بطّال يحبس نفسه في مسكنه منذ 13 سنة بسيدي عقبة-بسكرة
10-04-2015, 09:19 PM

هي حكاية غريبة لصاحب الـ 47 عاما، عبد الله خلفة، المقيم ببلدية سيدي عقبة، شرق ولاية بسكرة، حبس نفسه منذ 13 سنة، حسب ما أفاد به والده، وأصدقاؤه القدامى الذين تضامنوا معه عبر الفايس بوك، وتداولوا على زيارته في خلوته بمنزل آيل إلى الانهيار، مجاور لمنزل عائلته القريب من المركب الإسلامي عقبة بن نافع.
خلوّ عبد الله بنفسه، طيلة المدة المذكورة، حير الجميع بمن فيهم والده المتقدم في السن العيد خلفة، الذي يسكن في منزل هش رفقة 12 فردا، بالكاد يقدر على إعالتهم من منحته الشهرية (مجاهد)، وجدناهم معرضين لخطر انهيار المنزل أو بعض جدرانه في أي لحظة.
وعلمنا منه أن السكن لشخص آخر آواه فيه إلى حين، ولما سألناه عن حكاية ابنه لم يجد مبررا لذلك وما فهمناه هو أن الوضع الاجتماعي للعائلة ساهم في تدهور نفسية الابن غير أن الأمر مخالف تماما لاعتقادنا فما إن جلسنا إلى عبد الله في خلوته أدركنا أنه يتمتع بكامل قواه العقلية، ولا شيء يعنيه في هذه الحياة سوى كرة القدم والملاعب.
وجدناه في غرفة صغيرة بها ثلاجة وتلفاز، جدرانها مزينة بألوان فريق مولودية العاصمة، فريقه المفضل، الذي يحفظ تاريخه منذ نشأته عام 1921 وعنه قال: "إنه فريق كبير أنجب لاعبين كبارا أتمنى أن يخرج من محنته"، قال ذلك والدموع غلبته قبل أن يضيف أنه قطع المسافات لمشاهدة بعض مباريات الفريق مع فرق أخرى في القسم الأول.
سألناه عن سبب هجرته للشارع وخلوّه بنفسه فرد متسائلا: لماذا أخرج؟ فأنا بطال لا شغل لي منذ صغري، وأنا في ميادين الرياضة أناصر فريق سيدي عقبة، ولما انهارت الرياضة لم يعد لي ما أهتم به، أتمنى أن يهتم المسؤولون بالرياضة في سيدي عقبة".
قال هذا وأجهش بالبكاء في مشهد حيّر من كان حاضرا وشيئا فشيئا امتثل عبد الله لطلباتنا بحكم مقتضيات أخذ صورة له، فانتهى إلى مدخل السكن وهي آخر نقطة تعوّد عبد الله الانتهاء إليها عند توديعه لأصدقائه لكن هذه المرة خطا خطوات أخرى إلى خارج المنزل في مشهد أفرح والده الذي قال باكيا من الفرح: "أنتم أصحاب الفضل في خروجه" وهو ما قاله أيضا أصدقاؤه، لنطلب من عبد الله التوجه إلى مقهى تعود الجلوس
الشروق اون لاين













