أعدموا الفايسبوك..!
11-06-2015, 11:35 AM
جمال لعلامي
ينتهي اليوم "تكسار الرّاس" ووجع الدماغ الذي تسببت فيه "التسريبات"، أو ما سمّي بتصوير مواضيع البكالوريا ونشرها حرفيا ومثلما ولدتها أمها على الفايسبوك.. سيرتاح الفرطاس من حكان الرّاس، في انتظار إعلان النتائج بداية جويلية القادم، لتـُطلق أجراس الأفراح والأتراح معا !
وزارة التربية، حتى لا نقول الوزيرة نورية بن غبريط، أصبحت بين حلين لا ثالث لهما، وقد يكون أحلاهما مرّ: فإمّا أن "تزيّر" التصحيح فتكون النتائج كارثية، ويهزمها بن بوزيد وبعده بابا أحمد، وإمّا أن "ترخي" التصحيح وتأخذ بعين الاعتبار التسريبات، فتصعد النتائج وينزل المستوى!
إلغاء تحديد العتبة والعمل بنظامها، لم يكن بردا وسلاما، إلى أن يثبت العكس، سواء على الوزيرة أم الأساتذة أم التلاميذ، وها هي رياح "التخلاط" تهبّ بما لا تشتهيه السيّدة بن غبريط، ومعها أيضا ما لا يقلّ عن 800 ألف مترشح، إضافة إلى الآلاف والملايين من الجزائريين!
بكالوريا 2015 بدأت "سياسية"، رغم أن شُبهة التسييس كانت تلاحق نتائج الشهادة خلال السنوات الماضية، وهو ما كذبه مرارا وتكرار وزراء القطاع، وكذبته كذلك بن غبريط، التي أسقطت العتبة التي كانت "مربوحة"" بالنسبة للآلاف من تلاميذ الجيل الجديد ممّن يُريدون "الباك" هديّة لا تختلف كثيرا عن الهدايا التي يوزعها "بابا نوال" في رأس السنة!
عندما تتكرّر "مهزلة" التسريب والتهريب والعبث، من العربية والرياضيات إلى الفلسفة، وغيرها من مواضيع المواد والشعب، خلال أيام الامتحانات الرسمية، فهذا إمّا أنه دليل على "فشل" الوزارة في مهمة تأمين مصداقية البكالوريا، وإمّا أنها "مؤامرة" فعلا نـُسجت من طرف محترفين ومهنيين وليس من قبل تلاميذ لا حول ولا قوّة لهم!
مصداقية البكالوريا ضـُربت في مقتل، وكانت السقطة حتما مقضيا، وسواء تحسنت النتائج أو استقرّت أو تطورت من السيء إلى الأسوأ، لا يُمكن لا لبن غبريط، ولا للأساتذة الحراس، ولا للنقابات، ولا لأيّ كان، أن يُدافع عن "نزاهة" امتحانات هذا العام، طالما أن دمها استبيح بخناجر التسريبات، وطالما أن الوقائع أكدت أن الفايسبوك هزم الجميع وحده!
قد يصبح في يوم من الأيام، الفايسبوك هو المتهم رقم واحد في نظر وزارة "التغبية"، فتشتكيه لله أولا، ثم تطالب بمحاكمته في ساحة الشهداء، وإعدامه شنقا، حتى لا تتكرّر "المضحكة" السنة القادمة، وحتى يتمّ ردّ الاعتبار لشهادة أصبحت في نظر تلاميذ مجتهدين ومتفوقين، "بايرة" ومضروبة في "شرفها"، طالما أن السرقة أصبحت منافسة للاجتهاد والكدّ وسهر الليالي.. اللهمّ إني صائم.. قبل رمضان!







