أطفال "المطلوع" يفضحون وزارة التضامن..!
23-06-2015, 11:47 PM
- عرعار: انتشار عمالة الأطفال دليل على تفشي الفقر في الجزائر
- خياطي: 600 ألف طفل يضطرون للعمل في رمضان سدا للحاجة
- جمال غول: لا يجوز للأولياء دفع أطفالهم إلى بيع
حكيمة حاج علي صحافية بقسم المجتمع بجريدة الشروق اليومي
كشف آخر تقرير لوزارة العمل والضمان الاجتماعي، أن نسبة عمالة الأطفال في الجزائر لا تتعدى 0،5 بالمائة، وهو الرقم الذي أكدته وزارة التضامن التي كشفت أن نسبة الفقر في الجزائر في تراجع مستمر بنسبة لا تتجاوز 1،7 مليون شخص، بما يعادل 4،5 بالمائة.. ، هذه الأرقام "النظرية" تكذبها الجزائر العميقة، ويفضحها الواقع الذي يصنعه الآلاف من الأطفال والعائلات التي خرجت إلى الشارع في رمضان لبيع ما تنتجه في البيوت لربح دنانير إضافية تعيلها على متاعب الحياة..
أجبرت الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاهرة أطفالا في سن البراءة على بيع "المطلوع" في شهر رمضان، حيث تجدهم ينتشرون بكثرة أمام المساجد وعلى قارعة الطريق تحت أشعة الشمس الحارقة، بغرض كسب بعض الدنانير، وبالرغم من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الجهات المختصة في سبيل استئصال الظاهرة من جذورها، إلا أنها في تزايد مستمر.
تضطر العائلات الفقيرة للتضحية ببراءة أطفالها في سبيل توفير لقمة العيش، حيث يجبر هؤلاء الصغار على التخلي عن أحلامهم وطموحاتهم من أجل سد الرمق، فيحترقون تحت أشعة الشمس من أجل بعض الدنانير التي يعودون بها مساء إلى بيوتهم ويضعونها في يد رب العائلة، وتتكرر مشاهد هؤلاء الأبرياء وهم يحملون سلة المطلوع ويجوبون بها الشوارع والأزقة، أو يقفون أمام طاولات نصبوها، ومن مفارقات الحياة أن يبيع أطفال الجزائر المطلوع من أجل "الخبزة".
وفي هذا الإطار، أكد عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة ندى، أنه في ظل غياب عمل وقائي وحلول جوهرية لمحاربة ظاهرة عمالة الأطفال، فإن هذه الأخيرة ستستمر، وهي دليل على اتساع رقعة الفقر في البلاد، حيث إن عدد الفقراء يزيد سنويا، مشيرا إلى أن التحولات الاقتصادية والاجتماعية تضر بصفة مباشرة بالفئات الهشة، ليدفع الأطفال ثمنها ويكونون عرضة لكل المخاطر، مضيفا أنه لا يمكن استئصال الظاهرة عن طريق التنديد فقط، إذ أن قانون الطفل الذي تم المصادقة عليه مؤخرا يستدعي التطبيق، قائلا إنهم في انتظار تنصيب الآليات لتوفير عمل جدي، إذ أنه لابد من مرافقة دائمة للعائلات الفقيرة حتى تصل للاستقلالية والاستقرار.
ومن جهته، كشف البروفسور مصطفى خياطي، أن انتشار عمالة الأطفال في رمضان يكذب الأرقام الرسمية حول نسبة الفقر، مؤكدا أن 600 ألف طفل يتوجهون للتجارة بمختلف أشكالها في رمضان، وهذا ما يعطي صورة حول اتساع رقعة العائلات المحتاجة، ورغم ما تمثله العمالة من أخطار على صحة ونفسية الأطفال يقول محدثنا، إن الواقع المزري الذي تكابده الكثير من العائلات الجزائرية يدفع الأولياء إلى إجبار أطفالهم وتخييرهم ما بين العمالة أو الجوع.
ومن الناحية الشرعية، بيّن رئيس المجلس العلمي المستقل للأئمة، الأستاذ جمال غول، أنه لا يجوز شرعا للأولياء توجيه أطفالهم نحو العمل بما يتعارض مع حقوق الطفل والقوانين التي وضعتها الجزائر للحفاظ على هذه الشريحة.
