كوب وكأسان
27-01-2016, 04:43 PM
كــــــــوب وكأســــــان



تعال أيها النادل ؟ لمن هذه الثلاثة ونحن إثنان؟.........

ابتسم النادل وقال:

سيدي الكوب واحد وهذان كأسان.....

قلت: أتعلمني كيف أناجي البدر في دجاه ؟ من أنت من بني الإنسان؟.

ضم النادل شفتيه وقال: لك مني كلمة لا كلمتان....

قلت: هاتهما وانصرف لسنا بسواح نحن مسافران...

قال: كلنا فوق أديمها عابر. اليوم أو غدا حتما أنتما راحلان....

أفرغ ما بالكوب من لبن سيدي؟ ترى وجهيكما سناء يلمعان.....

قلت: وهل ما في الكوب هذا بكاف .راوي العطش ؟ عجبا هما قطرتان....؟؟؟؟

قال: الغيث أوله قطرة بها نزل وثاني عطفه ود به جرت الأنهر والوديان....

أدعك سيدي فإني مؤتمر , أمامك جرس له رنين ضغطة تكفي لا ضغطتان....

وغاب عن نظري النادل المهذب هذا , أمواج تطلبه يردفه حارس و على الشمال حارستان....

سكبت ما بالكوب على الكأسين , سقيتها رحيق الحب ومن أطيب حب الجنان.....

فلما استقر شهد الهيام في مجرى عروقها , تنهدت وقالت نعم العشرة و المكان .....

ولولا ما بي من حلي وما علي من جواهر لقلت أين كنت يا كوب هذا الزمان ....

وهي من فيها لؤلؤا ودررا تنثر , أجادت صياغتهما ماسا وياقوتا تلك الشفتان.......

خذي منديلي لا تخجلي هو أبيض طهر وعفة , سحبته وقد احمرت منها الوجنتان...

لا عليك فأنت أنت وإن أبيت , معدن أصيل وغال ليس به لاشية ولا شنآن...

ما في صدري من لؤم ولا ملامة , كل ما في الأمر أدب حديث تزينه جوهرتان...

رب لا سواه يعلم سرنا ونجوانا , فما بال هذين بعيني الريب يرمقان.....؟

ألمثنى الحديث يجرم صاحباه؟ , ألم يعلموا أن في جوف كل منا قلب لا قلبان...؟

اللهم أنت وحدك تعلم فقه قولنا , وما شط عن الصراط إلا شيطان وثعبان......؟