اهمية اصول الفقه
07-05-2008, 02:13 PM
أهمية علم أصول الفقه
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فإن علم أصول الفقه علم جليل القدر غزير الفائدة ، يتمكن متعلمه من القدرة على استنباط الأحكام الشرعية من النصوص على أسس سليمة وقواعد صحيحة ، وعلم الفقه قائم على الأصول ، ولا يمكن للفقيه أن يعرف الأحكام الشرعية العملية إلا بعد معرفة أصول الفقه ، وكذا المحدث والمفسر ، والعالم بالأصول يشعر بالثقة والإطمئنان لما دونه فقهاء الإسلام ، وأن ذلك مبني على قواعد وأسس سليمة .
وإن من أول من ألف في أصول الفقه وجمعه كفن مستقل هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالي المولود سنة 150 هـ ، والمتوفى سنة 204 هـ ، فقد ألف فيه كتابه الرسالة ، وهو كتاب جليل عظيم الفائدة مرجع في هذا الفن ، ثم تتابع العلماء في التأليف ما بين مختصر ومطول ، ومنثور ومنظوم ، حتى صار فنا مستقلاً رتبت أبوابه وحررت مسائله وصار كالتوحيد والفقه والحديث .
وإن المتأمل في مؤلفات علم أصول الفقه يلاحظ أمرين جديرين بالاهتمام :
الأمر الأول :
هو أن علم الأصول قد اختلط بمنهج المتكلمين وآرائهم ، بل لحقه شيء من منطق اليونان ، وهذا واضح كما في كتاب البرهان لأبي المعالي الجويني ، والمستصفى لأبي حامد الغزالي ، وبعض من جاء بعدهم ، والغزالي نفسه بعد أن أدرك بنفسه أنه وقع في هذا المنهج اعتذر بأن الفطام عن المألوف شديد ، وهكذا سار على الأصول مثقلاً بآراء المتكلمين وطرقهم مما أثر في سيره فلم يؤد دوره المرجو منه .
وقد قام عدد من العلماء قديماً وحديثاً بتنقيته مما علق به وكان من هؤلاء العلماء الإمام الجليل أبو حامد الإسفرايني ، والإمام أبو إسحاق الشيرازي ، وجاء من بعدهم شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم وأبو إسحاق الشاطبي والعلامة محمد الأمين الشنقيطي ، وغيرهم من العلماء رحمهم الله تعالى .
الأمر الثاني :
أن مؤلفات علم الأصول اهتمت بالجانب النظري دون التطبيقي وهذا في الغالب بمعنى أنهم يهتمون بتقرير القاعدة الأصولية ودفع الاعتراضات الواردة عليها دون الاهتمام بالأمثلة التي توضح القاعدة وتبين كيفية استخدامها بحيث تربط القاعدة الأصولية بنصوص الشارع ارتباطاً قوياً .
وينبغي لمن يطلب على الأصول أن يعوّد نفسه على تطبيق ما فهمه من القواعد الأصولية على ما مر به من الآيات والأحاديث ، فيتأمل ما فيها من عموم وخصوص ، ومنطوق ومفهوم ، ونص وظاهر ، ونص على العلة أو إيماء إليها وغير ذلك ، وذلك لأن أي آية أو حديث لا تكاد تخلو من تعلق ببعض القواعد الأصولية .
فينبغي لطالب العلم أن يهتم بعلم أصول الفقه لكي يتمكن من استنباط الأحكام الشرعية من مظانها ، ولكي يعرف العموم من الخصوص ، والمنطوق من المفهوم ، وما أشبه ذلك فهو علم مهم ينبغي الاهتمام به ومعرفته ودراسته على أهل التخصص من العلماء الثقات .
قال الإمام الشوكاني رحمه الله :
وبعد : فإن علم أصول الفقه لما كان هو العلم الذي يأوي إليه الأعلام ، والملجأ الذي يلجأ إليه عند تحرير المسائل وتقرير الدلائل في غالب الأحكام ، وكانت مسائله المقررة وقواعده المحررة تؤخذ مسلمة عند كثير من الناظرين كما تراه في مباحث المباحثين وتصانيف المصنفين ، فإن أحدهم إذا استشهد لما قاله بكلمة من كلام أهل الأصول أذعن له المنازعون وإن كانوا من الفحول لاعتقادهم أن مسائل هذا الفن قواعد مؤسسة على الحق الحقيق بالقبول مربوطة بأدلة علمية من المعقول والمنقول تقصر عن القدح في شيء منها أيدي الفحول وإن تبالغت في الطول . [ إرشاد الفحول : صـ 3 ]
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
حرره / ناصر بن أحمد السوهاجي .
غفر الله له .
المصدر
اضغط هنا
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فإن علم أصول الفقه علم جليل القدر غزير الفائدة ، يتمكن متعلمه من القدرة على استنباط الأحكام الشرعية من النصوص على أسس سليمة وقواعد صحيحة ، وعلم الفقه قائم على الأصول ، ولا يمكن للفقيه أن يعرف الأحكام الشرعية العملية إلا بعد معرفة أصول الفقه ، وكذا المحدث والمفسر ، والعالم بالأصول يشعر بالثقة والإطمئنان لما دونه فقهاء الإسلام ، وأن ذلك مبني على قواعد وأسس سليمة .
وإن من أول من ألف في أصول الفقه وجمعه كفن مستقل هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالي المولود سنة 150 هـ ، والمتوفى سنة 204 هـ ، فقد ألف فيه كتابه الرسالة ، وهو كتاب جليل عظيم الفائدة مرجع في هذا الفن ، ثم تتابع العلماء في التأليف ما بين مختصر ومطول ، ومنثور ومنظوم ، حتى صار فنا مستقلاً رتبت أبوابه وحررت مسائله وصار كالتوحيد والفقه والحديث .
وإن المتأمل في مؤلفات علم أصول الفقه يلاحظ أمرين جديرين بالاهتمام :
الأمر الأول :
هو أن علم الأصول قد اختلط بمنهج المتكلمين وآرائهم ، بل لحقه شيء من منطق اليونان ، وهذا واضح كما في كتاب البرهان لأبي المعالي الجويني ، والمستصفى لأبي حامد الغزالي ، وبعض من جاء بعدهم ، والغزالي نفسه بعد أن أدرك بنفسه أنه وقع في هذا المنهج اعتذر بأن الفطام عن المألوف شديد ، وهكذا سار على الأصول مثقلاً بآراء المتكلمين وطرقهم مما أثر في سيره فلم يؤد دوره المرجو منه .
وقد قام عدد من العلماء قديماً وحديثاً بتنقيته مما علق به وكان من هؤلاء العلماء الإمام الجليل أبو حامد الإسفرايني ، والإمام أبو إسحاق الشيرازي ، وجاء من بعدهم شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم وأبو إسحاق الشاطبي والعلامة محمد الأمين الشنقيطي ، وغيرهم من العلماء رحمهم الله تعالى .
الأمر الثاني :
أن مؤلفات علم الأصول اهتمت بالجانب النظري دون التطبيقي وهذا في الغالب بمعنى أنهم يهتمون بتقرير القاعدة الأصولية ودفع الاعتراضات الواردة عليها دون الاهتمام بالأمثلة التي توضح القاعدة وتبين كيفية استخدامها بحيث تربط القاعدة الأصولية بنصوص الشارع ارتباطاً قوياً .
وينبغي لمن يطلب على الأصول أن يعوّد نفسه على تطبيق ما فهمه من القواعد الأصولية على ما مر به من الآيات والأحاديث ، فيتأمل ما فيها من عموم وخصوص ، ومنطوق ومفهوم ، ونص وظاهر ، ونص على العلة أو إيماء إليها وغير ذلك ، وذلك لأن أي آية أو حديث لا تكاد تخلو من تعلق ببعض القواعد الأصولية .
فينبغي لطالب العلم أن يهتم بعلم أصول الفقه لكي يتمكن من استنباط الأحكام الشرعية من مظانها ، ولكي يعرف العموم من الخصوص ، والمنطوق من المفهوم ، وما أشبه ذلك فهو علم مهم ينبغي الاهتمام به ومعرفته ودراسته على أهل التخصص من العلماء الثقات .
قال الإمام الشوكاني رحمه الله :
وبعد : فإن علم أصول الفقه لما كان هو العلم الذي يأوي إليه الأعلام ، والملجأ الذي يلجأ إليه عند تحرير المسائل وتقرير الدلائل في غالب الأحكام ، وكانت مسائله المقررة وقواعده المحررة تؤخذ مسلمة عند كثير من الناظرين كما تراه في مباحث المباحثين وتصانيف المصنفين ، فإن أحدهم إذا استشهد لما قاله بكلمة من كلام أهل الأصول أذعن له المنازعون وإن كانوا من الفحول لاعتقادهم أن مسائل هذا الفن قواعد مؤسسة على الحق الحقيق بالقبول مربوطة بأدلة علمية من المعقول والمنقول تقصر عن القدح في شيء منها أيدي الفحول وإن تبالغت في الطول . [ إرشاد الفحول : صـ 3 ]
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
حرره / ناصر بن أحمد السوهاجي .
غفر الله له .
المصدر
اضغط هنا
ربي لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا."
من مواضيعي
0 ثلاث سنوات كاملة ..لم نمت ولم نتغير والحمدلله
0 اغلب اللاعبين يطالبون برحيل سعدان
0 رورواة غير راضي على سعدان
0 وزير الاتصال يدين صايفي..فهل مازال من يكذب
0 للخبراء والتقنين هام ساعدوني من فضلكم
0 مع السلامة سعدان ....
0 اغلب اللاعبين يطالبون برحيل سعدان
0 رورواة غير راضي على سعدان
0 وزير الاتصال يدين صايفي..فهل مازال من يكذب
0 للخبراء والتقنين هام ساعدوني من فضلكم
0 مع السلامة سعدان ....









