المشاكل الاسرية عائق في وجه تعلم الطفل
31-03-2015, 01:07 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليس هناك خلاف بين علماء الاجتماع والتربية بأن الاسرة هي النواة الأولى وعماد المجتمع.وهي من أهمّ مؤسّسات التربية واالتنشئة الاجتماعية.تقوم بعدّة وظائف من أهمّها الوظيفة التربويّة،فالأسرة هي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل مباديء التربية الاجتماعية وقواعد السّلوك والقيّم.
وفي وقتنا الرّاهن،تعيش الاسرة العربيّة حالة من عدم الاستقرار،مشاكل أسرية لا حصر لها:اجتماعيّة واقتصاديّة وانعدام الأمن الناتج عن النزاعات المتكرّرة بين الاب والامّ والاخوة الكباروانشغالهم عن الطفل في حين ندرك ان الطفل محتاج الى جوّ عاطفيّ آمن وحبّ كبير لكي تتفتّح مواهبه ومهاراته وقدراته المختزنة بداخله.والفضاء الاسري المشحون بالمشاكل لن يؤثّر فحسب على مسار الطفل الدراسي بل سيكون له الأثر العميق على مسار حياته كلّها.
من هنا وجب على الأسرة الوعي بدورها في تربية وتنشئة الأبناء والاحساس بوظائفها كاملة حتى تستطيع اقرار جوّ آمن لعيش الأبناء ونموّهم بشكل سليم ومتوازن.وذلك من خلال السعي الى تفهّم الطفل والنّزول الى مستواه،واشباع حاجاته كالحاجة الى النجاح والامن والتّقدير والشعور بالكفاية،وخلق جوّ معتدل يقع بين التّدليل والقسوة،أي احاطته بالعطف والحنان،وتحريك قوى المجابهة والكفاح في نفسه وتحفيزه على مواجهة الصعاب وتجاوز الانتصار عليها، أي :الاعتدال والتوازن. وكذا حمل الطفل على الانضباط الذاتي والطاعة المبصّرة،أي:تعليمهم حبّ النظام وتدريبهم على ضبط النفس من أجل التكيّف مع الآخرين والانسجام مع القواعد المنظّمة للحياة وللناس،زيادة على احترام شخصيّة الطفل من طرف الاب ومساعدته على الوثوق بنفسه(من غير غرور) وتشجيعه على احترام الغير والأقران.
والفصول الدراسيّة لا تخلو من متعلّمين قدموا من وسط أسرويّ غير مستقر ولا يلبّي للطفل حاجاته الاساسية فينعكس ذلك سلبا على تحصيله الدراسيّ.فكيف ستساعد المدرسة ممثّلة في المدرّس هؤلاء الأطفال على تحقيق الاستقرار النّفسي؟
انّ احترام كرامة التّلميذ والتّقرّب منه والانصات اليه وتفهّم مشاكله من طرف المدرّس هي أولى الخطوات التي تدفع بالتّلميذ الى الثّقة بمعلّمه وبالتالي الافصاح عن منغصاته والاسباب التي تجعل منه متخلّفا دراسيّا،والتعبير عن معاناته وحرمانه والمعاملة القاسية وعدم اهتمام الاسرة به وبتعليمه وتربيته. ولن يحقّق المعلّم هذا المبتغى الاّ اذا كان أبا رحيما وعطوفا بمتعلّميه وأبنائه ومقدّرا لعمله ومحبّا له،ومتعاونا مع أسرهم.
غير أنّنا نلاحظ بالملموس (انطلاقا من تجربتي الطويلة في التدريس)غياب تعاون شبه تام بين الاسرة والمدرسة في تنشئة وتعليم وتربية الأطفال.مما يؤدي الى نتائج غير مرغوب فيها.فالأسرة مسؤولة مع المدرسة في تكوين مواطن قادر على استخدام معلوماته ومهاراته في اتخاذ قرارات تتعلق بحياته الشخصية والتي لا يمكن ان تتحقق الاّ بتظافر عمل الأسرة مع المدرسة واقامة علاقة فعالة بينهما يتمّ من خلال اعلام الآباء بالتطوّر الحادث في أداء التلميذ ومناقشتهم فيما يتعلّق ببعض المشكلات التي يتعرّض لها المتعلّم.
والتعاون بين الاسرة والمدرسة كفيل بأن يحقّق نموّا متكاملا في خبرات الطّفل التعليميّة(المعرفيّة،والمهاريّة،والوجدانيّة)ممّا ينعكس على
مستقبل التلميذ بتنميّة شخصيّة متوازنة وحياة متوافقة.
منقول للامانة








