وماذا بعد الربيع العربي
02-06-2015, 08:21 PM
وماذا بعد الربيع العربي
لا يمكننا حل الأزمات بنفس طريقة
التفكير التى اوجدت هذه الأزمات
البرت اينشتاين
كم كانت الأمور مختلفة عندما هزت الاحتجاجات في تونس العالم في الحادي عشر من يناير الفان واحد عشرة 2011 تساقط النظام في تونس ومن بعده تهاوى في مصر من خلال اكثر الاحتجاجات شعبية في التاريخ , و بدا ان ما يحدث هو شكل من أشكال نظرية تساقط احجار الدومينو , وسوف تجتاح الديمقراطية الواعدة المنطقة العربية دون توقف . ان الفتنة عندما تقبل يدركها كل عالم وعندما تدبر يعرفها كل جاهل , لقد كان واضحا عند ثلة قليلة انه شيء من الأوهام الحالمة لا اكثر وباب من ابواب التمني وسراب سرعان ما يزول فتعقيدات الحياة ومتغيرات العالم أعقد من هذا بكثير , لقد تناسينا أو تغافلنا ان الحكومة الديمقراطية التي جات الى العراق في 2003 حولته الى جحيم طائفي لا مكان فيه لسلطة القانون
اجتاحت الاحتجاجات العالم العربي حتى وصلت الخليج العربي فكان هناك إستباق "ليوم الغضب " لقد وقف رجال الدين وقفة رجل واحد تدعم الحكام وأعلنوا أن جميع أشكال التظاهر ليست من الإسلام في شيء . ولزم اغلب الناس بيوتهم.
كان المتظاهرون يخدعون انفسهم حينا التمسوا ديمقراطية الغرب حلا لمشاكلهم الداخلية .فالديمقراطية الغربية التي غدت انها مستقرة واعدة من جهة ومن جهة اخرى بدت قدوة ونموذجا استغرقت قرونا للخروج من خندق الاقتتال الدموي والتجارب الوحشية في سبيل سياسة مثالية . فالغرب اقام ثروته على قرون من استغلال ونهب قوت الدول الفقيرة , والأزمة المالية العالمية عام 2008 بينت ان الغرب اعتمد على مذهب استهلاكي جشع وجهته اوهام مالية هشة , واعتمد على قدر هائل من الأموال استغلتها علاقات وثيقة بين شركات عابرة للقارات متواطئة مع نخبة سياسية تفلت على نحو دائم من حساب الشعب . كانت الديمقراطية الغربية بعد قرون من التماسك تتداعى , في نفس الوقت كان شباب الأمة العربية يخرج للشارع على تكرار النموذج الغربي في غضون اربع وعشرين ساعة وتلك مفارقة كبرى .
أن واقع الجغرافيا والتاريخ والموروث الثقافي والمعتقد الديني والوضع الراهن ووعي المواطن الجماعي والاجتماعي يجعل من نموذج الديمقراطية الغربية فكرة غير واردة في العالم العربي وفي كثير من المناطق . لقد استدعى خطر ان يسود بديل إسلامي العالم العربي تدخل قوى إقليمية وعالمية وعربية احيانا حفاظا على مصالحها .فتحالفت امريك مع العديد من القوى الإقليمية والدول العربية . ولم تمضي سنة واحدة حتى إنتهى امر الإسلاميين في مصر وتغير واقعهم في تونس غدى لبيا سريعا الى القرون الوسطى ومضى اليمن كسالف عهده ضانا العلم كله صنعاء وعدن .
