تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
جود الكلمات
زائر
  • المشاركات : n/a
جود الكلمات
زائر
حَالُ إمْرَأة ...
27-08-2015, 10:37 PM



كلَّ صباح ٍ ، تُعِدُّ فنجانَ القهْوة السَّاخنْ ، وتجْلس عَلى كُرسي خَشَبِيّ ، يُسمعُ له صوت وكأنه يعْزف مُوسيقَى حزِينَة ، فترتَشف فنجَان القَهْوةِ بكلِّ شغَفٍ ، والعَقْلُ قدْ ذَهب فِي مرْكبةٍ إلَى أبْعَد مَا يُمكن ، تذكّرَ أحْبَابًا فَارَقُوها للأَبد ، وأحْبَابًا خذلوهَا ، أجْواءً حَزينةً صُنِعَت ، سقَط دَمعُهَا وابتَلَّ ثوبُهَا ، وتوَقّفَ الكرسِيَّ عنِ العَزْف .....
ليَعُمَّ الصَّمت ....’
وصَوْتُ الصَّمتِ صخّ الأُذنَين ، رَاحتْ تمْسَحُ دَمعَها الذِي صَارَ أحرُّ منَ القَهْوة ، وتستَغفرُ الله ...
ثُمَّ عادَت ....’

وغسَلَتْ الفنجَانَ ، لتجَلس عَلَى حَافَّةِ السّرير ، وتَتَلمّس المفْرَش النَّاعمْ ، وتحْتضِن الوسَادة الورْدية ، تبكِي بحُرقَة والوحدةُ تخنُقهَا ، تمُرُّ بمخيلَتها مَشاهِدَ صَارتْ مِن الماضِي، صَنَعتْهَا معَ منْ سَكَنوا قَلْبها وغَادروها ، ’ تَتَحسّرْ لأنَّهَا لا تسْتطيعُ إعادَة مَا انتهَى ...

يتَوَاصَل بُكَاؤها ، والأنينُ يَعُمُّ الغُرفة ، وصمتُ تخَافُه قُلوبٌ ألفتِ الضَّجيــجْ . فجْأةً يُحرّك طرَفُ السِّتَار زُجاجَة العطْر ، لتسْقط !!!، لكنَّ المِسْكيـــنَة ظنتْ أحْبَابَهَا قدْ عادوا ’ فتصرُخ صرْخَةَ شوْقٍ ، وَمَا هِي
إلاَّ لَحَظاتٍ وصَارتِ الغُرفة فوْضَى عارِمة ’ وكَأنَّهُ إعصَار حلَّ بها ، إنَّها أكسَرتْ كلَّ شيء حتَّى المِرآة الكَبِيرة .....

تسْتند على الأرضْ وهيَ تَحْتَضِنُ لُحاف أسود فتَنَام علَى دمْعٍ غَزير ...


يْتبَع ....
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,148
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: حَالُ إمْرَأة ...
28-08-2015, 05:35 AM


ماذا أقرأ؟
بل لأقول ماذا أحياه هنا؟ وما أعيش.
ألمح حزنًا وشجًا يعظم وصار كبارا، وألمًا كُبر حتى غدا اشجارا.
دائماً ما تكون نجوى البوح تسريةً وعزاءً للنفس
وهنا محاولةٌ للولوج إلى الذاتِ عن طريق ذلك البوح.
جود الكلمات
يا أخيّة.
نصكِ زاخرٌ بالمعاني الجميلة، والمشاعر المرهفة.
فيه من التصوير للألم ما فيه.
فنجد هذه الخاطرة تفعل ما تشاء فيكِ حين تسرقكِ؛ أو لنقول تسرق الكلام منكِ تلقائيًا وأنتِ ترشمينهُ
بسلاسة وهدوء وراحة فأتت الكلمات تتمرجح على حبال قلمكِ.
وكأني بكِ تمشطينها بأصابعكِ وتغزلين لها قميصَ الروعة وتاج السحر.
. خاطرتكِ راقية التصوير
واللغة هنا منسجمة عضويًا مع الموضوع
كما أنني أجد الجمل المناسبة والمنسابة مع السرد الدرامي.
صدقيني
إن قلتُ لكِ
فما كتبتِ ليغري بالقراءة.
فخلف هذا التصوير
توجد مباني ومعاني أخرى.
علينا اكتشافها، وما تريد قوله
اديبتنا/ جود الكلمات المتألقة
راق لي ما كتبتِ
وإنني في المتابعة
وفي متصفحكِ قد وضعتُ مقعدي، وأنا أقرأ بصمت وتامل.
تحياتي

  • ملف العضو
  • معلومات
جود الكلمات
زائر
  • المشاركات : n/a
جود الكلمات
زائر
رد: حَالُ إمْرَأة ...
29-08-2015, 12:30 PM
السَّلامُ علَــــيكُم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي مشاهدة المشاركة


ماذا أقرأ؟
بل لأقول ماذا أحياه هنا؟ وما أعيش.
ألمح حزنًا وشجًا يعظم وصار كبارا، وألمًا كُبر حتى غدا اشجارا.
دائماً ما تكون نجوى البوح تسريةً وعزاءً للنفس
وهنا محاولةٌ للولوج إلى الذاتِ عن طريق ذلك البوح.
جود الكلمات
يا أخيّة.
نصكِ زاخرٌ بالمعاني الجميلة، والمشاعر المرهفة.
فيه من التصوير للألم ما فيه.
فنجد هذه الخاطرة تفعل ما تشاء فيكِ حين تسرقكِ؛ أو لنقول تسرق الكلام منكِ تلقائيًا وأنتِ ترشمينهُ
بسلاسة وهدوء وراحة فأتت الكلمات تتمرجح على حبال قلمكِ.
وكأني بكِ تمشطينها بأصابعكِ وتغزلين لها قميصَ الروعة وتاج السحر.
. خاطرتكِ راقية التصوير
واللغة هنا منسجمة عضويًا مع الموضوع
كما أنني أجد الجمل المناسبة والمنسابة مع السرد الدرامي.
صدقيني
إن قلتُ لكِ
فما كتبتِ ليغري بالقراءة.
فخلف هذا التصوير
توجد مباني ومعاني أخرى.
علينا اكتشافها، وما تريد قوله
اديبتنا/ جود الكلمات المتألقة
راق لي ما كتبتِ
وإنني في المتابعة
وفي متصفحكِ قد وضعتُ مقعدي، وأنا أقرأ بصمت وتامل.
تحياتي


مرْحَبًا بالأسْتَاذ المُبجل عَلِي قَسُّورَة الإبْراهِيمِي
يسُرني جِدًّا تَواجُدك بمُتصفحِي المُتواضَع ، ورَدُّك الذِي يُشَجّعُني ويَبُعث لقَلمي الحَيَوية والنَشاط
ليَستمِرَّ فالكِتَابة ، فكَم تشْتَاقُ كِتابَاتنا لأمثالك ، لأحد يردُّ ، ينتَقِد ، يُرشد ، ينصح ، يُوضح بعض الأمور ، يُسَاعد الذي يُحاول الكتابة ولو خُريْبشات للإرتقاء نَحو الأعلى والأفضل ... لَكن هيْهَات فهم قلَّة قَليلة فِ هَذا المُنتدى، وعنْ نَفسي لوْ كُنتُ أتقِن فنَّ الكِتَابة فوالله لن ْ أبخُل على أعضَاء قصَدوا هّضا السَّرح ليَتَعَلَّموا .
بَارك الله فيـــك أستاذ وأدام الله تألقك وتمَّيزك .
فَحروفي تتوارى خجلا من نور الحق في كلماتك، جل التقدير والإحترام لك ...


أسْتَغْفِرُ الله وأتُوبُ اليْه
  • ملف العضو
  • معلومات
جود الكلمات
زائر
  • المشاركات : n/a
جود الكلمات
زائر
رد: حَالُ إمْرَأة ...
29-08-2015, 01:22 PM



بَعد دقَائقَ ....


