منصف المرزوڤي/ إذا واجهت الجنود الإسرائيليين سأتصرف كما تصرف غاندي
25-06-2015, 11:58 AM


  • الأسطول تأكيد لموقف معنوي وأخلاقي لا يواجه بالمدافع يا إسرائيل
  • إسرائيل قد تسمح بوصول الأسطول لغزة كجزء من التهدئة في المنطقة
  • قوة أسطول الحرية 3 في تمثيله لكل الأديان والضمير العالمي
  • ضغوطات الأساطيل ستتواصل بأسطول حرية مغاربي رقم 4
حاوره بكريت مبعوث الشروق إلى اليونان: عبد اللطيف بلقايم


إلتقت الشروق بالرئيس التونسي السابق، منصف المرزوڤي، بجزيرة كريت اليونانية بصفته مشاركا في أسطول الحرية 3، إليكم عصارة هذا اللقاء.

أسطول الحرية الثالث هذه المرة يستقوي بشخصيات بارزة، منها حضرتكم، كرئيس سابق للجمهورية التونسية وأعضاء آخرين بصفات مختلفة، ضمن الوفد من أوربا وإسرائيل، ما رأيكم في هذا الاستقواء المعنوي؟
أعتقد أن الموضوع الرئيس هو موضوع غزة، وهو الموضوع الذي ينبغي التركيز عليه باعتباره تعبيرا عن حجم المأساة في غزة بسبب سنوات الحصار، وأنا مجرد مشارك من المشاركين وأتشرف بهذه الصفة اليوم التي هي صفة الحقوقي وليس كرجل سياسي. وأنا الآن ليست لي أية مسؤولية سياسية، لكن بقيت طوال عمري مناضلا في إطار حقوق الإنسان وهذه قضيتي.. حق الحياة، حق الكرامة والعمل والصحة والسفر.. كل هذه الحقوق منتهكة وبالتالي كان من الطبيعي للإنسان أن يتضامن مع هذه المجموعة المظلومة، وللأسف غزة ليست الوحيدة، فنحن نشاهد الظلم المنصب في سوريا واليمن والسودان، وكل هذه الشعوب تعيش مظالم كبيرة نتيجة أوضاعها السياسية وان شاء الله ربي يقدر الخير للأمة المسكينة التي تعاني الآن من إنفجارات اجتماعية عنيفة في كل المستويات.


كيف خطرت على بالكم فكرة المشاركة في أسطول الحرية الثالث؟
بصراحة لما كنت في تونس جاءني وفد، خلال فترة الاستعداد والتحضير للأسطول وطلبوا مني الدعم، فقلت في ذهني أي دعم بإمكاني تقديمه سوى أن أكون بينهم، وهو الدعم الوحيد الذي يمكن لي الآن، لأن حجم القضية وحجم المأساة والمساهمة لا يكون بالتصريحات، كأن أقول لهم مني لكم دعم معنوي، أو ما شابه أو مادي، ما يعيشه الفلسطينيون وحجم مسؤوليتنا تستدعي أن أكون شخصيا مشاركا.


بالنسبة للتحضيرات والترتيبات، هل المرزوڤي له علم بتاريخ وموقع انطلاق الأسطول؟
والله بالنسبة لي هناك لجنة تنظيم، هي التحالف الدولي من أجل كسر الحصار عن غزة، وقد أخذ على عاتقه كل المسائل التنظيمية والمادية وأنا بقيت بعيدا عن كواليس التحضيرات. أنا كباقي الناس المشاركين موجود رهن إشارة الانطلاق التي ستُعطى غدا (الحوار أجري أمس) على ما اعتقد، لأن الأمر مرتبط أساسا بالأحوال الجوية، فحالما تتحسن سنُبحر.


كيف تتصورون حضرتكم تصرف الجيش الإسرائيلي مع أسطول الحرية في عرض البحر؟
والله كل الاحتمالات مفتوحة، ولكن ما أتمنى، أن لغة العقل هي التي ستكون سائدة، لأنه في آخر المطاف هذه مهمة إنسانية، يقوم بها حقوقيون لحمل أدوية ومواد طبية، وألواح شمسية للشعب الفلسطيني، وبالتالي ليس هناك أي داع للتعرض لهذه القافلة التي لا تحمل سلاحا ولا تهديدا، وإنما هي قوة معنوية جاءت لتؤكد موقفا أخلاقيا، والمواقف الأخلاقية والمعنوية لا تواجه بالمدافع.


ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها حضرتكم، لإسرائيل ونحن على مقربة من الانطلاق؟
أسمع حاليا أن فيه محاولات للتهدئة في هذه المنطقة، وهناك نقاشات حول التهدئة، ومن الممكن أن يكون وصول هذه القافلة الإنسانية إلى غزة، جزءا من التهدئة، وأنا أدعو إليها بطبيعة الحال، لأنني موجود بصفتي كحقوقي، وهناك منطق في فكر الإنسان، وهو الذي يدعو بالتعامل بحكمة وإنسانية مع هذه المشاكل.


دكتور، الجيش الإسرائيلي لم يستثن من التعنيف والاعتداء، أية شخصية من الأسطول سنة 2010 وأنا كنت شاهدا على ذلك، فقد تم تعنيف رجال دين ونساء طاعنات في السن وكبار النواب وسياسيين عالميين، كيف تتوقعون أنتم شخصيا التصرف مع الأسطول ومعكم، وماذا يجول بخاطركم من صور في حال اعتراض طريقنا البحري؟
لا أدري.. (شوف) أنا متأثر بشخص في هذه الأمور وهو المهاتما غاندي. وغاندي له قصة مشهورة لما فُرضت ضريبة باهظة على الملح، فسار مع أنصاره للاحتجاج على هذه الضريبة وتعرض للتعنيف، ولكنه لم يتوقف، وبالتالي كل أصناف العنف في هذه المواقف الأخلاقية المبدئية لا تنفع وتؤدي إلى نتيجة معاكسة.


من حيث الشخصيات المشاركة في الطبعة الثالثة للأسطول، هل نوعيتها وتركيبتها مؤثرة وكافية لصنع قرار قوي من قبيل كسر الحصار عن غزة؟
طبعا، لأن هذا ليس أسطولا عربيا وليس فيه عرب في غالبيته أو مجمله وليس إفريقي التنظيم، فهذا أسطول عالمي مكون من شخصيات، وفيه من كل الأديان، مسيحيين ومسلمين ويهود. يعني تكوين الأسطول دليل على أنه ليس بالأساس موقفا سياسيا، بل موقف أخلاقي ومبدئي وحقوقي، وهذه قوته، فلو كان سياسيا لكانت الباخرة كلها عربا، ويكون الوقع أقل، فأسطول الحرية ثلاثة يمثل الضمير العالمي وكل الأديان والأطياف والاختلافات، وهم متفقون على شيء واحد، وهو يجب انهاء هذا الغيتو الموجود فيه الفلسطينيون، ويجب أن يكون الحق في محافظ مدرسية وألواح شمسية وأدوية لأطفال غزة. وهذا الخطاب لا يمكن لأي قوة أن تواجهه بدون التخلي عن شرعيتها أو بما تعتقد أنه شرعيتها.
نحن في سياق عربي صعب، يتمثل في مأساة ليبية وسورية وأخرى، وعلينا أن نتذكرها ونواكبها ولكن علينا أيضا ألا ننسى المأساة القديمة، وكل هذه المآسي لا ينبغي أن تغطي على مأساة شعب يتخبط في الفقر، وثمانين في المائة من الغزاويين يعيشون تحت خط الفقر وهذا نتيجة الحصار، وهي المأساة الكبرى.


وكيف ترون المشاركة المغاربية في هذا الأسطول؟
المشاركة موجودة، ولكن كان بالإمكان أن تكون أكبر، فالقضية ليست قضية وطنية جهوية، بل هي عالمية، ويجب أن ننظر إليها من زاوية النظر العالمي وليس القومي، نحن هنا نمثل العالم أجمع وبالتالي القضية لا تقاس بوجود أكبر عدد من العرب أو شيء آخر، بل بوجود كل أطياف الأديان والبشر. وعلى ذكر المغاربيين، أنا على علم بوجود تحضيرات لأسطول الحرية أربعة يقوم بتحضيره مغاربيون، ومعناه أن مسلسل الأساطيل سيتواصل حتى لو منعنا من الدخول إلى غزة، فالمسألة لن تتوقف حتى كسر الحصار..ع لى الحصار أن ينتهي وسينتهي في وقت ما، ونتمنى أن ينتهي الآن، وإذا لم ينته الآن، فسينتهي مرة قادمة.


اسمحوا لي أن أسأل حضرتكم حول موقف أسرتكم الصغيرة، كيف كان موقف الزوجة والبنات من مشاركتكم في الأسطول لما فيه من مخاطرة؟
بطبيعة الحال، زوجتي وبناتي خائفون من المشاركة، فهم يشعرون بالقلق، ولكن شجعوني وهم يعرفونني بأن طوال حياتي كنت مغامرا، مقاوما ضد الاستبداد فكانت في حياتي أيام خطيرة جدا، لكن دائما كنت أشعر وأحظى بالدعم والتفهم من العائلة، على كل حال هم يعرفون أيضا أني لن أتراجع وبالتالي عليهم ألا يضيعوا وقتا كثيرا في محاولة ثنيي.


ما هي رسالتك لأنصارك في تونس؟
ليست لي رسالة للتوانسة، لأنهم يعرفونني بأنني أدافع عن القيم داخل أو خارج السلطة، فأنا لم أتغير، وسأواصل طريقي بنفس التوجه ولم أخرج عن طريقي، والتوانسة لن يستغربوا هذا الموقف.