الرد على فرية(السلفيون متشددون)
04-05-2008, 10:18 AM
رميهم اهل السنة بالتشدد
بادئ ذي بدء نقول لمن يَصِمُ دعاة المنهج السلفي بهذه التهمة الجائرة:
بينوا لنا معنىَ التشدد حتى يتم من خلاله معرفة مدى صحة دعواكم هذه؟
فهل ترون التشدد في أن ندعو الناس إلى توحيد الله الخالص بأنواعه الثلاثة و السنة المطهرة، و تحذيرهم من الشر بشتى أنواعه، ابتداء بالشرك بقسميه، ثم البدع بأنواعها، ثم الكبائر و الصغائر، أم هو التعبد لله تعالى بعبادات ما انزل الله بها من سلطان و تجاوز الحد فيها مدحا أو ذمًّا؟
فإن كان مقصودكم بالتشدد الأمر الأول، فنقول لكم، : باب أولى و أولى أن ترموا الأنبياء و الرسل و سادة الأمة من السلف بهذه التهمة؛ لأنهم دعوا جميعهم إليه قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رََّسُولاً أنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّغُوت) (النحل: 36) . و قال تعالى : (وَمَآ أرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلا نُوحِى إليهِ أنَّهُ لآ إلَهَ إلا أنَاْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء: 25).
قال ابن كثير رحمه الله: " و كلمهم –الرسل- يدعون إلى عبادة الله و ينهون عن عبادة ما سواه". (1)
و قال الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب" و التوحيد - الإلهية - هو أول الدين و آخره و باطنه و ظاهره و هو أول دعوة الرسل و آخرها". (2)
و ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن " إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله....." الحديث. (3)
بل في هذه التهمة طعن في القرآن الكريم، ذلك أن القرآن من أوله إلى آخره في التوحيد و ما يتعلق به و في التحذير من الشرك و الأمور الموصلة إليه و بيان جزاء أهل التوحيد و جزاء أهل الشرك.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله : "و غالب سور القرآن ، بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد شاهدة به داعية إليه،....فالقرآن كله في التوحيد و حقوقه و جزائه و في شأن الشرك و جزائه". (4)
و هذه سيرة السلف الصالح منذ عصر الصحابة الكرام – رضوان الله تعالى عليهم – حتى عهدنا هذا و أهل العلم من أهل السنة السلفيين يدعون الناس إلى هذا الأمر، أي : الأمر الأول المتقدم ذكره.
أما إن كان مقصودكم بالتشدد الأمر الثاني، فنحن و الحمد لله ننكره فها هي كتب علماء الدعوة السلفية و أشرطتهم و دروسهم متوفرة بين ظهراني الأمة فأين هذا الأمر منها؟ فإن أبيتم إلا أن تصفوهم بذلك فنذكركم بقوله تعالى : (وَ مَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَنًا وَ إِثْمًا مُّبِينًا) (النساء : 112).و قوله : (وَ قِفُوهُم إنَّهُم مَّسئُولُونَ) (الصافات : 24 ).
و نذكركم بما ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم " أتدرون من المفلس؟" .قالو : المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع فقال : " المفلس مِن أمتي، مَن يأتي يوم القيامة بصلاة و صيام و زكاة، و يأتي قد شتم هذا، و قذف هذا، و أكل مال هذا، و سفك دم هذا، و ضرب هذا فيُعطى هذا من حسناته: و هذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثُم طرح في النار". (5)
ثم إليكم بيان معنَى التشدد و إضاح ذلك ، و بيان أنه ينطبق على سائر أهل البدع و أن أهل السنة السلفيين بعيدون كل البعد عن ذلك.
اعلم أخي القارىء الكريم أن التشدد منحصر في شيئين اثنين ذكرا في الأمر الثاني.
الشيء الأول : التعبد لله تعالى بعبادات ما أنزل الله بها من سلطان.
الشيء الثاني : الغلو و التنطع في الدين.
**********
1- تفسير القرآن العظيم-(2/589)
2-تيسيرالعزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد- (ص 36)
3-البخاري، مع الفتح ، كتاب : المغازي، باب : بعث أبي موسى و معاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع (8/24)،و مسلم، كتاب : الامان ، باب : الدعاء إلى الشهادتين و شرائع الاسلام(1/50)
4-"مدارج السالكين" (3/468،469)
5-مسلم، كتاب : البر و الصلة، باب : تحريم الظلم (4/1997).
----------------------------------------------------------------
يتبع........
بادئ ذي بدء نقول لمن يَصِمُ دعاة المنهج السلفي بهذه التهمة الجائرة:
بينوا لنا معنىَ التشدد حتى يتم من خلاله معرفة مدى صحة دعواكم هذه؟
فهل ترون التشدد في أن ندعو الناس إلى توحيد الله الخالص بأنواعه الثلاثة و السنة المطهرة، و تحذيرهم من الشر بشتى أنواعه، ابتداء بالشرك بقسميه، ثم البدع بأنواعها، ثم الكبائر و الصغائر، أم هو التعبد لله تعالى بعبادات ما انزل الله بها من سلطان و تجاوز الحد فيها مدحا أو ذمًّا؟
فإن كان مقصودكم بالتشدد الأمر الأول، فنقول لكم، : باب أولى و أولى أن ترموا الأنبياء و الرسل و سادة الأمة من السلف بهذه التهمة؛ لأنهم دعوا جميعهم إليه قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رََّسُولاً أنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّغُوت) (النحل: 36) . و قال تعالى : (وَمَآ أرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلا نُوحِى إليهِ أنَّهُ لآ إلَهَ إلا أنَاْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء: 25).
قال ابن كثير رحمه الله: " و كلمهم –الرسل- يدعون إلى عبادة الله و ينهون عن عبادة ما سواه". (1)
و قال الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب" و التوحيد - الإلهية - هو أول الدين و آخره و باطنه و ظاهره و هو أول دعوة الرسل و آخرها". (2)
و ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن " إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله....." الحديث. (3)
بل في هذه التهمة طعن في القرآن الكريم، ذلك أن القرآن من أوله إلى آخره في التوحيد و ما يتعلق به و في التحذير من الشرك و الأمور الموصلة إليه و بيان جزاء أهل التوحيد و جزاء أهل الشرك.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله : "و غالب سور القرآن ، بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد شاهدة به داعية إليه،....فالقرآن كله في التوحيد و حقوقه و جزائه و في شأن الشرك و جزائه". (4)
و هذه سيرة السلف الصالح منذ عصر الصحابة الكرام – رضوان الله تعالى عليهم – حتى عهدنا هذا و أهل العلم من أهل السنة السلفيين يدعون الناس إلى هذا الأمر، أي : الأمر الأول المتقدم ذكره.
أما إن كان مقصودكم بالتشدد الأمر الثاني، فنحن و الحمد لله ننكره فها هي كتب علماء الدعوة السلفية و أشرطتهم و دروسهم متوفرة بين ظهراني الأمة فأين هذا الأمر منها؟ فإن أبيتم إلا أن تصفوهم بذلك فنذكركم بقوله تعالى : (وَ مَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَنًا وَ إِثْمًا مُّبِينًا) (النساء : 112).و قوله : (وَ قِفُوهُم إنَّهُم مَّسئُولُونَ) (الصافات : 24 ).
و نذكركم بما ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم " أتدرون من المفلس؟" .قالو : المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع فقال : " المفلس مِن أمتي، مَن يأتي يوم القيامة بصلاة و صيام و زكاة، و يأتي قد شتم هذا، و قذف هذا، و أكل مال هذا، و سفك دم هذا، و ضرب هذا فيُعطى هذا من حسناته: و هذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثُم طرح في النار". (5)
ثم إليكم بيان معنَى التشدد و إضاح ذلك ، و بيان أنه ينطبق على سائر أهل البدع و أن أهل السنة السلفيين بعيدون كل البعد عن ذلك.
اعلم أخي القارىء الكريم أن التشدد منحصر في شيئين اثنين ذكرا في الأمر الثاني.
الشيء الأول : التعبد لله تعالى بعبادات ما أنزل الله بها من سلطان.
الشيء الثاني : الغلو و التنطع في الدين.
**********
1- تفسير القرآن العظيم-(2/589)
2-تيسيرالعزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد- (ص 36)
3-البخاري، مع الفتح ، كتاب : المغازي، باب : بعث أبي موسى و معاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع (8/24)،و مسلم، كتاب : الامان ، باب : الدعاء إلى الشهادتين و شرائع الاسلام(1/50)
4-"مدارج السالكين" (3/468،469)
5-مسلم، كتاب : البر و الصلة، باب : تحريم الظلم (4/1997).
----------------------------------------------------------------
واليك توضيح ذالك :
أما الشيء الأول : التعبد لله بعبادات لَم تََرِد في الكتاب و السنة.
فإن أهل السنة السلفيين لا يتعبدون لله إلا بما ورد في الكتاب و السنة و هم بعيدون –بحمد الله – عن البدع والمحدثات؛ لإنهم علموا وعملوا بمقتضى حديث عائشة المتفق عليه واللفظ للبخاري ان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : "من احدث في امرنا هذا ما ليس فيه فهو ردٌّ" و في لفظ لمسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ".(1)
قال النووي رحمه الله :" و هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام و هو من جوامع كلمه صلى الله عليه و على آله و سلم فإنه صريح في رد كل البدع و المخترعات ......
وهذا الحديث مما ينبغي حفظه و استعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الإستدلال به". (2)
فابتعدوا عن إحداث بدع في دين الله ما انزل الله بها من سلطان و كتبهم و اشرطتهم شاهدة بذلك، بخلاف الدعوات و الفرق المناوئة للدعوة السلفية ، فإن اساس منهجها مبتدع و طريقة دعوتهم كذلك ليست على الكتاب و لا على السنة و لستُ ابعد النٌّجْعَةَ إن قلت : إن هذه الحركات الدعوية كحركة الإخوان المسلمين و السرورية والجهاديين والتكفير وغيرها من فرق الضلال تخدم اعداء الإسلام – شعروا بذلك او لم يشعروا- اكثر من خدمتها للاسلام فهي تَهدم من حيث إنها –حسب زعمها – تريد ان تبني ، ذلك لأن اساس بنيانِها فاسد وعلى امور مخالفة للشرع الحنيف.
والله تعالى يقول: ( أفَمَنْ أَّسَّسَ بُنْيَاَنُه على تَقوَى مِنَ اللهِ و رِضْوَانٍ خَيْرٌ اَم مَنْ اَسَّسَ بُنْيَانَهُ على شَفَا جُرُفٍ هارٍ فَانْهَارَ بِهِ في نارِ جَهَنَّمَ) (التوبة : 109)
و قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : " و كم من مريد للخير لن يصيبه".(3)
فانظر معي اخي القارئ الكريم إلى حزب الإخوان المسلمين عندنا باليمن المتمثل –بحزب التجمع اليمني للإصلاح- كيف قامت إسرائيل بمدحه، ذلك لأن قادات هذا الحزب قد صدق عليهم قوله تعالى : ( وَ لَن تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ و لا النَّصَرى حَتَّى تّتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) (البقرة : 120) .في قضية استماتتهم في الدعوة للانتخابات و الديمقراطية فحققوا منجزا عظيمًا لإسرئيل بإسم الدين و لا حول و لا قوة إلا بالله، ناهيك عن مدحهم للدستور-أعني دستور الجمهورية اليمنية- و قد احتوى على عدد من المخالفات الشرعية منها إقراره التعددية الحزبية كما هو نص المادة رقم(5) حيث نصت : يقوم النظام السياسي للجمهورية على التعددية السياسية و الحزبية و ذلك بهدف تداول السلطة سلميًّا، و كذلك إقراره العمل بميثاق الأمم المتحدة و الإعلان العالَمي لحقوق الانسان و ميثاق جامعة الدول العربية و قواعد القانون الدولي المعترف بها بصورة عامة كما هو نص المادة رقم(6) من الدستور و غير ذلك من المواد المخالفة للشرع، و لكن ماذا يقال عن هؤلاء الذين يَمدحونه من غير حياء من الله و لا من الشعب اليمني، و قد صرح بالمدح عبد المجيد الزنداني كما في شريطه "أدِّ الأمانة و لا تكُ صفرًا" حيث قال بالحرف الواحد :" حمدًا لله –جل و علا- لقد تيسر لأبناء الشعب اليمني أن يضعوا دستورا ، هذا الدستور هو وثيقة بين الحاكم و المحكوم....لكن هذا الدستور قد ضمن حقائق كثيرة و ضمن حقوقا كثيرة لشعبنا".
قلت : و قد تم بحمد الله مناقشة هذا الكلام منه و بيان بطلانه في كتابي "الادلة السرعية لكشف التلبيسات الحزبية "(ص226-231) فلينظر.
و بناءً على اسنماتتهم في الدعوة إلى النظام الديمقراطي لذا مدحتهم إسرائيل، فقد نشرت جريدة الايام خبرا عن جريدة إسرئيلية اسمها "جير سالم بوست" قالت :" يبدو حقا أن حزب الرئيس علي عبد الله صالح و شريكه الائتلافي سيحتفظان بقوتهما إلا أن الرئيس بالتأكيد يستحق التقدير و المباركة على هذا الأمر حتَّى أن شريكه الإسلامي في الائتلاف (حزب الإصلاح) هو حزب فريد و لا مثيل له في العالم الاسلامي فهو لا يبشر بالاسلام المتسامح و يدعو إلى الديمقراطية فقط بل قد انتقل من المعارضة إلى الخدمة في حكومة ائتلاف و ذلك عبر انتخابات حرة فقط". (4)
قلت : كذلك من الامور المحدثة عند أصحاب الحركات الدعوية المبتدعة ما يسمى بالبيعة الخصة (العهد) و السرية و التنظيم الحزبي و تحويزهم للتحزبات المبتدعة، واستخدامهم و سائل للدعوة محدثة كالأناشيد الصوفية المسماة تَمويهًا بالاناشيد الاسلامية (و التمثيليات البدعية).
أما الكلام حول جماعة التبليغ فحدث و لا حرج فهي جماعة صوفية و بدعها أكثر من أن تحصر، فهي قائمة على أربع طرق صوفية خبيثة و هي : الجشتية ، السهروردية ، القادرية ، و النقشبندية.
قال الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله : " فإلى هذه الطرق الأربع يدعون (جماعة التبليغ) الاعاجم و يبايعونهم بدون تحفظ و يدعون من انخدع بهم و مال إليهم من جهال العرب و أغبيائهم إلى المبايعة عليها اذا وثقوا به...و أهم كتاب عند التبليغيين كتاب "تبليغي نصاب" و فيه من الشركيات و البدع و الخرافات و الاحاديث الموضوعة و الضعيفة شيء كثير، فهو في الحقيقة كتاب شر و ضلال و فتنة ، و قد اتخذه التبليغيين –الاعاجم – مرجعا لنشر بدعهم و ضلالاتهم و ترويجها و تزيينها للهمج الرعاع الذين هم أضل سبيلا من الأنعام....و للتبليغيين كتاب آخر يعتمدون عليه و يجعلونه من مراجع أتباعهم من الأعاجم من الهنود و غيرهم و هو المسمى "حياة الصحابة" لمحمد يوسف الكاندهلوي ، و هو مملوء بالخرافات و القصص المكذوبة و الاحاديث الموضوعة و الضعيفة و هو من كتاب الشر و الضلال و الفتنة... .و يقول قائلهم : "إن لجماعتنا و لأكابرنا حظ وصول في مجالس النبي صلى الله عليه و على آله و سلم يقظة لا مناما".(5)
قلت : أما العرب فإنهم يدلسون عليهم بكتاب " رياض الصالحين" للنووي، وهو كتاب قيم ، و لكنهم لا يقرءون منه الا في مواطن تحدد لهم استدراجًا و تهيئة لكتاب "حياة الصحابة" ثُمَّ كتاب " تبليغي نصاب" و الله المستعان، و كذلك الأوراد التي تستعملها هذه الجماعة (الفرقة) و منها (إلا الله) اربع مائة مرة ، و ( الله ، الله ) ست مائة مرة يوميا ، وقولهم ( لا إله ) نحوًا من ست مائة مرة ثُمّ بعد ذلك يكررون كلمة ( إلا الله) نحوًا مائتي مرة، يقولون ذلك بصوت جماعي مرتفع .
قال الشيخ التويجري : "و لا شك أن هذا من الاستهزاء بالله و بذكره، و لا يخفى على من له علم و فهم أن فعلهم هذا يتضمن الكفر ست مائة مرة، لأن فضل النفي عن الإثبات في قول "لا إله إلا الله" بزمن متراخ بين أول الكلمة و آخرها على وجه الاختيار يقتضي نفي الألوهية عن الله تعالى ست مائة مرة و ذلك صريح الكفر...ثمَّ إن إتيانهم بكلمة الإثبات بعد فصلها عن كلمة النفي بزمن متراخٍ لا يفيدهم شيئا و إنما هو من التلاعب بذكر الله و الاستهزاء به".(6)
و من بدع فرقة التبليغ الخروج المزعوم عندهم و تحديد أيام لذلك بل أشهر و هكذا ، و الكلام يطول حول بدع الفرق و هذا معلوم.
فبناء على ما تقدم يظهر أن الذي يستحق أن يوصم بالتشدد هم أهل البدع و أن ساحة أهل السنة السلفيين بريئة من ذلك كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
1- البخاري: كتاب : الصلح. باب : إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود (5/301)
و مسلم : كتاب : الاقضية. باب : نقض : الاحكام الباطلة (3/1343،1344)
2- شرح النووي على مسلم (12/16)
3-سنن الدارمي. المقدمة (1/79)
4-جريدة. الاحد 27 ذي الحجة 1417 ه الموافق 4 مايو 1994 م العدد (325) السنة 16
5- القول البليغ في التحذير من الجماعة التبليغ –(ص 11/12)
6- القول البليغ في التحذير من الجماعة التبليغ – (ص9-10)
أما الشيء الأول : التعبد لله بعبادات لَم تََرِد في الكتاب و السنة.
فإن أهل السنة السلفيين لا يتعبدون لله إلا بما ورد في الكتاب و السنة و هم بعيدون –بحمد الله – عن البدع والمحدثات؛ لإنهم علموا وعملوا بمقتضى حديث عائشة المتفق عليه واللفظ للبخاري ان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : "من احدث في امرنا هذا ما ليس فيه فهو ردٌّ" و في لفظ لمسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ".(1)
قال النووي رحمه الله :" و هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام و هو من جوامع كلمه صلى الله عليه و على آله و سلم فإنه صريح في رد كل البدع و المخترعات ......
وهذا الحديث مما ينبغي حفظه و استعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الإستدلال به". (2)
فابتعدوا عن إحداث بدع في دين الله ما انزل الله بها من سلطان و كتبهم و اشرطتهم شاهدة بذلك، بخلاف الدعوات و الفرق المناوئة للدعوة السلفية ، فإن اساس منهجها مبتدع و طريقة دعوتهم كذلك ليست على الكتاب و لا على السنة و لستُ ابعد النٌّجْعَةَ إن قلت : إن هذه الحركات الدعوية كحركة الإخوان المسلمين و السرورية والجهاديين والتكفير وغيرها من فرق الضلال تخدم اعداء الإسلام – شعروا بذلك او لم يشعروا- اكثر من خدمتها للاسلام فهي تَهدم من حيث إنها –حسب زعمها – تريد ان تبني ، ذلك لأن اساس بنيانِها فاسد وعلى امور مخالفة للشرع الحنيف.
والله تعالى يقول: ( أفَمَنْ أَّسَّسَ بُنْيَاَنُه على تَقوَى مِنَ اللهِ و رِضْوَانٍ خَيْرٌ اَم مَنْ اَسَّسَ بُنْيَانَهُ على شَفَا جُرُفٍ هارٍ فَانْهَارَ بِهِ في نارِ جَهَنَّمَ) (التوبة : 109)
و قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : " و كم من مريد للخير لن يصيبه".(3)
فانظر معي اخي القارئ الكريم إلى حزب الإخوان المسلمين عندنا باليمن المتمثل –بحزب التجمع اليمني للإصلاح- كيف قامت إسرائيل بمدحه، ذلك لأن قادات هذا الحزب قد صدق عليهم قوله تعالى : ( وَ لَن تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ و لا النَّصَرى حَتَّى تّتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) (البقرة : 120) .في قضية استماتتهم في الدعوة للانتخابات و الديمقراطية فحققوا منجزا عظيمًا لإسرئيل بإسم الدين و لا حول و لا قوة إلا بالله، ناهيك عن مدحهم للدستور-أعني دستور الجمهورية اليمنية- و قد احتوى على عدد من المخالفات الشرعية منها إقراره التعددية الحزبية كما هو نص المادة رقم(5) حيث نصت : يقوم النظام السياسي للجمهورية على التعددية السياسية و الحزبية و ذلك بهدف تداول السلطة سلميًّا، و كذلك إقراره العمل بميثاق الأمم المتحدة و الإعلان العالَمي لحقوق الانسان و ميثاق جامعة الدول العربية و قواعد القانون الدولي المعترف بها بصورة عامة كما هو نص المادة رقم(6) من الدستور و غير ذلك من المواد المخالفة للشرع، و لكن ماذا يقال عن هؤلاء الذين يَمدحونه من غير حياء من الله و لا من الشعب اليمني، و قد صرح بالمدح عبد المجيد الزنداني كما في شريطه "أدِّ الأمانة و لا تكُ صفرًا" حيث قال بالحرف الواحد :" حمدًا لله –جل و علا- لقد تيسر لأبناء الشعب اليمني أن يضعوا دستورا ، هذا الدستور هو وثيقة بين الحاكم و المحكوم....لكن هذا الدستور قد ضمن حقائق كثيرة و ضمن حقوقا كثيرة لشعبنا".
قلت : و قد تم بحمد الله مناقشة هذا الكلام منه و بيان بطلانه في كتابي "الادلة السرعية لكشف التلبيسات الحزبية "(ص226-231) فلينظر.
و بناءً على اسنماتتهم في الدعوة إلى النظام الديمقراطي لذا مدحتهم إسرائيل، فقد نشرت جريدة الايام خبرا عن جريدة إسرئيلية اسمها "جير سالم بوست" قالت :" يبدو حقا أن حزب الرئيس علي عبد الله صالح و شريكه الائتلافي سيحتفظان بقوتهما إلا أن الرئيس بالتأكيد يستحق التقدير و المباركة على هذا الأمر حتَّى أن شريكه الإسلامي في الائتلاف (حزب الإصلاح) هو حزب فريد و لا مثيل له في العالم الاسلامي فهو لا يبشر بالاسلام المتسامح و يدعو إلى الديمقراطية فقط بل قد انتقل من المعارضة إلى الخدمة في حكومة ائتلاف و ذلك عبر انتخابات حرة فقط". (4)
قلت : كذلك من الامور المحدثة عند أصحاب الحركات الدعوية المبتدعة ما يسمى بالبيعة الخصة (العهد) و السرية و التنظيم الحزبي و تحويزهم للتحزبات المبتدعة، واستخدامهم و سائل للدعوة محدثة كالأناشيد الصوفية المسماة تَمويهًا بالاناشيد الاسلامية (و التمثيليات البدعية).
أما الكلام حول جماعة التبليغ فحدث و لا حرج فهي جماعة صوفية و بدعها أكثر من أن تحصر، فهي قائمة على أربع طرق صوفية خبيثة و هي : الجشتية ، السهروردية ، القادرية ، و النقشبندية.
قال الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله : " فإلى هذه الطرق الأربع يدعون (جماعة التبليغ) الاعاجم و يبايعونهم بدون تحفظ و يدعون من انخدع بهم و مال إليهم من جهال العرب و أغبيائهم إلى المبايعة عليها اذا وثقوا به...و أهم كتاب عند التبليغيين كتاب "تبليغي نصاب" و فيه من الشركيات و البدع و الخرافات و الاحاديث الموضوعة و الضعيفة شيء كثير، فهو في الحقيقة كتاب شر و ضلال و فتنة ، و قد اتخذه التبليغيين –الاعاجم – مرجعا لنشر بدعهم و ضلالاتهم و ترويجها و تزيينها للهمج الرعاع الذين هم أضل سبيلا من الأنعام....و للتبليغيين كتاب آخر يعتمدون عليه و يجعلونه من مراجع أتباعهم من الأعاجم من الهنود و غيرهم و هو المسمى "حياة الصحابة" لمحمد يوسف الكاندهلوي ، و هو مملوء بالخرافات و القصص المكذوبة و الاحاديث الموضوعة و الضعيفة و هو من كتاب الشر و الضلال و الفتنة... .و يقول قائلهم : "إن لجماعتنا و لأكابرنا حظ وصول في مجالس النبي صلى الله عليه و على آله و سلم يقظة لا مناما".(5)
قلت : أما العرب فإنهم يدلسون عليهم بكتاب " رياض الصالحين" للنووي، وهو كتاب قيم ، و لكنهم لا يقرءون منه الا في مواطن تحدد لهم استدراجًا و تهيئة لكتاب "حياة الصحابة" ثُمَّ كتاب " تبليغي نصاب" و الله المستعان، و كذلك الأوراد التي تستعملها هذه الجماعة (الفرقة) و منها (إلا الله) اربع مائة مرة ، و ( الله ، الله ) ست مائة مرة يوميا ، وقولهم ( لا إله ) نحوًا من ست مائة مرة ثُمّ بعد ذلك يكررون كلمة ( إلا الله) نحوًا مائتي مرة، يقولون ذلك بصوت جماعي مرتفع .
قال الشيخ التويجري : "و لا شك أن هذا من الاستهزاء بالله و بذكره، و لا يخفى على من له علم و فهم أن فعلهم هذا يتضمن الكفر ست مائة مرة، لأن فضل النفي عن الإثبات في قول "لا إله إلا الله" بزمن متراخ بين أول الكلمة و آخرها على وجه الاختيار يقتضي نفي الألوهية عن الله تعالى ست مائة مرة و ذلك صريح الكفر...ثمَّ إن إتيانهم بكلمة الإثبات بعد فصلها عن كلمة النفي بزمن متراخٍ لا يفيدهم شيئا و إنما هو من التلاعب بذكر الله و الاستهزاء به".(6)
و من بدع فرقة التبليغ الخروج المزعوم عندهم و تحديد أيام لذلك بل أشهر و هكذا ، و الكلام يطول حول بدع الفرق و هذا معلوم.
فبناء على ما تقدم يظهر أن الذي يستحق أن يوصم بالتشدد هم أهل البدع و أن ساحة أهل السنة السلفيين بريئة من ذلك كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
1- البخاري: كتاب : الصلح. باب : إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود (5/301)
و مسلم : كتاب : الاقضية. باب : نقض : الاحكام الباطلة (3/1343،1344)
2- شرح النووي على مسلم (12/16)
3-سنن الدارمي. المقدمة (1/79)
4-جريدة. الاحد 27 ذي الحجة 1417 ه الموافق 4 مايو 1994 م العدد (325) السنة 16
5- القول البليغ في التحذير من الجماعة التبليغ –(ص 11/12)
6- القول البليغ في التحذير من الجماعة التبليغ – (ص9-10)
يتبع........
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة






