المسبوقون قضائيا والمتطرفون ممنوعون من الاعتكاف في المساجد!
26-06-2015, 12:17 AM


  • أئمة ينتقدون التضييق على ممارسة الشعائر الدينية في المساجد
زهيرة مجراب


لم تكد تنقضي الأيام الأولى من الشهر الفضيل، حتى تجدد النقاش حول الاعتكاف في المساجد هذه السنة، والطريقة التي سيتم فيها، في ظل الخناق الذي تشهده بيوت الله، ووسط تخوفات الدولة من تنامي التيار السلفي، وفرضها رقابة مشددة على 55 مسجدا يؤمه سلفيون، وتهديدها بطردهم، ومحاولات الدولة لقطع الطريق أمام "داعش" و"الشيعة"، حيث أفرجت وزارة الداخلية شروطا جديدة لمنح رخصة الاعتكاف للأئمة في المساجد، بالتنسيق مع مديريات الشؤون الدينية..؟

شددت وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية شروط الاعتكاف في المساجد هذا العام، ببنود جديدة تتعلق بتسبيق طلب رخصة الاعتكاف من الأئمة، قبل الشروع في سنّة الاعتكاف "20 رمضان" بسبعة أيام على الأقل، حيث تكون القائمة مرفوقة ببطاقات تعريف جميع المصلين، ليتسنى لمصالح الأمن التحقيق المعمق فيها، حيث يشطب من هذه القائمة أصحاب السوابق العدلية والمتطرفون والمواطنون المعتادون على إثارة المشاكل، بالإضافة إلى منع المصلين من الاعتكاف في مساجد خارج أحيائهم، وذلك بهدف تأمين المساجد ليلا من أي انزلاق واستغلال، خاصة وأن المعنيين بالاعتكاف سيبيتون في المساجد، ويقضون فيها جل أوقاتهم..
وعن الشروط الجديدة، أكد العديد من الأئمة للشروق، أنها تأتي في سياق الحرب التي تشنها وزارة الشؤون الدينية منذ حلول شهر رمضان على السلفيين والأئمة المحسوبين على هذا التيار، وتضييقها الخناق عليهم، وتحذيرات من انتهاز بعض التيارات الأخرى كـ"داعش" و"الشيعة" الساعيين للتوغل في أعماق المجتمع الجزائري، حيث قررت الوزارة فرض رقابة مشددة على الراغبين في الاعتكاف في المساجد التي يؤمها أئمة سلفيون وبعض المساجد المعروفة في العاصمة، والتي يتوافد عليها بعض المحسوبين على التيار السلفي..
وفي هذا الإطار، اعتبر إمام مسجد الكاليتوس الشيخ كمال بعزيز، تقديم طلب لمديرية الشئون الدينية ووثائق المعتكفين ونسخا عن بطاقات هويتهم إجراء لابد منه لتأمين المساجد وحماية الإمام، خاصة وأن العملية تقع تحت مسؤولية الإمام، والذي يجب أن يكون نبيها، فيسأل عن المغتربين ويتحرز منهم، وحذر الشيخ بعزيز من ترك مسجد الحي للتوجه إلى آخر معروف قصد الاعتكاف فيه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تخطي المساجد لأجل الصوت، فما بالك بالاعتكاف؟؟، لذا من الأفضل له الاعتكاف في مسجد حيه، لأن العبادة واحدة والأجر واحد.
ومن جهته، اعترف رئيس المجلس العلمي المستقل للأئمة، جمال غول، بعودة سنّة الاعتكاف لدى الجزائريين بقوة خلال 5 سنوات الأخيرة، بعدما كانت سنة مهجورة، والأمر سيان بالنسبة لصلاة التهجد. وعن الإجراءات كشف الشيخ جمال غول أنها سترسل للأئمة خلال الأيام المقبلة باقتراب العشرة الأواخر، حيث يطلب من الإمام الحصول على رخصة من مديرية الشئون الدينية لولايته، ويقدم لها قائمة بأسماء المصلين الراغبين في الاعتكاف بالمسجد، ليحقق الأمن فيها، وأردف محدثنا أن الاعتكاف على مدى السنوات الماضية، كان يتم في ظروف حسنة دون أي مشاكل تذكر، فيبتعد المصلون عن الدنيا ليتفرغوا للعبادة.
وفي السياق ذاته، انتقد الأمين العام لنقابة الأئمة وموظفي الشئون الدينية، التضييق على الأئمة في ممارسة بعض الشعائر الدينية في المساجد، مؤكدا أن المسؤولية الكاملة على عملية الاعتكاف تقع على الإمام، فهو من يحدد ويسمح للمصلين بالاعتكاف في المسجد، واستطرد الشيخ جلول حجيمي أن الإمام يجب أن يعرف المعتكفين، فيكونون غالبا من مرتادي المسجد، ومقيمين في الحي، باستثناء المساجد الكبرى، وعليه أن يتحرى عليهم بعد أن يأخذ نسخة من بطاقة التعريف الوطنية إذا لم يكونوا مطلوبين من قبل الجهات الأمنية، وواصل المتحدث أن الأئمة هم المسئولون عن المعتكفين، أي أنهم يبيتون داخل المساجد، ويوفرون لهم مأكلهم ومشربهم، لذا يتوجب أن يعرفوهم خشية أن يموت أحدهم أو يكون أحدهم مجنونا، أو متورطا..