مما راق لي من كلمات رائعة
06-10-2013, 06:45 PM
في البدء كنت رجلا .. وامرأة .. وشجرة .
كنتُ أباً وابنا.. وروحاً قدُسا .
كنتُ الصباحَ .. والمسا ..
والحدقة الثابتة المدورة .
وكان عرشي حجراً على ضفاف النهر
وكانت الشياه .. ترعى
وكان النحلُ حول الزهرُ .. يطنُّ
والإوزُّ يطفو في بحيرة السكون ،
والحياة ..
تنبضُ - كالطاحونة البعيدة -
حين رأيت أن كل ما أراه
لا ينقذُ القلبَ من الملل !
))))))(((((((
قلتُ : فليكن الحبُ في الأرض ، لكنه لم يكن !
قلتُ : فليذهب النهرُ في البحرُ، والبحرُ في السحبِ ،
والسحبُ في الجدبِ ، والجدبُ في الخصبِ
يُنبت خبزاً ليسندَ قلب الجياع ، وعشباً لماشية الأرض ..
ظلا لمن يتغربُ في صحراء الشجنْ .
ورأيتُ ابن آدم
- ينصب أسواره حول مزرعة الله -
يبتاع من حوله حرسا ، ويبيع لإخوته
الخبز والماء ، يحتلبُ البقراتِ العجاف لتعطى اللبنْ .
قلتُ فليكن الحبُ في الأرضِ ، لكنه لم يكن .
أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن !
ورأى الربُّ ذلك غير حَسَنْ
قلت : فليكن العدلُ في الأرض ؛ عينٌ بعينٍ وسنٌ بسنْ .
قلت: هل يأكل الذئب ذئباً ، أو الشاةُ شاةً ؟
ولا تضع السيف في عنق اثنين : طفل .. وشيخ مسن .
ورأيتُ ابن آدم يُردى ابن آدم َ..
يشعل في المدن النارَ
يغرسُ خنجرهُ في بطونِ الحواملِِ ،
يلقى أصابع أطفاله علفا للخيول
يقص الشفاه وروداً تزين مائدة النصر.. وهى تئن .
أصبح العدل موتاً ، وميزانه البندقية ،
أبناؤهُ صلبوا في الميادين ، أو شنقوا في زوايا المدن .
قلت: فليكن العدل في الأرض .. لكنه لم يكن .
أصبح العدل ملكاً لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسانِ
الكفن !
ورأى الرب ذلك غير حَسَنْ !
قلت: فليكن العقل في الأرض ..
تصغي إلى صوته المتزن .
قلت: هل يبتنى الطير أعشاشه في فم الأفعوان ،
هل الدود يسكن في لهب النار ،
والبوم هل يضع الكحل في هدب عينيه
هل يبذر الملح من يرتجى القمح حين يدور الزمن ؟
ورأيت ابن آدم وهو يُجَنْ
فيقتلع الشجر المتطاول ، يبصق في البئر
يلقى على صفحة النهر بالزيت ،
يسكن في البيت ؛ ثم يخبئ في أسفل الباب قنبلة الموت
يؤوى العقارب في دفء أضلاعه ،
ويورث أبناءه دينه.. واسمه.. وقميص الفتن .
أصبح العقل مغترباً يتسولُ
يقذفه صبية بالحجارة ، يوقفه الجند عند الحدود
وتسحب منه الحكومات جنسية الوطني ..
وتدرجه في قوائم من يكرهون الوطنْ .
قلت : فليكن العقل في الأرض ، لكنه لم يكنْ .
سقط العقل في دورة النفي والسجن .. حتى يُجَنْ .
ورأى الرب ذلك غير حسن!
)))))(((((
قلت : فلتكن الريح في الأرض ؛ تكنس هذا العفن
قلت: فلتكن الريح والدم …
تقتلع الريح هسهسة الورق الذابل المتشبث
يندلع الدم حتى الجذور فيزهرها ويطهرها
ثم يصعد في السوق .. والورق المتشابك . والثمر المتدلي ؛
فيعصره العاصرون نبيذاً يزغرد في كل دَنْ .
قلت : فليكن الدمُ نهراً من الشهد ينساب تحت فراديس عَدْنْ .
هذه الأرض حسناء ، زينتها الفقراء ..
لهم تتطيب ،
يعطونها الحب ، تعطيهم النسل والكبرياء .
قلت : لا يسكن الأغنياء بها .
الأغنياء الذين يصوغون من عرق الأجراء نقود زنا ..
ولآلئ تاجٍ . وأقراط عاجٍ .. ومسبحة للرياء .
إنني أول الفقراء الذين يعيشون مغتربين ؛
يموتون محتسبين لديّ العزاء .
قلت : فلتكن الأرض لى .. ولهم !
( وأنا بينهم )
حين أخلع عنى ثياب السماء .
فأنا أتقدس - في صرخة الجوع - فوق الفراش الخشن !
منقول








