جلدة منفوخة... لكن!
29-01-2015, 06:12 AM
جمال لعلامي


مرّة أخرى، أقول وأنا في كامل قواي العقلية والنفسية، أن مجرّد "جلدة منفوخة" نجحت في ما فشلت فيه مجتمعة ومتحالفة الطبقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعلمية وحتى الطبقة التيكتونية!

قوّة هذه "الجلدة" ليس في شكلها ولعبتها، وإنّما في قدرتها على الحشد والتجنيد والتأثر والتحريك والتجميع.. إنها تُفرح وتحزن، تـُضحك وتـُبكي، تجرح وتداوي، وليس في هذه المشاهد أيّة نقاط التقاء من الباقي المتبقي من طبقات أخرى عاجزة وفاشلة ومفلسة!

ولاء ووفاء وانتماء ملايين الجزائريين، من الكبار والصغار، والنساء والرجال، والمثقفين والأميين، والفقراء والأغنياء، ليس نابعا من غريزة اللهو والزهو، مثل ما قد يفسّره البعض، وإنـّما هو نابع من تبعية غير مشروطة وأبدية إلى علم ووطن وبلد يمثله أبناؤه ويُدافعون عنه بشتى الوسائل.

لم تتوحّد كلمة "الجميع" ولم يتقاطع اهتمامهم حول تعديل حكومي قادم، ولا حول تعديل الدستور، ولا حول اجتماعات الحكومة، ولا حول لقاءات المعارضة، ولا حول تجمعات الأحزاب، ولا حول صراعات السياسيين.. لكن هذا "الجميع" جمعه هدف فريق رياضي في التسجيل والفوز والتأهل!

لم تتأهل المنتخبات السياسية والاقتصادية والعلمية والتربوية والثقافية وغيرها، في العديد من المباريات الحاسمة والفاصلة، وسقطت في كثير من المواجهات المصيرية، ولم تسجّل أحيانا ولا هدف، بل سجّلت أهدافا في شباكها، وتسبّبت في انفضاض الجمهور من حولها.. والأسباب طبعا متعدّدة!

إن منطق الهفّ والنتف واللهف والبحث فقط عن "العلف"، هو الذي جعل تلك الفرق منبوذة وبلا مناصرين وبلا لاعبين، في الانتخابات والمواعيد المهمة، وجعلها عاجزة عن الإقناع والتجنيد، فكان الفشل حتما مقضيا!

الإشكالية ليست بأيّ حال من الأحوال، في طريقة اللعب وفي اللاعبين، محليين كانوا أم مستوردين، ولا في المدرّب ولا في المدلّك ولا في الملعب، وهي أيضا ليست في قيمة المنح والعلاوات، ولكن المشكل أعمق وخطير، حله لن يكون بالفنتازيا والفوبيا والاستعراض!

الإصرار على تسجيل الأهداف في كلّ الشباك عدا شباك المنافس، وضرب أرجل اللاعبين وتأليب بعضهم على بعض، وعدم العدل بينهم، ومحاولة نقل المواجهة إلى قمة الجبل، عوض الميدان المتعارف عليه في كلّ الأعراف وقواميس المنافسات الفردية والجماعية.. هذا جزء من أسباب جني ثمار خسارة بعد خسارة!



عندما تقتنع الفرق غير الرياضية، بجدوى الروح الرياضية، وضرورة اللعب من أجل الغير، عندها يُمكن أن تنجح عملية اختطاف الجماهير!