تسْتَفيقُ من الغَفوة على صدى دقدقة البَاب ، تنهضُ و تُحَاولُ المَشي بِصُعُوبة خطواتها جدُّ بطيئة ، الدُوار جَعَلَها تتمَايلُ كالسِكِّيرة ، وهي تُلطِّخُ الجدْران بالدِّماء حين تتَّكِئ بغيَة التَّوازن ، تشدّ عَلى المكْبس لتَفتَح الباب ، ثم تسْقُطُ مُغْمَى عَليها ...


لتسْتيْقظَ منْ جَديد ...
’ ليْست فِي غُرفتِها الوردية !! ، فقَد أصبَح الأبيضُ يُغطِّي المكَان ، تُريدُ النُهوضَ وأَعْيُنها مُبَحلقة في الأجهِزة التِّي تُحيطُها ، لكن!! يدَاها مُكبَّلتَين ’’
إنَّها بالمــُستشفى ...

تفزعُ لحالها ، تصْرُخُ المسكينة ، أين أنا؟؟؟
لتتَجمَّع عِندَها المـُمَرِّضَات ، يهدِّئن منْ روْعِها ، لم تصمد و تَلج في غفْوَتِها ...


بَعْدَ أيَامٍ ‘عَادَت إلَى بيْتَها ’ تَراهُ مُظلِمٌ لكِنَّه ليْس كذلك ، تراهُ مُوحِشٌ لِوحدَتها وكآبتها ، فَفي كلِّ مكَان تُوجَدُ ذِكْرى لأحْبابها الغائبين ، والحُزن يملأ أرْكَان البيت ، تَتَجَوَّل بين غُرف البيت والحُزن يَغمُرها ، كأنها تَبكي عَلَى الأطْلال، لَم تعُد تَفعَل أيَ شيء ولاَ حتَّى ارْتِشاف القَهوة
،
سِوى الجُلُوس في الشُّرفة ، تُعَانق جَسَدها ، وتسند رأسهَا عَلى رُكبَتيْهَا ، ولحافها الأسود يُغطِّيها منْ نسام ، ودمعٌ قد بلَّلَ فستَانها الأزرق بلون السماء ، تظلُّ كلَ يوم علَى هذهِ الحَال .

لا تُغَادر المَكَان إلاَّ إذا سمِعَت الآذان فتقُوم لتُصلِّي وتقرأ القُرآن .... ثُم تعود، وحيِن تَتَوقّف الحَركة في الشَّارع ويَحلُّ الظَّلام ، ترميِ بجَسدِها النَّحيلُ على السَرير ، وتحْتَضن الوسادة الوردية اللون ، لتنام بعُمق ، عمق ...



يتبع ...
التعديل الأخير تم بواسطة جود الكلمات ; 29-08-2015 الساعة 01:39 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
جود الكلمات
زائر
  • المشاركات : n/a
جود الكلمات
زائر
رد: حَالُ إمْرَأة ...
29-08-2015, 10:02 PM


و في صَبَاح أحدِ الأيام ، وبيْنَمَا كَانت تُشاهِد الـمَّـــــــارة كَعَادَتِها ، حَتَّى رنَّ الهاتِف فتُركض مُسرعة ’بلْ متلهِّفة للرَّد ، فقد طَالت وحدَتها ، واشْتاقتْ للتحدّث معَ أحدٍ، للفضْفضَة ، لكنَّ الهَاتف توَقَف رنينه !!! فتحجَّرت بِمكَانها ، وتغيَّرت ملامِحُ وَجْهَها إلىَ حَزينة ، ودمعُهَا قد رسَم طَريقَه للخُرُوج ....
أخذت تستغفر الله وَ تُكثِرُ الاِستِغفَار مصَوِّبةً النَّظَر نحْوَ الأعلى حتَّى لا يسْقُطَ دمْعُها الذي صاَر يؤلِم أكثَرُ منْ جُرحها ، وما هي إلا لحظات ، رن الهاتف مرَّة أخرى!! ، فلم ترد ’ ظنت أنه أحد المزعجين فقط ’ وواصلت النظر من على الشرفة وهي تُحَاور دَاخِلها أتردُّ أمْ لا لأنه لم يتَوقّف من الرّنين ، تشجعت وحمَلت السمَّاعة ...
_ ألو ... أأ ...
_ نَعم " تقولها بصوتٍ مُرتجف "
_ ألو أتسمعيني يا ‘إبتهال ؟؟
_ نعمْ ، نَعم " صوتها مختنق شجين"
_ كَيفَ حَالكِ حبيبَتي أنا وَفاء ، لقدْ بحَثتُ مُطوَّلا عن رقمَ هاتفك أو أي شيء يوصِلني إليكِ....أتذكَرتِ وَفَاء ؟؟
_ نعَم ’ الحمد لله " وأجهشت بالبكَاء ، لم تُصدِّق أن صَديقَتها بعد 5 سنين ، تتذكَّرُها ...
"
ويسْتمرُّ الحَديثَ بيْنَهُما ، وَهي في مَزيجٍ بين الفَرحة والحزن وكانت تستمع أكثر مما تتكلم، لكنَّها سرْعان ما استَقرَّت ، واكتَشفتْ بَعدَ ذلك أن صَديقَتَها تقطنُ بالقُرب منْهَا تَبَادَلتا المعْلُومات ، وبعْد انتِهاء المُكَالمة ، راحَتْ تُرتِّب الفوْضى التِّي أحْدَثتها في المَطْبَخ ، وفي كلِّ مكَان .
صَارت كملكة النَحل ، مفْعمة بالحَيَوية ،’ تُريد التظَاهُر بالسَّعادة رُغْمَ الألم ، تريدُ أن تتَغَّلب عَلى حُزنِها ، وتدْفن دُمُوعَها ...لأنهَا معُتقدة أن الصًّديقة ستزورها لا مُحالة ، فهي مضطرَّة أن تُخفي ألمها ولو وصلت إلى أوج الكآبة .
مُضطرَّة ، لأنه ليْشَ منْ مرّة قرأ داخِلَها وأسْرارها ...
يتبع ..
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية غايتي رضا الرحمن
غايتي رضا الرحمن
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 02-01-2013
  • الدولة : فوق التُراب مؤقتا
  • المشاركات : 4,982

  • ملكة التطبيقات وسام فلسطين وسام احسن طبق لعيد لأضحى المبارك 

  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • غايتي رضا الرحمن will become famous soon enoughغايتي رضا الرحمن will become famous soon enough
الصورة الرمزية غايتي رضا الرحمن
غايتي رضا الرحمن
مشرفة سابقة
رد: حَالُ إمْرَأة ...
30-08-2015, 09:49 AM
السلامُ عليكم ورحمة الله

ماشاء الله غاليتي
جميل هو حرفك ، لكني اراه يغرق في حزن و يذوب عذوبة لحرارة معاناة هذه المرأة
---
سلمتِ وسلم نزف قلمكِ المتميز يا رفيقتي الطيوبة
سجلي متابعتي واحجزي لي مقعدا هنا :)

لكِ اجمل التحايا
اللهم ارزقنا حُلو الحياة وخير العطاء وسعة الرزق
وراحة البال ،ولباس العافية وحُسن الخاتمة

اللهم آمين



  • ملف العضو
  • معلومات
جود الكلمات
زائر
  • المشاركات : n/a
جود الكلمات
زائر
رد: حَالُ إمْرَأة ...
30-08-2015, 12:32 PM
السَّلامُ علَــــيكُم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غايتي رضا الرحمن مشاهدة المشاركة
السلامُ عليكم ورحمة الله

ماشاء الله غاليتي
جميل هو حرفك ، لكني اراه يغرق في حزن و يذوب عذوبة لحرارة معاناة هذه المرأة
---
سلمتِ وسلم نزف قلمكِ المتميز يا رفيقتي الطيوبة
سجلي متابعتي واحجزي لي مقعدا هنا :)

لكِ اجمل التحايا

أهْلاً وسهلا بالغالية فاطمة ، نوَرت المتصفح بطلتك
جَعلها الله في ميزان حسناتك ،
شجعتني على اتمام الخاطرة
كوني في المراقبة
" حبيبتي نتلاي في روحك"


أسْتَغْفِرُ الله وأتُوبُ اليْه
  • ملف العضو
  • معلومات
جود الكلمات
زائر
  • المشاركات : n/a
جود الكلمات
زائر
رد: حَالُ إمْرَأة ...
31-08-2015, 07:56 PM



كلَّ لَحْظة يُتهيَأ لَها أن الجرَس قد رنّ ، فتركُضُ ، وتلقِي بنظرة من الثقب ...لكن لا أحد.

