريس ومن خلالهأخذا يبثان أفكارهما بين الزملاء والشباب والطلاب، وقد درّسا في ثانوية واحدة هي مدرسةالتجهيز الأولى وكانت أكبر مدارس دمشق وأهمها .
درّس عفلق مادة التاريخوالاجتماعيات بينما درّس البيطار الفيزياء والفلك .
كانت التوجهات الأدبيةواضحة إذ نشر عدداً من القصص القصير والقصائد، كان يطمح أن تكون على مستوى عال منالإبداع والحداثة ليوصل من خلالها أفكاره تحت ستار الأدب .
وفعلاً أخذت هذهالأفكار تستقطب عدداً من الشباب من طلبة المدارس والجامعات وفئة المثقفين .
وفي عام 1941م أسس البيطار جامعة سياسية منظمة باسم الإحياء العربي جمعتالذين اقتنعوا بأطروحات عفلق، ثم أصدر بالاشتراك مع الماركسيين مجلة الطليعة سنة 1934م ومنذ حزيران في هذه السنة أصبحت بيانات الحركة تحمل اسم " البعث العربي "ولكنالحزب لم يأخذ هذه التسمية إلا فيما بعد .
وفي عام 1945م افتتح أول مكتبللحزب بدمشق ولم يكن عدد أعضاءه يوم ذاك يتجاوز أربعمائة ثم جرى تنظيم الحزبعسكرياً وفي 1946م أصدرا جريدة البعث اليومية، وفي نيسان 1947م تم تأسيس الحزب تحتاسم " حزب البعث العربي " وافتتح ميشيل عفلق المؤتمر التأسيسي الأول للحزب وفيه أقردستور الحزب ونظامه الداخلي وجُعل عفلق " عميداً " وهو المنصب الذي أطلق عليه فيمابعد " الأمين العام " .
وكان من المؤسسين لهذا الحزب: غير عفلق والبيطار؛جلال السيد، وزكي الأرسوزي، وفي عام 1953م اندمج حزب البعث والحزب العربي الاشتراكيالذي كان يقوده أكرم الحوراني في حزب واحد سمياه حزب البعث العربي الاشتراكي ثمأصبح الحزب بعد ذلك يقوم بأدوار فاعلة في الانقلابات والحكومات التي تعاقبت على سوريا.
وأظهر مشاركة لهم كانت في حكومة اللواء: سامي الحناوي التي بدأت في 1949م بانقلاب ضد صاحب أول انقلاب عسكري في سوريا حسني الزعيم، فقد أشرك الحناويفي الحكومة ميشيل عفلق وأكرم الحوراني قبل اندماجهما، وانتهت حكومة الحناوي فيالعام نفسه بانقلاب أديب الشيشكلي واستمرت حكومة الشيشكلي من 1949-1954م .
وقد أشرك بعض البعثيين في الحكومة ولكنهم كانوا يضيقون ببعض توجهاتهالإسلامية ومنها: إعلان الدستور الجديد 1950م الذي اعتبر الدين الإسلامي مصدراًأساسياً للتشريع – وعلى ما تنطوي عليه هذه العبارة السلولية نسبة إلى عبد الله بنأبي سلول من سوء حيث أنه يصح – بناء على منطوقها – أن يكون هناك مصادر للتشريع غيرالإسلام إلا أن الإسلام هو الأساسي – ومع ذلك اعتبر البعث هذا الدستور رجعياًفقاموا من خلال ضباط البعث في الجيش بأول انقلاب بعثي في حلب فاهتزت حكومة الشيشكليفغادر البلاد واستلم الحكم شكري القوتلي سنة 1956م وكانت هذه المرة الثانية لهوالأولى كانت بعد استقلال سوريا عام 1946م وانتهت عام 1949م بانقلاب حسني الزعيم] .
قال أحد المؤرخين العارفين بخبايا حزب البعث:
[إن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي ولد عام (1943ميلادية)، على شكل أجزاء غير كاملة الخلقة، ولدت نصفه الأول فئة متعلمة من مدرسي المدارس الثانوية في العاصمة السورية دمشق، وفي ثانوية محددة كانت تعرف في سنوات الحرب العالمية الثانية بـ "ثانوية التجهيز الأولى" ثم سميت بـ "ثانوية جودت الهاشمي" ولا ندري ما أسمها الآن. وكان هناك اتصال وتجاوب بين طلاب هذه الثانوية وطلاب ثانوية دمشقية أخرى هي "ثانوية عنبر"
كان هناك أستاذ ثانوي هو – زكي الأرسوزي – من أبناء لواء "الاسكندرون" قاد حركة مقاومة طلابية ضد تتريك اللواء المذكور. بعد أن درس الفلسفة في فرنسا. وتخرج فيها، واتصل بما كان الفكر الفرنسي يموج به في تلك المرحلة من أفكار، وقد انطلق بعد عودته إلى لواء "الأسكندرون" يدعو إلى "البعث العربي" الذي اعتبره الحل الوحيد لتحرر "لواء الأسكندرون" من احتلال فرنسا ومن دعاة التتريك في وقت واحد. ولم يلبث الارسوزي إلا قليلاً حتى صار أقرب ما يكون إلى مرتبة الزعامة الثقافية والسياسية في "اللواء السليب" كما كان يطلق عليه في أدبياته. وقد اضطر لمغادرته بعد أن ألحق رسمياً بتركيا الجديدة. وغادره معه مجموعة من طلابه من أبناء اللواء المذكور إلى دمشق. وقد قدم الارسوزي نموذجاً من العمل السياسي لا عهد لدمشق به، فمن حيث الفكر كان فكره ثورياً فجرته عمليات الكفاح المتنوع لإبقاء لواءه جزءاً من سوريا لا من تركيا، والمحافظة على هويته العربية، وأكسبت قضية الاسكندرون فكره طابعاً عملياً متحركاً لم يكن متوافراً لمفكري ثانويات دمشق أمثال عفلق والبيطار. وكانت الفواصل في ذهن الارسوزي بين فكر الزعامات التقليدية وفكرة البعث العربي الذي يتخيله ويريده واضحة. فقد عاصر الرجل اليسار الفرنسي وتتلمذ على بعض رموزه وحاول توظيف جوانب من الفكر اليساري الفرنسي في التركيبة البعثية القومية بنجاح أغرى شباب ذلك الجيل ولفت أنظارهم إليه، فقد حول حصيلته الفكرية إلى إيديولوجية مثالية يمكن للمتعلمين الباحثين عن عقيدة للعمل والتنظيم تفصلهم عن مجموعات الشيوعيين والإسلاميين والزعامات التقليدية معاً أن تتبناها فانتشرت مدرسته الفكرية واشتهرت عام (1950) في أوساط الطلاب الذين وجدوا فيه مصدر الإيديولوجيا والزعامة وأساليب العمل القومي المنظم. فاكتشفت الزعامات التقليدية الشامية والمدرسون الذين لم يكونوا قبل الارسوزي يواجهون منافسين لهم وزن مهم بهذا المستوى فبدأت عمليات تحجيمه ومحاصرته من هؤلاء جميعاً. فكل هؤلاء قد رأوا في هذا الغريب الطارئ على البيئة الدمشقية السياسية تهديداً.
أما ميشيل عفلق وصلاح البيطار فقد كان لهما أسلوبهما الخاص في تحجيمه بعد احتواءه ثم استهلاكه فكرياً. فقد دعى الرجلان الارسوزي للتعاون مع النواة التي شكلاها أو كانا يهيئان لتشكيلها "البعث العربي" وهي النواة التي حاولا أن يقنعاه بأنها انعكاس لأفكاره، وتعبير عن فلسفة التوافق معه، لكن الأمر لم ينطل على الارسوزي فبعد لقاءات محدودة معهما خرج ليتهم عفلق والبيطار بالتواطؤ مع المخابرات الفرنسية للإجهاز على حركته الناشئة، ورأى في شخصية عفلق وجهوده تحالفاً مع المخابرات الفرنسية لإجهاض حركة "البعث العربي" باسم "البعث العربي" كما كان له مثل ذلك الرأي في الزعامات التقليدية التي خضعت لمساومات المحتل الفرنسي وقبلت التعاون معه لإجهاض ثورات الشعب!! ومحاولاته لتحقيق التحرر الحقيقي، وراح الارسوزي يعقد الحلقات في بيته وفي المقاهي وفي الفصول التي يدرس فيها للتنديد بالزعامات التقليدية وبعفلق والبيطار واتهامهم - جميعاً – بالتواطؤ المكشوف مع قوى الاحتلال الفرنسي لإجهاض ثورات الشعب، وقد كان رد فعل عفلق ضد الارسوزي عجيباً حيث تبنى عفلق أفكار الارسوزي في "البعث العربي" وانتحلها على أنها أفكاره، وصار يعبر عنها بلغته وطريقته، ويعتبرها "الإيديولوجيا القومية" التي ابتعث عفلق للتبشير بها والدعوة إليها. وحين نتابع المعارك الفكرية قديماً وحديثاً، ونحاول رصد أسلحة معارك "الكلمة والمعتقد" لا نرى سلاحاً أشد فتكاً بالأفكار من تبنيها بعد تفريغها من محتواها، و جعلها مجرد شعار لا مضمون له. وإذا بحثت عن المضمون من خلال الشعار أو شرحه قيل لك: إنه شعار ذو حرمة وقدسية لا نسمح لأحد بتحليله أو تفكيكه حتى إذا كان من أولئك الملتزمين به، لأن "تحليل" الشعار يفقده قدسيته، ويزيل عنه حرمته. لأن عفلق يدرك أنه لو تم تحليل تلك الشعارات لبرزت الأفكار الكامنة فيها، والمرموز إليها بها، فيفقد عفلق صفة "الإبداع".
وهكذا كان عفلق والبيطار قد استوليا على فكر الارسوزي الذي أمد مجموعتهما بالأيديولوجيا وإمكانات الزعامة، وأجندة العمل القومي المنظم بحيث كان يتوقع أو يفترض أن ينطلق الحزب بين الجماهير ويبدأ مرحلة التفاعل مع قضايا الشعب والالتحام به، ولكنه بدل ذلك قد دخل - بشكل ملفت للنظر - عزلة لم يكن سهلاً عليه مغادرتها والخروج منها، حيث انضم إلى فئتهما المعزولة تجمع آخر إقليمي كان يحمل عنوان "الحزب العربي الاشتراكي" وهو حزب حموي النشأة والانتشار كان يتزعمه أكرم الحوراني. وكان أهم أهداف ذلك الحزب هو مقاومة من سموهم بالإقطاعيين في حماة. والوصول إلى الحكم بأية وسيلة متاحة، ولذلك كان الحوراني يركز على وسيلتين أساسيتين عنده هما: العمل على تحريض الفلاحين ضد ملاك الأراضي، ومحاولة الوصول إلى عناصر عسكرية يمكن التأثير عليها، وتحويلها إلى أدوات في اللعبة السياسية. وباتحاد مجموعة الحوراني مع مجموعة عفلق والبيطار ولد النصف الثاني من الحزب ليصبح "حزب البعث العربي الاشتراكي" يقوده الثلاثي عفلق والبيطار والحوراني بكل ما يحمل ذلك الثلاثي العجيب من عقد ومركبات نقص ومطامع وأهداف وعلاقات مشبوهة وغير مشبوهة.
لعل معرفة هذه الولادة العجيبة للحزب تثير أكثر من علامة استفهام!! وتنبه بشدة إلى ذلك المناخ الفكري والسياسي المضطرب. فقد ولد في سنوات الحرب العالمية الثانية وفي ظل احتلال الجيوش البريطانية، وبقايا القوات الفرنسية لقلب العالم العربي، وعلى أيدي قادة تحيط بهم الشبهات من كل جانب، ولا يخفى عجزهم الفكري والجهادي على متابع لتلك الفترة الدقيقة الحرجة من تاريخ سوريا ولبنان والمنطقة. إضافة إلى أن المرحلة كانت مرحلة ارهاصات سبقت بقيام إسرائيل وولادتها- التي لم يكن يخفى على قادة النظام العالمي– آنذاك – ضرورة تهيئة المنطقة لاستقبال ذلك الوليد الطارئ وتبنيه، وضمه إلى "أسرة حاضنة" هي "أسرة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير".
وإذا كانت تركيبة القيادة بالشكل الذي وصفنا فإن تركيبة الحزب – كلها – لا تقل عنها عجباً في إثارة الشكوك والتساؤلات عن تلك القيادة الثلاثية، فقد ضم "حزب البعث" في صفوفه الأولى غالبية من أبناء الأرياف الذين انتقلوا من القرى والأرياف إلى مراكز المحافظات التي تتوافر فيها المدارس الثانوية لمواصلة الدراسة، وكانت الخلايا الأولى للحزب تستقطب أبناء طوائف معينة "فاللوائيون" أو أبناء "لواء الاسكندرون" الذين استطاع عفلق أن يستقطبهم حوله - بعد محاصرة الارسوزي - وهم من اتباع الارسوزي سابقاً، كانوا ينتمون إلى الطائفة "العلوية" فصار هؤلاء دعاة للحزب بين أبناء طائفتهم من شباب جبال العلويين ليجندوا دعاة آخرين للحزب من أبناء ثانويات اللاذقية والساحل.
وكان لعفلق صلات عائلية بحكم انتمائه إلى عائلة نصرانية تسكن حي "الميدان" في "دمشق" وتتعامل مع الجنوب – أي حوران وجبل العرب "الدروز" – ولها صداقات مع بعض الأسر الدرزية سرعان ما وظفها للوصول إلى طلاب الثانويات الدروز في دمشق والسويداء مركز محافظة جبل العرب، وقد تحددت بنية الحزب منذ البداية بطبيعة البنى الاجتماعية التي انحدرت منها تلك العناصر الحزبية الأولى: فكانت بنية ريفية من نوعية أنصاف المتعلمين من طلاب بالدرجة الأولى ثم أساتذة وموظفين. ومن جذور طائفية محددة؛ تأتي بالدرجة الأولى منها الجذور العلوية، ثم الدرزية، فالإسماعيلية، فالمسيحية. وقد ترتب على ذلك أمور كثيرة.
منقول من: http://www.ahlelhadith.net/waha/view...da2e08293#p234
ملف منتقى من مقالات عدة جمعه فضيلة الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري ونسق بين حروفه ليكون أقرب إلى القراء:
(حزب البعث العربي الاشتراكي السوري كتلة حوت: كفر الإسماعيلية الباطنية، والنصرية، والدروز، والنصارى، واليهود، والشيوعية الفاشية).
الجزء الأول:
إنّ الحمدَ لله، نحمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا، ومِن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي لـه.
وأشهـدُ أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبدُه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ] [آل عمران102].
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً] [النساء:1].
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً] [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
لقد تتبعت بإمعان تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي السوري منذ أن أسس، إلا أن صار في قمة هرم الحكم في سوريا والعراق، فوجدته مستلا من أفكار الملاحدة الذين كفروا بكل دين، وتنكروا لجميل القيم التي تواصى بها أصحاب الفطر السليمة، ومن نظر في مؤلفات القوم التي تركوها وراءهم كوثيقة إدانة لهذا الحزب يدرك بوضوح حجم الصراع الذي كان يدور في أروقة الحزب وينتهي إما بسجن المخالف أو إعدامه، أو إجلائه إلى أبعد الأماكن.
ولا بأس بذكر الكتب التي تناولت حزب البعث الاشتراكي السوري بالتعريف، وهي بين كتاب ألفه صاحبه لكشف مخازي الحزب، أو كتاب ألفه مناضل في الحزب يذب فيه عن حزب البعث، أو يصارع مخالفا له انشق عن الحزب وكوّن كتلة للمعارضة.
المراجع التي تكشف أصول حزب البعث العربي الاشتراكي:
=(الحركات القومية في ميزان الإسلام).للأستاذ منير محمد نجيب، وهو كتاب لا بأس به كشف اللثام عن كثر من الحركات العربية الفاشلة.
=(الأستاذ):وهو ترجمة موسعة لميشيل عفلق: لزهير المارديني أحد رؤوس حزب البعث.
=موسوعة السياسة ذات التوجه البعثي.
=الأعمال الكاملة: لمنيف الرزاز. الذي كان أميناً عاماًلحزب البعث العربي الاشتراكي سنة 1965م بدلاً من ميشيل عفلق ثم أصبح أميناً عاماًمساعداً لحزب البعث سنة 1977م، ثم أعدمه حزب البعث في بغداد عام 1984م ويعتبر من كبارالمنظرين والمؤصلين لفكر البعث.
=(البعث): لسامي الجندي التابع للطائفة الإسماعيلية، وأحد رؤوس حزب البعث، تقلد منصب وزير الإعلام بعد انقلاب سنة 1963م.
=(حزب البعث؛ مأساة المولد ومأساة النهاية): لمطاع صفدي.
الحكومات التي تولت قيادة الشام على مدى عقود طويلة:
1 ـ حكومة شكري القوتلي: من 1946م وحتى 29/3/1949م.
2 ـ حكومة حسني الزعيم: استلم السلطة عدة شهور من سنة 1949م.
3 ـ حكومة اللواء سامي الحناوي: بدأ حكمه وانتهى في نفس عام 1949م.
4 ـ حكومة أديب الشيشكلي: استمر حكمه حتى سنة 1954م.
5 ـ حكومة شكري القوتلي: عاد إلى الحكم مرة ثانية واستمر إلى توقيع اتفاقية الوحدة مع مصر سنة 1958م.
6 ـ حكومة الوحدة برئاسة جمال عبد الناصر: 1958ـ 1961م.
7 ـ حكومة الانفصال برئاسة الدكتور ناظم القدسي: وقد دام الانفصال من 28/9/1961م وحتى 8/3/1963م. وقد قاد حركة الانفصال عبد الكريم النحلاوي.
وقوع الشام في قبضة حزب البعث الاشتراكي:
ومنذ 8/3/1963م وإلى اليوم فقد وقعت سوريا تحت حكم حزب البعث الاشتراكي، وقد مرت هذه الفترة بعدة حكومات بعثية هي:
ـ حكومة قيادة الثورة: 1963م وفيها برز صلاح البيطار كرئيس للوزراء.
ـ حكومة أمين الحافظ: من 1963م وحتى 1966م.
ـ حكومة نور الدين الأتاسي: 1966مـ 1970م حيث لعبت القيادة القطرية للحزب دوراً بارزاً في الحكم، وقد برز في هذه الفترة كل من صلاح جديد الذي عمل أميناً عاماً للقيادة القطرية وحافظ الأسد الذي عمل وزيراً للدفاع.
ـ حكومة حافظ الأسد: من سنة 1970م وإلى سنة 2000 ميلادية.
أبرز قادة حزب البعث العربي الاشتراكي:
سامي الجندي: تقلد منصب وزير الإعلامبعد انقلاب 1963م.
- حمود الشوفي: عمل سكرتيرا عاما للقيادة القطرية الأولى إلا أنه انشقوجماعته عن الحزب في آذار سنة 1964م، وهو الآن في العراق.
- منيفالرزار: (أردني سني جاهل) عمل سكرتيرا عاما للقيادة القومية للحزب من نيسان 1965م إلىشباط 1966م.
- مصطفى طلاس: (سني جاهل): ولد سنة 1932م، درس في الكلية العسكرية بحمص،انضم إلى الحزب في سنة 1947م وعمل رئيسا لمحكمة الأمن القومي للمنطقة الوسطى من1963م، ورئيس أركان اللواء المدرع الخامس من 1964م-1966م ورئيس الأركان للقواتالمسلحة من شباط 1968م ونائب وزير الدفاع من 1968-1972م وفي آذار 1973م وصار وزيراللدفاع وما يزال.
- اللواء يوسف شكور: خلف مصطفى طلاس في رئاسة الأركان وهو من منطقة حمص.
- اللواءناجي جميل: من دير الزور ، كان قائدا لسلاح الجو من تشرين الثاني 1970م وحتى آذار 1978م .
- سليم حاطوم : حاول أن يقود انقلابا عام 1966م لكنه فشل في ذلك ، وقد أعدم في عام 1967م .
- زكي الأرسوزي : (من لواء إسكندرون) مؤسس مع ميشيل عفلق ومنافس له .
- شبليالعيسمي: ولد عام 1930م، عمل وزيرا للإصلاح الزراعي ثم وزيرا للمعارف ، ثم وزيراللثقافة والإرشاد القومي 1963م-1964م ونائبا للأمين العام لحزب البعث 1965م .
- عبدالكريم الجندي : من أنصار صلاح جديد ، انتهى منتحرا عام 1969م
- سليمانالعيسى: (من لواء اسكندرون) منظر ومفكر وشاعر .
- أحمد الخطيب : استلم رئاسة الجمهوريةمن تشرين الثاني 1970م واستقال في شباط 1971م وهي الفترة الانتقالية بين حكومة نورالدين الأتاسي وحكومة حافظ الأسد، وقد كان عضو القيادة القطرية الموسعة من 1965مكما استلم رئاسة مجلس الشعب لفترة قصيرة .
- يوسف زعين : مولود في البوكمال 1931مطبيب، عمل وزيرا للإصلاح الزراعي 1963-1964م، وسفيرا في بريطانيا، وفي 1965مانتخب عضوا في القيادة القطرية ، ومن شباط 1966م إلى تشرين الأول 1968م ، كان رئيساللوزراء حتى عام 1970م .
- جلال السيد : عضو مؤسس في حزب البعثوهو من مدينة دير الزور وقد ترك الحزب لكنه بقي نشيطا في السياسة السورية .
- عبدالحليم خدام: ولد 1932م في بانياس، خريج كلية الحقوق بدمشق تنقل في عدة وظائف حيثعمل محافظا لمدينة حماة ومحافظا لمدينة القنيطرة ومحافظا لمدينة دمشق 1964م ووزيراللاقتصاد 1969م ووزيرا للخارجية من 1970م، ثم نائباً للرئيس حافظ الأسد، ثمنائباً للرئيس بشار الأسد، وهو عضو القيادة القطرية، ثم انشق بعد ذلك عن نظامبشار الأسد، وغادر إلى باريس، وتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، وأسس معهمجبهة الخلاص الوطني .
- حافظ الأسد : ولد بالقرداحة من قرى اللاذقية سنة 1930، تخرج في الكليةالعسكرية بحمص 1955م عمل قائدا لقاعدة الضمير الجوية 1963م، وقائدا لسلاحالطيران 1964م انضم إلى المجلس الوطني لقيادة الثورة 1965م، انضم إلى صلاح جديد فيانقلاب 1966م وصار وزيرا للدفاع من 1966م إلى 1970م . ومن تشرين الثاني 1970م صاررئيسا للجمهورية بعد قيادته الحركة التغيرية التي أوصلته إلى السلطة. ولقد تولى حافظ الأسد حكم سوريا لما يقرب من 30 سنة، حكم خلالها سوريا بأسلوب قمعيودموي جمع فيه بين شبه الصوفية والشهوات الماجنة، ومن العجيب أن حافظ الأسد قد أعلن عن سقوط الجولان في يوم 10حزيران 1967م ، وفي نفس اليوم 10 حزيران من عام 2000م أعلن عن وفاة حافظ الأسد .
- زهيرمشارقة من حلب، عين مؤخرا نائب رئيس الجمهورية لشؤون الحزب
- غازيكنعان (1942-2005م) رمز من رموز الأمن السوري، وهو من عائلة نصيرية، عين كرئيسللمخابرات العسكرية السورية في حمص، ثم رئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان مماجعله يعتبر حاكم لبنان الفعلي في الفترة من 1982 حتى ما بعد 2001م، ثم عين مديراللأمن السياسي في سورية عام 2001م ثم وزيرا للداخلية عام 2004م حتى موته الغامضبتاريخ تشرين الأول 2005 ، حيث أعلن النظام السوري أنه انتحر، إلا أن بعض الجهات يعتقدأن النظام السوري قد نحره ليتخلصوا منه .
- بشار الأسد: هو من أبناء الطائفةالنصيرية، ورثِ الحقد والعار والإجرام عن والده الهالك حافظ الأسد، تولى بشارالأسد في 1 يوليو/ تموز 2000 رئاسة الجمهورية السورية، وهو الآن قائم على قمع شعبه مستعينا بالروافض والدروز.
التعريف بحزب البعث:
حزبالبعث حزب قومي علماني يدعو إلى الانقلاب الشامل في المفاهيم والقيم العربية لصهرهاوتحويلها إلى التوجه الاشتراكي، شعاره المعلن (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)، وهي رسالة الحزب التي يتبجح بها على رؤوس الأمة العربية.
أهدافه:
أما أهدافه فتتمثل في: الوحدة، والحرية، والاشتراكية.
كيف تأسس حزب البعث:
في سنة 1932م عاد من باريس قادما إلىدمشق كل من ميشيل عفلق (نصراني ينتمي إلى الكنيسة الشرقية) وصلاح البيطار (سني جاهل)وذلك بعد دراستهم العالية محملين بأفكار قومية وثقافة أجنبية معادية للقيم.
- عمل كلمن عفلق والبيطار في التدريس ومن خلاله أخذا ينشران أفكارهما بين الزملاء والطلابوالشباب.
أصدر التجمع الذي أنشأه عفلق والبيطار مجلة الطليعة مع الماركسيين سنة 1934م وكانوا يطلقون على أنفسهم اسم ( جماعة الإحياء العربي).
في سنة 1947م تم تأسيس الحزب تحت اسم ( حزب البعث العربي ) ، وقد كان من المؤسسين: ميشيلعفلق، صلاح البيطار، جلال السيد، زكي الأرسوزي كما قرروا إصدار مجلة باسم البعث.
- كانلهم بعد ذلك دور فاعل في الحكومات التي طرأت على سوريا بعد الاستقلال سنة 1946م التي مر ذكرها آنفا.
قال الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي: [يبدأ تاريخ هذا الحزب برجل من نصارى سوريا اسمه: ميشيل يوسف عفلق المولود في دمشق سنة 1910م .
تأثر بأدب المهجر وكتاباتإسماعيل مظهر، والشميل، وشمل اطلاعه التراثي على لزوميات أبي العلاء وديوان المتنبي.
وقرأ روايات جورجي زيدان عن التاريخ الإسلامي وكان لذلك كله أثر في صياغةعقله وفكره إضافة إلى نشأته في البيت النصراني والأسرة العريقة في دين النصارىالمنتمية إلى الكنسية الشرقية .
سافر إلى باريس بعد الانتهاء من الدراسةالثانوية وهو في الثامنة عشر من عمره للدراسة في كلية آداب بالسربون، وحصل منها علىالشهادة الجامعية في التاريخ وهناك تشكل الإطار القومي لعفلق وانضم إلى جمعيتينقوميتين هما الجمعية العربية السورية، وجمعية الثقافة العربية .
وفي باريساطلع على أعمال الكتاب والفلاسفة الأوربيين أمثال: لنيتشه، وماركس، ودوستويفكسي، وتولوستوي، وبيرغسون، وأناتول فرانس، وأندريه جيد .
وبدأ يدعو هناك بين الشبابالعرب المشارقة والمغاربة إلى القومية العربية الموحدة، وقد وجدت هذه الدعوةالاستجابة لدى بعض الشباب العرب ومن الخاصة أصدقاءه ومنهم صلاح الدين البيطار الذيكان يدرس الفيزياء آن ذاك فتعاهدا على العمل معاً، وعادا إلى سوريا عام 1933م محملينبالأفكار القومية، والثقافة الأجنبية، متشبعين بالفكر القومي الذي تلقوه في أورباووفدا به على البلاد الإسلامية .
ومن العجيب في هذه الصدد أن عفلق بعد ذلكبسنوات وبالتحديد في عام 1941م حذر من القومية التي تأتي من أوروبا وبين أنها منالأخطار والمفاسد فقال في كتابه [في سبيل البعض] ص 137: [إن هذه القوميةالتي تأتينا من أوروبا مع الكتب والمجلات يهددنا بخطر مزدوج فهي من جهة تنسيناشخصيتنا وتشوهها، ومن جهة أخرى تسلبنا واقعنا الحي وتعطينا بدلاً منه ألفاظاً فارغةورموزاً مجردة].
فما أصدق وصفه هذا على حاله وما أكثر تطابقه مع ما قامبه من عمل .
بعد عودة عفلق والبيطار من باريس عملا في التدريس ومن خلالهأخذا يبثان أفكارهما بين الزملاء والشباب والطلاب، وقد درّسا في ثانوية واحدة هي مدرسةالتجهيز الأولى وكانت أكبر مدارس دمشق وأهمها .
درّس عفلق مادة التاريخوالاجتماعيات بينما درّس البيطار الفيزياء والفلك .
كانت التوجهات الأدبيةواضحة إذ نشر عدداً من القصص القصير والقصائد، كان يطمح أن تكون على مستوى عال منالإبداع والحداثة ليوصل من خلالها أفكاره تحت ستار الأدب .
وفعلاً أخذت هذهالأفكار تستقطب عدداً من الشباب من طلبة المدارس والجامعات وفئة المثقفين .
وفي عام 1941م أسس البيطار جامعة سياسية منظمة باسم الإحياء العربي جمعتالذين اقتنعوا بأطروحات عفلق، ثم أصدر بالاشتراك مع الماركسيين مجلة الطليعة سنة 1934م ومنذ حزيران في هذه السنة أصبحت بيانات الحركة تحمل اسم " البعث العربي "ولكنالحزب لم يأخذ هذه التسمية إلا فيما بعد .
وفي عام 1945م افتتح أول مكتبللحزب بدمشق ولم يكن عدد أعضاءه يوم ذاك يتجاوز أربعمائة ثم جرى تنظيم الحزبعسكرياً وفي 1946م أصدرا جريدة البعث اليومية، وفي نيسان 1947م تم تأسيس الحزب تحتاسم " حزب البعث العربي " وافتتح ميشيل عفلق المؤتمر التأسيسي الأول للحزب وفيه أقردستور الحزب ونظامه الداخلي وجُعل عفلق " عميداً " وهو المنصب الذي أطلق عليه فيمابعد " الأمين العام " .
وكان من المؤسسين لهذا الحزب: غير عفلق والبيطار؛جلال السيد، وزكي الأرسوزي، وفي عام 1953م اندمج حزب البعث والحزب العربي الاشتراكيالذي كان يقوده أكرم الحوراني في حزب واحد سمياه حزب البعث العربي الاشتراكي ثمأصبح الحزب بعد ذلك يقوم بأدوار فاعلة في الانقلابات والحكومات التي تعاقبت على سوريا.
وأظهر مشاركة لهم كانت في حكومة اللواء: سامي الحناوي التي بدأت في 1949م بانقلاب ضد صاحب أول انقلاب عسكري في سوريا حسني الزعيم، فقد أشرك الحناويفي الحكومة ميشيل عفلق وأكرم الحوراني قبل اندماجهما، وانتهت حكومة الحناوي فيالعام نفسه بانقلاب أديب الشيشكلي واستمرت حكومة الشيشكلي من 1949-1954م .
وقد أشرك بعض البعثيين في الحكومة ولكنهم كانوا يضيقون ببعض توجهاتهالإسلامية ومنها: إعلان الدستور الجديد 1950م الذي اعتبر الدين الإسلامي مصدراًأساسياً للتشريع – وعلى ما تنطوي عليه هذه العبارة السلولية نسبة إلى عبد الله بنأبي سلول من سوء حيث أنه يصح – بناء على منطوقها – أن يكون هناك مصادر للتشريع غيرالإسلام إلا أن الإسلام هو الأساسي – ومع ذلك اعتبر البعث هذا الدستور رجعياًفقاموا من خلال ضباط البعث في الجيش بأول انقلاب بعثي في حلب فاهتزت حكومة الشيشكليفغادر البلاد واستلم الحكم شكري القوتلي سنة 1956م وكانت هذه المرة الثانية لهوالأولى كانت بعد استقلال سوريا عام 1946م وانتهت عام 1949م بانقلاب حسني الزعيم] .
