تسجيل الدخول

الحقيقة دون مقدمات، أن أرض العرب هي غنية بالخيرات، ومستودعا لكل ما يحتاجه المجتمع البشري لكي يستمر في الحياة على وجه هذه البسيطة، زد على ذلك أن مجتمعاتها تشكل لوحة فسيفسائية لمجتمع قديم جدا يتكون من إثنيات وطوائف وملل ونحل عديدة ومختلفة، وتتمتع بطاقة بشرية هائلة في أغلبها من فئة الشباب، مما يعني هذا أن من امتلكها امتلك حظا وافرا، ومما يعني ـ أيضا ـ أنها أرض صالحة لتكوين مشروع مملكة رومانية أو بيزنطية أو حتى فارسية ولكن بطريقة عصرية.
ويمكن تقسيمها فشطر منها يصلح أن يكون مصنعا لإنتاج المواد الأولية الضرورية وعلى رأسها البترول ومشتقاته ـ ولما لا ـ كمصنع الخليج وليبيا وصحراء الجزائر، وشطر منها يصلح أن يكون مزرعة وأرضا فلاحية تغذي المملكة ـ لِنَقُول مثلا ـ كالأردن والمغرب الكبير ومصر والسودان، وشطر منها يصلح لأن يكون أرض تجارب لحروب حقيقية ولتجريب ما مدى قوة الأسلحة الجديدة في حرب حقيقية كفلسطين ولبنان وسورية والعراق.
وكما تعلمون فإن عبيد المملكة هم طبعا الشعب العربي، فإن شطرا يصلح أن يُسَخَّرَ كعمال في المصنع، وشطرا يصلح أن يسخر كفلاحين في المزرعة، وشطرا منه يصلح أن يكون الجيوش الإثنية والطائفية التي تقاتل وتُقْتَلُ، مع تخصيص فئة منهم يمثلون دور الشعب بجميع فئاته من شيوخ وكهول وشباب ومن رجال ونساء وحتى أطفال يشردون على بقعة أرض الحرب، والكلّ يصلح كفئران التجارب.
ولكي يتم مشروع المملكة لابد من زبانية يقودون أولئك العبيد ويُسَيِّرون شؤونها نيابة عن الملك، وكما تعلم طبعا فهم ملوك العرب ورؤساؤهم.
والجو مناسب لإقامة تلك المملكة، (فدينهم الإسلامي دين تطرف ......، وشيوخ الإسلام .... دعاة إرهاب، والمجتمع الإسلامي مجتمع خصب لإنتاج متطرفين وإرهابيين يشكلون خطرا على العالم)، وها هو ذا الشعب العربي اِنتفض اِنتفاضة سماها الربيع العربي، تشبه اِنتفاضة عبيد روما.
إذن كَشْ مَلِكْ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟. قال: بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوّكم المهابة منكم، وليقذفنّ الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله. وما الوهن؟. قال: حبّ الدنيا وكراهية الموت ". اهـ
ألا ترى لما يحدث في عالمنا الإسلامي عامة والعربيّ خاصة انعكاسا حقيقيا وصادقا على أرض الواقع لما ذُكِرَ في هذا الحديث الصحيح الذي رواهأبو داود في سننه؟.أليس فيه تحليلا واضحا وسياسياـ إن أحببتَ قَوْلَ ذلك ـ لا غُبَارَ عليه لما نعانيه اليوم؟.
ألم تتمّ تحضير هذه الوليمة والدعوة إليها ـ وللأسف ـ مِنْ مَنْ هم ولاة الأمور ورعاة العباد والبلاد؟، أليست دعوة رسمية منّا؟.
ألم تهجم علينا الدول والحكومات ومؤسسات الاستدمار والاستعمار ورجال الأعمال للاستثمار في أراضينا؟. أليس في هذا تداعي لاستنزاف خيرات المسلمين والعرب؟.
أليس في هذا التكالب على خيرات المسلمين والعرب الكثيرة والغنية شَبَهٌ بهجوم الجياع الأكلة على قصعة قد مُلِئَتْ من خيرات المأكولات الشهية والنافعة؟.
كلنا يعلم أن ما يصيب صاحب الوليمة من وليمته هو الفخر والأجر الإلاهي، وأن المنتفع الحقيقي منها هم الأكلة، فها هي ذي الأمم الأكلة تنتفع من الوليمة، فما هو النفع الذي يصل للمسلمين والعرب منها؟.
أليست قوة الأمم مرتبطة بقوة ما ينتجه علمها، وكثرة عددها مكملة لقوة علمها؟.
أليست الكثرة دون قوة الانتاج العلمي غثاء كغثاء السيل؟.
ألم يقم أصحاب الحقوق بطلب حقوقهم؟، ورغم صيحاتهم وتحذيراتهم لم تبالي تلك الأمم بهم، أليس في هذا نزع للمهابة من صدورهم؟.
ما بال تلك المطالبات والصيحات والتحذيرات لا تجدي نفعا؟!!!.
أأصابها وَهْنٌ حتى لم تجدي نفعا؟.
ألا ترى أن اهتمام العرب تركز على اِختيار نجم غناء لهم في حين أن الغزو والتشرد والموت والدّمار يحاصرهم من كل الجهات؟. أليس في هذا حب للدنيا وكراهية للموت؟.
مع العلم أن المطالبة بالحقوق تهمة إرهابية جزاؤها الموت؟.