سنرجع يوما يا وطني
27-10-2015, 09:16 AM
"سنرجع يوما يا وطني" بضعة كلمات تذكرني بجراح لا زالت تنزف علقما بدل دم زاخر يا صديقي الهجرة أصعب من الحرب في جبروتها و قسوتها ،و من ماتت أمه فقد عينه الشمال ،و فقد معها الرجاء و الآمال أو الجنة بأكملها يا للعجب ما هذا النصيب الشحيح الذي أطلّ عليّ كذروة المخاض المتعسر ،ماذا أفعل داخل هذا الكوخ المائل و المنعزل هل كتب لي أن أعيش في قصدير متداول سريع التهور و الانقباض، أقضي ليلتي على حصير هاري و مترهل ،وأطهو طعامي فوق موقد نصفه راحة ونصفه إباحة ،أخشى أن أقول أنا لاجئ حتى لا تلاحقني عيون الكبار و تستصغرني عيون الأطفال، أخشى إن ركعت للذل أجد أجود منه في الغل خارج متاريس الحراسة المتواجدة في حي الأموات عفوا اللاجئين العراة و الحفاة ،يا ويلي من الظلم إنه يستلطفني بقوة حتى خارج بلادي المنكوبة ماذا أفعل أنظر من وراء زجاج النافذة، و أعترض بالاشارة على طريقة الصم و البكم أم أحطم جدار الخوف وأرتطم بأحد أقدام حراس الحدود أنظر في عينيه و أقول: أتركني أعبر ناحية المكان الآمن، أنظر لجسمي كيف أصبح يرسم نبرات إسمي ،تمعن في أسناني ألا تشبه تلك القليلة الحركة التي يملكها العجوز المسن، أنا لاجئ ميت قبل الأوان هذا ما أصبحتُ عليه في الوقت الراهن إنسان بلا عنوان أو جسد بدون هوية على كل حال لكل أقوال، و لكل طريقته في الاعتراض على الوضع ، و طريقتي هي تصنُّع البؤس أكثر من اللازم ، فلربما احتارت الأمم و منحتني ما يلزم من مئونة ترفع من معنوياتي المادية في سنين التّعصب و التّرقب ماذا أفعل ما دام التنديد أمر غير مقدر في بلدي و عند أبناء جيرتي ممن لجأت إليهم في محنتي المشهودة ،حسنا سأذهب كما يذهب الجميع إلى المجر و من هناك إلى بقية المدن الأوربية الغربية فأنا لا أريد أن أستقر في أوربا الشرقية ، يا إلهي أنا أبحث عن المساواة في بلد الطغاة، آلا يكفينا أن نُدهس بالقدم كذالك قادتنا أجسادنا إلى الظالم إلى معلم الحِرف و سيّد التّرف من كسر أنف أبينا بالخراطيش و التحشيش، و موعظة الدراويش آه ما أبعد المسافات بيننا و بين الحياة ماذا أقول غدا لأبنائي أني أحببت ولائي لهؤلاء ،أني تركت سورية تنهار و واكبت أسفار الأخطار ،هل أقول لهم أني سافرت في مهمة رسمية لتحريك العاطفة العالمية من يشد أزري و يريني أين مكمن وزري ماذا فعلت لأسقط أمام الأرهاط المختلفة ،و أنا الرجولة المحترفة بحد ذاتها ،الحل الوحيد هو أن أسكن في واد جاف، و أترك الأطياف تتقاتل في ما بينها لعل و عسى نرتاح من الأسى اليومي الذي يصدره عناد الأحفاد ،و تصارع الأنداد، سأرجع يوما يا وطني ، سأرجع و في يدي إبريق من ذهب أمسح عليه بأدب جاد تماما كما فعل علاء الدين مع فانوس الغابرين فتزهر سوريا قمحا ،وتين أخضر و أظنه موعدا مقدر فرسولنا أشار أن الصبح سيصبح نار و النسيم سيصبح إعصار لكن سورية دار البقاء ،و هذا ما نصت عليه نبوءة الإيحاء
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة








