خطب نموذجية للأئمة الجدد لمواجهة المد التكفيري والأفكار المستور
07-08-2015, 07:01 PM

زهيرة مجراب
يواجه الأئمة المتخرجون حديثا مشاكل جمة في الحصول على خطب جمعة أو خطب العيدين أو أي خطب نموذجية أخرى، وهو ما يضطرهم دوما إلى العودة إلى الخطب المشرقية رغم تعارضها في الكثير من الأحيان مع الواقع المحلي أو المذهب الديني السائد، وذلك لغياب مراجع متخصصة في الجزائر وهو ما دفع ببعض الأئمة إلى القيام بكتابة خطبهم والاستعداد لطرحها في شكل كتب.
دعا إمام المسجد الكبير وشيخ الزاوية العلمية، الشيخ علي عية، وزارة الشؤون الدينية إلى دعم الأئمة المقبلين على إعداد هذه الخطب لأنها ستصبح مرجعية لدى الأجيال القادمة مع الحرص على عرضها على هيئة تضم أشخاصا معروفين من كبار العلماء للبت فيها قبل نشرها. وأكد الشيخ عية على ضرورة أن تكون الخطب متنوعة بين الدينية والوطنية، فبعض الأئمة الشباب ليس بإمكانهم إلقاء خطبة دينية واحدة. وأضاف إمام المسجد الكبير أنه قدم إلى الوزارة أزيد من 600 خطبة مكتوبة متعلقة بجميع المناسبات الدينية والوطنية ومتنوعة وقد أشرف على تصحيحها الشيخ العلامة الطاهر آيت علجت غير أنها لم تر النور إلى يومنا هذا.

في حين، أوضح رئيس النقابة المستقلة للأئمة، الشيخ جمال غول، أن الأئمة المتخرجين حديثا يعانون من نقص المرجعية العلمية وندرة في المؤلفات لذا يعتمدون على الخطب المشرقية التي لا تتوافق مع الخطب الجزائرية إلا في بعض النقاط المشتركة، وشدد المتحدث على ضرورة تثمين الوزارة لهذا العمل من خلال المساهمة في طبعها وإخراجها.

حرص الأمين العام للتنسيقية المستقلة للأئمة، الشيخ جلول حجيمي، على ضرورة أن يكون العمل منقحا، تشرف عليه هيئة مختصة تفاديا للأخطاء ويكون مضبوطا بخطة علمية وتقنية ويكون هادفا أي ليس من وراءه السعي إلى تحقيق مكسب مادي. واستحسن المتحدث المبادرة لمساهمتها في تفادي انتشار المد التكفيري والأفكار الدخيلة على مجتمعنا بين الأئمة الجدد حديثي التخرج. كما طالب إمام مسجد تيليملي الأئمة بالاستعانة بوسائل الإعلام العصرية حتى يدوم العمل ويتمكن آخرون من الاستفادة منه. واستطرد الشيخ حجيمي أن مثل هذه الأعمال تساهم في تحسين المستوى لذا على مديرية الثقافة تحسين الكفاءات في الوزارة المساهمة فيه والعمل على الاستفادة من الكفاءات العلمية التي يتوافر عليها القطاع.

من جهتها، كشفت المكلفة بالإعلام لدى وزارة الشؤون الدينية، مونيا سليم، أن خطب الجمعة ليس بالإمكان ضبطها فهي حسب مستوى الإمام ومستمعيه واجتهاده بل وحتى المنطقة التي يوجد فيها، غير أن بعض الأئمة قدموا خلال مشوارهم العديد من الخطب الناجحة فارتأوا أن يجمعوها في خطب نموذجية حتى تكون في متناول الأئمة وغيرهم. وأردفت المتحدثة أن هذا العمل أقدم عليه الأئمة أصحاب الخبرة الطويلة ومنهم من شارف على إنهائه.