بعد تهديد عيسى بطرد 55 إماما سلفيا بالعاصمة السلفيون والمتطوّعون يفجّرون "فتنة" بين الأئمة!
25-06-2015, 11:54 AM
- غول: الوزارة مجبرة على التعامل مع السلفيين لأن العجز في المساجد فادح
- بركاني: جهات تحاول جر الوزارة إلى إشهار سيف الحجاج ضد السلفيين
- حجيمي: على الأئمة اتباع المرجعية الدينية لتفادي زعزعة الاستقرار
صحافية بجريدة الشروق مختصة بمتابعة القضايا القانونية
تباينت آراء الأئمة في تصريحات وزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، بخصوص طرد 55 إماما يمثلون التيار السلفي، ممن ينشطون عبر مساجد العاصمة لعدم اتباعهم المرجعية الدينية الوطنية، حيث اعتبرها البعض بعيدة عن الواقع لأنها ستصطدم بالعجز الفادح في تأطير المساجد، ورأى فيها آخرون قرارا صائبا يجب احترامه وعدم تخطي الخط الديني الوطني والمرجعي للحفاظ على استقرار وأمن البلاد.
وانتقد رئيس النقابة المستقلة للأئمة، جمال غول، ما ورد على لسان وزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، لدى استضافته في فوروم يومية "ليبرتي" بخصوص تهديده بفصل 55 إماما سلفيا من مناصبهم عبر مساجد العاصمة، ليؤكد أنه لم يسمع بهذه التعليمة شخصيا، لكن، يقول، في حالة ثبوتها فهذا شيء غير مقبول، ليتساءل: "ما هو البديل الذي سيجلبه الوزير بعد طرده هؤلاء؟" وواصل كلامه: "من سيتكفل بالمساجد المعنية؟" مشيرا إلى أن الواقع يثبت وجود عجز فادح في تأطير المساجد وهو ما جعل الوزارة تستنجد بالمتطوعين الذين غالبا ما يمثلون التيار السلفي، ليؤكد غول أن الوزارة مجبرة على التعامل معهم، مستبعدا استبدال الأئمة المتطوعين بخريجي الجامعات؟ وقال: "هذا ضرب من الخيال لأن الواقع شيء آخر والبديل غير جاهز حاليا".
ودعا الأمين العام لنقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية، حجيمي جلول، هؤلاء الأئمة إلى اتباع المرجعية الوطنية الدينية للحفاظ والاستقرار على أمن البلاد، مشيرا إلى أن منح الرخصة لهم ونزعها يبقى من صلاحية الوزارة وحدها، التي تتصرف ضد كل من يخالف المرجعية ويدعو إلى التطرف، معتبرا أن النقابة ستدعم كل إمام تعرض للظلم، لكن إذا تعلق الأمر بالمساس بالأمن والمرجعية الوطنية فهذا أمر آخر. وأكد حجيمي أنه يجب إعادة النظر في رسالة الإمام وإيجاد حلول حقيقية للتطرف دون الإضرار بأي طرف.
من جانبه، يرى الإمام سلطاني بركاني أن السّلفيين ليسوا وحدهم من يخرق المرجعية الدينيّة والوطنيّة، فأكثر من 75 % من الأئمّة، حسبه، لا يبدون أيّ اهتمام بهذه المرجعية، ويفضّلون الانحياز إلى المدارس الفكرية المعاصرة. وأضاف: "حتى الجهات الوصية نفسها تخرق هذه المرجعية في قضايا أكبر وأثقل من التي يتبنّى فيها السّلفيون اختيارات تثير القلاقل في بعض الأحيان". وبعيدا عن الفتن التي يثيرها بعض السلفيين في بيوت الله، يقول بركاني: "هناك جهات تنادي بإعلان الحرب على السلفيين، وتحاول أزّ الوزارة المسؤولة إلى إشهار سيف الحجّاج في وجوههم" وهو ما يدعو إلى الريبة، حسبه، مع استشراء ظاهرة التضييق على المظهر الإسلاميّ في بعض مؤسّسات الدّولة، مضيفا: "يراد تحويل الأئمة إلى موظّفين لا تتعدّى همومهم الرّواتب والعلاوات"، مطالبا الوزارة الوصية بمعالجة الموضوع بالعقل والحكمة وعلى السلفيين التحلي بالمرجعية الدينية.







