ابي البطل
15-11-2014, 04:28 PM
*ـــــــ
عاد أبــي للدار
من عمل النهار
أمسكته من يده
قبلته من خده
و قلت آبا تاه
كان معك الإله
أعطاني المعلم
جائزة هل تعلم
فقال ما أعطاك
أفرح بها أباك
تلاميذي الأعزاء هذه أنشودتنا لهذا اليوم أنشودة مهداة إلى آباءنا الأعزاء و أتمني أن تحفظوها جيدا ليلقيها كل واحد فيكم علي مسامع أبيه وسنحاول معا أن نكرر كل بيت أكثر من مرة ليسهل عليكم حفظها
اتفقنا
ليصرخ كل التلاميذ صرخة واحدة
اتفقنا يا أستاذة
)تبتسم لهم في حيرة( أري أنكم نشطون اليوم
يقف أحد التلاميذ يا أستاذة أنا أحب أبي كثيرا
ليردد آخر وأنا أيضا وأكثر مما تحب أباك
ليجيبه لا يمكن هذا مستحيل
ليقف ثالث أنا أحب أبي أكثر منكما معا
ليدخل القسم كله في صراع جميل تفنن كل طالب فيه في التعبير عن مشاعره تجاه أبيه , لم تجد المعلمة حينها إلا أن تبقي متفرجة علي لوحة لا تنتجها إلا الأبوة الصادقة
حسنا, حسنا لنعد إلي أنشودتنا أرجوكم
أين كنا
كنا يا أستاذتنا في أني أحب أبي أكثر منهم جميعا
ليرد عليه آخر بأنه مخطئ
رفعت المعلمة حاجبها إلى السماء ورمقتهم بنظرة شزراء ولكنها لم تتمكن من أن تمسك ابتسامتها
لينفجر الكل ضاحكين......
لا بأس لا بأس لنعد لأنشودتنا
ولنبدأ بأول بيت وأول صف واحد تلوي الآخر فالتزموا الصمت أرجوكم...
ياسمين أنت الأولي كرري ورائي
عاد أبي للدار
من عمل النهار
وراح كل واحد في غبط يردد علي مسامع معلمته ترانيم البيت الاول وكله امل أن يري ابتسامتها أو أن تقدم له كلمة شكر يسعد بها والديه إلا أن وصل دور الفتي رفيق
رفيق دورك تفضل
وقف ,إلتفت يمينا ويسارا وهاله الكم الهائل من الإنتظار في أعين زملائه ثم نظر إلي أستاذته
أنا...
أنا....
أنا لم يعد أبــــي للدار
أنا أبي سرقه ضوء النهار
أنا عصور من اليتم تسكنني
لا يعلمها إلا الواحد القهار
غلبه الدمع فغرس رأسه بصدره و رمي محفظته علي ظهره وراح يشق طريقه بين صفوف أكلتها الحيرة و شربها الصمت مرددا بصوت يملاه الآسي و الدمع
لم يعد و لن يعود لن يعود
أبت نفسه الطاهرة ان يري التلاميذ دمعه فيرثوا لحاله فإنطلق يركض باكيا لا يري منه إلا تناثر دمعه , وما ان غادر القسم حتى عمت الفوضى السؤال عن سبب بكائه
هل هو مريض؟
هل يشكو من شيء؟
هل وألف هل ....
كيف لطفل في السابعة من العمر أن يخاطبها بلغة لم يفهمها اقرانه
طأطأة المعلمة رأسها بعد إن أحست بكم هائل من الحزن ترجمته بدمعة علي خدها جلبت إليها أنظار كل التلاميذ فراحوا يتباكون الواحد تلو آخر
لم تجد المعلمة إلا إن تفتح ذراعيها فاجتمع حولها التلاميذ لتحتضنهم جميعا
صديقكم يتيم
ما معنى يتيم يا أستاذة
زادها السؤال حزنا على حزن
يتيم يعني أن أبوه متوفي وراحت تشرح لهم سبب بكاءه
وصل الفتي رفيق إلي المنزل ودخله في صمت, القي نظرة باسمه علي أمه ثم توجه إلي غرفته
ولأنها الأم أحست بأن في صوت صمته نبرة حزن دامعة فلحقته به
مابك يا ولدي؟
هل تشاجرت مع أصدقائك مرة اخري؟
لا يا اماه
لقد طلبت مني المعلمة أن أردد خلفها أنشودة
عاد أبي للدار
من عمل النهار
لا تقل لي بأنك لم تستطع أن تحفظها
لا تقل لي بأنها ضربتك من أجل ذلك
وانفجرت ضاحكة
أنا امك وأحفظها....
لماذا لم يعد ابي إلى الدار يا أماه؟؟
( سبحان من يغير الفرحة إلى حزن ويحول الابتسامة إلي دمعة ويجعل من نَفَس الحياة تنهيدة موت )
توفيت الابتسامة في وجهها لتجثو علي ركبتيها وتشده إليها بقوة وتضمه إلي صدرها
لماذا لا تنس يا ولدي
كيف لي أن انساه يا أمي...
حين كنت أتشاجر مع رفقائي سابقا كنت أخبرهم بأني سأحضر لهم أبي
فيفرون من أمامي كفئران...
كان ابي بطلي منذ الطفولة وانا أبكي لأني لم اقلها له يوما
هل سيغفر لي أني قلته له أكثر من مرة بأن غريندايزر و جومارو هم ابطالي
كيف أنساه يا أمي
وأنا الذي كنت أتباهى بأن أبي لم يضربني يوما
ليته ضربني لتبقي حرارة كفه علي خدي عربون عهد بيني وبين الذاكرة
كيف أنساه يا أماه
وهو قد أعطاني دروس الحب فقط ولم يتسنى أن يعطيني دروس النسيان
لا يريدني أن أنساه أنا متأكد من ذلك
لم تجد أمه إلا أن تشاركه بريشة الحضن لوحته الدامعة وراح يبكيا معا
ولأن الحزن يهد جبالا لا تهدها الأيادي خارت قواه لينام وعلي وجنتيه دمعة لتحمله أمه بين ذراعيها وتضعه في فراشه ولم يفق إلى علي صوت يناديه
خرج من الغرفة مسرعا وما أن فتح الباب حتي هاله ما رآه
كان كل تلاميذ القسم بما فيهم المعلمه ومدير المدرسه وأمه و أولياء التلاميذ يحمل كل واحد فيهم شمعه بيديه ويغنون معا
و إن لم يعد كلنا نعود
والأب و إن غاب فذكراه ظلها من وجود
ولك بدل الأخ إخوة وبدل الأب آباء
فالحمد لله الواحد الودود
ثم إنطلق أصحابه يجرون بإتجاه ليغمره سيل من الـأحضان و القبلات
إبتسم و إلتفت إلي آمه بعد أن شقت إبتسامته دمعة و قال
اليوم , اليوم عاد أبي للدار يا أماه
اليوم عاد
عاد أبــي للدار
من عمل النهار
أمسكته من يده
قبلته من خده
و قلت آبا تاه
كان معك الإله
أعطاني المعلم
جائزة هل تعلم
فقال ما أعطاك
أفرح بها أباك
تلاميذي الأعزاء هذه أنشودتنا لهذا اليوم أنشودة مهداة إلى آباءنا الأعزاء و أتمني أن تحفظوها جيدا ليلقيها كل واحد فيكم علي مسامع أبيه وسنحاول معا أن نكرر كل بيت أكثر من مرة ليسهل عليكم حفظها
اتفقنا
ليصرخ كل التلاميذ صرخة واحدة
اتفقنا يا أستاذة
)تبتسم لهم في حيرة( أري أنكم نشطون اليوم
يقف أحد التلاميذ يا أستاذة أنا أحب أبي كثيرا
ليردد آخر وأنا أيضا وأكثر مما تحب أباك
ليجيبه لا يمكن هذا مستحيل
ليقف ثالث أنا أحب أبي أكثر منكما معا
ليدخل القسم كله في صراع جميل تفنن كل طالب فيه في التعبير عن مشاعره تجاه أبيه , لم تجد المعلمة حينها إلا أن تبقي متفرجة علي لوحة لا تنتجها إلا الأبوة الصادقة
حسنا, حسنا لنعد إلي أنشودتنا أرجوكم
أين كنا
كنا يا أستاذتنا في أني أحب أبي أكثر منهم جميعا
ليرد عليه آخر بأنه مخطئ
رفعت المعلمة حاجبها إلى السماء ورمقتهم بنظرة شزراء ولكنها لم تتمكن من أن تمسك ابتسامتها
لينفجر الكل ضاحكين......
لا بأس لا بأس لنعد لأنشودتنا
ولنبدأ بأول بيت وأول صف واحد تلوي الآخر فالتزموا الصمت أرجوكم...
ياسمين أنت الأولي كرري ورائي
عاد أبي للدار
من عمل النهار
وراح كل واحد في غبط يردد علي مسامع معلمته ترانيم البيت الاول وكله امل أن يري ابتسامتها أو أن تقدم له كلمة شكر يسعد بها والديه إلا أن وصل دور الفتي رفيق
رفيق دورك تفضل
وقف ,إلتفت يمينا ويسارا وهاله الكم الهائل من الإنتظار في أعين زملائه ثم نظر إلي أستاذته
أنا...
أنا....
أنا لم يعد أبــــي للدار
أنا أبي سرقه ضوء النهار
أنا عصور من اليتم تسكنني
لا يعلمها إلا الواحد القهار
غلبه الدمع فغرس رأسه بصدره و رمي محفظته علي ظهره وراح يشق طريقه بين صفوف أكلتها الحيرة و شربها الصمت مرددا بصوت يملاه الآسي و الدمع
لم يعد و لن يعود لن يعود
أبت نفسه الطاهرة ان يري التلاميذ دمعه فيرثوا لحاله فإنطلق يركض باكيا لا يري منه إلا تناثر دمعه , وما ان غادر القسم حتى عمت الفوضى السؤال عن سبب بكائه
هل هو مريض؟
هل يشكو من شيء؟
هل وألف هل ....
كيف لطفل في السابعة من العمر أن يخاطبها بلغة لم يفهمها اقرانه
طأطأة المعلمة رأسها بعد إن أحست بكم هائل من الحزن ترجمته بدمعة علي خدها جلبت إليها أنظار كل التلاميذ فراحوا يتباكون الواحد تلو آخر
لم تجد المعلمة إلا إن تفتح ذراعيها فاجتمع حولها التلاميذ لتحتضنهم جميعا
صديقكم يتيم
ما معنى يتيم يا أستاذة
زادها السؤال حزنا على حزن
يتيم يعني أن أبوه متوفي وراحت تشرح لهم سبب بكاءه
وصل الفتي رفيق إلي المنزل ودخله في صمت, القي نظرة باسمه علي أمه ثم توجه إلي غرفته
ولأنها الأم أحست بأن في صوت صمته نبرة حزن دامعة فلحقته به
مابك يا ولدي؟
هل تشاجرت مع أصدقائك مرة اخري؟
لا يا اماه
لقد طلبت مني المعلمة أن أردد خلفها أنشودة
عاد أبي للدار
من عمل النهار
لا تقل لي بأنك لم تستطع أن تحفظها
لا تقل لي بأنها ضربتك من أجل ذلك
وانفجرت ضاحكة
أنا امك وأحفظها....
لماذا لم يعد ابي إلى الدار يا أماه؟؟
( سبحان من يغير الفرحة إلى حزن ويحول الابتسامة إلي دمعة ويجعل من نَفَس الحياة تنهيدة موت )
توفيت الابتسامة في وجهها لتجثو علي ركبتيها وتشده إليها بقوة وتضمه إلي صدرها
لماذا لا تنس يا ولدي
كيف لي أن انساه يا أمي...
حين كنت أتشاجر مع رفقائي سابقا كنت أخبرهم بأني سأحضر لهم أبي
فيفرون من أمامي كفئران...
كان ابي بطلي منذ الطفولة وانا أبكي لأني لم اقلها له يوما
هل سيغفر لي أني قلته له أكثر من مرة بأن غريندايزر و جومارو هم ابطالي
كيف أنساه يا أمي
وأنا الذي كنت أتباهى بأن أبي لم يضربني يوما
ليته ضربني لتبقي حرارة كفه علي خدي عربون عهد بيني وبين الذاكرة
كيف أنساه يا أماه
وهو قد أعطاني دروس الحب فقط ولم يتسنى أن يعطيني دروس النسيان
لا يريدني أن أنساه أنا متأكد من ذلك
لم تجد أمه إلا أن تشاركه بريشة الحضن لوحته الدامعة وراح يبكيا معا
ولأن الحزن يهد جبالا لا تهدها الأيادي خارت قواه لينام وعلي وجنتيه دمعة لتحمله أمه بين ذراعيها وتضعه في فراشه ولم يفق إلى علي صوت يناديه
خرج من الغرفة مسرعا وما أن فتح الباب حتي هاله ما رآه
كان كل تلاميذ القسم بما فيهم المعلمه ومدير المدرسه وأمه و أولياء التلاميذ يحمل كل واحد فيهم شمعه بيديه ويغنون معا
و إن لم يعد كلنا نعود
والأب و إن غاب فذكراه ظلها من وجود
ولك بدل الأخ إخوة وبدل الأب آباء
فالحمد لله الواحد الودود
ثم إنطلق أصحابه يجرون بإتجاه ليغمره سيل من الـأحضان و القبلات
إبتسم و إلتفت إلي آمه بعد أن شقت إبتسامته دمعة و قال
اليوم , اليوم عاد أبي للدار يا أماه
اليوم عاد