قال أحد المؤرخين العارفين بخبايا حزب البعث:
[إن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي ولد عام (1943ميلادية)، على شكل أجزاء غير كاملة الخلقة، ولدت نصفه الأول فئة متعلمة من مدرسي المدارس الثانوية في العاصمة السورية دمشق، وفي ثانوية محددة كانت تعرف في سنوات الحرب العالمية الثانية بـ "ثانوية التجهيز الأولى" ثم سميت بـ "ثانوية جودت الهاشمي" ولا ندري ما أسمها الآن. وكان هناك اتصال وتجاوب بين طلاب هذه الثانوية وطلاب ثانوية دمشقية أخرى هي "ثانوية عنبر"
كان هناك أستاذ ثانوي هو – زكي الأرسوزي – من أبناء لواء "الاسكندرون" قاد حركة مقاومة طلابية ضد تتريك اللواء المذكور. بعد أن درس الفلسفة في فرنسا. وتخرج فيها، واتصل بما كان الفكر الفرنسي يموج به في تلك المرحلة من أفكار، وقد انطلق بعد عودته إلى لواء "الأسكندرون" يدعو إلى "البعث العربي" الذي اعتبره الحل الوحيد لتحرر "لواء الأسكندرون" من احتلال فرنسا ومن دعاة التتريك في وقت واحد. ولم يلبث الارسوزي إلا قليلاً حتى صار أقرب ما يكون إلى مرتبة الزعامة الثقافية والسياسية في "اللواء السليب" كما كان يطلق عليه في أدبياته. وقد اضطر لمغادرته بعد أن ألحق رسمياً بتركيا الجديدة. وغادره معه مجموعة من طلابه من أبناء اللواء المذكور إلى دمشق. وقد قدم الارسوزي نموذجاً من العمل السياسي لا عهد لدمشق به، فمن حيث الفكر كان فكره ثورياً فجرته عمليات الكفاح المتنوع لإبقاء لواءه جزءاً من سوريا لا من تركيا، والمحافظة على هويته العربية، وأكسبت قضية الاسكندرون فكره طابعاً عملياً متحركاً لم يكن متوافراً لمفكري ثانويات دمشق أمثال عفلق والبيطار. وكانت الفواصل في ذهن الارسوزي بين فكر الزعامات التقليدية وفكرة البعث العربي الذي يتخيله ويريده واضحة. فقد عاصر الرجل اليسار الفرنسي وتتلمذ على بعض رموزه وحاول توظيف جوانب من الفكر اليساري الفرنسي في التركيبة البعثية القومية بنجاح أغرى شباب ذلك الجيل ولفت أنظارهم إليه، فقد حول حصيلته الفكرية إلى إيديولوجية مثالية يمكن للمتعلمين الباحثين عن عقيدة للعمل والتنظيم تفصلهم عن مجموعات الشيوعيين والإسلاميين والزعامات التقليدية معاً أن تتبناها فانتشرت مدرسته الفكرية واشتهرت عام (1950) في أوساط الطلاب الذين وجدوا فيه مصدر الإيديولوجيا والزعامة وأساليب العمل القومي المنظم. فاكتشفت الزعامات التقليدية الشامية والمدرسون الذين لم يكونوا قبل الارسوزي يواجهون منافسين لهم وزن مهم بهذا المستوى فبدأت عمليات تحجيمه ومحاصرته من هؤلاء جميعاً. فكل هؤلاء قد رأوا في هذا الغريب الطارئ على البيئة الدمشقية السياسية تهديداً.
أما ميشيل عفلق وصلاح البيطار فقد كان لهما أسلوبهما الخاص في تحجيمه بعد احتواءه ثم استهلاكه فكرياً. فقد دعى الرجلان الارسوزي للتعاون مع النواة التي شكلاها أو كانا يهيئان لتشكيلها "البعث العربي" وهي النواة التي حاولا أن يقنعاه بأنها انعكاس لأفكاره، وتعبير عن فلسفة التوافق معه، لكن الأمر لم ينطل على الارسوزي فبعد لقاءات محدودة معهما خرج ليتهم عفلق والبيطار بالتواطؤ مع المخابرات الفرنسية للإجهاز على حركته الناشئة، ورأى في شخصية عفلق وجهوده تحالفاً مع المخابرات الفرنسية لإجهاض حركة "البعث العربي" باسم "البعث العربي" كما كان له مثل ذلك الرأي في الزعامات التقليدية التي خضعت لمساومات المحتل الفرنسي وقبلت التعاون معه لإجهاض ثورات الشعب!! ومحاولاته لتحقيق التحرر الحقيقي، وراح الارسوزي يعقد الحلقات في بيته وفي المقاهي وفي الفصول التي يدرس فيها للتنديد بالزعامات التقليدية وبعفلق والبيطار واتهامهم - جميعاً – بالتواطؤ المكشوف مع قوى الاحتلال الفرنسي لإجهاض ثورات الشعب، وقد كان رد فعل عفلق ضد الارسوزي عجيباً حيث تبنى عفلق أفكار الارسوزي في "البعث العربي" وانتحلها على أنها أفكاره، وصار يعبر عنها بلغته وطريقته، ويعتبرها "الإيديولوجيا القومية" التي ابتعث عفلق للتبشير بها والدعوة إليها. وحين نتابع المعارك الفكرية قديماً وحديثاً، ونحاول رصد أسلحة معارك "الكلمة والمعتقد" لا نرى سلاحاً أشد فتكاً بالأفكار من تبنيها بعد تفريغها من محتواها، و جعلها مجرد شعار لا مضمون له. وإذا بحثت عن المضمون من خلال الشعار أو شرحه قيل لك: إنه شعار ذو حرمة وقدسية لا نسمح لأحد بتحليله أو تفكيكه حتى إذا كان من أولئك الملتزمين به، لأن "تحليل" الشعار يفقده قدسيته، ويزيل عنه حرمته. لأن عفلق يدرك أنه لو تم تحليل تلك الشعارات لبرزت الأفكار الكامنة فيها، والمرموز إليها بها، فيفقد عفلق صفة "الإبداع".
وهكذا كان عفلق والبيطار قد استوليا على فكر الارسوزي الذي أمد مجموعتهما بالأيديولوجيا وإمكانات الزعامة، وأجندة العمل القومي المنظم بحيث كان يتوقع أو يفترض أن ينطلق الحزب بين الجماهير ويبدأ مرحلة التفاعل مع قضايا الشعب والالتحام به، ولكنه بدل ذلك قد دخل - بشكل ملفت للنظر - عزلة لم يكن سهلاً عليه مغادرتها والخروج منها، حيث انضم إلى فئتهما المعزولة تجمع آخر إقليمي كان يحمل عنوان "الحزب العربي الاشتراكي" وهو حزب حموي النشأة والانتشار كان يتزعمه أكرم الحوراني. وكان أهم أهداف ذلك الحزب هو مقاومة من سموهم بالإقطاعيين في حماة. والوصول إلى الحكم بأية وسيلة متاحة، ولذلك كان الحوراني يركز على وسيلتين أساسيتين عنده هما: العمل على تحريض الفلاحين ضد ملاك الأراضي، ومحاولة الوصول إلى عناصر عسكرية يمكن التأثير عليها، وتحويلها إلى أدوات في اللعبة السياسية. وباتحاد مجموعة الحوراني مع مجموعة عفلق والبيطار ولد النصف الثاني من الحزب ليصبح "حزب البعث العربي الاشتراكي" يقوده الثلاثي عفلق والبيطار والحوراني بكل ما يحمل ذلك الثلاثي العجيب من عقد ومركبات نقص ومطامع وأهداف وعلاقات مشبوهة وغير مشبوهة.
لعل معرفة هذه الولادة العجيبة للحزب تثير أكثر من علامة استفهام!! وتنبه بشدة إلى ذلك المناخ الفكري والسياسي المضطرب. فقد ولد في سنوات الحرب العالمية الثانية وفي ظل احتلال الجيوش البريطانية، وبقايا القوات الفرنسية لقلب العالم العربي، وعلى أيدي قادة تحيط بهم الشبهات من كل جانب، ولا يخفى عجزهم الفكري والجهادي على متابع لتلك الفترة الدقيقة الحرجة من تاريخ سوريا ولبنان والمنطقة. إضافة إلى أن المرحلة كانت مرحلة ارهاصات سبقت بقيام إسرائيل وولادتها- التي لم يكن يخفى على قادة النظام العالمي– آنذاك – ضرورة تهيئة المنطقة لاستقبال ذلك الوليد الطارئ وتبنيه، وضمه إلى "أسرة حاضنة" هي "أسرة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير".
وإذا كانت تركيبة القيادة بالشكل الذي وصفنا فإن تركيبة الحزب – كلها – لا تقل عنها عجباً في إثارة الشكوك والتساؤلات عن تلك القيادة الثلاثية، فقد ضم "حزب البعث" في صفوفه الأولى غالبية من أبناء الأرياف الذين انتقلوا من القرى والأرياف إلى مراكز المحافظات التي تتوافر فيها المدارس الثانوية لمواصلة الدراسة، وكانت الخلايا الأولى للحزب تستقطب أبناء طوائف معينة "فاللوائيون" أو أبناء "لواء الاسكندرون" الذين استطاع عفلق أن يستقطبهم حوله - بعد محاصرة الارسوزي - وهم من اتباع الارسوزي سابقاً، كانوا ينتمون إلى الطائفة "العلوية" فصار هؤلاء دعاة للحزب بين أبناء طائفتهم من شباب جبال العلويين ليجندوا دعاة آخرين للحزب من أبناء ثانويات اللاذقية والساحل.
وكان لعفلق صلات عائلية بحكم انتمائه إلى عائلة نصرانية تسكن حي "الميدان" في "دمشق" وتتعامل مع الجنوب – أي حوران وجبل العرب "الدروز" – ولها صداقات مع بعض الأسر الدرزية سرعان ما وظفها للوصول إلى طلاب الثانويات الدروز في دمشق والسويداء مركز محافظة جبل العرب، وقد تحددت بنية الحزب منذ البداية بطبيعة البنى الاجتماعية التي انحدرت منها تلك العناصر الحزبية الأولى: فكانت بنية ريفية من نوعية أنصاف المتعلمين من طلاب بالدرجة الأولى ثم أساتذة وموظفين. ومن جذور طائفية محددة؛ تأتي بالدرجة الأولى منها الجذور العلوية، ثم الدرزية، فالإسماعيلية، فالمسيحية. وقد ترتب على ذلك أمور كثيرة.
من مواضيعي
0 كلمة الى بعض السياسيين والاقتصادين/للشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري
0 اعرف للصحابة قدرهم/ لم يقل ابو ذر الغفاري لبلال يا ابن السوداء/ لأبي عبد الباري عبد الحميد العربي
0 الأنواع التي يكفر بها من سبّ صحابة رسول الله/للشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري
0 حوار حار: هل الثورات العربية بلاء للمسلمين/بعد أحداث تونس/ للبحاثة الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري
0 بدعة سب جنس العرب جاءت من دولة فارس الرافضية وأعوانها من الشعوبيين/لفضيلة الشيخ عبد الحميد العربي
0 لفظتان منكرتان يستغلهما الصوفية في الرقص والاهتزاز عند الذكر/لفضيلة الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري
0 اعرف للصحابة قدرهم/ لم يقل ابو ذر الغفاري لبلال يا ابن السوداء/ لأبي عبد الباري عبد الحميد العربي
0 الأنواع التي يكفر بها من سبّ صحابة رسول الله/للشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري
0 حوار حار: هل الثورات العربية بلاء للمسلمين/بعد أحداث تونس/ للبحاثة الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري
0 بدعة سب جنس العرب جاءت من دولة فارس الرافضية وأعوانها من الشعوبيين/لفضيلة الشيخ عبد الحميد العربي
0 لفظتان منكرتان يستغلهما الصوفية في الرقص والاهتزاز عند الذكر/لفضيلة الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري







