القمة الافريقية في اديس ابابا: تحديات صعبة ومستقبل مقلق
29-01-2015, 04:13 PM
من إعداد : محمد محمد عثمان – اديس ابابا


رئيس الوزراء الإثيوبي هيلاماريام ديسالين الذي تستضيف بلاده القمة

يناقش القادة الافارقة على مدار يومي الخميس والجمعة الكثير من التحديات والمشاكل التي تواجه القارة خلال قمة الرؤساء الرابعة والعشرين في مقر الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا.
وينتظر ان تسلط الاضواء على مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة وزيارته لاديس ابابا للمرة الأولى بعد الخلافات المصرية الاثيوبية حول سد النهضة الذي تقيمه الاخيرة على أراضيها.
ايبولا وبوكو حرام
من أكثر القضايا الملحة التي تنتظر نحو 50 دولة مشاركة في القمة مرض الايبولا الذي قضى على الآلاف من سكان القارة، خاصة في دول غرب افريقيا مثل سيراليون وغينيا وليبيريا.
وألقى المرض بظلاله على القمة، إذ فحص كل الداخلين الى مقر الاتحاد الافريقي فحصا دقيقا من قبل فريق طبي متخصص كما سيناقش القادة انشاء "صندوق تضامن" ودعم للدول التي تضررت اقتصاديا من انتشار الفيروس.
وقال رئيس مفوضية الشؤون الاجتماعية في الاتحاد الافريقي مصطفى صديقي إن الصندوق سيبدأ العمل منتصف العام الجاري في حال اكتمال الترتيبات اللازمة.
ايضا تمثل مواجهة جماعة بوكو حرام التى تتهم بالتطرف في نيجيريا تحديا كبيرا للقادة الأفارقة، خاصة وان الجماعة زادت من عملياتها الامنية في عدة مناطق في نيجيريا وخارجها مؤخرا.
وفي هذا الصدد قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقية دلاي زوما إنها حثت الرؤساء خلال القمة على وضع جهود مشتركة لمواجهة الإسلاميين.
واضافت المسؤولة الإفريقية "بوكو حرام لا تمثل تهديدا لبعض الدول بل لكل القارة".
وينتظر ان يتم نشر قوة مشتركة قوامها 3000 جندي من خمس دول في نيجيريا في حال موافقة الحكومة هناك، والتي لديها بعض التحفظات على نشر هذه القوات في أراضيها.
وادت اعمال العنف التي نفذتها جماعة بوكو حرام منذ العام 2009 الى مقتل نحو 13000 وتشريد أكثر من مليون شخص حسب إحصاءات رسمية.
المحكمة الجنائية الدولية


الرئيس السوداني مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية

على الرغم من أن الموضوع الرئيس المدرج على جدول اعمال القمة يركز على تمكين وتعزيز دور المرأة الافريقية في العمل المجتمعي إلا أن النزاعات المسلحة في بعض دول القارة ستأخذ حيزا كبيرا من المناقشات.
فمع وجود نزاعات مسلحة حول السلطة في جنوب السودان وافريقيا الوسطى وليبيا، هناك مخاوف من زيادة رقعة هذه النزاعات مع إجراء انتخابات في أكثر من 10 دول أفريقية هذا العام.
وينتظر أن يدور نقاش مستفيض حول إمكانية نشر قوات في بعض الدول الافريقية لفض الاشتباكات الدائرة فيها بين الفصائل المتنازعة.
وقال الرئيس الرواندي بول كاغامي الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية لقوة شرق أفريقيا أن القوة التي أسست قبل 3 اشهر باتت جاهزة للانتشار.
وهناك من يرى أن صعوبات كبيرة ستواجه نشر هذه القوات في أي من دول شرق أفريقيا في ظل تحفظات معلنة من بعض هذه الدول.
وسيناقش القادة الافارقة أيضا النظام الأساسي والأموال اللازمة لتأسيس محكمة جنائية افريقية، بديلا عن المحكمة الجنائية الدولية التي تتهم بعض القادة في افريقيا بارتكاب جرائم حرب بينهم الرئيس السوادني عمر البشير.
كما اتهمت المحكمة ذاتها الرئيس الكيني اورو كينياتا بارتكاب جرائم حرب إلا انها عادت واسقطت عنه التهم بعد أن قالت إن الادلة المتوفرة لديها غير كافية.
وكان المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي الذي اجتمع قبيل القمة اعتمد مسودة قرار يدعو مجلس الأمن الدولي الى إلغاء إحالة الرئيس السوداني الى المحكمة الجنائية الدولية ويطالب بدعم مقترح انشاء المحكمة الجنائية الافريقية.