"بكالوريا زمان" التلفزيون بث سؤال الرياضيات عشية الامتحان في الثمانينيات
12-06-2015, 10:49 PM
فند أساتذة من قطاع التربية ما تتداوله هذه الأيام وسائل الإعلام، عن فضائح الغش في امتحان شهادة البكالوريا على أنها ظاهرة جديدة برزت خلال السنوات الأخيرة لاسيما هذه السنة، حيث أكدوا أن فضائح غش كثيرة كانت تسجل خلال سنوات الثمانينات وما بعدها، رغم أنها لم تكن الأساليب نفسها التي أضحى عنصر التكنولوجيا والبلوتوت هو السيد في المساعدة على ارتكابها.
قال أساتذة في تصريحات لـ"الشروق" إن سبب بروز هذه الفضائح على الساحة خلال هذه السنة تحديدا هو التعددية الإعلامية، وما رافقها من تنافس للوصول إلى السبق الصحفي ما جعلها تكشف عن هذه الفضائح للرأي العام على أنها سابقة في تاريخ امتحان شهادة البكالوريا.
وكشف أحد الأساتذة من مجتازي هذا الامتحان المصيري فترة الثمانينات؛ وهي الفترة التي كان التلفزيون الجزائري يبث دروسا لفائدة تلاميذ البكالوريا، فيما كان يسمى آنذاك بالتلفزيون المدرسي، أنه وهو يستعد لخوض امتحان البكالوريا صبيحة اليوم الموالي، وفي الوقت نفسه يتابع حل تمرين في الرياضيات على شاشة اليتيمة، وبعد الانتهاء من حله سجل الأستاذ تمرينا آخر طلب من التلاميذ على الشاشة حله للمراجعة، وكان عبارة عن دالة لوغارتمية، وإذا بالدالة نفسها تطرح في اليوم الموالي على الشعب العلمية. وتأسفت -يقول الأستاذ- أنني ومن سوء حظي لم أحاول ليلتها حل تلك الدالة، ولو فعلت لتحصلت على العلامة الكاملة مثلي مثل غيري ممن تنبهوا لها، لكن يقول الأستاذ لو كان هناك الزخم الإعلامي كما هو عليه الحال اليوم لبرزت هذه الفضيحة، إن صح أن نسميها كذلك على الساحة واتداولتها وسائل الاعلام ولحدثت فيها تحقيقات ومحاسبات.
وتقول إحدى السيدات التي حصلت على البكالوريا بعد إخفاقها في المرة الأولى نهاية الثمانينات والسبب هو الحادثة التي تعرضت لها آنذاك من أول يوم امتحان، ولازالت تذكرها إلى اليوم كلما اجتاز احد أبنائها هذه الشهادة. وتقول السيدة أنها تعترف أن تعزيز جانب الأمن والحراسة بمراكز الامتحان أصبح مشددا الآن، ولا يمكن أن يدخل شخص غريب إلى مركز الامتحان حتى ولو كان أستاذا، إلا انه ليس مكلفا بالحراسة أو الأمانة، لكن ما حدث لها خلال اجتيازها لأول بكالوريا آنذاك هو أنها امتحنت في أول مادة وهي الرياضيات، ولأن التوتر يلعب دورا كبيرا في التأثير على الممتحنين، فقد كنت كالك نظرا لحرصي الشديد على نيل هذه الشهادة، ونتيجة ذلك -تقول السيدة- أخطات خطأ كبيرا في حل إحدى الدوال الأسية، التي كانت سالبة، إلا أنني قمت بدراستها على انها موجبة ما جعلها تأتي كلها خاطئة، لكن لم انتبه للأمر وكان بإمكاني أن اجتاز باقي المواد بسلام لولا أنني عند خروجي من قاعة الامتحان وداخل المركز صادفت رفقة زميلاتي أستاذ المادة الذي من شدة حماسه أعطى لنا الإجابة شفويا فكانت الصدمة، وما كان عليّ إلا أن خرجت من المركز وقد أحبطت معنوياتي وأثر ذلك عليّ في باقي المواد التي كنت اجتازها وكأنني أعرف أنني لن انجح، لأنني سأحصل على نقطة إقصائية. هذه الحادثة التي لا يمكن أن تحدث بمراكز الامتحان اليوم وحتى امامها جعلتني انصح كل من يجتاز البكالوريا بأن لا يسأل عن الامتحان الذي اجتازه، بل يفكر في الامتحان الموالي حتى لا تتأثر معنوياته في حال اكتشافه بعض الأخطاء في الإجابة.
فإن كانت الزوبعة التي صنعها تسريب الأسئلة في الدقائق الأولى من الامتحان صنعت الحدث، فقد كان بالإمكان حسب البعض أن تكون قصة هذه السيدة قد تصدرت الصحف والقنوات ولتداولت بأن أستاذا يصدم تلميذته بمواجهتها بالإجابة الصحيحة أمام مركز الامتحان، وهناك فضائح بجلاجل ـ حسب البعض ـ لم ترصدها أقلام الصحافة ولا عدسات المصورين، بل أن بعض المشاكل التي كان يتعرض لها الممتحنون أنفسهم لم تجد الجرأة منهم آنذاك لفضحها ولو بتقارير إلى المديريات كما هو الشأن اليوم، أين أصبح التلميذ لا يجد أي مشكل في مواجهة أستاذ أو حارس أو مدير مركز ووو... نظرا لعامل الجرأة الذي أصبح يميز فئة المراهقين عكس أقرانهم سنوات السبعينات والثمانيات.







