الخمر الحلال وعودة ابن الرواندي
04-06-2015, 12:49 PM
الخمر الحلال وعودة ابن الرواندي

تعليقا لا تحقيقا حن حصة المحكمة مع بوجدرة
ورواج الخمر المنزوع الكحول

بدأ هذا العام والمواطن الجزائري , الجزائري قد اختلطت عليه الأمور وبدا كأنه ضيع عالمه وفيه وتراثه ومستقبله ,ثم أرتحل بحاصره تائه بين الحقيقة والوهم , وبين الرؤية والسراب , وبين الحلم والعجز . بدأ هذا العام كأن السياسة الجزائرية وأهلها قافلة على طرق التجارة القديمة .تلتزم مسارات تكرر نفسها وتقتفي أثر بعضها حتى لا تتوه أو تتأخر عن أسواقها التي تنظر البخور والتوابل....

تشابكت الطرق على القافلة أكثر مما تذكرت ولم تعد تملك عقيدة سياسية , يقع الاحتكام اليها في حل الأزمات ضمن بناء منطقي متكامل له قواعده و مرتكزا ته , خاصة أن أطرافا إقليمية ودولية دائمة الحضور مستعدة للتدخل مستغلة إخفاقاتنا مشككة في محاولتنا النهوض , او البحث عن حلول , ولا يحتج معلل أو مراقب مهتم ولا يصعب عليه أن أفقنا السياسي ليس فيه حلا سريعا لمشاكلنا أو طريق سهل نتقدم فيه خطوة او حتى نبقى فيه محتفظين بما نملك أو نأمل أن نملك . فالتيارات الخارجية بمدها و جزرها من جهة تأثيراتها المتدفقة من جهة دون توقف تدفنا وتوجنا في طريق تريد هي أن نكون في ولا تسمح لحد أن يضل خارج مجالها المغناطيسي متمثلة في اقتصاد علمي يحكمه راس مال يتدفق يتحرك دون قيود , وبشر يتحرك دون حدود ثم معلومات تدفق بدون سود , إضافة حركة إعلام وإعلان من القنوات الفضائية وكلها تؤثر بطريقة فادحة على اهتمامات وتطلعات وأمزجة الناس بل أنها قادرة في كثير من الأحيان على إعادة وصياغة وتشكيل هذه الاهتمامات وتكاد أصواتها ولقنواتها أن تحل محل الثقافة وتعيد كتابة التاريخ .

كلنا قرانا وسمعنا كثيرا عن خمر حلال في الأسواق , وقبلها الناس لم تسمع عن الخمر الحلال إلا في الجنة والعالم الأخر خفي عنا نؤمن به لا ندركه وأن له معنى غير الانتباه والمنام . خمر منزوعة الكحول دارت حولها الردود بين سائل ومسئول وبين مستنكرا قليلا ومرحبا اأقل وغير مهتم كثيرا . وتشابه على الناس المباح والمستباح , ولم يبقى بين المسموح و المنوع ما يفرق كثيرا ومضى الأمر بين قليل من النقد وكثير من الجدل .

لم ينته هذا الجدل حتى جد ما يثير في حصة المحكمة التي تبثها قناة الشروق باستضافة رشيد بوجدرة معلنا إلحاده مقارعا للممنوعات جاعلا الطوطم و التابو(المقدس والمحرم) سواء
شاهدت صدفة الحصة كباقي الناس , ولم تكن منشطة الحصة على حظ وافر من قوة الجدال وليس لها قدر كبير من حجة البيان او رصيد كافي من الفكر الديني حتى الرسالة المراد إصالها لذهن الشاهد وسارت الحصة ترسل رسالة عكسية وكان لبوجدرة ما يريد فبدا مجادلا جيدا مسيطر اكثيرا عارضا افكاره موضحة لرؤيته في الحياة .كان يعرض قناعته ( ما يبدو قناعة) وكانت المنشطة تسأله وتسمعه كثيرا وتعارضه قليلا و أكتفت ان تعترض وتصوب له الآية الأولى من سورة الكوثر ز لتمضي الحصة كما بدأت .

بوجدرة ليس ظاهرة فريدة لا شخصية فذة ولا فكر محدث , فكثيرا من المفكرين الحدوا في عصرنا أشهرهم عبد الله القصيمي لكن اشهرهم في الإسلام ابن الرواندي .لم يكن بوجدرة في مستوى فكر ابن الرواندي ولا حتى القصيمي لكن الحصة جعلت منه ذلك وأكثر. لم يكن فصيحا لكنه افصح عن أفكاره وإن لم يكن مقنع فقد بدا مقتنعا لم يجد تصويبا فبدا صائبا .

إن أغلب الناس البسطاء لهم رصيد متواضع في من الثقافة الدينية فير العبادات (الصلاة والزكاة......) ولكن القلة القلية جدا تعريف امور بسيطة عن العقيدة والحد الفاصل بين الكفر والإيمان . ومن السهل جدا ان تمضي أفكار بوجدرة محتلة حيزا في فكر الشاهد البسيط ذلك ان كثير الإطلاع في في امور العقيدة دون منهج واضح وعلما كافي يتشكك , فإن حركغير المطلع فكره في هذا الجانب فأول مايفعله يقبل ما يسمع ويقرأ ويحتار فيما يشاهد . اردت قول شيء واحدا لا غير لابد ان تكون العقول لديها قدر من الفكر لكي تجادل ورصيد من المعرفة لكي تبحر ولا تغرق . وان عموم الناس في استغناء عمن يحير وميض الإيمان في قلوبهم . فهم بما عايشوه ويعيشونه من هموم تثقل كواهلهم وتزاد ولا تقل بعيدين كل البعد وغير مستعدين ان يضيفوا حملا اخرة أو حيرة إيمان وتجربة دين جديد