تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
سميرة براهيمي
زائر
  • المشاركات : n/a
سميرة براهيمي
زائر
أبواب النور
10-11-2015, 12:29 PM
في عصر بعيد، كان الناس يحيون عبيد، هناك من كان عبدا لذاته، و هناك من كان عبدا لصفاته ،هناك من كان عبدا لسواه، و هناك من كان عبدا لهواه ، قصتنا هذه تبدأ من قصر معزول، يكاد يكون مجهول، لولى التلة التي جعلت منه مزار، و رفعته على كافة الأسوار ،القائمة في تلك المنطقة الملتزمة بدين الاولين ، لم يكن سيد القصر يعرف السكينة، إلا في ظل البهتان ،و المنكر، والضغينة، تلك هي شارته العرفية، التي عرفه بها كل الغرباء والرعية ،كان قصره مفتوحا للباعة الطوافين ، و كل رواد الصناعة ،فما كفت ساحاته و لو ساعة، عن استعراض كل أنواع البضاعة، أرفعها الخيول و العجول ،وحتى الماعز و الخرفان، الى جانب بعض الحيوانات المتوحشة و النادرة ، التي صيدت من الأماكن البعيدة و الخطرة . كان الملك شديد التباهي بقدرته، و جبروته لحد أنه أغار، على كل الشعوب المحيطة بمملكته الصغيرة ، و كانت تلك الشعوب، أعراش و قبائل ساخطة على المعتقد، و حافظة للملتحد، أي جاهلة بدين الحق، و شريعة الصدق و اليقين. كني السلطان باسم الحيوان، الأكثر ضراوة في البيان، لشراسته في الحروب واعتمار جسمه للندوب، فهد كان متسلطا جبار ،و كان يرأس كهنة ،لا يدركون معنى الرحمة و لا الاستغفار ،حيث كانوا يميلون ميل على الناس، من مختلف الأجناس ليسلبونهم أموالهم ،و حتى نسائهم و أبنائهم ،و كل ذالك جراء الانحراف الشديد، الذي كانوا يموجون فيه موجا ،و يطوفون فيه طوافا، بدون تكلفة و لا جهد جهيد ،على مرأى و مسمع من الملك، المتجاهل للأمور الدينية و الفقهية، الا المناجاة من كان يتودد اليها، في بعض الاوقات، لتمنحه الرضا و تنزع عنه فوضى المرضى، المصابين بالكسور و المحسوبين على القصور، ما دام الامام يحكم بشريعة نظام ،مرهون بالاسلام الممهد لقدوم ،الامام الأمين سيد الاولين و الآخرين ، و بينما كان الملك يسبح في ليل حالك، كانت زوجته تعرف بقديسة العصر، و سيدة النصر الأولى و الأخيرة، في تلك المنطقة المثيرة للإهتمام ،من طرف الاقوام الراغبة في جلب الحنطة، إلى أراضيها و الزيت إلى ساكنيها ،وكثيرا ما كانت الملكة شهد تحذرر زوجها، من مخاطر الاستبداد، و التعسف اتجاه الآخر، لأن الملك و ذويه ،كانوا من أصحاب الترفيه و المقام الرفيع ،و كانوا يظنون أنهم عرق غير فان ، لا يوجد ظهيرا في الزمان، لأنه خلق متجانس مع ذات الله و العياذ بالله ، و بعد تعاقب السنين، ترزق الملكة بأربع ذكور موهوبين، ورثوا عنها الطبع و الصفة ،و العدالة المنصفة ،و كانوا من أخيار الأبرار، و أرفعهم في الأقطار و أجملهم في الأنظار . شب الصبيان متفقهين في علوم الدين ،لأن شهد حرصت على أن يكونوا مؤمنين، و مسالمين حتى لا ترتاب منهم خلائق الله أجمعين، من شرقها إلى غربها ،و من جنوبها إلى شمالها، أما الأب فكان لا يحب الأدب، إنما كان يحب الرب بقدر، و كان يحملهم على جنب و يقول محذر
فهد : لا تنفروا من العقيدة ،حتى لا تنفر منكم الهمم، فتسطوا عليكم الأمم جمعاء ،أنا ولي أمري و لي عذري في ما فعلت ، جسدي يهوى الظهور و التألق، و لو حتى على حساب قومي، و الذين أكثرهم يحبذون رجمي.

سماحة الأب مع أطفاله، جعلتهم يتصدون لتعليقات الشعوب المستنفرة، فما فروا من التعليل كلما سمعوا كلمة ،تقلص من قيمة والدهم الحبيب، و استمروا رغم حداثة سنهم ،يحاربون البدع ليس بقناع مظلم، إنما بوجوه متحررة و نيرة و قلوب متزنة و ثائرة ،عمران كان الإبن البكر ،و كان بهي الطلعة، وسيم، و قدّه مستقيم، كان يهوى مجالسة الفقهاء ،رغم أنهم كانوا يحبذون الاختفاء، من الملك و أعوانه الجائرين، في الكهوف المكفهرة و الغابات الخطرة و العسرة ،أما لقمان فكان رصين و صائب، و ثري المواهب ،يحب المبارزة بالسيوف الغير مرنة، ويهوى ركوب الخيل الصافنة .يقظان كان شاعرا فنان، أي صحيح كان جسمه نحيف، إنما كان قوي بالأفكار و الأذكار و الاستغفار. شعلان كان فارس مغوار، إلا أنه عشق فن العمارة ،عشق جعله يتعلق بكل قصر عريق ،حتى لو كان مرتطما أو غريق ، سكينتهم لم تدم طويلا ،بعد تعرض مملكتهم إلى غزو عنيف ،من طرف أربعة ملوك أشداء و جبابرة ،تآمروا جهرا على الملك الصعلوك، لينزعوا عنه الكلفة و أراضيه الخصبة الشديدة البذر والوفيرة المياه الجوفية، بعد جهد و سهد، سطا جيش العهد على قصر الملك فهد، فاستسلم هذا الأخير رفقة حاشيته الموقرة ،و جنوده المنهكين لأعداء اليقين، لكن سيوف الغزاة كانت تواقة للعقاب، فثابرت على الذبح، و لم تذر من هؤلاء غير النساء ،و العجائز، و الأبناء الغير بالغين، و كان من بينهم الأطفال الأربعة ، الذين كانوا في غاية اليفاعة ،و لم يبلغوا بعد سن المناعة ،أو الرشد الذي يجعل منهم رجال صالحين للقتال ،و المبارزة بكافة الأسلحة الموجودة آنذاك .أعدم الملك فهد، و أصيبت الملكة شهد في كتفها الأيمن بجرح بليغ، و ذالك حين مالت على زوجها لتنعيه ،محاولة استجداء عطف الأعداء ،حتى لا ينكلوا بجسمه في حضرة أطفاله، المذعورين من هول المنظر اللعين ، لكنهم ركلوها ركلة شديدة، و قوية، ثم ضربة خنجر كانت كافية، لتطرحها أرضا أمام كلا الجيشين ،الجيش المرهق و الجيش المهيمن المتحاذق، و بدون هوادة سحبوا جثة سيد السادة ، وعلقوها أمام باب القصر، ليهلل لها الجيش ساخرا و شامتا بالحاكم الفظ العنيد، قاطع الطرقات و لص المقاطعات. غادرت الجيوش المتحدة المملكة البائدة، بعدما أصبح القصر يعوم في الدماء، و الطيور تحوم في السماء ،و اتجهت نحو واد منفرد لتخيم ،و تقتسم الغنائم، و بعد أخذ و عطاء ،توصل الملوك إلى تحقيق رغبتهم ،و تحصيل حصتهم من الأسرى، وكان عمران من نصيب الملك حجال، أو أكال ملك الشمال ،و أضحى لقمان من نصيب الملك يعقوب ملك الجنوب ،و بات يقظان من نصيب الملك حرب ،ملك الغرب ،وصار شعلان من نصيب الملك دامرق، ملك الشرق ،وعندما بلغ كل واحد من هؤلاء قصره العظيم ، صب جم غضبه على ضيفه الكريم، وأسكنه بدون تردد في قعر جحيم متمدد ، لينسيه في اليقين أو ملة الصالحين، و امتثلوا جميعهم للقرار المتعسف ،ما عدا الملك حرب ،ملك الغرب، الذي كان يطمح في رفع يقظان، إلى مرتبة فارس الفرسان، لأن الفتى كان من سلالة ، عبدت رب الجلالة بعدالة ، قبل أن تموج بين الحق ،و الضلالة و تضيع رفي طيات الرق الوضيع. اضطر الملك حجال إلى سجن عمران مدة من الزمن، ليرعب كيانه الصغير فلا يجرؤ على معاندة الحراس ،و يستكن للباس المتحرر، الذي فرضه عليه ذالك المجتمع المعروف بالتميع و الترويع ،و في ليلة من الليالي الحالكة، أمر الملك حجال الحراس بإحضار عمران إلى جناحه الخاص، ليستدرجه إلى أمور تنافي دستور الطهارة و حتى الإمارة
الملك حجال = ما بالك يا فتى، اقترب، أتخشى من الملك حجال؟
عمران = بل أخشى من سوء الأعمال ،و عدم الاعتدال، و قذر الرجال
الملك حجال = و هل ترى أني أملك كل هذه الصفات المنافية للأخلاق ؟
عمران = لا تجعل الكمال ذرة و الجمال مضرة في هذه المملكة الحرة أيها الملك العظيم
الملك حجال = أنت أقوى من الرجال ،و حديثك مثل سيف القتال ،من علمك حكمة الحديث أيها الفتى الظريف؟
عمران = علمني إياها القدير
الملك حجال = و هل هناك غيري على هذا الحصير؟
عمران = القدير لا ينزل إلى الحضيض ،و لا يشكو مثل المريض، لا يجفو مثل الحطب، و لا يُعلق على العتب
الملك حجال = من أي نوع أنت أيها المخلوق العسير؟
عمران = أنا إنسان له فم ،و أذنان ،و عين ،و لسان ،طبعي صنعته بيدي ،و كياني صنعه ربي
الملك حجال = و من ربك ؟
عمران = القدير
الملك حجال = أنت طفل خطير، سأريك ما تفعل الزنزانة بذبابة مصابة
عمران = إفعل ما تريد فأنا قلبي من حديد
الملك حجال = سأنهي ذالك الغرور في أوانه
عمران = أنت سألت، و أنا أجبت، فلما تتحامل على صبي، أيها الملك الغبي، سيعاقبك الله بشدة ،إن أصررت على تعذيبي و ترهيبي
  • ملف العضو
  • معلومات
سميرة براهيمي
زائر
  • المشاركات : n/a
سميرة براهيمي
زائر
رد: أبواب النور
10-11-2015, 03:09 PM
استشاط الملك غضب، و طلب قطع رأس عمران، و رميه للجرذان ، إلا انه تريث في القرار ،بعدما أحس باقتراب الآجال، و انتصاب الأهوال ،جراء الرجة المثيرة، التي هزت قصره العظيم ،الزاخر بالنعيم و النسيم ، فعفا عن الغلام، و قال اتركوه ،و لا تضايقوه، لأن نبرته حادة و دعوته جادة، و عاش عمران بين السكان ،يحتمي بلباسه الطويل الساري، من المتوسم و العاري ،وعمل أجير لدى الملك الخطير، قبل أن ترفعه الهمة، إلى القمة حين أجاد في خدمة الأسياد بطريقة تشرف و لا تقرف، أما لقمان فكان ذكي بما فيه الكفاية، ليفلت من قبضة يعقوب المتعطش للأوزار و الذنوب، حين خرج من زنزانته الموحشة، بطلب من الملك المغرور، عزم لقمان على تغيير أسلوب تعاطيه مع الأمور، و قال لن ينقذني من الإعدام إلا السلام، و الصبر على الآلام، و بالغ في الحكمة من منطلق الأحاديث الملمة بأمور الدنيا و الدين، و اعتبره البعض راهب مواضب على الوعظ ، و تفسير الحلم و الفرض، و عاش داخل سجن الاشباح، يقتات من الألم و الجراح، إلى أن استدعاه الملك يعقوب، ليرى إن كان فعلا ذكي و موهوب ،كما وصفه حراس السجن، و نزلاءه الضعفاء المقبورين في أقفاص الخفاء
الملك يعقوب = كيف وجدت المكان يا لقمان، رطب كاللسان؟ أم جاف كالأسنان ؟
لقمان = وجدته نظيف ، أكله حفيف ،و لحافه خفيف ،هواءه يسلب ، نوره لهب ،و سيده ذهب
الملك يعقوب = أنت فعلا حكيم ،و قد برهنت على ذالك بالتقييم، حسنا سنغير لك الأعراف، و نرى إن كنت ستحتفظ بتلك الكلمات العجاف
غيّر الملك يعقوب للقمان المكان في الأوان، فوضعه في سرداب عميق، و أغلق عليه الأبواب من كل جانب، راجيا أن تصيبه الظلمة بالعمى، أو الظنون بالانهيار و الجنون، فيتخلص بذالك من نباهته ،و حكمته التي أصبح يتغنى بها جميع علماء المملكة، العاشقين للحكمة و الكلمة، و عندما تمت مدة احتجازه، قربه الملك منه، حتى يجس النبض و يزن اللفظ ،و يرى إن كان سيعفو عنه ،أو يتركه يموج في غيابات جب السراديب، الفاقعة الظلام و المتفاقمة الأوهام
الملك يعقوب = حسنا، كيف وجدت المكان يا لقمان؟ أأبهجك نوره؟ أم أسعدتك عطوره؟
لقمان = صارعت الأمواج حتى حلت ساعة الانفراج ،فلا الليل أخافني ،و لا الويل أعاقني
الملك يعقوب = هل أنت حاقد ؟
لقمان = بل سعيد بأني متواجد
الملك يعقوب = إذا سرك السجن ،أعدناك إليه ،أو أبدلناك ما هو أسمى
عمران = لا يوجد أسمى، من سجنكم في البيان ، يا سلطان الأزمان
الملك يعقوب = أنت تدرك كيف تُقدس النعمة ،و تُبجل اللقمة، لذا سنعفو عنك يا هذا
لقمان = قصرك منبع الحكمة ،و سجنك مقصد الرحمة، فكيف لا تكون عفو و كريم، أيها السلطان العظيم
الملك يعقوب = لما كل هذا الإطراء ،و أنت تعلم أني أحد قاتلي والديك؟
لقمان = أمي قديسة العصر، ولن تفارق الدنيا إلا بعد أن تحدث النصر، أما والدي فقد قتلته نفسه العنيدة، الساخطة على مبادئ العقيدة
الملك يعقوب = قررنا أن نهديك مرتبة، ونريحك من المسغبة ،ما دمت تمسكت بالدين و قاطعت طبع الجاحدين، يجب أن تدرك أني كنت مثلك في الماضي، فتى سعيدا و راضي ،أحببت العقيدة بشغف، لكني أصبحت لا أبالي ،حين عظم مالي و تسامت أحوالي ، لا تنسى أبدا أنك مدين لي بحياتك، فلا تغفو عني، و لا تهني في يوم من الأيام
يتبع
  • ملف العضو
  • معلومات
سميرة براهيمي
زائر
  • المشاركات : n/a
سميرة براهيمي
زائر
رد: أبواب النور
10-11-2015, 08:24 PM
يقظان عاش محبوب من طرف القوم أجمعين، إلا من جُرَيّْدة الغدار، ابن أخ الملك و ولي عهده المرتقب، الملك حرب كان عقيم ولم يرزق بورثة ،يرثون من بعده الملك و اللقب، لذا جعل مملكته جنة ساحرة أو روضة عطرة، يؤمها الناس كأسراب الطيور المنشدة، ليشهدوا فيها المتعة و السكينة و الرضا . حاول الملك بكل ما يملك من جهد ،حماية يقظان من حسد و مكائد ابن أخيه، الضخم الوخم ، و في كل مرة كان ينجو فيها الفتى من المضرة، يعيد ذالك السفيه الكرة ،بأسلحة قوية و فادحة، أو بمؤامرة حقيرة ومتسخة، إلى أن أصابه سهم في قدمه ،جعل الملك يبعده عن المكان، حتى يحميه من شر ابن اخيه السفيه ، فعاش في بيت جميل، وسط الأشجار والصخور ،متمتعا بالسكينة و الطمأنينة ،و النور و الزهور ، غير أن الكثير من الأنصار افتقدوه، و تمنوا عودته إلى الديار ليطربهم بفقه الشعر، و لحن المزمار

سقط شعلان الظريف ،في يد ملك جبار و عنيف، جعله منصة منتصبة للتجارب المختلفة ،حيث كان يقذف به بين الفينة ،و الأخرى في ساحة النمور و الأسود ،مع قرنائه من أسرى اليهود، ليتمتع بالمنظر المؤثر هو وأقاربه السفهاء ،من الزعماء و الحكام و الأمراء، و لو لم تكن الأسود منهكة و قليلة الحركة، لقضمته في بداية المعركة، و لما تركت فيه إلا السروال و حزامه المنهال. أمضى شعلان سنينا عدة يعاني من الشدة، إلى أن احتار فيه الملك ،و أعوانه فاستدعاه ذات يوم ليتحرى أمره، و يتأكد من سبب نصره على الأسود الجائعة
الملك دامرق = كيف وجدت الأسد؟ أأعجبتك الشدة أم العدد؟
شعلان = واحد خرفان، و الثاني كسلان، خسارة فيهم الأسنان
الملك دامرق = ألا تخشى الأسد ؟ إذا لمن تسجد أيها الفتى الأجحد ؟
شعلان = الأسد جبار، بيد أنه يتعرض للاحتضار ،أنا عبد شاقي، و لا أسجد إلا لما هو راقي ، ربي لا أراه إلا في دروب الأنوار ،و ولوج الأسحار ،و قروب الأقدار
الملك دامرق = أتقصد القمر؟
شعلان = كلا يا مولاي
الملك دامرق = إذا هو الكوكب الأكبر؟
شعلان = كلا يا مولاي
الملك دامرق = هل هو النجم الأصهر؟
شعلان = كلا يا مولاي
الملك دامرق = هل يملك كيان؟ أين أجده في البيان ؟دلني على مكانه ،و سأخفف عنك الأذى، و أغدقك بالرضا ؟
شعلان = ربي ليس حجر، و لا شجر، و لا إنسان ،و لا جان ،ولا حيوان ، إنه أكبر من أن يُرى، إنه من أوجدك، و أوجدني، و من كساك ،و أطعمني، و من أسماك فقهرتني
الملك دامرق = إذا هو شريكي في الملك ،والحياة؟ لما لا أراه أم أحضر مرآة ؟ أيها اللئيم سأريك حالا حلاوة التكريم، لأسلطن عليك من يلتهم رأسك، و قدميك حتى لا يبقى منك شيئا يُجبى غير الوجبة
حين أدرك شعلان أنه سقط في ورطة ،عاد و أصلح الغلطة ،حتى لا يعيده الملك إلى الأسد المنهك، يلعقه في كل يوم سبعون مرة
شعلان = عفوا يا مولاي من يجرؤ، على السخرية من بطل العصر ،و سيد الأمر الأول، و الأخير في هذا العالم الكبير؟
الملك دامرق = أنت و أمثالك من الجّياع
شعلان = جرّدتنا من البهاء ،و أسكنتنا في الخلاء ،فكيف لا نجوع ونحن أصبحنا ،لا نفقه إلا في الخضوع
الملك دامرق = أظهر إخلاصك ،و سأريحك من بؤسك و انتكاسك
شعلان = أطلق سراحنا ،و انهي صياحنا و ضمّد جراحنا
الملك دامرق = أنتم أسرى خيلاء و لستم أسرى سمر
شعلان= نحن من أكفة البشر، إن أسعفتنا أطعناك ،و إن أهلتنا رفعناك، و إن أهلكتنا شكوناك لمولاك
الملك دامرق = كيف لا تطع من هو أولى؟ و كيف ترفع من هو أجلى ؟و لمن تشكوا وزري و أنا سيد أمري؟
