طوفان نبي الله نوح عليه السلام
30-08-2015, 11:17 AM
خطأ يقع فيه الكثير للاسف وهو الاعتقاد بان طوفان نبي الله نوح عليه السلام كان قد غمر وجه الأرض جميعها وقضى على كل بني البشر في ذلك الوقت بل وعلى كل الكائنات الأخرى. ثم ابتدأت الحياة من جديد على الأرض بنزول نوح وأبنائه من السفينة وبنزول الحيوانات والطيور الأخرى التي كانت على متن السفينة. والعالم اليوم جميعه في كل بقاع الأرض هو من ذرية نوح عليه السلام، كما أن كل المخلوقات والكائنات (البرية على ما يبدو!) هي من ذرية الزوجين اللذين حُملا على سفينة نوح عليه السلام! وللاسف ظننا أن هذا في ديننا ... وهو ليس كذلك ... بل أخذناه عن أهل الكتاب وكتبهم التي تحتوي على كل تلك الخرافات . التي " لا نجد لها أي شواهد من القرآن أو السنة " .... فعندما نرجع لكتاب الله القرآن الكريم نجد بأن نوحا عليه السلام كان نبيا قد جاء إلى قومه كباقي الأنبياء، ولم يقل القرآن الكريم أنه كان نبيا للبشرية جمعاء ، خلافا لبنينا محمد عليه الصلاة والسلام ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ، ولم يختلف خطاب القرآن الكريم حول قوم نوح عن غيرهم من الأقوام كقوم لوط أو قوم هود أو قوم صالح. وقد وردت قصة نوح عليه السلام في عدة مواضع من القرآن الكريم مقرونة بقصص الأنبياء الآخرين وأقوامهم دون وجود ما يميزها أو يدل أن قومه كانوا البشر ج ميعا. ويرى التفسير التقليدي أن معنى مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ هو أنه أخذ من كل الدواب والحيوانات وهوام الأرض ذكرا وأنثى كي يتوالدوا فتعود الحياة مرة أخرى للأرض كما كانت بعد أن غمرها الطوفان المدمر الذي أهلك كل من عليها. ولنا أن نتخيل أن هذا لو حدث فعلا للزم أن تكون السفينة قارة بحد ذاتها لتستوعب زوجين (ذكرا وأنثى) من كل نوع من الدواب والحيوانات المقدرة بالملايين !! ولكن الملفت للنظر أن الصيغة القرآنية " مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ " تدل على أنه قد أُمر أن يأخذ جزءًا يسيرا من كل ما هو لديه من الحيوانات الداجنة التي ستفيده عندما ينحسر الطوفان. أي أنه لم يؤمر حتى بأخذ كل حيواناته وطيوره، بل زوجين من كل منها. ويبدو أن سوء الفهم نشأ من الظن أن كل تعني كل شيء على وجه البسيطة بتأثير القصة التوراتية التي تجعل الطوفان غامرا لكل الأرض. بينما الصحيح أنها تعني كل ما يخصك أو كل ما لديك، أي أنها نسبية وليست مطلقة. وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى عن ملكة سبأ: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (النمل 24) ولا أظن أن أحدا يقول إن هذا يعني أنها قد أُوتيت من كل شيء مطلقا! بل أنها أوتيت من أسباب الملك أشياء كثيرة ..... أما المسألة الأخيرة فهي الظن بأن كل من على الأرض من البشر قد هلكوا، وأن أبناء نوحٍ عليه السلام هم أجداد كل أهل الأرض، وهو ما يورده العهد القديم من الكتاب المقدس وما ينقضه القرآن الكريم نقضا تاما. فالقرآن الكريم قد أخبر عن المؤمنين الذين حملهم نوح في الفلك معه، كذلك صرح بأنهم قد هبطوا من الفلك معه ونشأت منهم أمم وأقوام حيث يقول تعالى: قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) كما تبين الآية أن هناك أقواما آخرين أيضا موجودين على سطح الأرض، لا علاقة لهم بما حدث مع نوح وقومه في وقت وقوع الطوفان، وهم ما زالوا ممتعين وينعمون ببركة الله تعالى وينتظرون اختبارهم وامتحانهم، فمن يعصِ الله تعالى منهم فسوف يمسه العذاب الأليم. كما يجدر بالاشارة الى ان ( سام وحام ويافث ) لا يوجد دليل صحيح في كتبنا اهل السنة يثبت انهم ابناء نوح عليه السلام ... هذا والحمد لله رب آلعالمين .