هدى سليمان ... امرأة بأمّـــة
21-05-2015, 04:29 PM
حملت انتماءها إحساسا صادقا في قلبها، ومعلما شامخا على جسدها، متمثلا في ثوبها السوداني الأصيل الذي لازمها أينما حلّت وارتحلت، ضاربة في الآفاق تبتغي العلا، لتحط الرحال بواشنطن، وعندما نزف وطنها إثر الحرب الأهلية بإقليم دارفور، قدّمت له ما لم يقدمه رجال القرارات، ممن أرغوا وأزبدوا أشهرا وسنوات في القمم والإجتماعات، فكانت امرأة بأمّة.. إنها السودانية هدى سليمان.
اِستقرت على ضفاف نهر البوتوماك بالعاصمة واشنطن، بعد رحلة شاقة متعددة المحطات، نهلت خلالها من موارد العلم ورتعت من مرابع المعارف، حتى استوت لها سبل الحياة، في تلك المدينة الباذخة بتفاصيل العصرنة، ولجت عالم الشغل بثقة لا تقيضها البهرجات ولا تزعزعها ترّهات العنصريين.
وفي تلك الفترة من استقرارها، لاحت في الأفق شظايا أزمة متسعرة، قادمة من بلدها الأم السودان وبالتحديد من إقليمها دارفور، حيث شدّت أنظار العالم حرب ضروس بين الإخوة الفرقاء، بسبب فتنة عرقية، فكان قلبها معلّقا بما يحدث هناك، تبكي بدل الدموع دما، وتشارك شعبها آلامه على بعد آلاف الأميال .
كيف يطيب لي عيش هنا وبلدي محترقة، وشعبي مشرد تنهش النسور جثث قتلاه ؟ ماذا يمكن أن أقدم لهم في هذه المحنة؟ هذا ما كانت تفكر فيه هدى سليمان، وبعجلة المضطر، سارعت إلى طرح فكرة تقديم يد المساعدة لبلدها، على مجموعة المغتربات السودانيات في واشنطن، وتعاظمت الفكرة بتعاظم الحماس والجدّية، تمخض عنها تأسيس مجموعة العمل التي حملت فيما بعد شعار"أمريكيات لأجل دارفور" .
وقامت فكرة المشروع على مد خطوات عملية، لدعم اللاجئين السودانيين في مخيمات الدول المجاورة، وذلك من خلال تجسيد مشروع صناعة الحقائب اليدوية ونقلها إلى واشنطن، حيث تتكفل نساء المجموعة ببيعها وإرسال مدخولها إلى اللاجئات الدارفوريات .
واستطاعت هدى بجدها وذكائها استقطاب الكثير من المتضامنين والمتضامنات، من بينهم الفنانة سميرة أحمد التي أحيت الكثير من الحفلات وتبرعت بمداخيل حفلاتها لصالح مشروع المجموعة، وأيضا بالفنانة التشكيلية ميمونة البنجاوي، التي كانت ترسم لوحات من رحم معاناة شعبها، لاقت رواجا كبيرا وتبرعت هي الأخرى بأموالها لصالح المشروع .
وبفضله تحررت النساء اللاجئات مما كان يلحق بهن من اغتصابات واستغلالات، أثناء خروجهن من المخيمات للبحث عن قوتهن وقوت أطفالهن.
وبعزيمة أكبر من سابقتها، واصلت هدى وصديقاتها في المجموعة العمل، من أجل مشاريع أخرى لصالح دارفور الجريح، فنجحن في إنشاء مجموعة مدارس للأطفال في المخيمات، وأيضا في تأمين رواتب المعلمين والمعلمات، من خلال تبرعات الأميركيين المؤمنين بالقضية الانسانية في مخيمات دارفور، كما نجحن كذلك في إقامة مركزين لخدمة النساء في معسكري "أبو شوك "و"كساب ".
وأكثر من ذلك نجحن في تأمين مساعدة نوعية، قدمتها جهات خيرية أميركية بتأمين تعلم الدرفوريات استخدام الطاقة الشمسية في الطبخ، وفي ذلك تأمين لهن من مخاطر التعرض مرة أخرى للاغتصاب في غابات الإقليم وهن يعشن رحلة البحث عن الفحم والحطب.
اماني
http://jawahir.echoroukonline.com/articles/2270.html
اِستقرت على ضفاف نهر البوتوماك بالعاصمة واشنطن، بعد رحلة شاقة متعددة المحطات، نهلت خلالها من موارد العلم ورتعت من مرابع المعارف، حتى استوت لها سبل الحياة، في تلك المدينة الباذخة بتفاصيل العصرنة، ولجت عالم الشغل بثقة لا تقيضها البهرجات ولا تزعزعها ترّهات العنصريين.
وفي تلك الفترة من استقرارها، لاحت في الأفق شظايا أزمة متسعرة، قادمة من بلدها الأم السودان وبالتحديد من إقليمها دارفور، حيث شدّت أنظار العالم حرب ضروس بين الإخوة الفرقاء، بسبب فتنة عرقية، فكان قلبها معلّقا بما يحدث هناك، تبكي بدل الدموع دما، وتشارك شعبها آلامه على بعد آلاف الأميال .
كيف يطيب لي عيش هنا وبلدي محترقة، وشعبي مشرد تنهش النسور جثث قتلاه ؟ ماذا يمكن أن أقدم لهم في هذه المحنة؟ هذا ما كانت تفكر فيه هدى سليمان، وبعجلة المضطر، سارعت إلى طرح فكرة تقديم يد المساعدة لبلدها، على مجموعة المغتربات السودانيات في واشنطن، وتعاظمت الفكرة بتعاظم الحماس والجدّية، تمخض عنها تأسيس مجموعة العمل التي حملت فيما بعد شعار"أمريكيات لأجل دارفور" .
وقامت فكرة المشروع على مد خطوات عملية، لدعم اللاجئين السودانيين في مخيمات الدول المجاورة، وذلك من خلال تجسيد مشروع صناعة الحقائب اليدوية ونقلها إلى واشنطن، حيث تتكفل نساء المجموعة ببيعها وإرسال مدخولها إلى اللاجئات الدارفوريات .
واستطاعت هدى بجدها وذكائها استقطاب الكثير من المتضامنين والمتضامنات، من بينهم الفنانة سميرة أحمد التي أحيت الكثير من الحفلات وتبرعت بمداخيل حفلاتها لصالح مشروع المجموعة، وأيضا بالفنانة التشكيلية ميمونة البنجاوي، التي كانت ترسم لوحات من رحم معاناة شعبها، لاقت رواجا كبيرا وتبرعت هي الأخرى بأموالها لصالح المشروع .
وبفضله تحررت النساء اللاجئات مما كان يلحق بهن من اغتصابات واستغلالات، أثناء خروجهن من المخيمات للبحث عن قوتهن وقوت أطفالهن.
وبعزيمة أكبر من سابقتها، واصلت هدى وصديقاتها في المجموعة العمل، من أجل مشاريع أخرى لصالح دارفور الجريح، فنجحن في إنشاء مجموعة مدارس للأطفال في المخيمات، وأيضا في تأمين رواتب المعلمين والمعلمات، من خلال تبرعات الأميركيين المؤمنين بالقضية الانسانية في مخيمات دارفور، كما نجحن كذلك في إقامة مركزين لخدمة النساء في معسكري "أبو شوك "و"كساب ".
وأكثر من ذلك نجحن في تأمين مساعدة نوعية، قدمتها جهات خيرية أميركية بتأمين تعلم الدرفوريات استخدام الطاقة الشمسية في الطبخ، وفي ذلك تأمين لهن من مخاطر التعرض مرة أخرى للاغتصاب في غابات الإقليم وهن يعشن رحلة البحث عن الفحم والحطب.
اماني
http://jawahir.echoroukonline.com/articles/2270.html











