ليتني سافرت ولم أ‘عد...؟
03-02-2016, 10:23 PM
ليتني سافرت ولم أعد...؟



الإختيار صعب للغاية حين تجد نفسك بين أمرين كليهما شديد’ فأول الأمر صعود الجبال
وثانيهما العيش في الحُفر..وصدق الشابي حين قال:
[ ومن لا يحب صعود الجبال */* يعش أبد الدهر بين الحفر].
لك ألتمس ألف ألف عذر في السهو والعمد’ من ذي قبل ومن ثم بعد’ إلا أنني لا أجد لنفسي مبررا لأعذرك إن كنت متعمدة القصد ................
سألت لك الراحة وما يريحك ليس إلا ’ إذ بك تعقبين بما لم أر له محلا.....
كلا. لعجيب منك هذا... غريب أمرك لعل....؟.
يا ابن آدم لنفسك عليك حق’ ولأهلك عليك حق ’ ودونهما وأولهما لربك عليك حق ...
فأي من الحقوق به تُقر وإياها تؤدي أولا....؟.
ليتني سافرت ولم أعد..؟؟؟؟؟؟؟.أكثر من مرة أو مرتين أو زد عليهما قليلا نويت عزما السفر إلى المجهول حيث الصمت الرهيب يخيم واللسان معكوف لا من حرف به يبرم
ولم ينطق قولا.......
رأيت وأرى هذا أفضل لي من الخوض فيما لا يعني ومن الحديث ما لا يغني .
أسافر فلا أعود ’ وكأني بها هجرة إلى ما بعد الكثبان الرملية التي تجاهلتني ثم تخلت عني ورمتني ’ أو إلى ما وراء السدود حيث الوعد الموعود ...حيث اليوم المشهود.... حيث لا إنس جلوس ولا من القوم من هم بي متربصين قعود...حيث ساحة الوأد المشنوق المختنق بالود...حيث صُلب المحب دون ذنب.... حيث الحب المؤود...
أعتقد أنها رحلة لا رجعة بعدها مطلقا ...أظنها راحة أبدية بي حالقة’ أخالها استراحة لفؤاد لطالما صب أنينه وبكى وتذمر’ الليالي سهر والنجوم سامر’ حتى البدر أدار وجهه للقمر
أسافر دون ميعاد يُذكر ولا من زاد يُنظر.. أمتطي صهوة فرسي الذي شاخ مثل صاحبه . فرس كثيرا ما شق الأودية واعتلا القمم . فرس لم يخش يوما زمهرير ريح’ ولا ضرضرة نمر’ ولا فحيح أفعىى ولا زعاق نسر ’ بل كان يحن وتدمع عيناه لما يسمع ثغاء شاة تسصرخ خيفة من ذئب ’ وضغيب أرنب تفر من بطش مخالب كلب’ وسليل ريم حين تبدو بوادر الغدر من خادع من سلالة بشر انحدر .... ترى فرسي يبكي وتراني معه باكيا ’ فمن ذا الذي يمسح دمعته ويكفكف دموعي التي في الوهاد والشعاب سارية...؟.