أمضَت ذاك اليوم تُرَاقب من نَافِذة إلى أُخرى ، وبيْن الفيْنة والأخرى تَحمِل السَّماعة ’ تتأكّد أن الخطّ غيْر مُعطَّل , كَم هي مُتلهِّفةً لِلقَاء شَخصٍ ، فإنَ الوحدَة قَهرَتْهَا .
حلَّ الظَلامُ ، فقَدت الأمل وعَادت إلى سريرِهَا لتنام ، ونامت بكُلِّ هُدوء وكأنها دقائق وليْسَت ساعات حان موعِد صلاة الفجر ، لكِّنَّها لم تستَطع الاستيقاظ ، أكملت نومَها بعُمق وفجأة تستيقظ ...
_قالت : إنها الساعة الواحدة زوالا ، أكيد وفاء دقَّت الباب ولم أسمعها ... وراحت تُقلِّب كفَّيهَا، وفي حسرة شديدَة ، تطل من الشُّرفة ، وصارتْ كالمَجنونة ، راحت وتوضَّأت ، صلَّت ، ودَعت الله كثيرًا....

قرَّرت أنْ تصنَع حلْوى ، كم عشقت الطَّبخَ ، فتذكَّرتْ ابنَها المُتَوفّى
الذِي يحب حلوتها ، فرَاحَتْ تصنَعُها ودَمعُهَا يسيلُ ، تضعُ البيضَ وتتذكَّر ابنَها الذي يساعِدُها ، تضيف الطحين وتتذكر حينَ كَانَ يرْميها بالطَحين وكَيفَ كَان يجْعَل المَطْبخ سَحابةً بيْضاء
، وهِي تسْمع صوْت ضَحِكاتهِ التِّي دَوَت في أرجَاء البيْت ....


تَبكِي المسكِينَة ’ لكِنَّهَا صمَّمت أن تُكملَ طَهْي الكَعْكَة ’، وبَعْدَهَا أخَذت تعدُّ فِنجَان القَهوة الذِي صَامتْ عَليه ، وهِي تتذكّرُزوجَها يُعَلِّقُ عَليه فإذا بالجَرس يرن ، تركُض وتَفتحُ البَاب دون انتظار ولاَ حتَى إلقاء نظرة ’ ملتهفةٌ حَقًّا ....


يتبع.....
التعديل الأخير تم بواسطة جود الكلمات ; 31-08-2015 الساعة 09:17 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
جود الكلمات
زائر
  • المشاركات : n/a
جود الكلمات
زائر
رد: حَالُ إمْرَأة ...
03-09-2015, 01:28 PM

تَجدُ رَجُلاً فتُغلقُ البَابَ بسُرعةٍ فائقَة وقد كَسَى الخَوف كُل جسْمِهَا ،فصارت ترْتَعِشُ ، وأحكَمَت إغلاَقِه . أخَذَت تُلقِي نَظَرَةً منَ الثُّقبِ لتتَأكَد أنَّ الرَّجُلَ قدْ غَادر ، فتَلمَحُ إمرأةً تَحمِلُ بَاقة ورْدٍ وتقْرَأ ورَقَةً صَغيرَةً وكَأنَّهَا تُقارِنُ ما فِي الورَقَةِ بِعُنْوَان بيْت المسكِينة .

بَعْدَ لَحَظَاتٍ من تَرَقُّبِهَا لتَصَرُّفات الرَّجُلِ والمَرأة ، كيفَ كَانا يصْعَدان وينزُلاَن في سلَّم العِمَارة’ اسْتنتَجتْ أنَّهما يَبْحَثَان عَن شَخْصٍ مَا ، وهِي فيِ التَّرَقب تَرى يَدَ الرَّجُل تطرُق بَابَها ، فتحبس أنفاسَها واضِعَة يَدَها عَلى فَمهَا جِدُّ خَائفَة ، وتسْمَعُ الرَّجُل السَّمِينُ صَاحِب الوَجهِ المُخِيف والصَّوت الخَشِن يقُول للمرْأة وهُوَ يُعَاتِبُها :" وَلِمَا لَم تتَأكَّدِي مِن عُنْوَانِهَا ، كُلّ الحَقِّ عَلَيَ أنا ، فَهَذهِ آخِرُ مَرَّة أخْرِجُكِ فيِهَا ، سأمنَحُكِ عشرُ دَقائق َ ، والله أعودنَّ بكِ للمنْزل ".

تَذَكَّرت إبتِهَالُ صَديقَتَها وقَالَت: " أيُعْقَلُ أنْ تَكون هذِه المَرأة وفاء !! ، لكنْ وفَاء ليْست بهذا الحجْم الضخم "... لَم تستطِعُ رُؤيتَها ضف إلى ذلك فالمرأة ترتَدي" عجار" و "حايك "، راحتْ وأحضَرت خِمَارُهَا وقَرَّرَت إنْ دَقُّوا البَابَ مَرَّةً أخرى فسَتَفْتَح . ظَلَّتْ تُراقبهما قُرَابَة الخَمس دقائقَ وهُمَا لم يَتَوقَّفَا الشِجَار ، حَتَّى وقفَ الرَّجُل عِنْدَ البَاب وَقَال هذِه أخر دَقَّة ، بِمُجرَّد مَا نوى فتَحَتْ هِي البَاب وكَانت فِي قِمَّة جَمَالِها ، يُغَطِّي رأسَها خِمَار أبْيَض ،
فـَتَدفعُ المرأة الرَّجل وَقَالت لَها :" أتَعْرِفين إبتِهَال ، فأنا صَديقَتها وفَاء وأسدلت عجارهَا ، ما إن رأتها ابتهال راحت تحْتَضِنُهَا بِكُلَّ قوَة ....
وبَعدما استَقبَلَتها فِي بيْتهَا الذي دخَلته السَّعادة بدخُول وفاء ، تبادلتا أطراف الحَديث ، وارتشفتا القَهوة وأكلتا الكعكة ،وحين قرب موعدُ صَلاة جاء زوْجُ وفاء ليأخُذهَا ...
غَادَرت وفاء البيْت تاركةً ابتهَال وحيدة بين جُدران الجزن وأسقُفٍ ذاقتْ ذُرعًا منه والصَّمت عَمَّ المَكَان مِن جَديد .
نظَّفت المسكِينة البَيْت ، صَلَّت ثُمَّ عَادَت وحُزنُها إلَى شُرْفَتِها ..
يتبَع ..
  • ملف العضو
  • معلومات
جود الكلمات
زائر
  • المشاركات : n/a
جود الكلمات
زائر
رد: حَالُ إمْرَأة ...
06-09-2015, 01:48 PM


وبَعدَ مُرُورِ وَقتٍ طَوِيلِ وَهِيَ فِي شُرْفَتِهَا الحَزِينَة ، تَحْتَضنُ ذكْرَيَاتِهَا الأليمة مِنها والسَعيدة ، فتّذكَّرت ألبُوم الصُّور الّذي بالدُّرج ، أخَذَت تُقَلِّبُ صَفَحاته وقَد بلَّلَتْهَا دُمُوعها ،
تَمنَّت وكَم تمَنَّت اِسْترْجَاع تِلكَ اللَّحظَات ، نَامَت عَلَى غَيْر العَادة فِي شُرفَتِهَا واسْتَفَاقَت عَلَى نسِيمٍ بَاردٍ فِي الصَّبَاح البَاكِر . ظلّت عَلَى هَذه الحَال

يتبع
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 11:37 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى