الشروق تكشف الوجه الآخر لبعض سائقي "الطاكسيات" وتنقل حقائق مثيرة: سيارات تتحول لملاه ليلية.. شعوذة
14-02-2016, 08:40 PM

سيد احمد فلاحي

مراسل صحافي

سمح فتح المجال للقطاع الخاص بتسيير شركات نقل سيارات الأجرة على توفير عدد معتبر للطاكسيات لسد العجز وتسهيل تنقل الراكبين، لكن بالموازاة مع ذلك برزت المشاكل والقصص الشائكة التي يكون الضحية فيها الزبون بسبب فئة معينة، رغم أنها قليلة العدد، من السائقين غريبي الأطوار، تمكنت الشروق من تحديد بعضها من خلال هذا الاستطلاع، وكشفت عن حقائق خطيرة أبطالها بعض سائقي سيارات الأجرة.
سائقون يحوَلون مركباتهم لملاه ليلية
أول فئة سلطنا عليها الضوء هي النوعية التي أساءت كثيرا للمهنة النبيلة التي تعتبر في البلدان المتقدمة مرآة البلد، حيث لا يتوانى سائقو تلك المركبات تحويلها إلى ملاه ليلية، ضوء أحمر خافت يعطي الانطباع أن الأمر يتعلق بحانة أو ما شابه وليس سيارة لنقل المواطنين، شباك معلقة في المؤخرة تملأ بالدمى و القلوب الحمراء، بالإضافة إلى كل ذلك يطلق السائق العنان لموسيقى الراي الهابط، فيكون مسك الختام تدخين السيجارة من دون توقف وفنجان القهوة لا يفارق يده، وهي أصناف تفضل العمل بعد العشاء، حيث تكون وجهتها في الغالب نحو الملاهي الليلية، لنقل أو جلب زبائن، ويكون سيء الحظ من يتجرأ على الركوب مع السائق المهلوس، وهو ما وقع لنا بعد ركوبنا إحدى السيارات التي كانت موسيقى الراي تنبعث منها، وقد فضلنا مرافقة السائق لتدعيم هذا التحقيق .

طاكسيات "كورتية" لإبرام عقود الشغل والسكن والزواج ؟
نوع آخر يطلق على تسميتهم "بالكورتية" لأنهم يملكون أخبارا ومعلومات دقيقة حول مختلف الميادين، سواء تعلق الأمر بالسكن، أو الشغل أو حتى الزواج يملكون معلومات هائلة عن أمهر الأطباء وحتى الرقاة، وفي بعض الأحيان تربطهم علاقات مع مسؤولين يملكون زمام أمور التشغيل، ويكون الشرط الوحيد في كل تلك المعاملات هي منح الطاكسيور جانبا من الربح، مقابل تلك الخدمات ويكفي السائق لحظات فقط بعد ركوب الزبون لعرض عليه الخدمة في سياق الحديث، وقد وردتنا عدة قصص على لسان مواطنين تعاملوا مع تلك الفئة، حيث نجحوا في العثور على شغل وسكن وغيرها بفضل توجيهات سائق الطاكسي .

"الطاكسي" المشعوذ وقراءة الحظ
وخلال نفس التحقيق الذي منحنا فيه الزبائن الكلمة لسرد مغامراتهم مع الناقلين من طراز مختلف، لفتت انتباهنا قصة أحد السائقين الذي يسمى "بالدرويش" هو في الأربعين من العمر يمتاز ببنيته المورفولوجية القوية، حيث بمجرد إركاب الزبون حتى ينطلق في ترديد بعض التعويذات و الكلمات غير المفهومة، ويدخل مع الزبون في حوار ساخن سين وجيم، ليحدد له في الأخير ما سيلاقيه خلال أيامه المقبلة، فإذا صادف بعض أصحاب القلوب الضعيفة فيخضعون لسيطرته، أما إذا كان الأمر مغايرا فيطلب منه الزبون التوقف ومغادرة المركبة وهو في قمة الغضب، حسب ما أكده لنا بعض الزبائن الذين كانوا ضحايا هذا السائق .

الغش في العداد لحرق جيوب الزبائن
وقبل أن نختم تحقيقنا أبينا إلا أن نسلط الضوء على فئة أخيرة تسمى بالمطففين، والتي يبقى أكبر همَها كسب الأرباح على حساب جيوب الغلابى، من خلال الغش في العداد لزيادة قيمة الرحلة، وقد تمكنت مصالح ديوان القياسات القانونية بولاية وهران السنة الماضية فقط من تحديد هوية 70 سائقا، تورط في عملية التطفيف في العداد، حيث ضبطوا وهم ينشطون بعدادات مفبركة لتمكينها من رصد قيمة مضاعفة والتدليس على الزبائن ووفقا لشكاوى المواطنين انطلقت حملات المعاينة والتدقيق في العدادات وكانت النتيجة هي توقيف 70 حالة ولا تزال العملية متواصلة لوضع حد للغشاشين .