لا احد اليوم يعلم ما سيحدث في العلم العربي على المدى البعيد .لعل العرب اول من يرسل رجل الى المريخ . لكن هذا لا يهم المهم على المدى القريب أو المتوسط . فمن الواضح أن الإسلاميين أزيحوا تماما من الواجهة وعلى نحو صائب فإن ما يحدث الآن لا يقدم حلا للمحن الاقتصادية والاجتماعية التي أخرجت المحتجين للشارع , وما من شك ان التحول الحاث في المنطقة العربية يجعلها اكثر تقلبا , كما يجعل بعض الحكومات اقل إذعانا لمصالح الأمن القومي الأمريكي , وهذا أمر يقلق الوليات المتحدة و لكي توجه العالم العربي سريع التغير في الوجهة التي تريد فهي تتحالف احيانا وتهدد مرات , فهي لديها من المقدرات والنفوذ ما يتجاوز تحديات الأنظمة العربية الحالية ويفوق طاقتها , إن لأمريكا من القوة العسكرية و الاقتصادية تتوهم انها تملك العالم العربية وتعتبر خروج اي منطقة منه على سيطرتها خسارة لها . لقد اصبح غير خفي أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تورطت في الكثير من عمليات الانتخابية فهي تنتقي وتختار الحكام , ان لمتكن امريكا وراء الربيع العربي فهي تستغله وتديره بما يتوافق مع سياستها من جهة ويحقق مصالحها من جهة اخرى . خاصة ان امريكا بدأت تشرف على مرحلة لمتعد تتحمل تكلفة الحفاظ على هيمنتها كما ان سلطتها الأخلاقية اهتزت بشدة في كثيرا في جميع انحاء العلم وحقائق التاريخ تعلمن ان الإمبراطوريات عندما تصل ذروة القوة تصبح تكلفة بقائها في القمة مكلفة تلجأ للقوة والسلب والنهب ثم تزيد من القوة الى غاية ان تزاحمها قوى صاعدة فتضطر لتقديم تنازلات ثم تقاسم القمة معها ثم التقهقر لتفسح المجال لهذه القوى ان تصعد بينما تنزل هي . وهذا يتضح في السياسة الأمريكية فقد تحولت من القوة الفاعلة المدير المسير
لقد كان الربيع العربي فشلا ذريعا محزنا مخيبا لآمال الناس . وبدا جليا ان ما سيأتي بعده اسوء بكثير مما كان قبله . في ليبيا في مصر في كل مكان اخر . لقد تسببت الأحداث المؤلمة التي هي واقعة الآن بالفعل في قدر هائل من الفوضى والعنف أعادت الإنسان العربي الى عصر التوحش , وأفقدته كل القيم الإنسانية في نظر العالم . فجعلت حياة اناس بسطاء اكثر بؤسا وشقاء مما كانت عليه من قبل .وان بلدانا مثل سوري و اليمن ولبيا تدحرجت عقودا الى الوراء , كل ما تبقى منها شيء من الأطلال وملايين اللاجئين .
أن الأمل الوحيد في تغيير إيجابي هو ان يكون تدريجي اساسه الكفاءات وليس التوافقات ونبتهل الى الى الله ان تكون نظرية الذروة النفطية صحيحة , حتى تستفيق الأمة العربية وتشحذ عقولها الخارجة عن مجال التفكير . ان لا تشعل اوطان لا تملك غيرها مدفوعة بحماسة بلهاء
إن التغيير صعبا لكن ليس مستحيلا . يتطلب شروطا وكفاءات ووعي جماعي ولا يتم الا بالإرادة التي تتطلب حكمة العقل و حكمة العقل تستدعي ثقافة التجربة . اخيرا تكاد تكون حقيقة وليس حقا هذه المقولة " الأشياء اكثر وجودا في العلم العربي النفط والغباء لكن ليس بهذا الترتيب "
لا يمكننا حل الأزمات بنفس طريقة
التفكير التى اوجدت هذه الأزمات
البرت اينشتاين
كم كانت الأمور مختلفة عندما هزت الاحتجاجات في تونس العالم في الحادي عشر من يناير الفان واحد عشرة 2011 تساقط النظام في تونس ومن بعده تهاوى في مصر من خلال اكثر الاحتجاجات شعبية في التاريخ , و بدا ان ما يحدث هو شكل من أشكال نظرية تساقط احجار الدومينو , وسوف تجتاح الديمقراطية الواعدة المنطقة العربية دون توقف . ان الفتنة عندما تقبل يدركها كل عالم وعندما تدبر يعرفها كل جاهل , لقد كان واضحا عند ثلة قليلة انه شيء من الأوهام الحالمة لا اكثر وباب من ابواب التمني وسراب سرعان ما يزول فتعقيدات الحياة ومتغيرات العالم أعقد من هذا بكثير , لقد تناسينا أو تغافلنا ان الحكومة الديمقراطية التي جات الى العراق في 2003 حولته الى جحيم طائفي لا مكان فيه لسلطة القانون
اجتاحت الاحتجاجات العالم العربي حتى وصلت الخليج العربي فكان هناك إستباق "ليوم الغضب " لقد وقف رجال الدين وقفة رجل واحد تدعم الحكام وأعلنوا أن جميع أشكال التظاهر ليست من الإسلام في شيء . ولزم اغلب الناس بيوتهم.
كان المتظاهرون يخدعون انفسهم حينا التمسوا ديمقراطية الغرب حلا لمشاكلهم الداخلية .فالديمقراطية الغربية التي غدت انها مستقرة واعدة من جهة ومن جهة اخرى بدت قدوة ونموذجا استغرقت قرونا للخروج من خندق الاقتتال الدموي والتجارب الوحشية في سبيل سياسة مثالية . فالغرب اقام ثروته على قرون من استغلال ونهب قوت الدول الفقيرة , والأزمة المالية العالمية عام 2008 بينت ان الغرب اعتمد على مذهب استهلاكي جشع وجهته اوهام مالية هشة , واعتمد على قدر هائل من الأموال استغلتها علاقات وثيقة بين شركات عابرة للقارات متواطئة مع نخبة سياسية تفلت على نحو دائم من حساب الشعب . كانت الديمقراطية الغربية بعد قرون من التماسك تتداعى , في نفس الوقت كان شباب الأمة العربية يخرج للشارع على تكرار النموذج الغربي في غضون اربع وعشرين ساعة وتلك مفارقة كبرى .
أن واقع الجغرافيا والتاريخ والموروث الثقافي والمعتقد الديني والوضع الراهن ووعي المواطن الجماعي والاجتماعي يجعل من نموذج الديمقراطية الغربية فكرة غير واردة في العالم العربي وفي كثير من المناطق . لقد استدعى خطر ان يسود بديل إسلامي العالم العربي تدخل قوى إقليمية وعالمية وعربية احيانا حفاظا على مصالحها .فتحالفت امريك مع العديد من القوى الإقليمية والدول العربية . ولم تمضي سنة واحدة حتى إنتهى امر الإسلاميين في مصر وتغير واقعهم في تونس غدى لبيا سريعا الى القرون الوسطى ومضى اليمن كسالف عهده ضانا العلم كله صنعاء وعدن .
لا احد اليوم يعلم ما سيحدث في العلم العربي على المدى البعيد .لعل العرب اول من يرسل رجل الى المريخ . لكن هذا لا يهم المهم على المدى القريب أو المتوسط . فمن الواضح أن الإسلاميين أزيحوا تماما من الواجهة وعلى نحو صائب فإن ما يحدث الآن لا يقدم حلا للمحن الاقتصادية والاجتماعية التي أخرجت المحتجين للشارع , وما من شك ان التحول الحاث في المنطقة العربية يجعلها اكثر تقلبا , كما يجعل بعض الحكومات اقل إذعانا لمصالح الأمن القومي الأمريكي , وهذا أمر يقلق الوليات المتحدة و لكي توجه العالم العربي سريع التغير في الوجهة التي تريد فهي تتحالف احيانا وتهدد مرات , فهي لديها من المقدرات والنفوذ ما يتجاوز تحديات الأنظمة العربية الحالية ويفوق طاقتها , إن لأمريكا من القوة العسكرية و الاقتصادية تتوهم انها تملك العالم العربية وتعتبر خروج اي منطقة منه على سيطرتها خسارة لها . لقد اصبح غير خفي أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تورطت في الكثير من عمليات الانتخابية فهي تنتقي وتختار الحكام , ان لمتكن امريكا وراء الربيع العربي فهي تستغله وتديره بما يتوافق مع سياستها من جهة ويحقق مصالحها من جهة اخرى . خاصة ان امريكا بدأت تشرف على مرحلة لمتعد تتحمل تكلفة الحفاظ على هيمنتها كما ان سلطتها الأخلاقية اهتزت بشدة في كثيرا في جميع انحاء العلم وحقائق التاريخ تعلمن ان الإمبراطوريات عندما تصل ذروة القوة تصبح تكلفة بقائها في القمة مكلفة تلجأ للقوة والسلب والنهب ثم تزيد من القوة الى غاية ان تزاحمها قوى صاعدة فتضطر لتقديم تنازلات ثم تقاسم القمة معها ثم التقهقر لتفسح المجال لهذه القوى ان تصعد بينما تنزل هي . وهذا يتضح في السياسة الأمريكية فقد تحولت من القوة الفاعلة المدير المسير
لقد كان الربيع العربي فشلا ذريعا محزنا مخيبا لآمال الناس . وبدا جليا ان ما سيأتي بعده اسوء بكثير مما كان قبله . في ليبيا في مصر في كل مكان اخر . لقد تسببت الأحداث المؤلمة التي هي واقعة الآن بالفعل في قدر هائل من الفوضى والعنف أعادت الإنسان العربي الى عصر التوحش , وأفقدته كل القيم الإنسانية في نظر العالم . فجعلت حياة اناس بسطاء اكثر بؤسا وشقاء مما كانت عليه من قبل .وان بلدانا مثل سوري و اليمن ولبيا تدحرجت عقودا الى الوراء , كل ما تبقى منها شيء من الأطلال وملايين اللاجئين .
أن الأمل الوحيد في تغيير إيجابي هو ان يكون تدريجي اساسه الكفاءات وليس التوافقات ونبتهل الى الى الله ان تكون نظرية الذروة النفطية صحيحة , حتى تستفيق الأمة العربية وتشحذ عقولها الخارجة عن مجال التفكير . ان لا تشعل اوطان لا تملك غيرها مدفوعة بحماسة بلهاء
إن التغيير صعبا لكن ليس مستحيلا . يتطلب شروطا وكفاءات ووعي جماعي ولا يتم الا بالإرادة التي تتطلب حكمة العقل و حكمة العقل تستدعي ثقافة التجربة . اخيرا تكاد تكون حقيقة وليس حقا هذه المقولة " الأشياء اكثر وجودا في العلم العربي النفط والغباء لكن ليس بهذا الترتيب "







