هذه أسرار* ‬1100* ‬*"‬جزائري*" ‬مع* "‬داعش*" ‬وأخواتها بسوريا
29-03-2015, 05:50 PM

يعتبر فهد المصري الذي يتولى رئاسة مركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية حول سورية، بنك معلومات هائل لسير وولادة التنظيمات المسلحة في سوريا من جبهة النصرة الى داعش، خاصة وان المعني تولى مسؤولية رفيعة بالقيادة المشتركة للجيش السوري الحر، في هذا الحوار الخاص مع الشروق، يقدم فهد المصري الإحصائيات "الأكثر دقة" عن عدد المقاتلين الجزائريين في سوراي في مختلف التنظيمات المسلحة هنالك، كيفية وصولهم الى سوريا، ويخوض المعني في المعلومات التي يحوزها عن وجود مخططات لاستهداف الجزائر.



ماهي الإحصائيات التي يمتلكها المركز عن عدد المقاتلين الأجانب في سورية وتحديدا الجزائريين؟

نحن نعمل على تحضير تقرير وجداول تقريببة تكون أقرب للواقع والمنطق وستكون بنسبة خطأ في التقدير في الزيادة أو النقصان لا تتجاوز (+ 5 % / ــ 5 % ) من أعداد المقاتلين العرب والأجانب في سورية و حسب جنسيات البلدان التي قدموا منها سواء كأفراد أو مجموعات و التقرير والجداول سنصدرها خلال أسبوعين تقريباً.

الأقسام المعنية بملفات الإسلاميين و مكافحة الإرهاب في المؤسسات الأمنية للدول تمتلك معلومات بالتأكيد أقرب للدقة أو دقيقة لاسيما إن كانت تلك الدول على إلتصاق مباشر بالملف والأزمة ومعنية به بشكل أساسي ومباشر أيضا ولربما تركيا الدولة الأكثر دراية بالأعداد والجنسيات وتاريخ الدخول للأراضي السورية بل وحتى مناطق انتشارهم ونوعية التسليح على اعتبار أن القسم الأعظم من المقاتلين العرب والأجانب دخلوا سورية عبر المطارات والموانئ الجوية التركية ومن ثم تسللوا برا عبر الحدود التركية ـ السورية باستثناء الفصائل التابعة بشكل معلن و مباشر لإيران مثل حزب الله والفصائل الشيعية المتطرفة العراقية والأفغانية والحوثيين ومرتزقة من دول متعددة الذين دخلوا الأراضي السورية بالتنسيق مع النظام السوري عبر الحدود السورية ـ اللبنانية ، السورية ـ العراقية وعبر الموانئ الجوية السورية واللبنانية والعراقية والإيرانية.

أما الحوثيين فأغلبهم دخلوا لبنان عبر مطار بيروت وقبل إرسالهم إلى سورية تم فرزهم إلى مجموعات في عدد من معسكرات الإعداد و التدريب في الجنوب وفي البقاع اللبناني التابعة لحزب الله وبإشراف ضباط من الحرس الثوري الإيراني.

ليس هناك رقم دقيق لعدد المقاتلين الجزائريين في سورية سواء كانوا في صفوف جبهة النصرة أو داعش وأخواتها لكننا نعتقد أن عددهم يتراوح بين 800 إلى 1100 مقاتل (دون احتساب الفرنسيين أو الأوربيين من أصول جزائرية) ونعتقد أنه مابين 15 إلى 20 % منهم قد لاقوا حتفهم وقتلوا في سورية بأشكال متعددة في معارك مختلفة ونحو 10 % أو أكثر قليلا أصيبوا بجروح وإصابات مختلفة وأصبحوا خارج ساحة المعركة فبقوا في الداخل السوري للاستشفاء والعلاج حسب الإمكانيات الضعيفة المتوفرة في مناطق التوتر وإما نقلوا إلى الأراضي التركية للعلاج وقسم ربما لا يذكر ونقدره بالعشرات وليس المئات عادوا من حيث أتوا ولأسباب مختلفة ومتعددة أيضاً ومن عاد ولم يتم توقيفه فهو حتماً من غير المعروفين لدى الأجهزة من الجيل الجديد من شباب يافعين وقسم من هؤلاء اكتشفوا سريعاً حقيقة مايجري واكتشفوا حقيقة داعش .

عدد محدود من الشباب من المغرب والجزائر ممن التحقوا بصفوف داعش فروا منها سريعاً كمثال عدة مجموعات كلفت بعمليات في ريف حلب وإدلب بداية العام الماضي في ظنهم أن سيقومون بالهجوم والمباغتة فجراً على قطعات عسكرية للنظام السوري تقوم بقتل المدنيين والتنكيل بالأهالي ولكن قبيل بدء الاشتباكات اكتشف أحد الشباب أن الهدف هم مجموعات صغيرة من الجيش السوري الحر وقوى ثورية سورية تحمي بعض القرى والأهالي من داعش وأخواتها ومن هجمات النظام السوري و بعض هؤلاء قاموا بالفرار باتجاه الحدود التركية ومنهم من قتل من قبل داعش وأخواتها.

المشكلة الأساسية في هؤلاء والذين سنطلق عليهم تسمية "المخدوعين" أو المغرر بهم قدموا إلى سورية كأفراد وليس مجموعات وليس عبر شبكات تجنيد واستقطاب يمتلكون رغبة في مساعدة السوريين أمام تخاذل العالم عن التدخل لحماية المدنيين وأمام المشاهد الفظيعة التي شاهدوها عن المجازر التي تحدث في سورية وهؤلاء تم استقطابهم من قبل داعش وأخواتها في المدن التركية الحدودية وبشكل خاص في مدن أورفة وآق شاقال وغازي عنتاب حيث تتواجد شبكات واسعة للاستقطاب من داعش وأخواتها على الأراضي التركية، ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن السوريين في الجيش السوري الحر أو أي فصيل من فصائل المعارضة لم توجه الدعوة لأحد من عرب أو أجانب للقتال في سورية.



ماذا يطبع سلوك الجزائريين في التنظيمات المسلحة؟

من ميزات الإٍرهابيين ممن يحملون الجنسية الجزائرية أو المنحدرين من أصل جزائري عموما هي الصلابة والصلافة فهم لا يعرفون أي ليونة في سلوكياتهم وعدد كبير من العمليات الانتحارية نفذها انتحاريون جزائريون في صفوف جبهة النصرة وأخواتها مثل أحرار الشام وجيش الأنصار والمهاجرين وغيرهم وليس داعش لأن داعش لم تقم بعمليات ضد النظام السوري بالمطلق ضد النظام بل كان هناك عدة عمليات في مناطق محددة بين النظام وداعش وبالنسبة للعسكريين والعارفين بالشأن الأمني والعسكري فإن تلك العمليات لم تكن سوى مسرحيات هزلية حتى لا يقال بأن النظام السوري انسحب من هذه المناطق العسكرية دون قتال و ضحايا كما وقع في مطار الطبقة .





ماهي التنظيمات التي ينتمي إليها الجزائريون؟

الجزائريون الموجودين حالياً في سورية هناك نسبة 85 % منهم في صفوف داعش و 15 % يتوزعون بأعداد مختلفة وصغيرة على فصائل متعددة منها جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وحركة أنصار الدين والجيش الإسلامي وأحرار الشام وصقور الشام وهناك عدة كتائب تحمل اسم المهاجرين والأنصار فيها جزائريين.

لكن لا بد من الإشارة الى نقطتين الأولى أن الجزائريين حين توافدوا الى سورية تركز وجودهم في البدايات في ريف حلب وريف أدلب ومناطق في الساحل السوري وهي المناطق التي تركز فيها تواجد إرهابيين من الشيشان ومن أوروبا الشرقية وإرهابيين ليبيين إلى جانب حركة شام الإسلام التي كان يتزعمها مغربي وهو ابراهيم بنشقرون العلمي من خريجي مدرسة القاعدة في أفغانستان والمعتقل السابق في غوانتنامو وقتل في معركة كسب في بداية افريل 2014، وهذا التوزع للمقاتلين العرب والأجانب له علاقة بتحركات ابو مصعب السوري الذي اطلق النظام السوري سراحه وكذلك وجود ابو خالد السوري الذي له باع طويل في تنظيم القاعدة وفي انشاء معسكر الغرباء في أفغانستان خلال حكم طالبان.

في بدايات نشوء التنظيمات الإرهابية كان التجمع للإرهابيين وفرزهم قائم أو ينشأ حسب جنسيات الإرهابيين فمثلا أغلب المغاربة كانوا في حركة شام الإسلام لكن هذه الحالة تغيرت نسبيا لكن مازالت مثلا الكتيبة الخضراء تحافظ على التواجد الخليجي في صفوفها وبشكل خاص السعوديين ممن يطلق عليهم لقب الانغماسيين وهم من أكثر الحالات استعدادا للعمليات الانتحارية.

عندما أعلن ابو عمر الشيشاني زعيم جيش المهاجرين والأنصار مبايعته لتنظيم داعش ذهب معه للقتال تحت راية داعش عدد كبير من المقاتلين العرب والأجانب الموجودين معه ومنهم جزائريون حيث انتقل ثقل تحركهم بشكل كبير من مناطق الساحل السوري الى محافظة الرقة حيث مايزال ابو عمر الشيشاني اميرا في داعش بالرقة.

مع العلم أن القسم الكبير من الجزائريين والعرب والأجانب في صفوف جبهة النصرة بايعوا داعش وانحازوا لها أيضاً.

جميع المقاتلين العرب والأجانب لا يستخدمون أسماءهم الحقيقية في التعامل مع الناس بل معروفين بألقاب حركيّة ابو عبد الله الجزائري أو المهاجر أو المغربي أو التونسي او الليبي ودرجت في الشهور الماضية لقب أبو .... التونسي على الكثير من الإرهابيين القادمين من دول شمال افريقيا حتى ولو لم يكن تونسيا فهو جزائري او مغربي او ليبي بعد ان كانت درجت تسمية ابو ... المهاجر كما يستخدم القادمون من دول غربية ألقابا تدل على الدول التي قدموا منها ابو القعقاع الفرنسي، ابو محمد الامريكي، ابو قتادة الدانماركي، أبو الدرداء المصري ... وهكذا ومن الملاحظات التي سجلناها أيضا هو ديمومة الحركة و التنقلات لمقاتلي داعش حيث من استراتيجية داعش عدم الاحتفاظ بالمقاتل أو حتى الأمراء في منطقة واحدة لفترات طويلة ومع تنقله يتم تغيير الاسم فهو مثلا هو ابو عبد الله الليبي في الساحل لكنه يصبح ابو احمد المهاجر في دير الزُّور الخ .. فهناك حركة تغيير مستمرة بالأسماء للتضليل الأمني كما تم توثيق عدة حالات بإعلان وفاة احد الاٍرهابيين بل وحتى عرض صور للجثة في حين أن هذا الأسلوب تستخدمه داعش لتضليل الأجهزة الأمنية لتقوم برفع اسم الذي أعلنت عن وفاته عن قوائم الملاحقين وبالتالي يتمكن من التحرك بسهولة اكثر بهوية وأسماء جديدة في مناطق او ربما دول اخرى.

الأرقام المتداولة عن 30 ألف مقاتل في صفوف داعش رقم فلكي غير صحيح للتهويل الإعلامي والاستثمار السياسي نحن نعتقد أن عدد المقاتلين العرب والأجانب في سورية لا يتجاوز 14 ألفاً في أعظم تقدير وهؤلاء من 85 جنسية مختلفة ونحن نقول بأن قمامة العالم تجمعت في سورية للتخلص منها وعلى حساب دم الشعب السوري وأمنه واستقراره ومسار ثورته وطبعا الرقم هذا لا يشمل عدد المقاتلين التابعين لإيران سواء من الحرس الثوري الإيراني و حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية والمرتزقة متعددو الجنسيات الذين استقطبوا للقتال إلى جانب النظام السوري وهؤلاء إن أردنا أن نحصيهم فهم لن يتجاوز عددهم 20 ألف مقاتل حتى الآن وبسبب انهيار الجيش النظامي وتفككه ووقوع أعداد مهوولة قتلى وجرحى ودمار القسم الأكبر من البنى التحتية العسكرية والأمنية وحركة الانشقاقات الكبيرة (هناك نحو 110 آلاف حالة انشقاق للعسكريين من الجيش منهم 6500 ضابط إلى جانب 4500 ضابط معتقل لدى النظام) وهذا يعني أن النظام لم يعد نظام بعض أن فقد سيطرته على مساحات واسعة من البلاد وبقاء سيطرته فقط على العاصمة دون ريفها ومناطق في الساحل وبعض الأحياء في مدن حمص وحماة وحلب وهذا يعني أن ماتبقى من النظام تحول ميليشيا على رأسها الأسد ومن بقي معه مع العلم أن إيران هي من يهيمن على القرار السوري الأمني والعسكري وحتى السياسي بل حتى يمكن القول أن الجنرال قاسم سليماني رئيس الحرس الثوري الإيراني هو الحاكم الفعلي في سورية.




ماهي المصادر التي تعتمدونها في إعداد الإحصائيات؟

جل مصادرنا بالكامل على الأرض في الداخل السوري ونغطي تقريباً أغلب المناطق حتى المناطق التي مازالت تحت سيطرة النظام وأغلب العاملين أو المتعاونين معنا من ضباط وعسكريين ونشطاء فاعلين ونجحنا في تحقيق الاختراقات للعديد من الفصائل المسلحة وعلى رأسها داعش وأخواتها واعتمادنا الأساسي على 15 ضابط بعضهم برتب عسكرية عليا بعضهم انشق عن النظام نتيجة الحرب ومنهم من كان على رأس قيادة جهاز أمني أو أكثر ولا نخفي بأن لدينا مصادرنا ومتعاونين حتى داخل الأجهزة الأمنية للنظام وبالنسبة لداعش فقد ركزنا على الحضور في كل مناطق تواجد داعش والنصرة وأخواتها وتساعدنا العديد من المصادر في العشائر في محافظات الرقة ودير الزور وفي مناطق ريفية متفرقة لنتمكن من استقراء التحركات إلى جانب من تمكنا من استدراجهم من داخل داعش للحصول على معلومات مفيدة ونهدف من وراء كل ذلك هو الدفاع عن سورية وحمايتها ومكافحة التطرف والإرهاب فتفكيك أي مجموعة يقتضي بالضرورة معرفة نقاط وركائز القوة والضعيف وكل مايتوفر من معلومات دقيقة دون شك ستكون لها أهمية للتخلص من شبح الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي زرعت في سورية لأسباب ومصالح متعددة منها تشويه صورة الثورة السورية لامتلاك منظومة التبرير للقضاء عليها بحجة مكافحة الإرهاب بل إن ماتقوم به داعش وأخواتها قام بالتغطية على جرائم ومجازر النظام وحليفه الإيراني وكل ما يدور في الرأي العام ووسائل الإعلام تركيزه على داعش رغم أن النظام السوري مازال يستخدم الأسلحة الكيماوية وغاز الكلور في استهداف المدنيين ورغم صدور قرار من مجلس الأمن يدين ذلك.

نحن تتبعنا ولادة ومسيرة داعش منذ وضع اللبنات الأساسية لها في ريف حلب وصولاً لدخولها لمحافظات الرقة ثم الحسكة ثم دير الزور ومن يتتبع المسار يجد أن خطة داعش المرسومة هي السيطرة على الشريط الحدودي بين سورية وتركيا وبين سورية والعراق إلى جانب السيطرة على منابع النفط والغاز فيها حيث يرتكز وجود النفط والغاز في سورية في المناطق التي سيطرت عليها داعش. وهذه المناطق التي سيطرت عليها داعش من ريف حلب وصولاً لمحافظات الرقة ثم الحسكة ثم دير الزور في سورية و تضم الموصل وبعض المناطق في العراق ترسم هلالا سنياً حافلاً بالاضطرابات والتوتر في حين على الطرف المقابل هلال شيعي يمتد من إيران إلى جنوب العراق إلى دمشق حيث تسيطر إيران وأدواتها إلى جنوب لبنان والبقاع اللبناني والقلمون السوري فمحافظة حمص فالساحل السوري تسيطر عليه إيران وأدواتها لتتمكن إيران من المحافظة على نفوذها بعد الأسد في قسم من سورية يتصل مع لبنان الذي تسيطر عليه من خلال حزب الله هذا النفوذ والمشروع يمكن أن يسمح لإيران ببقاءها على شواطئ المتوسط قبالة أوربا وتتصل دولة الساحل (دولة العلويين ـ أو النصيريةـ وهي الطائفة التي ينحدر منها الأسد والتي يرتكز تواجدها في مناطق الساحل السوري) ولا أعتقد أن الشعب السوري المتمسك بوحدته الوطنية والترابية ورغم حجم المأساة والشرخ المجتمعي الذي حصل ورغم كل أشكال التحريض الطائفي من أطراف كثيرة ومنها النظام نفسه لن يسمح الشعب السوري بمشروع التقسيم مهما بلغت التضحيات وحجم الضغط الإقليمي والدولي للدفع نحو التقاسم على أسس طائفية بغيضة.




هل أنتم في اتصال مع أجهزة الاستخبارات للدول التي لها مقاتلين في سوريا وتحديدا الجزائر؟

نحن كمركز دراسات متخصص بالشأن السوري الأمني والعسكري ليس لدينا اتصال حاليا مع السلطات الجزائرية ولكننا مع كل الجهود والأطراف التي تريد التعاون لمكافحة التطرف والإرهاب لأن في هذا مساعدة للشعب السوري ونحن مع كل جهد ومسعى يحمي المدنيين والأبرياء أينما كانوا من مخاطر الإرهاب وأدواته .

نحن لدينا اتصالات مع العديد من القوى التي نعتقد بجديتها في محاربة التطرف والإرهاب وتسعى للأمن والاستقرار والتي تعتبر أن وحدة سورية الترابية والوطنية لسورية وأمن واستقرار سورية خطا أحمر.




تشير غالبية التقارير الصادرة ان الجزائريين الأقل حضورا في سورية مقارنة بدول الجوار بما يفسر هذا؟

السؤال ليس دقيقا تماما فعدد الجزائريين في سورية يتجاوز قليلا عدد المغاربة لكنه بالتأكيد أقل بكثير من عدد التوانسيون الذي تجاوز عتبة ال 3000 ارهابي تونسي ونحن نحمل مايسمى حركة النهضة في تونس والتي هي الجناح التونسي لعصابة الإخوان المتأسلمين نحملها مسؤولية تسهيل سفر الآلاف من التونسيين لسورية ونحملها مسؤولية إطلاق سراح الكثير من الإسلاميين الخطرين من السجون التونسية بعد الإطاحة بالرئيس بن علي فهؤلاء قنابل موقوتة ليس على أمن تونس وحسب بل خطرا داهما على منطقة شمال افريقيا برمتها بعد ان شكلوا بتواجدهم ونشاطاتهم الإرهابية في سورية خطرا على السوريين و ساهموا بتشويه صورة ثورة السوريين وساعدوا على حرف مسارها ولا ننسى انه من تونس ومن قيادات في عصابة حركة النهضة خرجت اكذوبة جهاد النكاح في سورية والتي فضحتها صحيفة لوموند الفرنسية.

تضخم عدد الإرهابيين والإسلاميين في تونس ممن يتبنون العنف سببه حكم النهضة لتونس بعد الرئيس بن علي وما كان للنهضة أن تحكم تونس لولا الدعم القطري المالي الهائل والتسويق الإعلامي والسياسي للحركة من قبل قطر وأدواتها.




هل من خطر يشكله هؤلاء على امن الجزائر؟

سيناريو التفجيرات والأعمال الإرهابية التي تستهدف الجزائر وأمنها واستقرارها كانت مقررة منذ نحو عام وكانت التحضيرات للبدء بها قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الجزائر وما أخرها وأحبطها حينها هو السياسة على مستوى الإستراتيجية والتكتيك المتعلقة بالإسلاميين والإرهابيين التي تنتهجها المؤسسة الأمنية الجزائرية التي دون شك تمتلك باعاً كبيراً في الخبرة العميقة في التعامل مع هذا الملف بالتحديد لا سيما وأن الجزائر كانت ضحية للإرهاب على مدار سنوات طويلة ودفع الشعب الجزائري العظيم ثمناً باهظاً لواد الفتنة والإرهاب.

عندما نتحدث عن الجزائر فنحن نتحدث عن دولة عربية كبيرة بلد المليون ونصف المليون شهيد والذي يمتلك إمكانيات بشرية واقتصادية هائلة لكن هناك قوى لا تريد للجزائر ولكل منطقة شمال أفريقيا أن تنعم بالأمن والسلم والاستقرار والازدهار والتنمية ويمكننا أن نقول أيضاً أن المؤسسات الأمنية في المغرب والجزائر ومصر مؤسسات أمنية عريقة تمتلك خبرات متميزة وكوادر عليا محترمة قادرة على رسم استراتيجية أمنية مشتركة لتعزيز أمن واستقرار منطقة شمال أفريقيا.

تم رصد العديد من التحضيرات التي كانت ومازالت تستعد منذ العام الماضي لاستهداف الجزائر ومؤسساته الحيوية هذه الاستعدادات تجري على قدم وساق وتسخر لها الإمكانيات المالية والعسكرية واللوجستية والبشرية لتدريب مجموعات بمهام واختصاصات مختلفة لضرب استقرار الجزائر وأمن المنطقة برمتها هذه التدريبات والاستعدادات يتم التحضير لها في ثلاث معسكرات في ليبيا وأحد هذه المعسكرات قريب من الحدود مع تونس ومن هذا المعسكر تم تصدير أولى العمليات التي استهدفت متحف باردو ونعتقد أن السلطات التونسية عليها البحث الدقيق عن 8 إرهابيين على الأقل كانوا مشاركين في عملية باردو فكل المجموعات الآن يتم تشكليها مشكلة من خمسة إرهابيين بمن فيهم أمير المجموعة وفي عملية باردو كانت هناك مجموعتان على الأقل مما يعني عشرة إرهابيين قتل منهم اثنان مما يعني أن هناك ثمانية مازالوا طلقاء في الشارع وربما يشربون الشاي والقهوة في مقاهي بولفار بورقيبة بالعاصمة التونسية قبالة وزارة الداخلية!.

الخطر الحقيقي الذي يهدد تونس عندما تبدأ الخلايا النائمة تحركاتها التي تلقت جميع أنواع التدريبات بما فيها عمليات الاقتحام الليلي واستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة بعد عودتها سواء من سورية أو ليبيا.

دعونا نفترض ونشبه دول شمال أفريقيا بمبنى سكني فيه بعض الخلافات بين بعض الجيران لكن اذا اشتعلت النيران في أحد طبقات هذا المبنى، هذه النيران ستطال دون شك الطبقات الأخرى وتحرق المبنى بالكامل إلا أن تعاون ونسق الجميع ودون استثناء ووضعوا الخلافات جانباً لإنقاذ المبنى وجميع ساكنيه من النيران والقضاء على من تسبب فيها وهذا يعني باعتقادنا أن الدول المغاربية ودول شمال أفريقيا عموماً والتي بالتأكيد تمتلك اتصالات وتعاون بين وزارات الداخلية والأجهزة الأمنية فيها لكن هذا التعاون وخطورة المرحلة تقتضي أعلى درجات التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات والعمل يدا بيد على مدار الساعة لمواجهة جميع الأخطار المحدقة، ونحن نقرع ناقوس الخطر على أمن واستقرار دول شمال أفريقيا وندعو كل دول شمال أفريقيا إلى تشكيل خلية عمل دائمة الانعقاد بينما يتم وضع أسس لتشكيل مجلس إقليمي أعلى للأمن ومكافحة الإرهاب يضم جميع دول شمال أفريقيا وهذا دون شك سيكون له ثمار ونتائج طيبة تنعكس على مواجهة المخاطر وتحسين العلاقات بين جميع الجوار.