تقرير أسود حول الشهادات الطبية المزورة للحجاج...!
29-09-2015, 08:20 AM

ملف من إعداد: أسماء بهلولي/ بلقاسم حوام/ حكيمة حاج علي/ زهيرة مجراب
لا تزال قضية الحجاج المجانين والمصابين بالأمراض المزمنة والمسنين تؤرق بعثة الحج الجزائرية في كل موسم، برغم من الإجراءات المتبعة لعدم تكرار هذا السيناريو ، فحج 2015 كغيره من الطبعات لم يخلو من هذا المشكل، باعتراف كل من المسؤول الأول عن القطاع محمد عيسي الذي وجه اتهامات مباشرة لعائلات الحجاج المرضى بمحاولة التخلص منهم، والمدير العام لديوان الحج والعمرة يوسف عزوزة الذي كشف للشروق عن حالات كارثية لحجاج جزائريين أمضوا فترة الحج متنقلين بين المستشفيات، كاشفا عن إجراءات صارمة لاعتماد الحجاج مستقبلا.
في هذا الإطار استنطقت الشروق مختصين حول الشروط الأساسية التي يجب أن تتوفر في الحجاج.







المدير العام لديوان الحج والعمرة يوسف عزوزة لـ"الشروق"

لا حج مستقبلا للمسنين والمرضى ..!

"تفاجأنا بحجاج "مجانين" وآخرين لا يستطيعون حتى المشي"

كشف المدير العام لديوان الحج والعمرة يوسف عزوزة في تصريح لـ"لشروق" أن طبعة حج 2015 شهدت ارتفاعا غير مسبوق للحجاج المصابين بمختلف الأمراض العقلية أو بالأحرى "مجانين"، برغم من الإجراءات الصارمة المتبعة من طرف المسؤولين عن هذا القطاع لمنع تكرار هذا السيناريو مجددا، غير أن انفلات الكثير منهم من الرقابة الطبية والشهادات المفبركة هي وراء تزايد عدد الحالات في البقاع المقدسة، إلا في بعض النماذج التي يكون فيها الحاج بصحة جيدة وعند وصوله إلى البقاع المقدسة يتعرض لوعكة صحية تكون وراء إصابته بأمراض تفرض على الفريق المرافق للحج إدخاله إلى المستشفى،

وعن عدد الحالات التي تم تسجيلها في موسم حج 2015، قال المدير العام لديوان الحج والعمرة أن البعثة الجزائرية والطاقم الطبي سجل حالات كثيرة، ما استوجب على الفريق الطبي المرافق لهم التدخل ووضعهم تحت المراقبة الطبية في المستشفيات السعودية في انتظار التعجيل في عودتهم إلى أرض الوطن.

وعن الإجراءات المزمع اتخاذها في مواسم الحج المقبلة لعدم تكرار اسطوانة الأمراض العقلية وسط الحجاج الجزائريين، قال عزوزة إن الديوان الوطني للحج والعمرة وعلى رأسه قطاع الشؤون الدينية، سيعمل جاهدا لعدم تكرار مثل هذه الحالات مستقبلا، من خلال اتخاذ جملة من التدابير يعلن عنها بمجرد الانتهاء من هذا الموسم والتفرغ لتحضير المواسم المقبلة، منها ما يتعلق بتحديد السن والأمراض التي تمنع أصحابها من الحج.

وعن مدى مصداقية الأطباء الذين منحوا شهادات طبية للحجاج قال عزوزة على الأطباء اكتشاف حالة الجنون والمرض النفسي لأن الفحص يستوجب ذلك، فالعديد من عائلات الحجاج يقومون بإخفاء المرض العقلي لذويهم وكأنهم يريدون التخلص منهم بإرسالهم لمكة وهو نفس الشيء الذي أكده وزير الشؤون الدينية.

يأتي هذا في وقت ارتفع فيه عدد الوفيات في صفوف الحجاج الجزائريين في البقاع المقدسة في الحالة الطبيعية إلى 10 حالات.



محمد عيسى ينتفض من البقاع المقدسة:

إرسال المسنين والمرضى إلى الحج جريمة..!

وزير الشؤون الدينية والأوقاف

انتقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف العائلات الجزائرية التي ترسل المرضى والمسنين إلى الحج، واصفا هذه الظاهرة بالجريمة في حق الحجاج، حيث أكد أن البقاع المقدسة في موسم الحج تتميز بالحرارة الشديدة والزحمة والمشقة وهذا ما يتطلب قدرة صحية وعقلية للحاج قائلا"هناك عائلات تريد التخلص من حجاجها بإرسالهم في حالة يرثى لها إلى الحج.."، وكشف محمد عيسى أن وزارته لن تتساهل مستقبلا مع شروط قبول الحجاج، باعتماد شروط ومقاييس جديدة تتعلق بإجبارية الشهادة الطبية من مراكز عمومية وأطباء محلفين وموثوقين، بالإضافة إلى تحديد السن وطبيعة الأمراض التي تمنع صاحبها من الحج، وكشف الوزير عن حالات بالجملة لحجاج مصابين بأمراض عقلية وجسمية ومسنين تعذر عليهم إتمام أركان الحج بسبب إجهادهم الشديد.



قال إن الاستطاعة الصحية واجبة، الشيخ قاهر

نطالب بقوانين تمنع "غير المستطيعين" من الحج
العلامة محمد الشريف قاهر

طالب الدكتور والعلامة محمد الشريف قاهر مفتي المجلس الإسلامي الأعلى بقوانين تمنع "غير المستطيعين" من الحج بهدف الحفاظ على الأرواح، والذي يعتبر من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، مؤكدا أن القرآن الكريم كان صريحا، حيث قال الله في كتابه"..والحج لمن استطاع إليه سبيلا." وهذا ما يعني حسب المتحدث أن الاستطاعة الصحية والبدنية والمالية والعقلية شرط أساسي وضروري في أداء فريضة الركن الخامس من الإسلام.

وبيّن الشريف قاهر إن إرسال المسنين والمرضى إلى الحج قد يتسبب في مضرة لهم ولأهلهم، ولا بد من سن قوانين جديدة يستشار فيها الأطباء والفقهاء لتحديد المعايير الصحية الواجب توفرها في الحجاج، وانتقد المتحدث ظاهرة تساهل الأطباء في منح الشهادات الطبية للحجاج، مؤكدا أن هذا الأمر لا يجوز ويعتبر "شهادة زور" التي قد تتسبب في عواقب وخيمة، وأضاف مفتي المجلس الإسلامي الأعلى أن المرضى والمسنين يسقط عليهم الحج،"هذا الأمر الذي على الجزائريين فهمه بعدم لجوئهم إلى زيارة البقاع في ظروف صحية متقهقرة قد تؤدي بهم إلى الوفاة، ولهذا وجب على وزارة الشؤون الدينية ووزارة الصحة العمل سويا من أجل تحديد المعايير الصحية للحج وعدم التساهل فيها..".



بعد تسجيل حوادث بالجملة، سعاد شيخي:

سنتوقف عن إرسال المسنين إلى الحج


أعربت "سعاد شيخي" رئيسة جمعية إحسان للشيخوخة المسعفة عن أسفها لما حصل في حادثة تدافع منى، الذي خلف مئات القتلى والجرحى، حيث بعثت بتعازيها الخالصة لأهالي الضحايا، قائلة إن خبر الحادث أثر فيهم كثيرا، متسائلة كيف يحس من فقد عزيز له في الحج، حيث بعثه ليؤدي الركن الخامس للإسلام وينال الأجر الكبير ليفاجأ بعودته إليه في النعش، بعدما كان ينتظر عودته بفارغ الصبر ليقيم الولائم والأفراح، مضيفة أن ألم هؤلاء سيكون كبيرا، خاصة وأنهم لن يتمكنوا من رؤية فقيدهم أو حضور جنازته.

أبدت المتحدثة ذاتها تخوّفاتها من أمر بعث مجموعة من المسنين لآداء العمرة الذين قدّر عددهم هذا الموسم بـ 145 مسن، والذين كان من المفروض أن يزوروا البقاع المقدسة، وهي عادة دأبت الجمعية على إحيائها تزامنا ومناسبة المولد النبوي الشريف، حيث قالت إنها ستعزف عن الأمر العام المقبل، بسبب حرصها على سلامة المسنين وخشيتها من أن يلحق بهم مكروه ما، قائلة إن هيئتهم لا يمكن أن تجازف بحياة المئات من المسنين، في ظل الظروف التي ميزت موسم الحج هذا العام خاصة وفي غيره من المواسم بصفة عامة.

أرجعت رئيسة جمعية "إحسان" سبب حادثة تدافع منى إلى الضغط الكبير الذي تشهده مكة المكرمة كل عام من خلال توافد الملايين من الحجيج، كما لم تستبعد فرضية عدم احترام الحجاج للتعليمات والالتزام بها، مؤكدة أن الحادثة خلقت لديهم إحراجا باعتبارهم هيئة تختص بإسعاد المسنين وإدخال البهجة إلى قلوبهم، خاصة وأن الكثيرين منهم يمنون النفس بزيارة أطهر بقعة على وجه المعمورة، وهو ما قالت إنها تأسف لعدم قدرتها على تلبيته هذه المرة، لأنها تخشى أن تكون مسؤولة عن سوء ما قد يصيبهم، بالرغم من أن أغلبهم يترجونها فعل ذلك لأنهم يريدون الشهادة على أرض مكة المكرمة.



أكد أن الأطباء يتساهلون في منح الشهادات الطبية للحجاج، خياطي:

هذه هي الأمراض التي تمنع صاحبها من الحج



كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ورئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، البروفيسور مصطفى خياطي، عن جملة من الأمراض التي تقف كعقبة أمام الحجاج وتمنعهم من تأدية الركن الخامس في الإسلام على أكمل وجه، وهي الأمراض الحادة والالتهابات، الأمراض المعدية التي قد تنقل المرض لأشخاص آخرين وهي بمثابة جريمة في حق بقية الحجاج، الأمراض المزمنة وهي أمراض قد تزداد خطورتها وتتضاعف إذا تغيرت عليه البيئة التي يتواجد فيها ويصاب بأعراض أخرى، بالإضافة للأمراض العقلية، وأشار المتحدث أن المصابين بهذه الأمراض يجب منعهم نهائيا من الحج، غير أن بعض الأطباء خلال الفحص يتساهلون معهم بحجة وجود مرافقين لهم سيتكفلون بهم ويتابعون حالتهم، لكن في الغالب يحدث العكس ويصاب المرضى بمشاكل صحية، وواصل المتحدث أن التساهل في منح الشهادات الطبية يجعل الأمراض المسكوت عنها تظهر بمجرد أن تطأ أقدامهم البقاع المقدسة، وهو ما يصعب التكفل بهم هناك وعلاجهم، ضاربا لنا مثلا بحاج لم يسبق له أن يغادر قريته طيلة 90 سنة يتجه للحج فيشاهد أشخاصا غرباء وأماكن غير معروفة، وأردف البروفيسور خياطي أن الزحام الشديد، اختلاف الوجوه، تغير البيئة يظهر بعض السلوكيات الغير طبيعية لدى الحاج، وشدد المتحدث على ضرورة إخضاع المصابين بالأمراض المزمنة لمتابعة طبية دقيقة من قبل الأطباء المرافقين في البعثة حتى لا تقع مضاعفات .