شعلان = أنت سيد العصر، و لست سيد الأمر ،و من ليس له ظهرا يحميه أباده المنكر، وأغار عليه التيه
الملك دامرق = و هل أنت محصّن بالربة أنانا ،حتى تحدثني بهذه الطريقة الجبانة؟

يتبع
  • ملف العضو
  • معلومات
سميرة براهيمي
زائر
  • المشاركات : n/a
سميرة براهيمي
زائر
رد: أبواب النور
30-11-2015, 05:51 PM
شعلان = أنا لست إلا ناصح، و ربي رب كاسح
الملك دامرق = أتشحذ مني العطف ؟
شعلان = أنا لست جبان، ما يهمني هو مصير أهلي، و أمر سهلي
الملك دامرق = تريد العودة ؟
شعلان = بل أريد الجودة في العيش، و أخشى على عشيرتي الردة و الطيش
الملك دامرق = أظهروا الولاء، و سأحيل عن كاهلكم البلاء
شعلان = أمهلنا الوقت كي نتحرر من السحت، فالجبت أنهكت قوانا و قلصت مستوانا
الملك دامرق = و ما رأيكم في الطاغوت؟
شعلان = مثلها مثل حتشبسوت الشهوة أعلت مستواها، و أعطتها قدرا لم يعطى لسواها
الملك دامرق = و الآلهة الأخرى؟
شعلان = كلها جمرة، النظر إليها ممتع، و لمسها قاسي و ملفع
الملك دامرق = أنت كاهن ؟
شعلان = أنا إنسان مؤمن
الملك دامرق = كل الآلهة تافهة ،ما عدا تلك الشرهة
شعلان = أتقصد الثور؟
الملك دامرق = الطور يتجلى في الغروب، و يعتلي في الدروب
شعلان = أنا أجهل عن أي تور تتكلم عن طور سنين؟ أم عن تور السومريين و الأكديين ؟
الملك دامرق = عن كلاهما ،فهما اجتمعا في الدنيا، و لم يجتمعا في البنية الذاتية
شعلان = و ما دخل الثور الخوار، في الجبل المختار؟
الملك دامرق = تور كنية و ليس بنية جسدية
شعلان = هل أصبح الإنسان يكنى بكنية الحيوان ؟
الملك دامرق = أجل و ثور هو أقوى أسماء العصور، لكني أظن أن العجل هو من أخذ الكنية من الرجل العاقل ،و شقيقه القاتل حين أصبحت الصفات تنطبق على صاحب المؤهلات
شعلان = و هل سكن تور المغدور الجبل المشهور طور؟
الملك دامرق = سكنه سكن الابد ولد فيه و مات فيه، و كان الشطر الايمن هو ملكه الآمن، قبل أن يغدر به تور الغيور العسر ،صاحب الشطر الأيسر
شعلان = هل القاتل هو ابن الأزل، أول مخلوق عرف العقوق و المنكرات ؟
الملك دامرق = أجل، إنما لم يكن ابن ازل إلا في الخرافات ،مثله مثل أخيه سيد العالم الأعلى و السفلي ، و سيد الموت و الحياة
شعلان = و كيف التحقا بذالك المكان بالذات ؟
الملك دامرق = كانا يعلمان أنه جبل الحرمات، جبل الصافت و الصفوات
شعلان = تقصد جبل الملائكة، و النعم المتشابكة ؟
الملك دامرق = أجل، و هو أول جبل مكين، يخشاه المحنّطين
شعلان = ربما لأنه قاسي و صخره مستعصي ؟
الملك دامرق = بل لأنه مقبرة سين ،و سين بالنسبة لهؤلاء هو رب الارض و السماء
شعلان = إذا هناك تشابك الخير و البلاء ؟
الملك دامرق = تعني سيت و أوزير ؟
شعلان = أجل، أعني شوت و موت
الملك دامرق = من المفروض أن تكون أراضي العروض
شعلان = ما هو المغزى من تنقلنا هناك ؟
الملك دامرق = لقد قادكم إيل الى مثوى الخير و القسوة، ليرى أي الشطرين سيحلوا لكم الاقامة فيه
شعلان = و نحن اخترنا التيه ،او مكان السفيه
الملك دامرق = لو اخترتم المكان الأيمن لعشتم شعبا آمن
شعلان = كيف لنا أن نعلم و نحن خرجنا لتونا من الألم ؟
الملك دامرق = أخذتم على مكان العدم، و اللهو لديكم زاخم ، لقد أراد إلهكم أن يريكم مستواكم في الدنيا ،و الخيرة لمن اختار ،اخترتم الاوزار على الحسن
شعلان = هل أنت رجل مؤمن؟
الملك دامرق = أبدا أن ملحد لا اؤمن بأحد لكنها رواية بلغت مبلغ الدعاية، الكل يعلم مكمن حبالها و مقصد رحالها
شعلان = لقد كففنا عن الجحود حبا في الترمود
دامرق = إلا أنتم يا معشر اليهود ،ما رآكم أحد كففتم عن عبادة هدد ،فكيف تعبدون إله لا تقدرون مستواه ،و لا تراه أعينكم في غزوات عشائركم ؟
شعلان = كففنا عن عبادة مود عفوا موت منذ أن خرجنا من مصر ، و منذ أن ضرب علينا الحصر
الملك دامرق = و ما معنى ترمود؟ ألا يمت بالصلة لكلمة در موت الفرعونية، أو دوات العالم الآخر لشعوب مصر الفرعونية ،
شعلان = الترمود هو نسخة من العقود الدنيوية
دامرق = أو العقود الشيطانية ،
شعلان = هي مجرد صورة عن الأدب و الرتب
دامرق = و الخطب ؟
شعلان = تركناها للتوراة صديقة التور المغدور، صاحب الرفعة و الحسنات
دامرق = إذا أنتم تدركون أن التوراة أخذت إسمها من التور، أو جبل الطور ؟
شعلان = ليس لنا علم بهذا، و ما كنا ندري أن للطور نظرة على العصور
دامرق = ما الذي جعلكم فرق ؟
شعلان = نظرتنا للغرق نظرة استلطاف، لقد حاولنا أن نصنع ما يمكننا من غرف حتى نفر من قرف المكتشف ،المجتهد في تحليل منبع ملتنا و مصدر رواياتنا ،ففي الفرق هروب من الندوب القديمة ،و فتح طريق لمجالات سليمة، تنسينا الماضي الأليم و تزيدنا ذكرا حكيم
دامرق = ماذا ترى في الرق ؟
شعلان = عتق من النار
دامرق = أية نار؟
شعلان = نار الأوزار التي ستردينا، إن نحن تحررنا بأيدينا فنحن كلما نصنع مملكة، نغوص في معركة الاشراك المتحبكة
دامرق = عش لديّ سعيد و سترى العمر المديد، لكن ليس قبل أن تحيطني بالرضا و تبتعد عن مواعظ الفوضى
شعلان = تريدني أن أصبح قعيد، و أحيا حياة العبيد ،في مملكتك القوية ،و أنا من ساعدت على نبوغ مدرستك العلمية
الملك دامرق = ألم تقل أنك تهوى الرق على حساب العتق ؟
شعلان = أخشى أن أتوه عن الحق
الملك دامرق = نم على بساط وزري، و لا تنم لا على بساط عسري
شعلان = و أعيش عيشة السامري؟
الملك دامرق = السامري كان مغامر، و لم ينفذ غير اوامر شيوخ القربى
شعلان = هل تبرئه من تهمة النكبة ؟
الملك دامرق = يقولون أن إلهكم لم يمسسه بسوء ،كما حكم على الآخرين بالموت و الرجعة ،فأبقاه حي ذليل حتى يلاقي مصيره ،إما جانحا و إما قتيل
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:36 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى