تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
هل السُّنة وحي كالقرآن [ج1]
05-02-2015, 11:04 AM
هل السُّنة وحي كالقرآن ؟
[ج1]


***كثيرا ما تناهى إلى سمعي أن الإسلام بوحيين ، وحي إلهي (القرآن ) وآخر سني (السنة) ، فانتابني نزع تساؤلي أيعقل أن يكون أمرُ الحاكِم (الله) كأمر المحكُوم (الرسول) ؟ ،وأن يُصبح المُرسِلُ (الله) كالمرسَل (الرسول) والمُخاطِبُ الآمر كالمُخَاطَب المأمور في قوة الزجر والنهي والتشريع، فأين اسم الفاعل واسم المفعول في هذه المعمعة ؟

***تصفحت كتبا ، و فتحت صفحات تلو الصفحات فما وجدت وفاقا ، فمن قائل بأن السنة وحي من رب العالمين ، والسنة محفوظة كالقرآن ، ومن قائل بأن السنة غايتها تبيان وشرح الوحي القرآني دون تجاوزه ، وآخرون تنكروا للسنة بالمطلق واكتفوا بالقرآن وهم جماعة القرآنيين .

السمة البارزة في فكر الإسلام ، أن لا وفاق بينهم في غالب القضايا المطروحة على طاولة النقاش ، فكثير من المعتقدات محل جدل وجدال منذ بدايات الإسلام إلى الآن ، فنحن نجتر المجتر ، ونعيد اجتراره تكرارا ومرارا بلا وفاق ولا إجماع ، ومن بين القضايا الجوهرية التي لا وفاق فيها هي مرتبة السنة بالنسبة للقرآن ، هل هي أدنى ؟أم مساوية ؟ أم هي أعلى وقاضية على القرآن كما قال يحيى بن أبي كثير : « السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب قاضيا على السنة » أو مكحول الذي فسر أن: القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن » ؟ .

***……حديث التاريخ

*لا يمكن فهم (واقع السنة ومرتبتها) إلا بمساءلة التاريخ ، كيف كان الحال في بدايات الإسلام وكيف صار بعده بثلاثة قرون ؟
في زمن الخلفاء الراشدين لم يكن لوحي السنة ذكرٌ ، فالخليفتان الأول والثاني نهيا عن تدوين الحديث وحرقاه ،
ومن مراسيل بن أبي مليكة ، أن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أحاديث* تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه( ذكرة الحفاظ – الذهبي ـ جزء1* الصفحة2) ، أو كما ورد في مسند أحمد ،

*
*عن ‏ ‏عبد الله بن عامر اليحصبي ‏ ‏قال : ‏ [‏سمعت ‏ ‏معاوية ‏ ‏يحدث وهو يقول : إياكم وأحاديث رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏إلاّ حديثٌا كان على عهد ‏ ‏عمر ‏ ‏وإن ‏ ‏عمر ‏ ‏(رضي الله عنه) ‏ ‏كان أخاف الناس في الله عز وجل ……].*(مسند أحمد *- مسند الشاميين - حديث معاوية.. - رقم الحديث : 16305)


أنّ الخليفة عمر بن الخطّاب زجر أبا هريرة، وضربه بالسوط، ومنعه من رواية الحديث ونقله عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقال له:
لقد أكثرت نقل الحديث عن النبي وأحرى بك أن تكون كاذباً على رسول الله!! وإذا لم تنتهِ عن الرواية عن النبي لأنفينّك الى قبيلتك دَوس، أو اُبعدك الى أرض القردة ( أنظر شيخ المضيرة أبو هريرة، محمود أبو ريّة: 103، سير أعلام النبلاء للذهبي: 2 / 433 و 8/106.) .

هذا التوجس من الرواية الحديثية تلاشى تدريجيا زمن الأمويين والعباسيين لحاجات سياسية و اجتماعية وعنصرية …. ، فانبرى القوم على الوضع ، فكثر الوضع [1] والكذب عن رسول الله صلوات الله عليه في التأسيس لمنظومة حديثية حبلى بالكذب والمناورة ، يصعب على القاريء العادي التمييز بين ما قاله الرسول فعلا ، وما قيل عنه وهو لم يقله ، فعرفت المنظومة الحديثية تضخما مفرطا ، فإن كانت السنة في البداية محدودة المعالم فإنها أركانها توطدت وقاعدتها اتسعت خاصة بعد نجاح أهل الحديث بإزاحة شوكة المعتزلة من الساحة إثر الإنقلاب المتوكلي العباسي عاشر خلفاء ابن العباس الذي آثر على نفسه مسايرة العامة الساذجة على النخبة العاقلة المعروفة بالمعتزلة لدهماء السياسة .
**عرفت منظمة المرويات السنية تضخما مفرطا ، فقد كانت شبه منعدمة زمن الخلافة الراشدة ، غير أنها بدأت في الإنبعاث والتزايد في الكم ، ففي الوقت الذي كان الإمام أبا حنيفة النعمان لا يوظف سوى عشرات الأحاديث ، فإن موطأ الإمام مالك دوّن قرابة الألف من الأحاديث ، وقبل نهاية القرن الثالث الهجري أصبحت الحمولة الحديثية التي اصطلح عليها (بالسنة ) تزيد عن 4.000 حديث كما هو الشأن في صحيحي البخاري ومسلم ومبلغ التضخم مداه في مسند الإمام أحمد ب 10.000 حديث ، وهل من مزيد ،فقد استولى النقل على العقل ، ولم يصبح للعقل مجال سوى النظر في النقل وفي متاهة محدودة لا مخرج لها البتة .


سيتبع بإذن الله تعالى .

*……………………………………………………………………………………………………..
[1] يرجى الإطلاع على كتاب مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي ، خالد علال كبير .
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 05-02-2015 الساعة 11:09 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: هل السُّنة وحي كالقرآن [ج1]
19-02-2015, 06:44 PM
هل السنة وحي كالقرآن [ج2] ،
(هيمنة السنة ).


°°المتصفح لكتب التراث ، يجد صعوبة كبرى في الوصول إلى دقة المعلومة وصوابها لغياب الوثيقة التي تعد الدليل الأكبر للخبر ، فمعظم الأحداث الإسلامية الكبرى لا نجد لها نصا أصليا ، فأين [ وثيقة صلح الحديبية ] ، وأين وثيقة [دستور المدينة ] وأين الوثيقة الأصلية [ للعهدة العمرية ] ........ الخ .

°°فكتبنا التراثية تستند بالأساس على الإسناد الخبري والعنعنة ، بما فيها من عيوب ، وما يدور حولها من شكوك ، وكل ما ينبني على ظن مآله التصدع والإنهيار لأنه مبني على أسس واهية مظنونة ، فتقليب الصفحات بين الكتب يبين أن اختلافات كبرى شابت الفكر الإسلامي وقلما يجمعون على شيء واحد ، فعلم ( الجرح والتعديل) ، له هفوات ، فهو يركز على عدالة الرجال وإهمال متن ما قاله الرجال ، والصواب هو وزن المتون قبل وزن الرجال ، لأن القاعدة الفقهية تقول [ أعرف الحق تعرف أهله

°° بدأ تدوين السنة متأخرا جدا على تدوين القرآن ، فإن كان القرن الثالث الهجري هو زمن التهافت الحديثي ، فإن القرن الأول والثاني الهجريين كانا فيه التهافت القرآني الذي ملأ الأفاق الإسلامية ، فلم يكن للحديث النبوي سوى البينة والسند المعرفي لتوضيح أبعاد الآيات القرآنية ومضامينها البعيدة ، غير أن انقلابا برز في الأفق بعد بروز اجتهادات أولت عناية فائقة للحديث[ القولي ] و[الفعلي] و[التقريري] فتضخمت المنظومة وأنتجت متونا عرفت بالصحاح والمسانيد .

°°°التمكين للسنة .

التمكين للسنة تشريعا أنتهج سلوكا متناميا في الإستقلال والهيمنة ، فقد كانت في الأول [ مهادنة ] مسايرة للنص القرآني تشرحه وتوضحه وتبرز مبهمه ، ثم تطورت لتكون [مساوية ] للقرآن في المنزلة ، وسرعان ما حدثت طفرة نوعية ونزق ظاهر في محاولة الفوز بمرتبة أعلى من القرآن في التشريع ، وهي ما يمكن تسميته بطفرة [السنة قاضية على الكتاب ؟] .

وقد أورد ابن القيم أن علاقة السنة مع القرآن على ثلاثة أوجه:

أحدها : أن تكون موافقة له من كل وجه ، فيكون توارد القرآن والسنة على الحكم الواحد من باب توارد الأدلة وتظافرها .

الثاني : أن تكون بيانا لما أريد بالقرآن وتفسيرا له .

الثالث : أن تكون موجبةً لحكم سكت القرآن عن إيجابه، أو محرمةً لما سكت عن تحريمه.


1) توافق السنة مع القرآن .
فهو تطابق وتوافق في المعنى والمبنى بين القرآن الرباني والسنة النبوية ، فالآية
( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) ترجمتها السنة الحديثية عن رسول الله قال : (اتـقوا الله فى النـساء فإنـهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم ‏فروجهن بكلمة الله ) .

2) أن تفسر القرآن وتبينه :

فالسنة هنا تلعب دور التفسير والإفهام للنص القرآني ، فهي تبين تفاصيل الأحكام التعبدية (صلاة ، زكاة ، صوم ، حج) ، وتزيل الإبهام عن بعض التعابير القرآنية مثل الظلم الذي استشكله الصحابة في الآية ( الَّذِينَ آمَنُواْ ‏وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ) وبينه الرسول بأنه [الشرك]، أو انها تقيد المطلق كما في حكم قطع يد السارق اليمنى من الكوع لا المرفق، ...... الخ .


3) أما النوع الثالث فهو زيغ واضح وتعد مفرط على صلاحيات المشرع [الله] ، فقد سار هذا الرأي عكس التوجه القرآني ، فإن كان الوفاق ظاهرا في نوعي التطابق والتوافق والإفهام والتفسير ، فإن غلوا برز في تكشير السنة لأنيابها ليس تساويا مع القرآن ، وإنما استقلالا بالتشريع ، وجعل السنة قاضية على القرآن مثل ماورد عن أبي إسحق الفزاري عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال :السنة قاضية على القرآن وليس القرآن بقاض على السنة (أنظرمسند الصحابة في الكتب التسعة ـ جزء52 الصفحة 206)
، والسنة ناسخة لإحكام القرآن مثل [ومذهبنا أن السنة قد تنسخ القرآن ؛ لأن كل واحد منهما من عند الله ينسخ ما شاء منهما بما شاء منهما ولأنا قد وجدنا كتاب الله قد دلنا على ذلك ، وهو قوله فيه : واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم (النساء 15) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك( خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا : البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام والثيب بالثيب جلد مائة والرجم) أنظر مشكل الآثار للطحاوي ــ جزء1 الصفحة 256

، وبلغ الإستقلال مبلغه حتى صارت أحاديث الأحاد الظنية ناسخة لكلام الله ، والسنة مستقلة بالتشريع ، وبلغ الشطط أن قيل بأن من لم يتبع السنة فقد كفر .

النتيجة
: السنة التي حاربها الجيل الأول من الصحابة حتى لا تختلط بالقرأن وتنافسه ، استرجعت أنفاسها في العهدين( الأموي والعباسي ) لأنها سبيلهم لتمرير أمانيهم التي عجزوا عن تمريرها أما م صلابة القرآن الذي تكفل الله بحمايته من عبث العابثين ، فضربوه بالسنة لتمرير فكرهم البشري السياسي ، فتطورت السنة من مواكبة للقرآن وشارحة لمضامينه إلى مساوية له ، ثم قاضية وناسخة له .


سيتبع بإذن الله .
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
السّنة ليست وحيا . [ج3]
19-02-2015, 07:16 PM
السّنة ليست وحيًا [ج3]



°°كان دأب المشتغلين بالحديث هو الزعم بأن كلام الرسول وتصرفاته في حالته الإعتيادية هو وحي ثان للقرآن يسايره ويوازيه من حيث القوة التشريعية ، فبرروا ذلك بقوله تعالى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم : 4]، واسترشدوا بالآية (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً [النساء : 113]) فجعلوا [ الحكمة ] بمعنى السنة ، واستعانوا بالحديث [ ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ....] للإستدلال على حجية السنة باعتبارها وحي ثان بلا ريب .

°°فمداخلتي هاته ليس غرضها دحض الفهم الذي يريد جعل السنة وحيا ، وإنما الإتيان بالترجيحات الدالة على أن السنة ليست بوحي بدلائل قرآنية واضحة ، استرشادا بالأثر .

°° [فالسنة ] هي مصطلح مبتدع ، وليد إرهاصات الفتنة الكبرى بين المسلمين زمن الإقتتال والتصارع على منصب الخلافة ، فكان عام الجماعة 41 هجرية ، هو الميثاق المؤسس للجماعة التي ولد من رحمها مصطلح السنة الذي يعد مناقضا للشيعة ، فتشكل ثلاثة من التيارات البائنة، مزقت المسلمين شر ممزق ، لكل تيار ملامحه وآثاره المنغرسة في وجدان الأمة ، فكانت الشيعة بإطيافها ، والخوارج بثوراتهم الدموية القاتلة ، والسنة ببهرجها التي تجلببت بالإجماع والجماعة ، ولعل النكوصية الحالية التي أفرزت [ القاعدة] و[النصرة ] و[داعش ] ، هي استنساخات لما كان عليه السلف في القرن الأول الهجري ؟! زاد تها مدرسة ابن حنبل المحافظة بشيخها ابن تيمية ، ثم الوهابية وهجا عن وهج .
والسنة في اللغة تعني الإتباع والإستتباع للطريقة المرسومة والدوام في تطبيقها ،أما في المصطلح الشرعي فهي تعني أقوال النبي و أفعاله وتقريراته .


°° الإشكال حاليا : هل السنة وحي كالقرآن في القوة التشريعية ، أم أنها (أي السنة ) ما هي إلا مرافقة للوحي القرآني تعضده وتسايره وتفسره دون التصادم معه أو الإخلال بمقاصده العامة ؟؟؟

°° قراءتي أبانت نوعا من الإختلاف في الفهم أدى إلى الحدة في التصادم بلغ حد التراشق والتنابز ومن ثمة التفسيق والتبديع والتكفير ..
فالخطاب القرآني واضح الدلالة ، فيه إشارات عديدة توضح وجود ( مُشرع ) وحيد القدرة والتفرد هو الله ، و(مشرع له ) هو الرسول الذي هو عبد الله ليس له من أمر التشريع شيء [ ليس لك من الأمر شيءٌ] وإن بدا للرسول نزعٌ تشريعي ، جابهه الله بالردع بقوله [وما على الرسول إلا البلاغ ]، فالقاريء المتفحص لآي القرآن يكتشف وحدانية التشريع والوحي لا ثناءية فيهما ، وسأعمل على استخراج النفيس من القرآن الكريم الدال على أن لا تشريع إلا ما شرع الله ، وأن السنة فيها مآرب كثيرة ، قد يكون فيها الصحيح لكنه منغمس في رداءة الوضع والكذب بفعل شطحات الوضاعين وإفكهم العظيم ، وإن بذل المحدثون جهدا معتبرا في غربلة الحديث إلا أن غربالهم لم يكن محكما فمرر الغث والسمين ، كما أن اهتمامهم بالسند (العدل والتجريح ) أنساهم إلى حد كبير العناية ( بمتون ) الحديث الذي غالبا ما تكون مروية بالمعنى وليس باللفظ .

°° وسأشرع هاهُنا في إظهار الدلائل والمرجحات الدالة أن لا وحي إلا الوحي الإلهي القرآني ، فلا وجود لوحي ثان إلا في قراءات أهوائية غرضها تمرير أحكام تعضد السلطان ولو على حساب القرآن .


1) آيات صريحة تدل على أن الرسول مكلف ومأمور بإبلاغ ما نُزّل عليه من الوحي القرآني بأمانة دون زيادة أو إنقاص أو تغيير .
°يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [المائدة : 67]
° أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الأحقاف : 8]
°وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً [الإسراء : 86]

°َلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ، لأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين [الحاقة :44
،46]
.

2)تصرفات تنبيء بأن الرسول بشر مجتهد ، ويتضح ذلك في مواقف منها :
أ) ما روي عن الحباب بن المنذر بن الجموح في غزوة بدر قال : يا رسول الله ، أرأيت هذا المنزل ، أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ، ولا نتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة ؟
ب) تفويض الرسول صلوات الله عليه وسلم للصحابي (سعد بن معاذ ) في استصدار حكم على بني قريظة ، فحكم أن يقتل من جرت عليه الموسى ، وتسبى النساء والذرية وتقسم الأموال .
فهذان التصرفان لم يعضدهما الوحي ، وإنما هما اجتهادان بشريان ، يصيبان ويخطئان .

3) تتابع آيات تحذير الرسول من استباق الوحي أو استعجاله في الآيات : [ طه 114 ] ، وا[لكهف 23،24] و [الحج 52]
[... وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ، ولا تقولن لشيء أني فاعل ذلك غدا .... ، وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ]

4) امتحان القرشين لرسول الله في ثلاث مسائل بتأليب من اليهود ، فسألوه عن أهل الكهف ، وذي القرنين ، وعن الروح ، فقال لهم سأخبركم عما سألتم غدا ، فتخلف عنه الوحي لنصف شهر ، فأرجف أهل مكة ، فجاءه الوحي بسورة الكهف ، فيها عتاب له ، وإجابات عما سألوا من أمر الفتية وذي القرنين والروح ، وذاك دليل على أن الوحي إلهي ليس للرسول فيه شيء.

5) محاولة الرسول الكريم استرضاء قومه بوسوسة شيطانية بإضافة [ تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتها لترتجى ] لسورة النجم ، فجاءه جبريل ممتحنا ، مصححا ، فندم رسول الله ندما شديدا وخاف من الله خوفا كبيرا .

6) تدخل الوحي الإلهي في خصوصيات الرسول الزوجية مثل زواجه بالسيدو (زينب بنت جحش ) الذي كان برخصة إلهية وبوحي قرآني[ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً [الأحزاب : 37]، فكانت أمنا (زينب ) تفتخر على نساء النبي (ص) حسب ما أورده ابن سعد في طبقاته قائلة : زوّجكن أهلكن ، وزوجني الله من فوق سبع سنوات .

7) العصيان الزوجي الذي قادته سيدتنا عائشة على الرسول صلوات الله عليه ، الذي حل إشكاله الوحي القرآني بآية التخيير [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً [الأحزاب : 28] .

8) في غزوتي [ هوازن وحنين ] عام 8 هجري ، أمثلة صارخة عن بشرية فعل الرسول (ص) في توزيعه للغنائم ، حيث حرم [الأنصار ] منها حتى كثر القيل والقال بين الصحابة ، وأورد [الواقدي] أن واحدا من الأنصار قال :
( أما حين القتال فنحن أصحابه ! ، وأما حين القسم فقومه وعشيرته ! ، ووددنا أن نعلم من أين كان هذا ؟، إن كان من الله صبرنا ، وإن كان هذا من رأي رسول الله استعتبناه [ المغازي ج3 ص956 ] .

9) حرص الرسول (ص) كذلك على التشاور مع صحابته تنفيذا لأوامر ربه المُشرع له بقوله [ وشاورهم في الأمر ] مثل استشارته لصحابته في أمر تطليق سيدتنا عائشة بعد حادثة الإفك ، التي برأها الله من سبع سماوات .


مفصل القول
أن هذه الأمثلة الحية من واقع حياة الرسول ، والآيات المحكمة الواضحة تبين أن يد الرسول (ص) مغلولة في أمر التشريع ، فهو مأمور بتبليغ الوحي القرآني الذي نزل عليه دون التصرف فيه ، فلا وجود لوحي ثان ينافس القرآن ، فخُلق رسولنا هي من القرآن ومن إلهام القرآن ، فالنبي الكريم هو عبد الله ، وليس ندا له ، حتى يستأثر بالتشريع .
فهو مأمور وليس آمر
.



مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 02:24 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى