كأن المرء بهم، لا يعرفون من الإسلام سوى الإسم.
18-12-2015, 09:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يمتعض من هذا المقال البعض.. ولكنني على اقتناعٍ تامٍّ، لأقولَها وبصدقٍ:
إنّ أكبرَ إهانةٍ توجه لإنسانٍ في الوقت الحاضر، عندما تقول له : " أنك عربيٌّ "
ولستُ هنا لمناقشةِ مفهوم وماهية العرب والعروبة و مصدرهما، بل الذي أنا بصددِ الكلام عنه هو مكانة العرب الحقيقية والفعلية في الوقت الراهن، ونظرة (الآخر) لكل ما هو عربي.
وإنه لَمن نافلة القول، أن العربَ قبل رسالة الإسلام ـــ على رسوله أفضل الصلاة وأزكى التسليم ـــ لم يكونوا سوى غوغاء وعصابات وعملاء للخارج.
أ لم يخبرنا التاريخ أنه كانت للعربِ دولتانِ هما: مملكة المناذرة، ومملكة الغساسنة. وكانتا تعتمدان على الأجنبي لضمان بقائهما. والأجنبي في ذلك العصر، إمبراطورية فارس وإمبراطورية الروم.
جاء الرسول الكريم ـ صلى الله عليه و سلم ـ بأمرٍ إلهيٍّ ، ليجعلَ من الإسلام الأصل وليس العرب، كما يتوهّم بعض الغوغاء.. حيث أنّ كثيرًا من الفتوحات والمعارك الأساسية لا علاقة لبدو الجزيرة بها.
ولا أعتقد أن موسى بن نصير بدويٌّ من نجدٍ، أو أن طارق بن زياد كان خادمًا في بلاط أمراء الحجاز ، أو أنّ قطز كان عبدًا عند نمير الذين قال فيهم الشاعر
فغض الطرف أنك من نميرٍ**.......
أو أنّ الظاهر بيبرس كان رقيقًا لدى صعاليك الأحساء، أو أن صلاح الدين كان راعيّاً لشيوخ بيوت الشعر.
ترى ما هي قيمة العرب اليوم ؟ فلا غضاضة من أقول:
إنها أقل قيمة بألفِ مرةٍ، إن لم تكن بملايين المرات من قبل رسالة محمد رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ .
وليتأمل جيدًا كلّ فطينٍ ببصره في الوطن العربي يا هل ترى ماذا يرى؟
ثم يعود بالبصر كرتين فماذا يجد؟
فلا محالة أن البصر سيرجع إليه خاسئاً وهو حسيرٌ.
ليرى من خلاله حكّامًا " مخلّدين" لا " يرتكبون " أخطاء .. فهم في حياتهم "أسيادٌ "، وفي مماتهم اولياء و" عمالقة " ..
وكم تتأذى الرعية لسماع أن" سمو" أحد الأمراء تبرع بمبلغ 15 مليون دولارًا من"جيبه الخاص " لإنقاذ فِيَلة إفريقيا من الانقراض، وتتبارى قنوات لمدح كرم ذلك الأمير.
ترى هل يستطيع ذلك الأمير أن يسأل حتى نفسه من أين أتت تلك الملايين؟..
إنني لا أعتقد أن كل أمير أو شيخ عربي هو " Bill Gates " .. إن الذي أجزم به أن تلك الملايين ما هي إلاّ سرقات علانية وعلى رؤوس الأشهاد، ولكن هل هناك في بني يعربِ من يستطيع مواجهة الأمير بذلك؟
لا، لا أظن.
ثم يحق للمرء أن يحذر هؤلاء " الفقهاء " ـــ إلاّ من رحم ربي ـــ الذين ملّت الرعية أقوالهم: " طاعة ولي الامر من طاعة الله "
ليقال لهم: فلنعد إلى الإسلام بصدقٍ. ألا يوجد ركنٌ أساسيٌّ في الإسلام أسمه الزكاة
ولماذا لا تُطبق مقولة سيدنا أبي بكر ـــ رضي الله عنه: " والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ لقاتلتهم على منعه ". عندئذٍ لا حاجة لِـتبّرعِ ذلك الأمير، أو " تَصدّقِ" ذلك الشيخ، وإنما تطبيق شريعة الله .
كان بإمكان هؤلاء" الفقهاء " أن يضعوا الآية الكريمة نصب أعينهم، يقول جلّ في علاه:
" وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتابَ لتبينيه للناس ولا تكتموه ....." عندها كان بأمكانهم أن يقولوا: تقدم أيها الحاكم، وأيها الأمير للإعلان عن ثروتك من أين جاءت؟ لتخرج منها ما ينص عليه شرع الله.. فإذا كان مالك من حلالٍ فللزكاة حق فيه، عندئذٍ ينظر إليك الله بعين الرضا، أما إذا كانت أموالاً حصلتَ عليها لمجرد منصبٍ أو تقاسم ثروةٍ بين أفراد عصابةٍ، فاعلم، أن ما تبرعت به قد يشكرك الحمقى و يمدحونك في الدنيا، ولكن هو مدح نفاقٍ فلن يفيد في الآخرة .
ألا سحقًا لأعرابٍ لا يعرفون من الإسلام سوى الاسم!
من مواضيعي
0 من ثقب الروح كانت أمنية
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 19-12-2015 الساعة 09:53 AM













