الأقدام السوداء أودعوا طلبا للحصول على جواز السفر الجزائري!
19-10-2015, 09:09 PM
حسان حويشة
صحافي بجريدة الشروق اليومي، متابع للشؤون الإقتصادية والوطنية
يحل وفد من الأقدام السوداء يوم الفاتح من نوفمبر المقبل في زيارة إلى الجزائر، يطوف خلالها بعدد من المقابر المسيحية واليهودية بالجزائر، حيث سيضم الوفد نحو 15 شخصا من أعضاء جمعية حماية المقابر الفرنسية، وهي الزيارة التي تتزامن مع عيد "لو توسان" المسيحي الكاثوليكي.
وأوضح رئيس جمعية حماية المقابر الفرنسية بالجزائر، المحامي جاك كافانا، في تصريح لـ "الشروق"، أن الوفد سيزور الجزائر لمدة 3 أيام. وسيزور مقبرة "سانت أوجان" والعالية بالعاصمة رفقة ممثل عن السفارة الفرنسية بالجزائر، وهذا من أجل الاطلاع على حالة المقابر الفرنسية.
وعاب المتحدث تدهور حال المقابر الفرنسية خارج العاصمة التي تتعرض للإهمال وعوامل الطبيعة والزمن، وكشف بأن نحو 30 بالمائة من المقابر الفرنسية في الجزائر زالت واندثرت بفعل تلك العوامل من إهمال وطبيعة وزمن، مشيرا إلى أن السفارة الفرنسية بالجزائر مشكلتها هي عدم تكفلها بهذه المقابر بل تركتها مهملة، خاصة في سنوات التسعينيات على غرار ما حدث لمقبرة البليدة مثلا، مضيفا أن السلطات الفرنسية تتحدث عن 200 أورو كميزانية للمقابر لكنها لم توضح هل هذه الميزانية تغطي شهرا أم سنة أم 50 سنة.
وأبدى رئيس الجمعية، جاك كافانا، رفضه ورفض جمعيته المطلق لمسعى السلطات الفرنسية لتجميع المقابر الفرنسية في الجزائر بغية حمايتها، وشدد على أن كل مقبرة فرنسية مسيحية أو يهودية يجب أن تبقى حيث هي، وقال في هذا الصدد: "نحن نرفض بشدة هذا المسعى. نحن نريد الاحتفاظ بذاكرتنا كما هي لأن لكل مدينة تاريخا ولكل قرية تاريخا وذكريات".
واقترح محدثنا أن يتم توقيع عقود رعاية بين البلديات الفرنسية ونظيرتها الجزائرية التي توجد بها مقابر فرنسية يتم من خلالها إطلاق نظام لتبادل المعلومات وتساهم البلديات الفرنسية ماديا من أجل حماية المقابر في البلديات الجزائرية، ويتم كذلك تشغيل المؤسسات المحلية في الصيانة وإعادة التأهيل والترميم وغيرها.
وخلال الحديث مع المحامي الفرنسي كافانا، وهو رئيس جمعية حماية المقابر الفرنسية في الجزائر، كشف أنه سلم شخصيا ملفا كاملا إلى وزارة الخارجية الجزائرية من أجل تمكين الأقدام السوداء الذين غادروا الجزائر وما زالوا على قيد الحياة من جواز السفر الجزائري.
وذكر محدثنا بأن الأقدام السوداء ولدوا في الجزائر وقال في هذا الصدد: "أنا ولدت بالأبيار في العاصمة ولدي علاقات بوزراء سابقين ومستشارين في رئاسة الجمهورية وآباؤنا وأجدادنا دفنوا بالجزائر فلم يبق ينقصنا سوى جواز السفر لذلك قدمنا الملف إلى الخارجية الجزائرية بغية الحصول عليه". وتابع: "في المغرب هذا الحق متاح ونحن نطالب بأن يكون كذلك للأقدام السوداء في الجزائر هذا الحق أيضا".
وكانت السلطات الفرنسية قد وجهت شبه توبيخ إلى نظيرتها الجزائرية، بسبب التدهور الذي تعرفه المقابر الفرنسية في الجزائر، حيث ذكر وزير الخارجية الفرنسي في رده على مساءلة برلمانية أن مصالح بلاده تنفق الأموال بملايين الأورو على المقابر لتتركها السلطات الجزائرية فيما بعد عرضة للإهمال.







