تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
nabil_faa1975
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 27-04-2008
  • الدولة : في قلب كل مسلم
  • المشاركات : 914
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • nabil_faa1975 is on a distinguished road
nabil_faa1975
عضو متميز
الموت البطيء 2
21-06-2008, 06:10 PM

كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة زوالا، أين أبحرت مخيّلة الدكتور نحو جزر ذكرياته القابعة في غياهب محيط حياته، حيث الجامعة، والطلبة، والتدريس، ومشكلات المذكرات، حيث رائحة العلم المنبعثة من جدران المكتبة المركزية، حيث بيته بأعالي حي سيدي مبروك بقسنطينة، هناك يرتسم دائما وجه "حسيبة" تلك الزوجة الوفية ، الرائعة ، تلك الأنثى التي ناضلت كي يكون للأستاذ شأن، تلك المرأة الحنون المبتسمة، تلك المعلمة المربية في الطور الابتدائي، ذات الوجه الطفولي، ترى... أين أنت يا حبيبتي ...؟ لا أستطيع شم رائحتك الطيّبة، لا يمكنني تذوق طعم الحياة وأنت غائبة...أيتها الغالية كيف حال ولداي معك؟...أين أنتم جميعا...؟ لقد حُبست في هذا القفص كالطير الجريح، لا أستطيع رؤية ظل الحقيقة...ترى إلى أين يجرني القدر؟...ربما إلى فضاء آخر غريب أجهل مكوناته ...كان الدكتور يناضل كي لا يجد إجابات لتساؤلاته، لأنه بكل بساطة يدرك في قرارة نفسه أن الحيّز الذي هو فيه يأبى عليه فهم ما يدور حوله،..ويكابر كي لا يفتح له بعضا من قنوات الاتصال البيولوجية التي تربطه بالعالم اللاافتراضي... لذا فقد توصل إلى طريقة أخرى للاتصال، فلم لا يقوم باستئذان عقله الباطني كي يرسله خفية إلى دنيا الحقيقة، أرض الواقع المفروض...كي يشارك بدور ما ربما رئيسي في هذه المسرحية التي بدأ ستارها ينكشف معلنا بداية فصل طويل من فصولها الواقفة بين صفوف الانتظار.

تنفس الأستاذ بعمق شديد ممنيا نفسه بإجابات مقنعة من طرف المفاوض الغامض...ترى ما الذي أخّره...لقد مرّ وقت طويل، من المفروض أن يكون هنا في هذه اللحظة لأستوضح منه الأمر، وأسايره على طريقته ...نعم هذا ما يتوجب عليّ فعله، يجب أن ألعب لعبتهم بدقة شديدة، فأنا لن أحتمل فرض الأوامر والرضوخ دون مقاومة ودون استعداد، فطرتي العلمية تحتم عليّ التصرف وفق الأعراف المتبعة......كان الأستاذ شديد الذكاء، فلم تمر بضع من اللحظات حتّى دق باب غرفته من جديد، ثم فتح بهدوء شديد،...فشعر لحسن بريح خفيفة آتية من فتحة باب الغرفة، كانت باردة ... أحس الدكتور بها تدغدغ كافة أنحاء جسمه المتعب...بعدها استقرت هذه النسمات الخجولة في زاوية من زوايا الغرفة، واتخذت وضعية المراقب من بعيد، علّها تظفر بجديد ما.....ثم ما فتئت تنظر إلى الغريب الداخل بعدها بنظرة فيها كثير من التوجس والخيفة، لقد كان الرجل المنتظر، المفاوض الغامض، كان قصير القامة،..أصلع ...أحدب، بطنه منتفخ قليلا.. يضع سيجارة في فمه، شكله يشبه إلى حد كبير إنسان ما قبل التاريخ، عند مشاهدته من الأمام، أما من الجانب الأيسر فله مورفولوجية زعماء عائلات المافيا بالولايات المتحدة، ...حدّق الدكتور مليّا في هذا الآتي الغريب، ثم عزم الأمر بأن يطبق القاعدة الأولى في الإستراتيجية الجديدة... أن يخفي المعلومات القيّمة الخطيرة في حجرة سرية بالمخيخ، لأنه يدرك أن هؤلاء الأشخاص يمتهنون قراءة الأفكار فلا مناص إذا من الحذر من أساليبهم العلمية في كشف الغيبيات.

جلس هذا الشخص مراقبا "للحسن" ثم اتكئ على أريكة كانت مقابلة لسرير الأستاذ، وبدأ ينظر إليه في صمت شديد، عندها تبادر إلى ذهن الدكتور تساؤل...كيف يا ترى يخاطبه؟...أبلسان إنسان ما قبل التاريخ أم بلسان زعماء المافيا..؟ يجب أن أتخيّر وضعية مشاهدتي لهذا المفاوض...وفي لمح البصر..استدار لحسن وخاطب مفاوضه من الأمام قائلا: ...من أنتم أيها الغريب عن حياتي، وماذا تريدون؟...
رد المفاوض من نصف فمه المملوء بدخان السيجارة قائلا: "كيف حالك اليوم يا دكتور، ألك حاجة نقضيها لك؟
أجاب الأستاذ: "نعم والله، ما رأيك أيها المفاوض بتركي وحيدا، أو إرجاعي حيث أنتمي...؟
- لا تستعجل الأمر يا أستاذ، فنحن لا نريد منك إلا خيرا...
- ما الخير في هذا يا أيها السيد الغريب، اتسمي اختطاف رجل خير ؟
- عفوا يا دكتور على الطريقة التي أحضرناك بها إلينا، فأعواننا أكدوا لنا أنها الطريقة المثلى لجلبك دون حوادث خطيرة، المهم لا تبتئس فنحن لا نريد بك إلا خيرا...
- نعم فهمت...قال الدكتور ثم أردف قائلا: ...قبل أن أرد...أريد أن أعرف ماذا حلّ بعائلتي أولا ...
- عائلتك بأمان، إنهم ...إن شئت قل في إجازة... بأحد المدن التابعة لنا...فلا تخف،إنهم بكامل الصحة لا ينقصهم شيء ، بل لقد أمرنا أعواننا بوضع أنفسهم تحت تصرف عائلتك الكريمة، وأخبرنا أفراد أسرتك بأنك أنت من أردت إرسالهم إلى هنا، فبعد الحادثة – التي نأسف لها – قمنا مباشرة بأخذ عائلتك إلى وجهتنا السرية مطمئنين إياهم بأنها رغبتك، فقد أقنعناهم بأنك أردت إسعاف الأشخاص الذين كانوا في السيارة التي اصطدمت بكم، وأنك قمت بالإلحاح عليهم بالذهاب للمستشفى للمعاينة...
- ولكنهم ...يا أيها السيد قد رأوا ما فعله أعوانكم بي...حينما أفقدوني الوعي...
- لا تقلق يا دكتور لحسن، فقد كان أسلوبنا محكما في تشتيت انتباههم، المهم لا تقلق...فأسرتك الكريمة بأياد أمينة........ يتبع

تحياتي نبيل ش
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سُهَادْ
سُهَادْ
مستشارة
  • تاريخ التسجيل : 14-06-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,012
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • سُهَادْ is on a distinguished road
الصورة الرمزية سُهَادْ
سُهَادْ
مستشارة
رد: الموت البطيء 2
22-06-2008, 01:42 PM
الأسلوب عذبٌ والألفاظ في نفس الوقت تتوضع في شموخ.هذا النص جذاب ومشوق أيضا يا أخي ...
("ولداي" الصواب "ولديّ "،"إذا" الصواب "إذن")
هنيئا لقلمك بهذا الإبداع.في انتظار بقية القصة.
أختك أسمـــــاء
  • ملف العضو
  • معلومات
nabil_faa1975
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 27-04-2008
  • الدولة : في قلب كل مسلم
  • المشاركات : 914
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • nabil_faa1975 is on a distinguished road
nabil_faa1975
عضو متميز
رد: الموت البطيء 2
22-06-2008, 05:58 PM
تحياتي أخت أسماء

أشكرك جزيل الشكر على الملاحظات القيّمة، التي تنال إعجابي فكم أحترم من يحترم لغتنا العربية الجميلة،

كما أشكرك أيضا على التشجيع ، فإنه يحثنا على المتابعة

شكرا أختي الكريمة وتحياتي لكم جميعا
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
الأكدوبة الكبرى رقم:02على المباشر
الموت البطيء جزء 4
كيف نشرح لاطفالنا الموت..؟؟
سكرة الموت
الساعة الآن 04:31 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى