مصلون يجلبون أجهزة تحكم لضبط مكيفات المساجد في وهران
24-07-2015, 04:47 AM


ف. عشابة


طفت ظاهرة دخيلة على السطح بمساجد عاصمة غرب البلاد وهران، حيث يعمد المصلون إلى ولوج المساجد بأجهزتهم الخاصة للتحكم في مكيفات الهواء الموجودة ببيوت الله، أين تزداد البرودة وتنقص حسب هوى كل مصلّ.

ويتم التلاعب بمكيفات الهواء طيلة مدة الصلاة، وتبقى أرقام البرودة بين أخذ ورد، بدعوى أن الحرارة مرتفعة، ويجب الصلاة في أحسن وضع حسب ذوق كل مصلّ، حتى تخرج أحيانا الأمور عن السيطرة، فهناك من يريد برودة أقل وآخر يريدها أكثر، وهكذا إلى حين اكتمال الصلاة.
القادم إلى المساجد المعنية بقضية الحال، يجد أن جميع المصلين موجهون أبصارهم إلى العلامات التجارية لمكيفات الهواء، لتحديد نوعية جهاز التحكم للظفر به والتصرف في البرودة حسب الهوى.
وفض إمام نزاعا نشب بين مصلين شرق وهران، بشأن تحديد رقم البرودة، حيث كثرت أجهزة التحكم واختلط الحابل بالنابل على مكيفات الهواء بالمسجد، وخرجت الأمور عن السيطرة، ما استدعى تدخل الإمام، لإبطال هذه العادة الدخيلة والسيئة، التي انتشرت في مختلف المدن والقرى الجزائرية منذ أن أصبح المكيف ضرورة في كل المساجد لأجل منح الراحة للمصلين ولكن المكيف جهاز جامد واحد، والمصلون كثيرون ولكل منهم مزاجه. وقد حدث شجار في مسجد كبير في عاصمة الشرق الجزائري قسنطينة كاد أن يتحول إلى جريمة قتل بسبب إصرار كهل على أن يتم توقيف تشغيل المكيف بسبب إصابته بالحمى، وتحدى عددا كبيرا من المصلين الذين نصحوه بالصلاة في البيت فاستل سكينا، كاد أن يدخل المسجد في فوضى. والحرارة التي عرفتها الجزائر منذ أمس الأربعاء جعلت حتى المساجد غير المكيفة تدخل الصف لأجل توفير الراحة للمصليين. أما الطرفة الحقيقية فحدثت في مسجد في عنابة تطوّع فيه أحد المواطنين بمكيّف من علامة نادرة وأحضر عاملا قام بغرسه في جدران الجامع، وصار هذا المواطن لا يصلي في أركان الجامع إلا أمام المكيف الذي اشتراه، ورفض تسليم جهاز التحكم للمشرفين على الجامع فصار يضعه في جيبه وهو الذي يوقفه أو يشغله وينقص درجة الحرارة أو يزيدها، وما شابه ذلك على وزن مسمار جحا؟